وتصغر في عين العظيم العظائم .. يا ابن مساعد لمثل هذه المحن اخترناك رئيسا .. كان الهلال ولا زال زعيم الأندية السعودية ، وشيخها ، وعميدها ، رضي من رضي وأبى من أبى ، تعدد الرؤساء واللاعبين والإدارات، وبقي الهلال بطلا ، رغم أنفهم ، ثم رغم أنفهم . واجه الهلال العديد من العقبات والأزمات، فاختلقوا له المشاكل والعقبات فقهرهم وقهر العقبات وظل الهلال بطلا.
أنشأوا لجنة الانضباط لكبح جماح الهلال فنقلوا مبارياته إلى ملاعب خصومه، وعاقبوا لاعبيه فأوقفوهم ظلما وغدرا ، فقهرهم الهلال كعادته، فأحرز العام الماضي كأس ولي العهد ،ثم أتبعه بالدوري فخطفه من أمام أعينهم.
كلنا يعلم السجل الحافل للهلال، وكلنا يعلم لماذا هذا العشق المتجدد في دمائنا لهذا الكيان الكبير، ولأننا نعلم ما سيواجه ذلك الكيان الكبير من مصاعب وأزمات تختلق لكبح الجماح، اخترنا هذه المرة لقيادة هذا الكيان رجل بحجم المسؤولية والمهمة الموكلة له . يا ابن مساعد نحن لم نختارك رئيسا لكي تسير أمور النادي الإدارية وتصرف الرواتب وتنظم أنشطة النادي، لا فأنت أكبر من ذلك ، نحن اخترناك لأننا نعلم أنك الرجل المناسب في المكان المناسب ،لأننا نعلم ما يخطط له الأعداء من خطط لكبح جماح هذا النادي، اخترناك لأنك الحكيم الذي يعرف كيف يدير الأمور عند الأزمات والمحن، اخترناك لأنك الأعقل والأدرى بكيفية التعامل مع هذه المحن والمصائب التي تتوالى على الهلال لتنقله من مستنقعها إلى منصات التتويج ، نعم أنت وحدك بعد الله من نعول عليه في قهر المصاعب. يا صاحب السمو لقد تملكت قلوبنا وأفئدتنا كشاعر كإنسان فأحببناك وارتضيناك رئيسا وقبطانا لنا، فواصل مسيرتك وأكمل خطواتك حتى تصل بنا إلى بر الأمان.
من الجميل أن نحاول أن نجلس ونفكر لنستنتج إيجابيات المحنة التي تمر بالهلال حاليا، ونقول رب ضارة نافعة، وأعتقد أن الهلال يحتاج في هذه الفترة بالذات إلى العامل النفسي قبل العامل التكتيكي والفني، وأرى أن من إيجابيات هذه المصيبة والمحنة الآتي : 1- هذه المحنة دعوة لأعضاء الشرف للالتمام حول النادي ودعمه بكل ما يستطيعون من قوة .
2- يجب أن تدفعنا هذه الأزمة كجمهور إلى مساندة الفريق، يجب أن تمتلى المدرجات بهم لكي نثبت لهم كيف أنكم قهرتم نصف سكان المملكة العربية السعودية، أربع مباريات فقط في الدوري، ومثلها في كأس الأبطال، فأنتم أهلها يا جمهور الزعيم.
3- هذه المحنة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك من هو الفريق المدلل ومن هو الفريق المستقصد، فبانت النوايا وسقطت الأقنعة .
4- هذه المحنة الأزمة وإن كان ظاهرها أنه سينتج عنها روح الإحباط واليأس للاعبين والجمهور، لكنها من زواية أخرى قد تكون عاملا نفسيا مهما في بث روح الحماس والإصرار في اللاعبين لمحاربة الظلم، والرد على الظالم بإحراز الدوري وكأس الأبطال، وكأس أندية آسيا .
5- هذه الأزمة والمحنة يجب أن نستفيد منها لإعداد الخطط والدراسات للمستقبل لمواجهة مثل هذه المحن والمصائب، وكيفية التغلب عليها بوضع الخطط البديلة.
6- هذه المحنة تدعونا إلى معرفة واجبات إداريي الفريق في الملعب، والحرص على عدم جر المدرب إلى القيام بها داخل الملعب .
7- هذه الأزمة تجبرنا على تعلم الصبر والتأني والحلم في الملعب، وتحمل ضغوطات المباريات . ختاما أقول يا أبوفيصل يا ابن مساعد أنت لها، ولمثل هذا اليوم اخترناك رئيسا، فسر على بركة الله ونحن ورائك، لن يضيرنا ظلم حاقد، ففوق كل ذي قدرة قادر . |