السادة الزعماء .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حالنا الكروي نحن معشر السعوديين يدعو كثيرا للشفقة ، فما ينبغي أن تكون كرتنا عليه في نظر المسيرين لابد وأن تكون احترافية ومتطورة ، بينما الواقع برئ كل البراءة من هكذا حال ، ( متطورون ) هكذا يريدون : · مرة نسبة للتأهل إلى المونديال العالمي والخروج المخزي في كل مرة .. · وأخرى إلى منشآتنا الرياضية التي أكل الدهر عليها وشرب .. · وثالثة بإعلامنا الرياضي الهادف الحر الذي ما هو في حقيقته إلا من رحم ربي كذب ونفاق ومصالح شخصية في الاعتبار الأول ... القارئ لكلماتي يلمح مدى التشاؤم الكبير الذي تحمله حروفي والانطباع السائد بين جملي وأفكاري .. ولعله يخرج أحدهم بعبقرية ليس لها مثيل مفادها أن ماسبق وسيأتي ماهو إلا انتقاد لحب الانتقاد أو أنه من بلديات ( اللي مش عاجبه حد ) !! لكن بعيدا عما سيقوله المتحاذقون والعباقرة ممن رضوا واقتنعوا أقول : بينما الشعوب المعدومة كرويا تتقدم في منشآتها وإستراتيجيتها لا زلنا نتغنى بملاعبنا الدرة ، ملاعب تأن من جدران تصدعت ، واشتكت منها ظهور تصلبت ، هذه منشآتنا وهذه ملاعبنا ، أما ما يدور عليها من مسابقات ونشاطات فحدث ولا حرج ، فرقنا تصرف على لاعبيها بالملايين وأكثر على مدربيها ، وفي كل مرة يخرجون بشعاراتهم الوطنية وكأن الوطنية حكر لنا فقط من بين من يسكن هذه الأرض !! رامين بعرض الحائط جهود رئيس ناد أو صرخات مدرب سهر وتعب فالمنتخب أولا ، الغريب أن الواقع غير ذلك عندما يكون الحديث عن كأس العالم !! 4 مشاركات الأولى منها ايجابية وما تلاها أقل ما يقال عنها فضيحة ، ومع هذا فلازلنا متطورين !! ربما نحن متطورين بالفعل فلا أحد سوانا يؤمن بأهمية المعسكرات الطويلة وتجمع رفاق البالوت والبلاي ستيشن في غرف المعسكرات الخضراء ، ونحن فقط من يهمه انسجام لاعبينا المجمعين من قارات مختلفة ، أو ربما فمن يدري فمدربنا العزيز ذي الورقة والقلم يهدف إلى غرس مهارات فنية معينة في لاعبينا اكتسبها من رحلته الاحترافية المميزة أو حتى لتطبيق جمل تكتيكية لم يتوصل لها بعد زملاء المهنة فينغر وكابيلو !! أما إعلامنا فياله من احترافي !! صباحا تجد أحدهم أخذت حروفه وكلماته تملأ الصحف وصوره تعلو الأعمدة ، ومساء على شاشات التلفزة تراه ينظر ويخطط ويحلل ويقوم أخطاء اللاعبين والمدربين والحكام ويدقق في قوانين الفيفا ، مرة تجده محلل ومرة ضيف وأخرى مقدم ولا عجب إن رأيته يتصدى للثلاثة في آن واحد ! لكن في ذلك كله لا تجده إلا في أحد أمرين : إما مدافع عن فريقه ، أو مادح للون الذي يهواه ، كاذبون منافقون ، الحقيقة في نظرهم لابد وأن تتماشى مع ما يرتضيه رئيس ناديهم ومع ما يتوافق ولون شعارهم ، هم الدافع الأول لكل مصيبة ، والزيت المنسكب على نار ، والمحرض على كل فتنة .. وهنا أعود بالقول إلا من رحم ربي من أصحاب الأقلام النزيهة والعقول الراشدة .. فاصلة أخيرة
لست متشائما ولا محبا للانتقاد لكنه واقعنا الفوضوي .. مسابقاتنا مبعثرة .. متداخلة .. قراراتنا متخاذلة .. أندية تدفع وتعمل وتكافأ المميزة منها بتجريد أسلحتها .. نظهر معلنين تقبلنا ( للنقد الهادف البناء ) وعندما ننتقد فنحن نحتاج إلى تربية من جديد .. أو لإعادة دخول مدرسة من جديد .. قضاة الملاعب إن أخطئوا فجلهم مرتشين .. ياله من عالم ضاع في زحمة العبث !! 