من خلال الفصول السابقة يتضح لنا أهمية تنسيق الألوان بطريقة مناسبة حتى تضفي طابع خلاب مميز على شكل ما ، وعليه ظهرت فكرة التصميم منذ زمن بعيد ، فكل الحضارات السابقة في كلاً من الحضارة الفرعونية وكذلك الحضارة الفارسية والرومية والإسلامية وغيرها من الحضارات القديمة والحديثة اهتمت بهذا الفن العظيم.

فبنت القصور والقبب والمنازل والمجسمات المتوافقة مع أفكار وماهية هذه الحضارات كل على حده ، حتى خلدت ذكراها بالعديد من الإنجازات الملموسة والتصاميم الإعجازية الرائعة

فالتصميم الشكلي لا بد أن يضاهيه ألوان مميزة ومتناسقة مع هذا الشكل إن كان من المنحوتات أو الصور أو الملابس أو غيرها من الأمور التي تقتضي التناسق ما بين الشكل والمحتوى والألوان بطبيعية الحال.

فمازال الإنسان ينجذب بطريقة لا إرادية تجاه نوع أو شكل من التصاميم ، إن كانت في الملابس والأزياء أو السيارات أو غيرها من الأمور التي تتميز بتصاميم جذابة وسلسة.

ونحن من خلال هذا الكتاب سنركز على أهمية تناسق الألوان وغيرها من الأمور في عملية تصميم المواقع الإلكترونية ، فالتصميم المبتكر والجميل المتناسق مع الألوان يجذب الكثير من الناس ويعطي جو من الراحة النفسية للموقع كما يضفي على الموقع شخصيته الخاصة والفريدة.

فكما رأينا سابقاً أن اللون الأحمر هو اللون الوحيد الذي يعطي للنار هيبة وشخصية ساخنة حقيقية كما شكل وتصميم اللهب زاد من رفعة هذه الهيبة للنار ، مثلاً.

ونحن من منطلق الطبيعة الخلابة التي حباها الله تعالى بهذه الصفات المذهلة نقتدي بأهمية أن يتلازم كل من فكرة الموقع الإلكتروني مع شعاره مع كلاً من الألوان والتصميم الخاص به على وجه التحديد.

فسوف نرى في الفصول القادمة طرق مبتكرة في عملية اختيار التصاميم المناسبة لفكرة موقع ما ، وكيفية تصميم الشعارات واختيار الألوان المتدرجة المناسبة للموقع الإلكتروني.

فالعمل الاحترافي يتطلب الكثير من التركيز والقدرة على التعامل مع هذا (عالم التصاميم ) البحر الهائج.