الباب الأول : القواعد الأساسية - الفصل الثاني : علم النفس وعلاقته بالألوان
لقد ارتبطت الألوان منذ قديم الزمن بالإنسان ، وأقامت الحضارات السابقة كتب ودراسات عن الألوان وجمالها ، فقد كان الملوك يرتدون الألوان الساطعة والخدم يرتدون الألوان الهادئة والجيوش يرتدون الألوان الداكنة.
فقد كانت الأمم قبلنا يتفاءلون بالألوان ويتشاءمون ببغضها ، فيتفاءلون بالألوان الفاتحة كالأبيض والأصفر والأحمر ويتشاءمون بالألوان الداكنة كالأسود والرمادي مثلاً ، فالألوان هي ما تشدنا ،وهي من يتحكم فينا لا نحن ، فلكل منا لونه المفضل ومجموعته المتميزة من الألوان المختلفة الدرجات.
وتطور علم الألوان لدرجة تحديد شخصية وصفات الإنسان نتيجة حبه لبعض الألوان الخاصة. فظهرت الكثير من الكتب المتخصصة في هذا المجال ، لا بل زاد على هذا ظهور تخصصات إنسانية تدرس التأثير الروحي للألوان على الإنسان وعلى طباعة العامة وصفاته الخاصة.
فقد قيل عن اللون الأحمر مثلاً : انه لون قوي، لون الحياة والطموح يساعد على اجتياز الأفكار السلبية لكنه ينتسب للغضب إذا كان لدينا الكثير من الأحمر في أنفسنا، نشعر دائماً بعدم الراحة وبالعصبية الزائدة.
أم اللون الزهري فهو ملطف ، يغمرنا بشيء من الحب والحماية ويخفف الشعور بالوحدة والحساسية في حين اللون الأحمر هو لون الجنس وهو لون الحب الغير أناني.
كما أن البرتقالي يعتبر لون الفرح ، يفرج عن الأحاسيس ويعطي شعوراً بالخفة والحياة ينشط العقل ويجدد حب الحياة انه مفيد ضد الاكتئاب ويرفع المعنويات بشكل ملحوظ.
ويذكر علم النفس كذلك أن اللون الأصفر يعبر أيضا عن الفرح والنجاح ويعبر بالاحتفال بالأيام المشمسة، انه لون الجانب الفكري في العقل وهو معبر للأفكار، ويساعد على اتخاذ القرارات والأحكام الصائبة ويساعد على التنظيم الصحيح، واستيعاب الأفكار الجديدة، يبني الثقة بالنفس ويشجع الإيجابية.
والأخضر كذلك لديه علاقة بالطبيعة، يساعد على التواصل، يخلق شعوراً بالراحة والاسترخاء لكن عندما يكون اللون الأخضر داكناً أو زيتونياً فإنه يميل إلى الانهيار، مثل أوراق الشجر في فصل الخريف فالأخضر لون الشهوة، الغيرة، وحب التملك.
كما أن اللون التركوازي يمثل لون المحيط ، وهو لون يهدئ وينعش ويقال أنه لون المجهود العقلي، يشعر بالتجدد، ويساعد على التواصل والإبداع.
أما الأزرق فهو لون بارد، هادئ، له علاقة بأعلى العقل، يجسد الليل فيشعرنا بالاسترخاء ، يحمينا من نشاط النهار ويخفف الأرق يساعد على سيطرة العقل والإبداع ، فيما الكثير من الأزرق الداكن يؤدي إلى الاكتئاب.
وكذلك اللون البنفسجي يساعد على تلطيف أوجاع العصبية، ويخفف الهوس والخوف فهو لون قوي، متعلق بالجهة اليمنى من الدماغ يتواصل مع الحدس والخيال، انه لون تحول، لون سلام يحارب الخوف.
فيما اللون الأبيض يعتبر لون الطهارة، لون الحماية، يجلب السلام والارتياح يخفف من الصدمات العاطفية ويساعد على تنظيف الأفكار والروح يعطي الشعور بالحرية، لكن الكثير من الأبيض يضفي شيئاً من البرودة والانعزالية ، كون الأبيض يعرفنا على الآخرين.
فيما اللون الأسود: انه لون مريح، غامض، لون السكوت ، وقوة الحياة الأنثوية يحمي من التغيير والنضوج.
وقيل عن اللون الرمادي أنه لون الاستقلالية ومراقبة الذات ، لديه شعور سلبي، انه لون التهرب، عدم الالتزام ، كونه لا ابيض ولا اسود ويبين عن انتقاد ذاتي.
ويعتبر اللون الفضي انه لون القمر الجميل الذي هو بحالة تحول دائم ، متعلق بالإحساس الظاهر من العقل.
فيما اللون الذهبي فهو أرقى درجات اللون الأصفر إنه متعلق بالشمس، لون السلطة والوفرة ، والأفكار العالية ، الحكمة والتفاهم، انه يحيي الفكر وينشطه، ويعتبر اللون الذهبي الفاتح مفيد لتخفيف الكآبة لدى الأشخاص.
وأخيراً البني فهو لون الأرض الأم ، يعطي الاستقرار تارة ويخفف الشعور بالأمان تارةً أخرى.
فقد لعبت الألوان دورا هاما في التأثير على نفسية الفرد ، حيث أن الميل إلى بعض الألوان يرجع إلى ظروف حياتنا وثقافتنا ، كما يرجع إلى الظروف النفسية التي يمر بها الشخص .
وفيما يلي جدول مبسط يشرح الألوان من منطلق نفسي إنساني – تستطيع من خلال تحليل الأشخاص ذووا الميول المخصص للون ما ، حمل الملف المرفق | 