لقد خلق الله تعالى الألوان فهي إبداع إلهي لا يمكن وصفه أبداً ، فلك أن تتخيل نفسك أنك لم تشاهد الألوان قط في حياتك وأنك ضرير لا ترى وأغمض عينيك ، وتفكر في الألوان وحقيقتها وسل نفسك سؤالاً واحداً ، ما هو معني اللون الأحمر، مثلاً!

لن تجد إجابة شافية مهما حاولت ، فنحن ولله الحمد نرى الألوان ولكن لا نستطيع وصفها أيضاً.

قال تعالى :{لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } سورة غافر57 .

وروي معاريض الدعوة للنووي عن الإمام الترمذي عن ملك من الملائكة عندما طلب طلبا غريبا من رب العباد سبحانه؟ قال : يا رب ، أريد عمراً مائة ألف سنة. ومائة ألف جناح وقوة مائة ألف ملك لكي أطوف مسبحا بحمدك حول العرش.

قال الله تعالى : لك ما أردت . أجيبت الدعوة . وانتهت المائة ألف سنة . وقف فوجد أنه لم ينهي ولا لونا واحدا من ألوان العرش .( أي أن العرش له ألوان لا يعلم جمالها إلا الملك سبحانه ) . ووقف الملك يبكي . وقد انتهت وقفته أمام جنة عدن .

فخرجت له حورية من الحور العين تتعجب . أفي هذا المكان يبكي أحد ؟!!

فلما وقف الملك يبكي وتعجبت الحوراء ، العيناء . قالت : لماذا تبكي يا عبد الله ؟.

قال : أنا طلبت من ربي كذا وكذا وأعطاني وأنا لم أنه ولا لونا واحدا من ألوان العرش . ماذا أفعل ؟

قالت له : يا هذا ، بصنيعك الذي صنعت ما بلغت جزءا من مائة ألف جزء من ملك أبي بكر الصديق في الجنة .

وهذه الرواية تؤكد أن للألوان جمال لا نهاية له إطلاقاً.

فهي تعطي للذهب بريقاً مميزاً وللشمس ضياء دافئاً وللثلج بروداً هادئاً وللسماء روحاً صافية ، ولكل شيء طابعه المميز ولونه المتميز عن غيره.

إننا باختصار نستطيع أن نصف الألوان بأنها مذاق العين التي بها نتذوق كل ما هو حلو ومر وكل ما هو ساخن وبارد على حد سواء.