مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 04/05/2001, 01:16 AM
بس هلالي بس هلالي غير متواجد حالياً
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 06/01/2001
المكان: الرياض
مشاركات: 66
Post

المرض الكروي!
بقلم الكاتب الكبير-عبد الله باجبير - الشرق الأوسط

يقسمون القضاء الى قضاء جالس.. وقضاء واقف (المحامون)، وأريد ان اضيف اليهما نوعاً ثالثاً من القضاء المتحرك.. او الجوال.. اقصد قضاة الملاعب (الحكام).. فلهم نفس صلاحيات القضاة من حيث انهم يحكمون بقوانين محددة بين طرفين كل منهما يحاول اثبات حقه في حدود الطرق القانونية التي يحفظها قاضي الملعب.
وساحة المحكمة في القضاء الجوال هي الملعب.. والخصوم او المتنافسون هم اللاعبون.. وشهود الجلسة هم مراقبو المباراة.. وجمهور الجلسة هو جمهور المدرجات.
نحن اذن امام محكمة مستوفية الشروط لنظر قضية من الفائز ومن الخاسر.. ومن مميزات هذه المحكمة ان احكامها تنفذ في التو والساعة.. اقصد في التو والثانية، فبمجرد اطلاق قاضي الملعب صفارته يتوقف اللعب لتنفيذ حكمه!
وكما يجب ان يحمل القاضي شهادة في القانون.. وان يتدرج في مناصب القضاء حتى الوصول الى المنصة.. كذلك على الحكم الجوال ان يكون قد حصل على شهادة بأنه يحفظ قانون اللعبة.. وانه يتمتع باللياقة اللازمة لادارة المباريات.. وانه نظيف اليد، واللسان، وانه يحمل ضمير القاضي، ويمتلك حيدته.
بعد هذه المقدمة التي طالت نوعاً ما.. اريد ان اقول ان نقطة الضعف الرئيسية في العملية الرياضية.. خاصة كرة القدم، هي بعض الحكام، او قضاة الملاعب.. او القضاة الجوالين.. نقطة الضعف التي حرمت اندية من حقوقها في الفوز، وأعطت اندية فوزا لا تستحقه، نقطة الضعف التي اثارت الجماهير ففقدت ثقتها بعدالة التحكيم، ودفعت البعض، وانا منهم، الى الانصراف عن مباريات الكرة المحلية مهما كانت اهميتها.
لقد بدأت حياتي الصحفية ناقداً رياضياً.. وتابعت الملاعب في بلادي اكثر من ثلاثين عاماً.. ولم تحدث من قبل مشكلة مثل مشكلة هذا العام.
كيف يتغاضى الحكم عن ضربتي جزاء واضحتين كالشمس لصالح النادي «الأهلي» .. واحدة في الشوط الأول.. والثانية في الشوط الثاني.. وكما يقول المثل «ضربتين في الرأس توجع». وقد كانتا ضربتين موجعتين فعلاً.. بل مميتتين لأنهما اسقطتا جهد فريق كرة بكامله.. بمديريه، ومدربيه، وقبل ذلك جمهوره.
وما حدث من حكم مباراة «الأهلي» و«الاتحاد» حدث في مباراة «الهلال» و«النصر»!
لقد جرينا ـ نحن جماهير الكرة ـ ولهثنا وراء الساحرة المستديرة طلبا للمتعة البريئة.. بينما جرى غيرنا وراء المال، والشركات، والتوكيلات حتى امتلأت البطون، والكروش.. وحتى هذه المتعة البريئة تتلوث الآن وتصاب بالأمراض.. نعم هناك امراض كروية يجب التصدي لها قبل ان تصيب الجميع.
* همس الكلام: «كنت أتوقع شطب حكمي مباريات «الأهلي» و«الاتحاد» و«الهلال» و«النصر».. الـ6 شهور توقيف لا تكفي»