قطة سوداء مرة أخرى!


عبد الله باجبير

من المعروف ان الاسلام لم يقض على كل العقائد والأعراف والتقاليد التي سبقته.. فقد اعترف وطالبنا بالاعتراف باليهودية والمسيحية كما أبقى كثيراً من التقاليد الاجتماعية.. ونهى عما يتعارض منها مع الدين والشريعة.
هذه السطور مقدمة بين يدي لموضوع العطس الذي جاء عرضاً في موضوع نشرته تحت عنوان: «القطة السوداء» بتاريخ 25/9 وما كتبه الصديق الأستاذ خالد بن عبد الرحمن الشايع مستشار الشؤون الدينية بمجمع الأمل الطبي في الرياض.. والذي قال في موضوع نشرته «الشرق الأوسط» يوم الأحد 5 أكتوبر (تشرين الاول).. قال ان تشميت العاطس من هدي (المصطفى صلى الله عليه وسلم).
والعطس كما جاء في أمهات كتب التاريخ كان موضع اهتمام قدماء المصريين بسبب انهم كانوا يعتقدون ان روح الانسان تخرج من أنفه عند موته ولهذا كانوا يترحمون على العاطس فقد تخرج روحه مع عطاسه.
وسنلاحظ ان النفس (بتسكين الفاء) مشتقة من النفس بفتحها.. وان الحياة تتوقف عادة اذا انقطع نفس الانسان.. فعندما تتوقف حركة الشهيق والزفير فهذا يعني توقف الرئتين عن العمل، وتوقف استخراج الأوكسجين من هواء الشهيق مما يعني توقف القلب وبقية الأنشطة الحيوية في الجسم، فاعتبار العطس مسألة تتعلق بالحياة والموت مسألة قديمة قدم الانسان.. وهو بالفعل اعتبار اقدم من القرون الوسطى ويعود الى قدماء المصريين.. وكما نعرف تنتقل المعارف بين الناس بالسفر والترحال.. وفي الأغلب فان معلومة ان النفس تفنى بتوقف التنفس مسألة شائعة حتى يومنا هذا، وقد أيد (المصطفى عليه صلاة الله وسلامه) هذا التفكير الانساني وأوصى بتشميت العاطس أي الترحم عليه وهي سنة صحيحة ومؤكدة كما ذكر الأستاذ خالد الذي قدم من الأسانيد ما ينفي أي شك في سنة (رسول الله صلى الله عليه وسلم) في هذا الخصوص فجزاه الله عنا وعن المسلمين جميعاً خير الجزاء.