د. هيا عبد العزيز المنيع
لا أعتقد أن أحداً يتوقع أن يدخل جنان ربه دون رحمة ربه.. ذلك صميم عقيدة المسلم..
رغم ذلك الإيمان المتفق عليه إلا أن بعضنا يتجاوز قدرته البشرية ويفتيك بحال بعض الموتى وكأنه اخترق السماء والعياذ بالله وقرأ ملف هذا الميت أو ذاك..
أيضاً نتفق على أنه ليس من حق أحد أياً كان أن يتطاول على القدرة الإلهية بأن يصف حال هذا الميت أو ذاك ومدى صلاحه ورضا الله عنه أو العكس..
تلك المشاهد للأسف نراها بقسوة في بعض مغاسل الموتى حيث تفتي بعض النساء بجمال وجه تلك المرأة وبياضه وأنها من أهل الخير بل ومن أهل الجنة.. لا أعترض على أن نذكر محاسن موتانا ولكن الأمر يتجاوز ذلك حيث تؤكد نفس تلك النسوة أن امرأة اخرى وجهها أسود ولا يبشر بالخير دون أن يدركن وهن بالمناسبة متوسطات التعليم أو غير متعلمات فقط متطوعات أو شبه متطوعات أن وجه الميت احياناً يتأثر بأنواع الأمراض التي يعاني منها أو العلاج الذي كان يتلقاه..
الخطورة أن بعضهن يصل بهن الأمر أن يرفضن غسل بعض النساء مؤكدات أن هذه أو تلك غير صالحة..
الأمر خطير جداً لأنه حقيقة تطاول صريح على الله عز وجل الذي اتصف بالرحمة..
تلك النسوة في الغالب غير متعلمات أو متفقهات بالعلم الشرعي ومع ذلك يصدرن قراراتهن عن صلاح امرأة وفساد اخرى..
الأمر وصل ببعضهن لأن يؤكدن لك أن تلك المرأة لا يُرجى لها خير لانهن اثناء تغسيلها تبين أنها تلبس بنطالاً.. لا أريد أن استرسل في شرح بعض مايدور في غرف غسل الموتى لأن الأمر مخيف ليس بسبب الموت لأن ذلك حق على الجميع ولكن بسبب تطاول بعض تلك النساء على الله وافتائهن بمن تدخل الجنة ومن لا تدخل وفق معايير لا تمت لثوابت الدين الإسلامي بشيء للأسف..
الأمر ليس بسيطاً كما يعتقد البعض بل خطير ولابد من مواجهته بأن يتم تثقيف تلك النساء أو أن يتم استبدالهن بأخريات أكثر وعياً وتفقهاً بالدين مع توعيتهن بأن أهل الميت في حال ألم وفي حاجة لمن يواسيهم لا من يتشمت بميتهم.. أو ينعته بما لا يعلمه إلا الله عز وجل. أعلم ان تلك الاخوات مجتهدات ولكنه اجتهاد خاطئ لا يحق لهن من الأساس خاصة وأن بعضهن ومن باب الاجتهاد تروي قصصاً لا تحترم عقل المتلقي في الغالب من باب تعزيز أفكار معينة أو تأكيد ثقافة معينة في مغاسل الموتى بعض المتطوعات يروجن لثقافة محددة ويتجاوزن الأمر بادعاءات لا تتفق مع الدين الإسلامي الذي يؤكد على ذكر محاسن الموتى مع تأكيد أهم وهو أن للجنة أبواباً عديدة ومفاتيح عديدة وكلها برحمة ربنا.. وليس بشهادة من يغسلون الموتى..