[الظــاهـرة]

مشنقة الشرفاء ..!!



كغير من المتابعين لما يدور في رحى ساحتنا الرياضية تابعت تفاصيل حروف شبيه الريح في قناة العربية .. ولفت نظري الفكر الذي ينطلق منه الضيف .. بل لن أبالغ أذا قلت أن ذلك الفكر دخيل علينا .. بل هو عنقاء في عالمنا العربي .. ولا ملامة لو قلت أن تلك الحروف نقلة نوعية في مفهوم المحاسبة التي لم نسمع بها إلا في قصص ذلك العالم المتحضر الذي سبقنا بعصور .. ونحن لازلنا سلحفاة تحبو .. والله المستعان ..!!

فالمحاسبة بكل صورها وأشكالها .. جزء لا يتجزء من المسؤولية التي أستغلت في عالمنا العربي بصورة مغايرة لما ينبغي أن تكون عليه .. فكما أن للسطلة لذة وزهو .. فأن لها حد قاسي الشفرة أن شطحت المسؤولية بصاحبها الى التقصير .. فأين نحن منها ..!!

فالضمير الحي الذي تطرق له شبيه الريح في مقابلته أثار فيني الفضول لأكون اليوم هنا ألامس ذلك الجزء الذي أظنه أهم ما يجب أن نتوقف عنده .. بل يجب أن يلاك حتى يترسخ ذلك المفهوم لأنه الوحيد الذي سيلف مشنقة الشرفاء حول عنق كل من استساغ الفساد بكل صوره وأشكاله .. ولا شك أن ذلك المفهوم في نظر تلك النوعية سيكون أنقلاب للحصانة ( المسؤولية أو الاعلامية أو حتى الأجتماعية ) التي يتمتع بها والتي تبرر له كل فساد يبحر فيه .!!

فعامين فقط كانت كافية لأن تحرك في شبيه الريح البذرة التي نحتاجها أكثر من غيرها .. رغم أن ماحققه جعل عدد من المتابعين لواقعنا يتمنى أن تكون عدد من الهيئات والمؤسسات الحكومية جزء من رحى هلال القرن .. ولا أظن تلك الكركتيرات التي أنتشرت إلا جزء من تلك الحقيقة ..!!

فإن لف شبيه الريح تقصيره كما يزعم بالمبدأ الياباني رغم أن منجزاته تسطر بماء الذهب لا بطولات فحسب بل في تغيير المفهوم الأعوج للمسؤولية و الذي رسخ منذ زمن .. فكيف سيكون مصير غيره ممن كان تواجده عالة على رياضتنا المحلية .. والتي عانت منذ سنوات من تلك النوعية التي جرفت تنافسنا قبل مكتسباتنا الى فكرها البليد الذي افسد شارعنا الرياضي حتى أصبح بؤرة كره وحقد ..!!

بل دعوني أقول من سيسلم من تلك المشنقة التي تحاصر الفشل وتحاسبه إن طل برأسه مرة فضلا عن سيل عرم من الأخطاء والتي أصبحت مألوفة و لم تعد تحرك فينا شعرة فضلا عن نوبة استغراب .. فالتخيل وحده أظنه سوف يصيب المتابع بالدور لكثرة مرتادي ذلك الفكر .. فكم من فشل مر كعابر سبيل .. وكم من عبث مر كنسمة ريح بلا مشنقة تقلق صاحبها .. وكم من مسؤول شطح ونطح بما لا يقبل أو يعقل .. وكم من صحفي أفسد نبع ماء تنافسنا الرياضي .. وكم من برنامج ومداخلات وبيانات رسخت التعصب بأبشع صورها بين فلذات أكبادنا ..!!

فخلال سنوات مضت واخينا الضمير الحي يغط في سبات نوم عميقة .. بل لم يتجرأ ذلك الضمير الحي أن يتمتم بحروف المحاسبة ولو على استحياء .. بل تجاوز ذلك ليصبح لكل فشل يهطل في نظر المسؤول مبررات ومسوغات لا حصر لها .. والنتيجة سنوات عجاف كل ثمارها حقد وكره .. والله المستعان ..!!

شبيه الريح غيرك يصبح على فشل ويمسي على عبث .. ولم يحرك فيه شعرة من ضمير أجبرك أن تعد عامين بلا تأهل كارثة لهلالك .. ضميرنا الحي ( شبيه الريح ) كتبت قبل أيام ( لما ثلمت فرحتنا ) وكنت أعني ما كتبت .. لأن تواجد مثلك جزء من مستقلنا المشرق الذي نأمله .. وكل ما يحتاجه تضحيت أنت أهل لهــا ..!!

فالقضية في نظرنا ليست زيادة في عدد البطولات والألقاب .. بل عودة ضمير حي يعيد القافلة لجادة الصواب .. فالميل يبدأ بخطوة .. ولا ثمر إلا قبله شوك .. وتذكر أن اليمون الحامض نصنع منه عصيرا حلو المذاق .. فإن آلمك ما مسك في عامين فتذكر أن التاريخ لا يسجل في صفحاته إلا من يغير واقعه .. وأنت في منتصف الطريق .. والخيار لك ..!!

بكل أمانة .. قد يظن البعض أن تلك الحروف تطبيلا .. وقد يجيرها اليعض استجداء .. ولكن كل ما أعرفه وأثق فيه أن تواجد شبيه الريح مطلب لرياضتنا المحلية وضرورة ملحة لتنافس شريف بدأ يخنق التناحر ويضيق الخناق على مزامير الحقد والكره .. ومركب نقي بدأ يعوم ويكثر مرتادوه .. والوقت كفيل بأن نصل الى المرسى بأذن الله ما بقي شبيه الريح يجدف وأمام عينيه مشنقة الشرفاء .. والله من وراء القصد ..!!







الظــاهـرة