اصطفت تلك الاجسام الصغيره خلف ذاك اللوح الخشبي الاخضر...
وحوله تتناثر قطع الطبشور زاهي الالوان...
وغباره يكاد يخنق صدور الصبيه..!!
**
شباك فصلهم المكتظ كأنه بدأ يحن فتكرم وادخل قليلا من اشعه الشمس ..
لتنقي زحمه الانفاس..
وتقتل جراثيم ارضهم المتسخه!!
**
يقال انه اول يوم دراسي او يوم التعارف والتعرف!!
استاذَ قادم وبجيبه سؤال روتيني مستهلك يحوم به حول الصغار...
(كل واحد يقول وش وده يصير اذا كبر)..!!!
لتتعالى الاصوات ..
والكل ازدحم على كليه الطب..
والبعض تهافت على ابواب الهندسه...
ولا ننسى الطيارين فهناك نسبه لابأس بهااا
ويكتمل ذاك المشهد المهترئ ويهز استاذهم راسه متظاهراً بالاعجاب والحماس لامنيات الصغار مستخدما أسلوب التسليك الذي اتقنه جيداً!!!
****
ماأثــار جعبتي وذاكرتي هو زيارتي لمدرستي الابتدائيه
التي يدرس فيها اخي حالياً !!!
فهذا هو السور اللذي لطالما اسندت عليه ظهري تعباً من انتظار والدي...
لم يتغير سوا انهم ازالوا كتابات يعيش الهلال يموت النصر!!!
وهذا هو ابواحمد حارس المدرسه الذي لا يكل ولايمل من مراقبه الصغار!!
وتلك هي البقاله الصغيره التي كنا نتسابق عليها ونتسلف من اجلها...
***
لم اكن اود زياره المدرسه ولكن هناك مادعاني
وبالتأكيد انه يدعو الكثير من غيري..
فاستاذي مازال يمارس صنوف العنجهيه مع الصغار
ويهددهم بالعصا قبل ان يتقرب اليهم بالحلوى..!!
ناقشته بلطف!!
ليبتسم استاذي ويتمتم/ بعد كل هالسنين جاي ياخالد تعلم استاذك!!
لا انكر انه بكلامه نجح في زرع مشاعر يسيره من الخجل بداخلي.
ولكن الاهم بأنه رسب في خلق المفهوم الحقيقي لمعنى (معلم)....!!!!
********
قفله/
لو أن " برتقالة " سقطت من سلة الفاكهة ..
لطالب هذا " الكاتب " بــ " تقشيرها " ..
ولطالب هذا " الشيخ " بــ " تقطيعها " !
ولقال أحدهما عن هذه " البرتقالة " المستديرة بأنها " مربعة " ..
ولخالفه الآخر بأنها " مثلثة " .
لم يكلف أحد منهما نفسه بسؤال هذه " البرتقالة " :
ما الذي جعلها تسقط من السّلة ؟!
كما أنه لا يوجد بينهما من لديه الجرأة بـالتلميح لـ " السلّة " وجودتها !
*محمد الرطيان.