24/01/2011, 11:56 AM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 09/04/2007 المكان: , , , , ,
مشاركات: 1,902
| |
فى معركة اليمامة التي تواجه فيها جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد مع جيش المرتدين يقودهم مسيلمة الكذاب , وكان في صف المسلمين كبار الصحابة من المهاجرين و الأنصار و كان من بينهم صحابي جليل شجاع مقدام هو البراء بن مالك الأنصارى . ودارت بين الجيشين معركة ضروس لم يعرف له مثيل , ومع اشتداد المعركة واحتماء الوغى لجأ جيش مسيلمة إلى حديقة عرفت بحديقة الموت لكثرة من قتل فيها فى ذلك اليوم . كانت هذه الحديقة رحبة الأرجاء مرتفعة الجدران , فأغلق مسيلمة و الالاف المؤلفة من جنده عليهم أبواب الحديقة و تحصنوا بجدرانها العاليه و جعلوا يمطرون المسلمين بنبالهم من داخلها فتتساقط عليهم كالمطر فتصيب من تصيب و تقتل من تقتل من المسلمين . عند ذلك تقدم الصحابي الجليل البراء بن مالك و قال : يا قومى ضعونى على ترس و ارفعوا الترس على الرماح ثم اقذفونى الى الحديقة قريبا من بابها فإما ان أستشهد وإما أن افتح لكم الباب , جلس البراء بن مالك على الترس وكان ضئييل الجسم و رفعته عشرات الرماح فألقته فى حديقة الموت بين الآلاف المؤلفة من جند مسيلمة فنزل عليهم كالصاعقة وما زال يجاهدهم أمام الباب و يعمل فى رقابهم السيف حتى قتل عشرة منهم و فتح الباب و به بضع و ثمانون جرح من بين رمية بسهم أو ضربه بسيف فتدفق المسلمون على حديقة الموت من حيطانها و أبوابها و أعملوا السيوف فى رقاب المرتدين اللآئذين بجدرانها حتى قتلوا منهم قريبا من عشرين الفا ووصلوا الى مسيلمة الكذاب فأردوه قتيلا . ثم حُمل البراء بن مالك الى راحلة ليتداوى فيه و أقام عليه خالد بن الوليد شهرا يعالجه من جراحه حتى أذن الله له بالشفاء و كتب لجند المسلمين على يديه النصر . أقول : بأن هذا الصحابي الجليل أقدم على عمل بطولي نتذاكره ومضرب مثل إلى يومنا هذا رغم أنه قد يعد إقدام على انتحار وعملٌ احتمال السلامة منه ضيئل وقليل , فلو قدرله أن مات ـ رضي الله عنه ـ قبل أن يفتح لهم الباب هل سيُعد منتحرًا ؟! بالتأكيد لا لأنه لو كان كذلكـ لمنعه الصحابة الأخيار من الإقدام على فعلته من البداية , ولكنه الإيثار والبطولة والفدائية في سبيل عز الإسلام وتمكينه . ومع إيماني أن الموقفين يختلفان إلا أنني أردت أن أوضح أن للفدائية أنواع وسوابق في الإسلام فليست جميعها محمل انتحار ومآلها النار . ولذا فلا أرى أن نحكم مرتكزين على جريدة أو بوقًا إعلاميًا لهذا أو ذاكـ , على شاب متعلم حمل الشهادة الجامعية يعلم الحكم ومدركـ ما يقدم عليه أقدم على إحراق روحه وأزهق نفسه , بأي حكم كان ولكن علينا أن نترحم عليه أو نقيه شر كتاباتنا وتشويه سمعته , وعلينا أن نسلط كتاباتنا ونسل سهامنا على من منع إبانة ظلمه والهمس به حتى اضطر إخوانًا لنا التعبيروالإبانة بإحراق أجسامهم وقلبها إلى نار تلظى . أصلح الله الحال وأعز الدين وأهله , وأنار بصرنا وبصيرتنا بالحق ورزقنا اتباعه . 0000 |