
25/01/2011, 12:30 PM
|
 | مشرف منتدى المجلس العام | | تاريخ التسجيل: 02/08/2005 المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
| |
[ قهوة الثلاثاء - 10 ] .. أحبـك يا لبنـان .. يا وطنـي بحبـك ،،، عرفت لبنان حينما كنت طفلا صغيرا لم يخطو خطواته بعد نحو المدرسة .. ولكنني لا زلت اتذكر جيدا حالة الجلبة التي تسببت بها في مطار بيروت حينما انسلت يدي على حين غرة من يد والدي يحفظه الله ومن ثم اطلقت ساقاي للريح بين حشود الركاب العازمين على السفر .. وتواريت عن الأنظار وسط النداءات التي تدعوني للعودة .. حتى انتهى الأمر بأن وجدت نفسي قد تعلقت على يد احدهم حين قبض على ياقة قميصي وانا في محاولة للتسلل من بوابة المطار عائدا مرة أخرى الى بيروت التي كانت في تلك الحقبة مقصد ومطمع كل من ينشد الجمال والحب ! بعد حرب صيف 2006 م ( لبنان – الكيان الصهيوني ) .. كان لي موعد آخر مع بيروت ! في ذلك التاريخ بدت لي لبنان مختلفة عن انطباعاتي حينما كنت طفل صغير .. لقد شاخت لبنان ! .. وبدى الشيب يكسو جبالها في الوقت الذي لا زلت احمل لها ذكرى الفتاة اليانعة اللعوب ! .. لقد كان يكتسي وجه لبنان جروحا غائرة وبثور ناتئة من جراء تلك الحرب والحروب التي سبقتها .. كنت اردد وانا اجوب طرقاتها تلك العبارة اليمانية : ( ما بها سخى ! ) كناية ان لبنان تستحق افضل مما هي عليه .. ويكفي ان اي منا باستطاعته ان يحتضن لبنان كاملا ! .. فهي ارض صغيرة جميلة مساحتها وفق مقاييسي تقدر بـ 4 ساعات طولا في ساعة ونصف عرضا مما يتيح لإي زائر فضولي مثلي ان يشبع نهمه في ارض لبنان طولا بعرض ! في الحرب الأهلية الماضية التي عصفت بلبنان وأهله كانت القاعدة تقول : كل دولة لديها تصفية حسابات مع دولة اخرى فعليه ان يتجه الى لبنان ! .. فالحرب وان كانت ادواتها الدمار والموت الا انها تجارة رائجة وتدر ارباح غير اعتيادية لمن يجيد المتاجرة بها .. وفي لبنان نستطيع القول انهم يحترفون هذه المهنة جيدا ! ويجيدون الاسترزاق منها بكفاءة واقتدار .. ويكفي قدرة رجالات الحرب في لبنان على تسويق الحرب واستقطاب دول العالم التواقة للنزاعات والصراعات في تلك الرقعة الصغيرة الجميلة وجعلها من خلال المشكلات التي يفتعلونها تارة وتفرض عليهم تارة اخرى أكبر قطر في خريطة العالم العربي اثارة وتشويق مثل مسلسل مكسيكي يأبى ان ينتهي ! في لبنان هنالك وطن بداخله اوطان عدة ! .. فالجميع هنالك لهم دولة ! .. ويبدو لي في أحيان عدة ان ليس هنالك في لبنان من يحب لبنان ! .. فهنالك دوما مصالح واطماع ونفوذ تحمل صفة العائلة او الدين او المذهب بينما يكتفي البسطاء في لبنان ان يكونوا وقود صراعات هؤلاء الكبار في مطالباتهم السياسية واطماعهم للسيطرة والنفوذ .. لا أدري حقيقة كيف يمكن للبنان ان ينظر نحو المستقبل وان يوثق مفهوم ان لبنان لكل اللبنانيون وهو يوطد مفاهيم الفرقة والخلاف ويمنح الفرص للقلاقل والفتن والتي تبدو لي إنها ستبقى دائما وابدا طالما هنالك وطن يقوم على مفهوم ( وضع اليد ) وليس ( المشاركة ) كما هو الحال في تقسيم السلطة الذي يشترط ان يكون رئيس الجمهورية ( نصراني ) ورئيس الوزراء ( مسلم ) ورئيس مجلس النواب ( شيعي ) في ظاهرة توطد لنا يوم بعد آخر ان ليس هنالك وطن حقيقي اسمه لبنان .. ولك الله يا لبنان في قادم الأيام ! ودمتـم في خيـر
اخر تعديل كان بواسطة » هلالي من ارض اليمن في يوم » 25/01/2011 عند الساعة » 01:08 PM |