Copy www.alriyadh-np.com

بيلاتشي وسياسة الترقيع!!

التاريخ: 1/5/2003 م

يحسب للمدرب الروماني (بيلاتشي) حب المغامرة والبحث عن النجاح من أصعب الطرق، وقد فعل ذلك في مناسبات عدة كانت مع الهلال وغيره من الأندية السعودية والعربية.. ويحسب ضد هذا المدرب (المزاجي) والعاشق لكل ما هو ملفت للنظر وجاذب للانتباه، وقوعه في أخطاء مزعجة لجماهير النادي الذي يشرف على تدريبه. وأظن ان ما يفعله مع الهلال حالياً يصنف ضمن الأخطاء غير المقبولة ولا أعلم هل الاستعانة بلاعبي الأرشيف هي الورقة التي سيلوّح بها "بيلاتشي" أمام المنافسين فإشراك المسعري ولطف والشهراني في المباريات وهم اللاعبون الأقل عطاءً من بقية النجوم أمر لا يخدم مستقبل الهلال ولا يدعم مسيرته الحالية فضلاً عن كونه يضر بتاريخ هذا المدرب ويحرجه أمام الوسط الرياضي سيما أن لديه نجوماً شباباً أمثال المجرشي والعمودي والبرقان وفاضل العلي وغيرهم من الأسماء التي يتوسم فيها المشجع الهلالي خدمة الفريق فترة طويلة. وركن هؤلاء على كرسي الاحتياط وإتاحة الفرصة من جديد لبعض الأسماء المستهلكة لاشك انه وسيلة سريعة لإحراق اللاعبين الشباب الذين كانوا ومازالوا يتطلعون إلى ارتداء شعار الفريق وترسيخ أقدامهم في القائمة الأساسية عكس اللاعب (المستهلك) الذي لو وضعه المدرب على كرسي الاحتياط فإن الأمر عادي بالنسبة له كون ليس لديه ما يخسره وسواء أشركه المدرب أو لم يعتمد عليه في القائمة الأساسية، فيكفيه ان يبقى اسمه في كشوفات الفريق.. وعودة المسعري بطلب من بيلاتشي بعد تنسيقه نتيجة قناعة الهلاليين بعدم الاستفادة منه في عهد الادارة السابقة أمر يضع أكثر من علامة استفهام، ولا أدري هل كل الوسائل الرامية لتحسين صورة الفريق عقب اخفاقاته السابقة نفدت حتى يعود النادي إلى الوراء ويستعين بـ(الأرشيف)، فالمسعري لاعب قدم كل ما لديه منذ فترة طويلة، ولطف الكل يعرف أنه لاعب غير منضبط ويكفي قرار تحويله إلى هاو كذلك الحال، أما الشهراني فقد أصبح عطاؤه لا يتواكب وأهمية التجديد في قائمة الهلال.
الكرة الحديثة والبحث عن البطولات ووضع مسار (سهل) من أجل الوصول إلى الهدف المنشود يعتمد على الحيوية والنشاط وجزء من الموهبة إن لم تتوفر كلها. وبيلاتشي بلاشك صدم كل هلالي بتصرفاته الأخيرة، فمرحلة البناء والتجديد لا تأتي بهذه الصورة (المقلوبة) التي تعيد تغلغل الخوف في نفوس معظم الطامحين إلى رؤية هلال مختلف وفريق قوي ونجوم واعدة ونجاحات لا حدود لها.
في السابق تعودنا من صائد البطولات في تجاربه مع النصر والهلال ليس الاعتماد على فريق واحد ولاعب معين، بل إعداد فريق أساسي وآخر رديف، والأخير يكون رافداً قوياً للأول عندما يتعرض لأي هزة قد تحد من انطلاقته وتوقف مسيرته، أما في عودته الأخيرة فقد شاهدنا تعاملاً آخر فبدلاً من مزج نجوم الخبرة القادرين على العطاء باللاعبين الشباب وترتيب الأوراق أصبح يعتمد في عمله على سياسة (الترقيع) وبأسماء غير مقنعة، ولهذا تابعنا المستوى الضعيف والروح الغائبة والعك في أداء الفريق.
هناك أكثر من صوت هلالي انطلق عندما شاهد المدرب وآخر ذلك أمام النصر يعتمد على بعض الأسماء القديمة وبشكل مفاجئ وليس تدريجي وأصبح يلوم هذا المدرب ويضع يده على صدره خوفاً من فشل سياسته الجديدة. وأكدت بعض هذه الأصوات ان الروماني اعتمد هذه السياسة كون مهمته شبه (مؤقتة) وعقده فقط حتى نهاية الموسم، لذلك أراد من أسلوبه غير المقنع انقاذ نفسه بأي انجاز قد يحصل عليه بأسلوبه الحالي.. وطريقته (الارشيفية) قد لا تخدمه الظروف ويخذله بعض الأسماء الموجودة، ومن هنا يجب على الادارة الهلالية قراءة تصرفات الروماني جيداً فهو وإن كنا مازلنا نراه من أفضل المدربين في إصراره على تطبيق النظام، إلا ان أسلوب (الترقيع) الظاهر للعيان لا يتماشى مع واقع الهلال الحديث وإدارته الجديدة التي لاشك في قدرتها على التعامل مع مختلف الظروف بأسلوب العلم والتعامل والوصول إلى الغاية بخطط مدروسة وليست خططاً قد تنفع مؤقتاً، ولكن ربما يكون لها مضاعفات عكسية على حال الهلال!!