- مساء الخير ، لقد نمتُ ليلة البارح وأنا مستاء جداً !
كنتُ أتوقع الخسارة ، ولكني أيضاً كنتُ أُمني النفس ، وهذا هو سبب نومي الحزين !

- لم يكن منتخب بلادي هو ذاته منتخبي المعهود ، لقد فقد الكثير منه ، فقد هيبته ، ورونقه ، و أصالته ، وشيءٌ من تاريخه ، منتخبي منذ عهد وهو ليس بحالة جيدة ، منتخبي مريض وقد ذكرتُ ذلك في مقالةٍ سابقة إن كان أحدكم يتذكر ، قبل بدء بطولة الخليج التي كان فيها بسييرو يضحك علينا ونحن نعاني بصمت منه لأنه لا يحق لنا أن نتفوه بكلمة واحده ضده رغم الضياع !


- سيدي سمو الأمير سلطان الرياضة ورجلها الأول ، لا أحد مناّ يخفى عليه ما تبذله من مجهود للرقي بالرياضة والرياضيين ، وما تحاول أن تقدمه من أجل رفعة بلدنا وهو الأهم مني ومنك ومن بسييرو ومن أي رجل آخر ، فوطني كما هو وطنك ولا يعني بسيرو في شيء سوى أن يأخذ المال الكثير ويذهب به إلى وطنه التي تصل لكأس العالم و تنافس على كأس أوروبا ، و تسعد جماهيرها سؤالي الأهم كيف حالك بعد الأمس ؟!

- أعلمُ جيداً أنك حزين ، و أنك في أشد حالات غضبك ، وهذا لا يحتاج إلى برهان أو أدلة فلا أحد يهمه أن يكون المنتخب في أفضل حالٍ أكثر منك ، لأنك المسؤول الأول ، ومن المفترض أن تكون المُحاَسب الأول أيضاً !

- سيدي .. ألم تلحظ أننا لم نقف في المكان الذي وضعنا أنفسنا فيه قبل بضعة سنين ، ولم نتقدم إلى الأمام ولو قليلاً ، بل نحنُ نتراجع ، للخلف درّ ، أقول ذلك مقارنةً بالمنتخبات التي أتت من بعدنا ، وهي الآن أمامنا بمراحل وعلى سبيل المثال أممممم أوزباكستان ، نعم إنه منتخب رائع ، ايضاً لا نبتعد كثيراً منتخب عمان هو أيضاً أفضل مناّ ، وهنالك منتخبات واصلت تقدمها وتألقها و الأمثلة كثيرة ، لديك اليابان ، وكوريا الجنوبية .. بكل تأكيد ثمة عمل جيد خلف ذلك ، وكما قال رسول الله صلى الله عليه " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يُتقنه " و أعتقد أن العمل متقن بما فيه الكفاية على عكس مالدينا رغم جهودكم السخية والواضحه للعيان .


- سيدي .. أنت رجل مجتهد وَ متفاني ومخلص لبلدك وعملك ، ولكن ما أجزم به أن حظك سيء ، وهنا لا يلام إمرء بعد إجتهاده ، ولكن مسألة الحظوظ هي مسألة هامة في التوفيق ، و أتوقع أن هذا الطالع السيء هو ملازمك منذ توليك قيادة الرياضة ، وكم ندعو الله دوما أن يتركك ولو لمرة تبتسم و يبتسم وطنك ، ولكن فيما يبدو أنه متمسك ومتشبث بك ، وكل محاولاتك لإبتسامة الوطن تنتهي بحسرة ودموع وتراجع لأسم بلدنا في المحافل الدولية ، على الرغم أنك فعلت كل شيء إلا أمر وحيد لا تقدر عليه ابداً ان يقف الحظ في صفك !



- لن أذهب الى الوراء كثيراً ، ولكن تسلسل متتابع للفشل وهو الخارج عن إطار ما تبذله من جهد وعطاء والداخل في سوء الطالع وإتقان العمل ..

* خسارة كأس أسيا .
* خسارة كأس العرب . وإقالة " أنجوس " علماً بأنه أفضل بكثير من هذا الـ " بسييرو "
* خسارة كاس الخليج 19
مغادرة التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 بطريقة مذله ومهينة .
* خسارة كأس الخليج 20
* أتوقع أيضاً أن نغادر كأس اسيا من الدور التمهيدي وإن مد الحظ شفتيه فليس بعيداً جداً وسنعود أدراجنا ، لأن هذه المرة هي ما يسمى بخراب مالطه !


سيدي .. لا أعلم ماذا رأيت في بسييرو ، علماً بأني أُدرك وندرك بأنك ترى ما لانرى ، وتعلم مالا نعلم ، و الله علام الغيوب ، أنا أجزم بأن 90 % من الشعب يختلفون معك ضد بسييرو ، ولكنهم بالمقابل يدعون لك وله ، على الأقل من أجل وطنهم الأعز !


ها أنت ترى مؤخراً ما كنا نراه .. وأقيل بسييرو ولكن في هذا التوقيت هل تتوقع أن يشفى منتخبنا العليل ، لا يا سيدي ليست هذه المرة مثل تلك وأعني نهائيات كأس أسيا التي اقيمت في لبنان ، فقد إشتد المرض و الوهن ، ولم يعد في منتخبنا ماهو صالح للمشي ، وليس حتى الهرولة إلى الأمام !


أعتذر منك سيدي ، قرارك بإلاصرار على بقائه كان خطأً كبيراً ، وإقالته في هذا التوقيت هو الخطأ الأكبر فداحة من بقائه فلربما ساعده الحظ ولو بأقدام اللاعبين المنافسين ليتأهل المنتخب كما حدث في بطولة الخليج ،مع منتخب قطر التي رمت ببسيرو ومنتخبه الهزيل في دوري الأربعة ، وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى !



- سيدي .. إحترامك واجب علينا ، و رحمتنا و اجبة عليك ، ولكي تتماثل كفتي الميزان ، نريد أن نهمس لك بأنه الحظ فقط من كان ضدك ، ومن كانت الأقدار ضده وجب عليه أن يُسلم أمره ويغير خطة مسيره ، فعندما يغلق باب حظك من هذا الإتجاه ، حتماً سُيفتح لك من جانب آخر ، أنت رجل غير محظوظ في قطاع الرياضة ، علماً بأنك رجل عملي ومخلص ومتفاني ، وتحب الوطن ربما أشد من حبنا له ، ولكن .........!


- نعتذرُ منك بشدة .. وِبخنا كثيراً ، و صمتنا طويلاً ، وصبرنا على أعذار متتالية حتى وصل بك الحال إلى محاربة الحكام و المحللين ، وأتوقع يا سيدي بأنه لم يعد هنالك ما يقال ، فأصحاب الحظوظ السيئة ولو باعو خواذي للرؤوس لولد الناس بلا رؤوس !

إن العيب ليس في بسييرو ..
إن العيب ليس في اللاعبين ..
إن العيب ليس في الإمكانيات ..
إن العيب ليس في فهد المصيبيح ..
إن العيب ليس في عدم مشاركة لا عبين نصراووين ..
إن العيب ليس في إقصاء نور و عبدالرحمن القحطاني من تشكيلة المنتخب ..
إن العيب ليس في حمل ياسر لشارة الكابتنية ..
إن العيب ليس بأن مالك معاذ لم يعد كما كان في السابق ليضم الى المنتخب ..
إن العيب ليس في شيء سواك !


العيبُ يا سيدي في حظكَ العاثر ..!
فما عساك فاعلاً بعد ذلك .. أتمنى أن تتخذ قراراً سريعاً وحكيماً ينصفك أمامنا ، ويريحنا من هذا الطالع السيئ الذي أصبح لزمةً لك .


كما أتمنى وارجو لك التوفيق كيفما كان قرارك .
في أمان الله .