
04/01/2011, 01:20 PM
|
 | مشرف منتدى المجلس العام | | تاريخ التسجيل: 02/08/2005 المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
| |
[ قهوة الثلاثاء - 07 ] .. حـدث في كنيسـة القديسيـن ؟! تحكي قصص التاريخ أن النصارى العرب في بلاد الشام والذين كانوا يخضعون سياسيا ودينيا لسلطة الأمبراطورية الرومانية .. كانوا قد ساهموا في مساعدة جيوش المسلمين الذين تحقق لهم نصر عظيم بعد توفيق الله في معركة اليرموك الشهيرة .. وتتحدث القراءات التاريخية ان تلك المساعدة من نصارى الشام في تلك المعركة كانت بسبب أصولهم العربية التي تجمعهم باقربائهم من الجزيرة وكذلك لأنهم رأو ان تعاليم الإسلام التي كان يحملها أجدادنا في ذلك التاريخ أقرب للعدل والأحسان بهـم من بني دينهم نصارى الروم ! عرف التاريخ الاسلامي اليهود العرب والنصارى الذين سكنوا جنبا الى جنب بجوار المسلمين وفي دولة الإسلام التي كفلت لهم حق المواطنة وحق الرعاية والحماية مع المساواة والعدالة في الثواب والعقاب أسوة بالمسلمين .. بل أن الأنظمة الإسلامية منحت لهؤلاء من الأقليات الدينية بعض الاستثناءات التي تجيزها لهم شريعتهم بالرغم من حرمتها على المسلمين .. في سلوك حضاري وقيم أخلاقية وعدالة لم يشهد التاريخ لها مثيل في ذلك العصر وما قبله وكذلك في العصور التي تبعته ،،،
لا أرى وفق ما نحمله من قيم اسلامية ان تكون صلة الدين او الوطن او القربى أو إي صلة اخرى مبررا لتبرير العدوان أو الظلم أو إي سلوك نشاز قد يمارسه احد ذوي الصلة بالآخرين .. وبالتالي فكوني مسلما لا يعني ان ابارك إي عدوان قد يمارسه أحد المسلمين على غير المسلمين دون حق .. أو كوني ( يمانيا ) على سبيل المثال فلا يعني أن أجيز لأبناء وطني أن يتوجهوا بالإساءة أو ممارسة الظلم نحو الآخرين مهما كانت المبررات .. وبالتالي لدي القناعة التامة أن التجاوزات والممارسات الخاطئة لا يجب ان نمنحها غطاء دينيا أو وطنيا أو إي كان .. وعلى المخطئ أن يتحمل لوحده وزر أفعاله إلا ان وافقت منه توبة وإمكانية الاصلاح دون اهدار لحق الاخرين في القصاص أذا ما رغبوا بذلك ،،، لا أجد تعارض بين عقيدتنا كمسلمون وواجب التعامل الخلوق والبناء مع غير المسلمين الذين نختلف معهم جوهريا فيما نعبد ويعبدون ! وانا في حديثي ذلك لا اقدم طرحا عبقريا أو رسالة انسانية استثنائية في كرمها ونبل مشاعرها .. بل أنا بإختصار شديد أحترم تعاليم الدين الذي انتمي اليه وهو يحثني على ( الجدال ) بالأدب والحسنى .. ورسول الله يوم الهجرة والقوم يريدون اغتياله يوزع اماناتهم عليهم ! وجيش المسلمون على حدود امبراطورية الروم ينسحب من تلك القرية بعد ان رد ( الجزية ) الى اهلها لأنه لم يوفر الحماية لهم .. مما يجعلني اتسائل : لماذا يريد البعض ان يجعل من دين الله العظيم أداة من أدوات الشيطان ؟!
في الدولة الحبيبة ( مصر ) وفي مدينة الاسكندرية تحديدا .. تعرض نصارى تلك المدينة قبل عدة ايام الى عدوان ظالم وجائر من قبل احدهم ظنا منه أنه يخدم الإسلام ورسالته من خلال قتل واستباحة دماء الأبرياء والمستضعفين .. هذا التصرف الشيطاني الأرعن .. لم يراع حرمة الدم والأمان والسلام الإجتماعي الذين يجمع مسلمي مصر مع اقباطها منذ ما يتجاوز الألف عام ! .. لم يراع تأثير الثقافة الاسلامية على اولئك النصارى الذين لا تستطيع تمييزهم عن المسلمين في تلك الأرض وهم يبادلونك ( تحية الاسلام ) ومفردات على شاكلة ( إن شاء الله ) و ( صلي على النبي ) و ( توكل على الله ) .. الخ العبارات ذات الطابع الاسلامي التي اصبح يتداولها النصارى هنالك دون حرج ! .. لم يراع في الطرف الآخر ( بنديكت الثاني ) بابا الفاتيكان وهو يعرب عن قلقه حيال حال النصارى في مصر ! .. وهكذا شخصية عندما تعرب عن ( قلقها ) فأننا نجد انفسنا قد دكتنا الصواريخ والمدرعات وتم تشطيرنا وتمزيقنا شر ممزق لكونهم فقط كانوا ( قلقين ) ! لدي القناعة مع احترامي لكل الرؤى العربيه المتقوقعة حول ذاتها .. أن من يطرق باب أحدى الدول العربية الا ونجد انفسنا سواء رضينا أم ابينا نشاركهم أثر ذلك الطرق ! .. وبالتالي فأن جريمة الأسكندرية ( كنيسة القديسين ) تستلزم على المسلمين خاصة العلماء منهم أن يتداركوا خطر تجاهلهم لتلك الجريمة .. وأن يوجهوا من خلال رفضهم لهكذا تصرفات اجرامية غير مسؤولة حملت أسم ( الإسلام ) رسالة تؤكد أن من يحيى في أرض المسلمين فهو آمن تحفظ له شريعة الاسلام حقه وحقنا جميعا أن نحيى في أوطاننا بأمن وسلام دون خوف من استباحة الدماء أو تضييع الحقوق . عظم الله أجرك أخوي ( ابو طلال ) .. وتغمد الله فقيدكم في واسع رحمته .. إنا لله وإنا اليه راجعون ودمتـم في خيـر |