حاول البعض ان يلصق بالإسلام عطفا على الجرائم التي مورست بأسم ( الدين ) أعلاه .. تهمة الدموية وان النصوص الدينية في الاسلام تحرض المسلمين على قتل الآخرين وازهاق ارواحهم .. لذلك كان لزاما الوقوف امام حقائق ثلاث :

1 – النصوص الدينية في القرآن والسنة :
لا يوجد نصا دينيا يحث المسلمين على ازهاق ارواح الابرياء .. وعند قراءة النصوص التي تتحدث عن الجهاد فهي دوما تقترن بمواقف واحداث تتطلب من المسلمين الدفاع عن انفسهم من عدوان الآخرين أو نصرة مستضعفين في الأرض .. ولو كان في الاسلام عدوان وتمييز لما وجدنا النصوص الكريمة والعظيمة التي تتحدث عن أدب الحوار والدعوة وقيم العدل والمساواة واحترام العهود التي يحث فيها الاسلام اتباعه نحو الاخرين من اقوام أخرى مهما اختلفنا معهم في الدين والعرق واللغة طالما لم يبادرونا القتال أو العدوان .

2 – الوقائع التاريخية :
لم يعرف التاريخ الاسلامي عبر تاريخه وفي المعارك التي خاضها .. أن مارس المسلمون إي شكل من اشكال ازهاق ارواح الابرياء والعدوان عليهم أو تدمير مدنهم أو ممتلكاتهم .. بل أن التاريخ يشهد على مواقف عظيمة جدا لم ترد أبدا في أدبيات وأخلاقيات الأمم الأخرى .. لم يعرف ان هنالك مدينة قام المسلمين على تدميرها فوق رؤوس اهلها .. او حقول تم حرقها عدوانا .. او انعام تم ذبحها ظلما .. أو مال تم نهبه .. او امرأة بقرت بطنها .. او شيخا سحل أرضا .. أو طفل دهسته حوافر الخيل .. أو شاب اعزل جز عنقه .. كانت كل معارك المسلمين دعوة للحياة ولم تكن رسالة موت كما يليق بدين رباني عظيم إسمه الإسلام .

3 – الأقليات الغير مسلمة في العالم العربي :
عاش اليهود عبر تاريخ اوروبا وشمال القارة الامريكية حتى وقت متأخر من التاريخ صنوف شتى من التهجير والتعذيب والقتل الذي مورس في حقهم على ايدي النصارى في تلك الأقطار فقط لكونهم يهود ! ولم يعرف اليهود معنى الأمن والرعاية والحماية سوى في عصر الدولة الاسلامية التي كفلت لهم حق المواطنة وتعايشوا مع المسلمين جنبا الى جنب دون ظلم او عدوان قد يمارسه المسلمين الأكثرية في حق اليهود الأقلية كما جرى العرف لدى الأمم والقوام الأخرى .. وما قصة سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه واليهودي والدرع الا موقف من مواقف عديدة ومتعددة كان القضاء الاسلامي يقف فيه بجوار الحق ولا شئ سوى الحق حتى لو كان غريمك يهوديا .. والأمر كذلك للنصارى من العرب الذين يذكر التاريخ لهم من مواقف عدة انهم وقفوا بجوار المسلمين ضد الروم في معركة اليرموك لأنهم رأو أن المسلمين اقرب للعدل والمساواة من بني دينهم ! في ظاهرة تجسد حقيقة الإسلام وقيمه الإنسانية والأخلاقية التي لا تصدر الا من نهج رباني لا فرق فيه بين كل منا نحو الآخر امام الله الا بالتقوى .