الحمد لله الذي أراد لعباده التوبه ، ويسر لهم العودة والأوبه ،
فجعل لهم من الايام مواسم واعيادا ، يتوب فيها على العاصي ويقبل فيها من تابا ،


وبعد...


فهذه موعظةٌ لنفسي ، وتذكرةٌ لإخواني عسى الله سبحانه أن يتوب علينا، اللهم آمين

أخرج الامام مسلم في صحيحه ( 1163/202 )

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

"أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل".


قال الامام النوويّ رحمه الله :
*هذا تصريحٌ بأنه أفضل الشهور للصوم ، وقد سبق الجواب عن اكثار النبى صلى الله عليه و سلم من صوم شعبان دون المحرم وذكرنا فيه جوابين أحدهما لعله انما علم فضله في آخر حياته، والثانى لعله كان يعرض فيه أعذار من سفر أو مرض أو غيرهما.
*وفيه دليل لما اتفق العلماء عليه أن تطوع الليل أفضل من تطوع النهار وفيه حجة لابى إسحاق المروزى من أصحابنا ومن وافقه أن صلاة الليل أفضل من السنن الراتبة وقال أكثر أصحابنا الرواتب أفضل لانها تشبه الفرائض والاول أقوى وأوفق للحديث والله أعلم اهـ.
فطوبى لمن قُدِّرَ له البقاء حتى يدرك هذا الشهر الفضيل ، ويتوب فيه من الذلل والتقصير ، ويسأل المغفرة من مولاه الجليل.

وفي النهاية اخوتي اذكر نفسي واياكم بقول القائل :


قطعت شهور العام لهوا و غفلة . . . و لم تحترم فيما أتيت المحرما
فلا رجبا وافيت فيـه بـحقـه . . . و لا صمت شهر الصوم صومامتمما
و لا في ليالي عشر ذي الحجة الذي . . . مضى كنت قواما و لا كنت محرما
فهل لك أن تمحو الذنوب بعـبرة . . . وتبكي عليهـا حسرة و تندما
تستقبل العـام الجديـد بتوبـة . . . لعلك أن تمحـو بها ما تقدما

منقول