************ هذا المقال بقلم الأستاذ / سليمان العساف ******************
من جريدة الرياض :
http://www.alriyadh.com.sa/sport/15-...news.html#5284
يبدو أن القارئ وحتى المشاهد أحياناً اعتادوا على الذهول مما يتداول طرحه إعلامياً وبالذات عندما يكون (مُغلفاَ) بالتعصب لحد التطرف المنبوذ و(المرفوض) والذي يزيد من مساحة ما يجري في الساحة الرياضية من (سلبيات) تخلق انطباعات غير ايجابية لدى شريحة كبيرة من المجتمع يجدون داء التعصب يحاصرهم أينما ذهبوا فهم إن قرأوا الملاحق والصفحات الرياضية وجدوا العجب العجاب وإن شاهدوا ما يسمى باستديوهات التحليل الرياضي وجدوا الأدهى والأمر.
قضيتان طُرحتا مؤخراً وكشفتا من جديد بعض (العقليات) التي تدعي الطرح الحيادي وهو البعيد كل البعد عما تطرحه وتناقشه سواء كان ذلك في (الفضاء) حيث القنوات الرياضية أو في (الأرض) حيث تتلقف صدور الصفحات الرياضية المزيد من التصاريح والكتابات السطحية البعيدة عن الواقع.
القضية الأولى هي ما حدث من المدافع الهلالي العملاق عبدالله الشريدة تجاه زميله مهاجم النصر الواعد عبدالرحمن البيشي فرغم ان احتكاك الشريدة بالبيشي نقل حياً على الهواء واعيد بالصورة البطيئة عدة مرات وأشار له الحكم الدولي السابق القدير محمد فودة بكل تجرد ونزاهة إلا ان ما شاهدناه وقرأناه يوحي بأن من تحدثوا وكتبوا كانوا يشيرون لحدث آخر أو فيلم مدبلج وهنا لابد من الايضاح انني وغيري بحمد الله الكثير لا نوافق أو نقر تصرف أي لاعب سواء الشريدة أو غيره تجاه زميل له في الفريق الآخر فمجرد تفكير أي لاعب بايذاء (زميله) مرفوض، والذي يشجع عليه سواء كان ادارياً أو مشجعاً أو إعلامياً هذا شأنه وهذا مستوى تفكيره وهو ما كشفته حادثة الشريدة مع البيشي.
مبدأ رفض المخاشنة بشكل عام وتعطيل لاعب مهما كان حجم الاصابة طفيفاً أو خطيراً أوجب هذا الرفض ديننا الذي يرفض حتى مجرد الايذاء لغير المسلم فمابالكم والذي قد يتعرض للايذاء أخ في الدين وفي الوطن وهو إنسان نحب ان نراه بكامل الصحة والعافية سواء لعب للفريق الذي نتعاطف معه أو لفريق آخر بجانب ان خسارته جراء اصابة أو خلافها لا قدر الله هو خسارة للكرة السعودية وحرمانها من موهبة فذة كموهبة النجم القادم عبدالرحمن البيشي شفاه الله وأعاده للملاعب وهو بخير يؤدي رسالته كمواطن وكنجم رياضي، وإذا افترضنا ان هناك فئة في جميع الأندية وهي بالتأكيد (قليلة) تؤيد مخاشنة المواهب الكروية وتعطيلها فهي مخطئة في نظرتها القاصرة إذا ما علمنا ان عصر الاحتراف يجعل المواهب الكروية ملك لجميع الأندية وخاصة الكبيرة القادرة على الدفع بمعنى أن (البيشي) كمثال عندما تكتمل نجوميته سوف تتسابق الأندية الكبيرة لشراء عقده واغرائه ومنها بالطبع الهلال الفريق المنافس الذي هوجم مدافعه الشريدة ونال ما لم ينله غيره بمجرد احتكاك بسيط أعاد اللاعب للملعب خلال أقل من دقيقتين والغريب ان الفئة التي تحدثت (فضائياً) و(صحفياً) عن الشريدة دانت نفسها وأقرت بأن دوافع الهجوم (شخصية) لأسباب منها نجومية الشريدة وثقله في فريقه بجانب أنه يرتدي الفانيلة الزرقاء وإلا فأين هذه الفئة من الحديث عن المخاشنة الحقيقية للبيشي من قبل مدافع الاتفاق سياف البيشي والتي جعلته يبتعد عن الملاعب لأكثر من شهر اثر تعرضه لكسر أم أن تبدل اسم اللاعب وفريقه له دور في ذلك؟!
فارق كبير بين الصاق تهمة الخشونة وما شابهها من ألقاب بلاعب يحتك ب(البيشي) ويبعده دقيقتين وفي المقابل صمت ولا تعليق من لاعب آخر يكسر قدمه ويبعده عن الملاعب لأكثر من شهر وبودي ان اتساءل أين هؤلاء الذين هاجموا الشريدة من التطرق ولو بحرف واحد للمخاشنات الحقيقية التي كاد الشريدة نفسه يدفع ثمن حياته بسببها من الغاني (كيندي) صاحب الكوع الشهير بل وقتها اذكر انني قرأت لأناس لاموا الشريدة ربما لأنه جر كوع كيندي وأصاب به نفسه!!
ايضاً أين هم من المخاشنات التي ابعدت نجوم عن الملاعب نهائياً وآخرين ابتعدوا ربما لعام وأشهر وعلى سبيل المثال لا الحصر اصابة المدافع الاتحادي محمد الصحفي لأحمد زايد والتي اوقف بسببها الصحفي من اتحاد الكرة لمدة عام، وابعدت هذه الاصابة (زايد) عن الملاعب نهائياً وكذلك مخاشنة مضحي الدوسري لعبدالرحمن ابوسيفين وتسببه في خلع كتف سامي وكذلك بشار عبدالله، وقيام جاري القرني لاعب الاتحاد بكسر قدم مدافع الهلال محمد القحطاني ومخاشنة حارس الأهلي منصور النجعي للاعب الاتفاق عبدالعزيز الدوسري وأخيراً وليس آخراً كوعي (الداود) و(ابن سليمان).
أنا لا أدافع عن الشريدة فهو لاعب كبير يدرك جيداً أهداف ومغزى الحملة التي شنت عليه وأنا أول الرافضين لمبدأ حتى تفكيره بمخاشنة زملائه في الأندية الأخرى لكن ان تُلصق به تهم هو بريء منها وتقلب الأمور والحقائق بدوافع شخصية لمجرد انه الشريدة يلعب للهلال صاحب النصيب الأوفر من القدح الإعلامي فهذا أمر جدير بابداء وجهة نظر حوله خاصة وفيه استخفاف وضحك على القارئ والمشاهد الذي كشفت له هذه الحادثة المزيد من السقوط الاداري والإعلامي.
القضية الأخرى سأ وجزها ومن محاسن الصدف انها تخدم الشريدة، نفسه وتؤكد له ان المعني بأمر الحملات (الفضائية) و(الصحفية) هو فريقه تلكم هي قضية النجم الجماهيري الشهير سامي الجابر التي ما أن انتهى مهاجموه من نعته باسوأ الألقاب وقرروا فشل احترافه الخارجي حتى ترصدوا له مع سبق الاصرار والترصد بمجرد انه أضاع ضربة جزاء في مباراة كان المنتخب السعودي متقدماً بها بنتيجة كبيرة وضياع الضربة لا يؤثر على مسيرة المنتخب الذي لم يصل لدرجة انه بحاجة لترجيح هذا الهدف لو سجل حتى يضمن تأهله لكنهم المتربصون اعداء النجاح لم يقدروا وطنيته ومشاركته في مهمة وطنية وهو قائد المنتخب والمقياس الحقيقي لارتفاع مؤشر عطائه (فنياً) و(معنوياً) فالقائد إذ هبطت معنوياته فكيف بحال البقية والعزاء انه الآخر يدرك اللعبة جيداً ويتجاوز شطحات الصغار بهامة عالية، والغريب ان الذين وجدوا في هذه الضربة الجزائية فرصة لتصفية الحسابات الشخصية غابوا تماماً عن الاشارة لضربة حمزة الجزائية في نهائي كأس آسيا ولاموا الذين انتقدوا (حمزة) وهم محقون في هذه النقطة فحمزة نجم كبير جانبه التوفيق في التنفيذ وهو أمر طبيعي واضاعتها لا تقلل من نجوميته وهو الذي استحق لقب ثالث هدافي العالم لكن السؤال ايضاً يتكرر لماذا تعاملوا مع الضربتين بطريقة مختلفة (مثالية) تجاه حمزة وعكسها مع سامي؟! الذي انفتحت شهية الفاكس الفضائى في ضربته الجزائية وأصابة عطل في ضربة زميله حمزة كما هو الكمبيوتر الفوتوغرافي الذي رصد مخاشنة الشريدة الوهمية واصابه فيروس وتوقف عن العمل عن رصد حالات كيندي ومضحي والصحفي والنجعي وجاري القرني وناصر المرشد والداود وابن سليمان وغيرهم!!
نقطة أخيرة:
احد الزملاء كتب يلوم الحكم على تغاضيه عن خشونة سياف البيشي تجاه عبدالرحمن البيشي وفي ثنايا مقالته حمل الشريدة مسؤولية هذه الاصابة وهو بهذا الرأي الهزلي يذكر بالاداري الذي لام الحكم وحمله مسؤولية خسارة فريقه أمام الأهلي وفي النهاية أضاف والهلال فريق الحكام رغم ان الهلال لم يكن طرفاً في المباراة!!
********** هذا المقال بقلم / سليمان العساف ****************
الوضع العادي
