21/12/2002, 02:36 PM
|
زعيــم جديــد | | تاريخ التسجيل: 17/12/2002 المكان: الرياض
مشاركات: 10
| |
قصة انا ما تحملت اكملها اعتدل الضابط في جلسته وأضاء المصباح الموضوع فوق مكتبه وسلط الضوء على وجه ذلك الشخص الذي يجلس أمامه .. قبل أن يقول وهو يعبث بشاربه :
- شئ غريب أن تقتل شقيقك ، ثم تتصل بالشرطة وتنتظرهم في مسرح الجريمة حتى يصلوا ليقبضوا عليك !! لماذا قتلته ؟ هيا تكلم يا عادل فأنا انتظر منك اعترافا كاملا ..
رفع عادل بصره إلى وجه الضابط رغم المصباح الذي أمامه .. كانت لحيته نامية .. ويداه مقيدتان بالأصفاد .. وفي عينية بقايا دموع ترفض أن تسقط .. ورغم ذلك فقد اكتسى وجهه بالجمود وخرج صوته عميقا وهو يقول ببطء :
- سوف أحكي لك كل شئ .. فهل أنت مستعد ؟
أجابه الضابط في لهفة تعكس اهتمامه بالأمر :
- بكل تأكيد .. هيا أنا أنتظر منك أن تبدأ ..
وخيم الصمت في المكان للحظات حتى أصبح صوت حركة المروحة المعلقة في أعلى سقف الغرفة هو المسيطر على المكان .. ثم شردت عينا عادل وعقله يسترجع تلك الأحداث القديمة .. وبدأ يحكي للضابط ..
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
انطلقت زغرودة فرح من حنجرة أم عادل في ذلك اليوم المشرق من فصل الشتاء .. فشقيقتها خرجت من المستشفى وقد أنجبت بنتا جميلة يشع وجهها بالضياء .. في تلك اللحظات السعيدة قالت أم عادل وهي تستقبل شقيقتها :
- ابنتك سميرة هي لابني عادل .. وسوف نفرح بهما معا ..
وابتسمت شقيقتها ولم تعلق .. فما أجمل الفرحة عندما تحتوي الإنسان بكل مشاعره ..
كان عادل وقتها في الرابعة من عمره ، وكان سعيدا بقدوم هذه الضيفة الصغيرة .. أما مهند فكان يصغر عادل بسنة واحدة فقط .. وكان هو أيضا سعيدا !!
ومنذ ذلك اليوم أصبح أمرا معروفا أن عادل هو لابنة خالته سميرة .. كانت هذه العادة منتشرة في ذلك الوقت بهدف الترابط بين العائلة الواحدة .. ولكن ربما لم يفطن الجميع أن الزمن لا يسير على وتيرة واحدة .. وما يصلح بالأمس ليس بالضرورة يصلح اليوم .. وإذا كان الأطفال ليس لهم رأي فإنهم سيكبرون يوما ولن يظلوا صغارا للأبد !!
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
وضع الضابط قلمه فوق الأوراق المتراكمة |