اتحاد الكرة يرضخ‏..‏ ويطوي صفحة أمم إفريقيا‏2006‏
الالتماس المصري للفيفا محاولة لحفظ ماء الوجه بعد حكاية شراء الترام‏!‏


الحقيقه تائهة بين الاتحادين الافريقى والمصرى
يبدو ان اتحاد الكرة رضخ للأمر الواقع وطوي صفحة كأس الأمم الافريقية التي ستنظمها مصر عام‏2006,‏ بعد فصلها عن طريق المونديال الذي سيقام في العام نفسه بألمانيا‏,‏ واكتفي بصفقة لم تكن هي الاساس عند التقدم لاستضافة هذه البطولة التي تكلفنا آموالا طائلة دون عائد قوي كما كان متوقعا من قبل‏.‏

كما يبدو ان الالتماس الذي اعلن اتحاد الكرة عن تقديمه للاتحاد الدوليالفيفا حول تلك المسألة لم يكن سوي محاولة لحفظ ماء الوجه بعد حكاية شراء الترام في استضافة هذه البطولة التي ربما تزيد ضآلة أهميتها إذا لا قدر الله دخلناها ولم نتأهل للمونديال من خلال تصفيات كأس العالم التي ستضم‏5‏ فرق اخري اقوي طبعا من موريشيوس ومدغشقر من بينها أحد الفرق التي لعبت في مونديال كوريا الجنوبية واليابان‏..‏ كل تلك الأمور هي التي اكدت اختلاف الحسابات الآن لتلك البطولة عما كان قبل الفوز باستضافتها‏,‏ بداية من فقدان العائد المادي المتوقع‏,‏ وانتهاء بعدم ربطها بمسألة التأهل للمونديال الذي كان وراء الصراع الكبير من اجل الاستضافة ما بين مصر والجزائر وليبيا وكوت ديفوار بحثا عن فرصة افضل واسهل للتأهل لنهائيات كأس العالم بألمانيا‏..‏ وهذا ما يفرض تساؤلا حول من المتسبب في تلك الخديعة وذلك التلاعب بآمال وطموحات جماهير الكرة المصرية‏.‏؟‏!‏

كثر الحديث خلال الفترة الماضية حول تلك القضية و انطلقت التصريحات من الجانبين الإفريقي والمصري‏,‏ كل يبحث عن مخرج لأخطائه التي وقع فيها ويحاول جاهدا إلقاء اللوم علي الطرف الآخر‏..‏ فنري الاتحاد الافريقي يعلن ان تدخل الفيفا بذلك الخطاب المزعوم وراء هذا الانقلاب‏,‏ ولكن أين كان مسئو لوه حين اتفقوا علي اقرار نظام تأهيل لا يحق لهم الاقتراب منه وهو تصفيات المونديال واقعين في ذلك الخطأ الاداري الذي تضاعف بإعلانهم ان نهائيات أمم افريقيا‏2006‏ هي طريق المونديال ثم ينتظرون كل تلك الفترة دون الحصول علي موافقة رسمية من الفيفا بذلك ويعتمدون فقط علي الوعود الزائفة التي انقلبت الي النقيض فجأة‏!!.‏

والآن اصبحوا ايضا خاسرين مثل الآخرين‏,‏ فليست هناك خسارة اكبر من ان تقام تصفيات أمم افريقيا ولا علاقة للاتحاد الافريقي بها بعد أن أصبحت هي ذاتها تصفيات المونديال‏,‏ حيث سيسافر اوائل المجموعات الخمس الي المانيا‏,‏ في حين سيصعد اصحاب المراكز الثلاثة الأولي في المجموعات نفسها الي نهائيات كأس الأمم بمصر‏..‏ أي أن اشراف الفيفا علي التصفيات سيظل حتي النهاية‏,‏ ولم تعد هناك تصفيات أمم افريقية يشرف عليها الاتحاد الافريقي‏.‏ وعلي الجانب الاخر‏..‏ تظهر مسئولية اتحاد الكرة المصري في عدم اتخاذ موقف حاسم ضد هذا الخطأ الاداري الكبير‏,‏ إلا إذا كان مسئولوه علي علم بحقائق الأمور مسبقا من البداية وهذا من المفترض ان يكون صحيحا وفقا لعلاقاتهم واتصالاتهم التي تعلن في كل مناسبة‏,‏ وإلا فأين كانوا طوال تلك المسرحية الهزلية‏!!‏

لا نريد إلقاء اللوم علي أحد‏,‏ ولكن الغموض الذي يحيط بتلك القضية بأمورها المحيرة هو الذي يشير بأصابع الاتهام الي الجميع حتي يأتي اليوم الذي تنكشف فيه الحقيقة‏.‏