المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 20/12/2002, 09:47 PM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
أحــــ مجموع ــكام أعيــــــــ منوع ـــــــــاد الكفار

أعياد الكفار وموقف المسلم منها

إبراهيم بن محمد الحقيل

الصراع بين الحق والباطل دائم ما دامت الدنيا، واتباع فئام من الأمة المحمدية أهلَ الباطل في باطلهم من يهود ونصارى ومجوس وعباد أوثان وغيرهم، وبقاء طائفة على الحق رغم الضغوط والمضايقات، كل ذلك سنن كونية مقدرة مكتوبة، ولا يعني ذلك الاستسلام وسلوك سبيل الضالين؛ لأن الذي أخبرنا بوقوع ذلك لا محالة حذَّرنا من هذا السبيل، وأمرنا بالثبات على الدين مهما كثر الزائغون، وقوي المنحرفون، وأخبرنا أن السعيد من ثبت على الحق مهما كانت الصوارف عنه، في زمن للعامل فيه مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عمل الصحابة - رضي الله عنهم - كما ثبت ذلك في حديث أبي ثعلبة الخشني - رضي الله عنه -(1).

ولسوف يكون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أقوام ينحرفون عن الحق صوب الباطل يغيرون ويبدلون، وعقوبتهم أنهم سيُحجزون عن الحوض حينما يَرِده الذين استقاموا ويشربون منه كما قال - عليه الصلاة والسلام -: "أنا فرطكم على الحوض؛ وليُرفعن إليَّ رجال منكم حتى إذا أهويت إليهم لأناولهم اختلجوا دوني فأقول: أي رب! أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك" وفي رواية: "فأقول: سحقاً لمن بدَّل بعدي"(2).

ومن أعظم مظاهر التغيير والتبديل، والتنكر لدين محمد صلى الله عليه وسلم اتِّباع أعداء الله - تعالى - في كل كبيرة وصغيرة، باسم الرقي والتقدم، والحضارة والتطور، وتحت شعارات التعايش السلمي والأخوة الإنسانية، والنظام العالمي الجديد والعولمة والكونية، وغيرها من الشعارات البراقة الخادعة. وإن المسلم الغيور ليلحظ هذا الداء الوبيل في جماهير الأمة إلا من رحم الله - تعالى - حتى تبعوهم وقلدوهم في شعائر دينهم وأخص عاداتهم وتقاليدهم كالأعياد التي هي من جملة الشرائع والمناهج. والله - تعالى - يقول: ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا {المائدة: 48}، ويقول - تعالى -: لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه {الحج: 67} أي: عيداً يختصون به.

وإذا كان كثير من المسلمين قد اغتروا ببهرج أعداء الله - تعالى - خاصة النصارى في أعيادهم الكبرى كعيد ميلاد المسيح - عليه الصلاة والسلام - (الكريسمس) وعيد رأس السنة الميلادية، ويحضرون احتفالات النصارى بها في بلادهم؛ بل نقلها بعضهم إلى بلاد المسلمين - والعياذ بالله - فإن البلية الكبرى والطامة العظمى ما يجري من استعدادات عالمية وعلى مستوى الدول النصرانية الكبرى للاحتفال بنهاية الألفية الثانية والدخول في الألفية الثالثة لميلاد المسيح ابن مريم - عليه الصلاة والسلام -. وإذا كانت الأرض تعج باحتفالات النصارى في كل رأس سنة ميلادية فكيف سيكون احتفالهم بنهاية قرن ميلادي (القرن العشرين)؛ بل بنهاية ألف ميلادية هي الثانية؟ إنه حدث ضخم تستعد له الأمم النصرانية بما يناسب حجمه وضخامته.

إن هذا الحدث النصراني لن يكون الاحتفال بليلة رأس السنة فيه كما هو المعتاد في بلاد النصارى فحسب وفي قبلة ديانتهم الفاتيكان؛ بل الاستعدادات جارية ليكون مركز الاحتفال الرئيس (بيت لحم) موضع مولد المسيح - عليه الصلاة والسلام - وسينتقل إليها أئمة النصارى السياسيون والدينيون: الإنجيليون منهم والمعتدلون؛ بل والعلمانيون لإحياء تلك الاحتفالات الألفية التي تنشط الصحافة العالمية في الحديث عنها كلما اقترب الحدث يوماً بعد يوم، ويتوقع أن يحضرها أكثر من ثلاثة ملايين من البشر في (بيت لحم) يؤمهم البابا يوحنا بولس الثاني، وستشارك بعض الدول الإسلامية المجاورة في هذه التظاهرة العالمية على اعتبار أن بعض شعائر العيد النصراني يقع في أراضيها وهو موقع تعميد المسيح - عليه الصلاة والسلام - حيث عمده يوحنا المعمدان (يحيى عليه الصلاة والسلام) في نهر الأردن، بل إن كثيراً من المسلمين سيشاركون في تلك الاحتفالات على اعتبار أنها مناسبة عالمية تهم سكان الأرض كلهم، وما علم هؤلاء أن الاحتفال بهذه الألفية هو احتفال بعيد ديني نصراني (عيد ميلاد المسيح وعيد رأس السنة الميلادية) وأن المشاركة فيه مشاركة في شعيرة من شعائر دينهم، والفرح به فرح بشعائر الكفر وظهوره وعلوه، وفي ذلك من الخطر على عقيدة المسلم وإيمانه ما فيه؛ حيث إن "من تشبه بقوم فهو منهم"(1) كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكيف بمن شاركهم في شعائر دينهم؟! وذلك يحتم علينا الوقوف على حكم أعياد الكفار، وما يجب على المسلم تجاهها، وكيفية مخالفتهم التي هي أصل من أصول ديننا الحنيف، بَلْهَ التعرف على أنواع أعيادهم وشعائرهم فيها بقصد تجنبها والحذر والتحذير منها.

لماذا علينا أن نعرف أعياد الكفار؟!

من المتفق عليه أن المسلم لا يعنيه التعرف على أحوال الكفار، ولا يهمه معرفة شعائرهم وعاداتهم - ما لم يُرِدْ دعوتهم إلى الإسلام - إلا إذا كانت شعائرهم تتسرب إلى جهلة المسلمين فيقعون في شيء منها عن قصد أو غير قصد، فحينئذ لا بد من معرفتها لاتقائها، والحذر من الوقوع في شيء منها، وفي العصور المتأخرة يتأكد ذلك للأسباب الآتية:

1 - كثرة الاختلاط بالكفار سواء بذهاب المسلم إلى بلادهم للدراسة أو السياحة أوالتجارة أو غير ذلك، فيرى أولئك الذاهبون إليهم بعض شعائرهم وقد يُعجبون بها، ومن ثم يتَّبعونهم فيها، لا سيما مع هزيمتهم النفسية، ونظرتهم إلى الكافرين بإعجاب شديد يسلب إرادتهم، ويفسد قلوبهم ويضعف الدين فيها، ومن ذلك

أن كثيراً من المثقفين المغتربين يصف الكفرة بالرقي والتقدم والحضارة حتى في عاداتهم وأعمالهم المعتادة، أو كان ذلك عن طريق إظهار تلك الأعياد في البلاد الإسلامية من طوائف وأقليات أخرى غير مسلمة فيتأثر بها جهلة المسلمين في تلك البلاد.

2 - وزاد الأمرَ خطورةً البثُّ الإعلامي الذي به يمكن نقل كل شيء بالصوت والصورة الحية من أقصى الأرض إلى أدناها، وما من شك في أن وسائل إعلام الكفار أقوى وأقدر على نقل شعائرهم إلى المسلمين دون العكس؛ حيث أصبحت كثير من القنوات الفضائية تنقل شعائر أعياد الآخرين خاصة أعياد الأمة النصرانية، واستفحل الخطر أكثر وأكثر حينما تبنت بعض الأنظمة العلمانية في البلاد الإسلامية كثيراً من الاحتفالات بشعائر الكفرة والمبتدعة وأعيادهم، وينقل ذلك عبر الفضائيات العربية إلى العالم؛ فيغتر بذلك بعض المسلمين بسبب صدوره من بلاد إسلامية.

3 - قد عانى المسلمون على مدى تاريخهم من تأثُّر بعضهم بشعائر غيرهم من جراء الاختلاط بهم مما جعل كثيراً من أئمة الإسلام يحذرون عوام المسلمين من تقليد غيرهم في أعيادهم وشعائرهم؛ منهم - على سبيل المثال -: شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه العلامة ابن القيم، والحافظان: الذهبي، وابن كثير، وهم قد عاشوا عصراً واحداً كثر فيه اختلاط المسلمين بغيرهم خاصة بالنصارى، وتأثر جهلتهم ببعض شعائر دينهم خاصة أعيادهم، ولهذا أكثر الكلامَ عن ذلك هؤلاء العلماء في تضاعيف مصنفاتهم، وبعضهم أفرد لذلك كتاباً خاصاً، كابن تيمية في كتابه: (اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم) أو الذهبي في رسالته: (تشبيه الخسيس بأهل الخميس)، وغيرهم.

ولقد أطال ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في ذكر أعيادهم وأعمالهم فيها، وبين مدى تأثر جهلة المسلمين بها، ووصف أعيادهم وأنواعها وما يجري فيها من شعائر وعادات مما يستغني عن معرفته المسلمون، إلا أن الحاجة دعت إلى ذلك بسبب اتباع كثير من المسلمين أهل الكتاب في تلك الشعائر.

وقد بيّن شيخ الإسلام أعيادهم وعرضها في مقام التحذير؛ حيث يقول - رحمه الله تعالى - بعد أن أفاض في الحديث عنها: "وغرضنا لا يتوقف على معرفة تفاصيل باطلهم؛ ولكن يكفينا أن نعرف المنكر معرفة تميز بينه وبين المباح والمعروف، والمستحب والواجب، حتى نتمكن بهذه المعرفة من اتقائه واجتنابه كما نعرف سائر المحرمات؛ إذ الفرض علينا تركها، ومن لم يعرف المنكر جملة ولا تفصيلاً لم يتمكن من قَصْدِ اجتنابه. والمعرفة الجُمَلية كافية بخلاف الواجبات"(1)، وقال أيضاً: "وإنما عددت أشياء من منكرات دينهم لما رأيت طوائف من المسلمين قد ابتلي ببعضها، وجهل كثير منهم أنها من دين النصارى الملعون هو وأهله، ولست أعلم جميع ما يفعلونه، وإنما ذكرت ما رأيت من المسلمين يفعلونه وأصله مأخوذ عنهم"(2).

4 - أن بعض أعيادهم تحول في العصر الحاضر إلى اجتماع كبير له بعض خصائص عيدهم القديم، ويشارك كثير من المسلمين في ذلك دون علم كما في دورة الألعاب الأولمبية التي أصلها عيد عند اليونان ثم عند الرومان ثم عند النصارى، وكالمهرجانات التي تقام للتسوق أو الثقافة أو غير ذلك مع أن أصل المهرجان عيد

من أعياد الفرس، وأكثر من يقيمون تلك الاجتماعات ويسمونها (مهرجانات) يجهلون ذلك.

5 - معرفة الشر سبب لاتقائه واجتنابه، وقد قال حذيفة - رضــي الله عنه -: "كان الناس يسألـون رســول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافةَ أن يدركني"(1) ومن المعلوم أن الشر العظيم والداء الوبيل أن يقع المسلم في شيء من شعائر الذين كفروا دون علمه أن ذلك من شعائرهم وأخص عاداتهم التي أُمرنا بمجانبتها والحذر منها؛ لأنها رجس وضلال.

6 - كثرة الدعاوي وقوة الأصوات المنافقة التي تريد للأمة الخروج عن أصالتها، والقضاء على هويتها، والانصهار في مناهج الكفرة، واتباعهم حذو القذة بالقذة تحت شعارات: الإنسانية والعولمة والكونية والانفتاح على الآخر وتلقِّي ثقافته، مما حتَّم معرفة ما عند هذا الآخر - الكافر - من ضلال وانحراف لفضحه وبيان عواره وكشف التزوير وتمزيق الأغلفة الجميلة التي تغلف بها تلك الدعاوى القبيحة ليهلك من هلك عن بينة ويحيى" من حي عن بينة {الأنفال: 42} ولكي تقوم الحجة على أتباع محمد صلى الله عليه وسلم فلا يغتروا وينخدعوا.



أعياد الفراعنة:



من أعياد الفراعنة: عيد شم النسيم(2) وهو لتقديس بعض الأيام تفاؤلاً أو تزلفاً لمن كانوا يُعبدون من دون الله - تعالى - وقد ذكر الشيخ محفوظ ما يقع فيه - في زمنه - من المخازي والفجور مما يندى له الجبين؛ حيث تمتلئ فيه المزارع والخلوات بجماعات الفجار وفاسدي الأخلاق، ينزحون جماعات شيباً وشباناً ونساءًا إلى البساتين والأنهار لارتكاب الزنا وشرب المسكرات، يظنون أن ذلك اليوم أبيحت فيه جميع الخبائث لهم.

ومن أوهامهم فيه: وضع البصل تحت رأس النائم وتعليقه على الأبواب زاعمين أنه يُذهب عنهم الكسل والوخم. وهو معدود في أعياد الفراعنة وقيل: أحدثه الأقباط، ولا مانع أنه لكليهما وأنه انتقل من أولئك إلى هؤلاء، ولا زال كثير من أهل مصر - خاصة الأقباط - يحتفلون به ويشاركهم فيه كثير من المسلمين، وفي الآونة الأخيرة كتب عنه عدد من الكتاب العلمانيين داعين إلى أن يكون عيداً رسمياً إحياءًا لتراث الفراعنة في الوقت الذي يصفون فيه شعائر الإسلام بالتخلف والرجعية والردة الحضارية.

أعياد اليونان:

أَشْهُر السنة عند اليونان كثيرة وكانت تسمى بأسماء أعيادهم، وكانت نفقات أعيادهم يتحملها الأغنياء منهم، وعامة أعيادهم لها صلات بشعائر دينهم الوثني المبني على تعدد الآلهة عندهم، وقد كثرت أعيادهم جداً بغية التخفف بتلك الأعياد من متاعب الحياة الرتيبة، وبلغ من كثرتها أنه ما خلا شهر من أشهرهم من عيد أو أعياد عدا شهر واحد عندهم هو شهر (ممكتريون)(3).

واتسمت أعيادهم بالفحش والعهر والسكر وإطلاق العنان لغرائزهم الحيوانية تفعل ما تشاء، كما كان فيها شيء كثير من خرافاتهم وضلالهم: كزعم تحضير أرواح الأموات ثم إرجاعها أو طردها مرة أخرى بعد انتهاء العيد، وأهم أعيادهم:

عيد الأولمبياد أو العيد الأولمبي ويقام في (إليس) وينعقد كل أربع سنوات، وكان الأولمبياد الأول المعترف به سنة (776 ق م) وهذا الأولمبياد من أكبر أعيادهم وتجمعاتهم الموسمية، ومنذ ذلك التاريخ كان يطلق على تلك الألعاب (الأولمبياد)، وكان لها صبغة وطنية، ومضامين قومية حتى قيل: إن اليونان كانت تفتخر بانتصاراتها الأولمبية أكثر من افتخارها بانتصاراتها في المعارك الحربية؛ فهو أكبر عيد في عالم الإغريق آنذاك(1).

ولا تزال هذه الألعاب تقام وترعاها الأمم النصرانية بتسميتها القديمة نفسها وشعائرها الموروثة من إشعال الشعلة الأولمبية من أثينا ونقلها إلى البلد المنظم للدورة ونحو ذلك؛ ومع بالغ الأسف فإن كثيراً من المسلمين يشاركون فيها، ويفاخرون بتلك المشاركات، ويجهل كثيرون منهم أن أصلها عيد من أعياد الكفار الكبرى وأيام مقدسة في دينهم الوثني؛ فنعوذ بالله من الزيغ والضلال والتقليد الأعمى.

وكان لليونان أيضاً أعياد عظيمة كأعياد الجامعة الهيلينية، وعيد الجامعة الأيونية وغيرها(2).

أعياد الرومان:

من أكثر الأمم أعياداً الرومان؛ حيث كان عندهم في السنة أكثر من مائة يوم مقدس يعتبرونها أعياداً، من بينها اليوم الأول من كل شهر، وخصصت بعض هذه الأعياد لتقديس الموتى، وأرواح العالم السفلي، وكان يقصد بكثير من أعيادهم وما يقام فيها من احتفالات استرخاء الموتى وإقصاء غضبهم - حسب زعمهم.

ومن المعلوم أن الإمبراطورية الرومانية سادت بعد اليونان؛ فورثت كثيراً من شعائر اليونان وعاداتهم وأعيادهم.

ومن أشهر أعيادهم:

عيد الحب: يحتفلون به في يوم (14) فبراير من كل سنة تعبيراً عما يعتقدونه في دينهم الوثني أنه تعبير عن الحب الإلهي، وأحدث هذا العيد قبل ما يزيد على (1700 عام) في وقت كانت الوثنية هي السائدة عند الرومان، وقد أعدمت دولتهم أيام وثنيتها القديس (فالنتين) الذي اعتنق النصرانية بعد أن كان وثنياً، فلما اعتنق الرومان النصرانية جعلوا يوم إعدامه مناسبة للاحتفال بشهداء الحب، ولا زال الاحتفال بهذا العيد قائماً في أمريكا وأوروبا لإعلان مشاعر الصداقة، ولتجديد عهد الحب بين المتزوجين والمحبين، وأصبح لهذا العيد اهتمامه الاجتماعي والاقتصادي.

ويبدو أن عيداً آخر نشأ من مفهوم هذا العيد ذلك هو عيد الزوجين أو الصديقين المتحابين يحتفل به الزوجان في يوم ذكرى زواجهما من كل عام لتأكيد المحبة بينهما، وانتقلت هذه العادة إلى المسلمين بسبب المخالطة حتى صار الزوجــان يحتفلان بليلة زواجهمـــا احتفالاً خاصـاً في كثير من بلاد المسلمين؛ تشبهاً بالكفار؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

أعياد اليهود:

1 - عيد رأس السنة العبرية ويسمونه عيد (هيشا) وهو أول يوم من تشرين الأول، ويزعمون أنه اليوم الذي فُدِيَ فيه الذبيح إسحاق عليه السلام، - حسب معتقدهم الخاطئ؛ لأن الذبيح هو إسماعيل لا إسحاق - و هذا

العيد هو بمنزلة عيد الأضحى عند المسلمين.

2 - عيد صوماريا أو الكيبور وهو عندهم يوم الغفران.

3 - عيد المظلل أو الظلل أو المظال يوم (15 تشرين) يستظلون فيه بأغصان الشجر ويسمونه أيضاً: عيد صوم مريم العذراء.

4 - عيد الفطير وهو عيد الفصح يوم (15 نيسان) وهو بمناسبة ذكرى هروب بني إسرائيل من الاستعباد في مصر في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وقصة هذا العيد مروية في الإصحاح الثاني عشر من التوراة - سِفْر الخروج - ومدته ثمانية أيام يحتفلون به في فلسطين المحتلة، واليهود الإصلاحيون يحتفلون به في أقطارهم لمدة سبعة أيام، ولهم فيه احتفال يسمى (السيدار) وفيه تُقرأ قصة هروب بني إسرائيل من كتاب اسمه: (الحقادا) ويأكلون فيه خبزاً غير مخمر، على اعتبار أن بني إسرائيل لما هربوا أكلوه؛ إذ لم يكن عندهم وقت لتخميره، ولا يزال اليهود يأكلونه إلى اليوم في هذا العيد.

5 - عيد الأسابيع أو (العنصرة) أو (الخطاب) ويزعمون أنه اليوم الذي كلم الله - تعالى - فيه موسى - عليه الصلاة والسلام -.

6 - يوم التكفير في الشهر العاشر من السنة اليهودية: ينقطع الشخص تسعة أيام يتعبد فيها ويصوم وتسمى أيام التوبة.

7 - الهلال الجديد: كانوا يحتفلون لميلاد كل هلال جديد؛ حيث كانت تنفخ الأبواق في بيت المقدس وتشعل النيران ابتهاجاً به.

8 - عيد اليوبيل وهو المنصوص عليه في سِفْر اللاويين.

ولهم أعياد أخرى من أشهرها: عيد الفوز أو (البوريم) وعيد الحنكة ويسمى (التبريك)(1).

أعياد النصارى:

1 - عيد القيامة ويسمى عيد الفصح، وهو أهم أعياد النصارى السنوية، ويسبقه الصوم الكبير الذي يدوم أربعين يوماً قبل أَحَد الفصح، وهذا العيد يحتفون في ذكراه بعودة المسيح - عليه السلام - أو قيامته بعد صلبه وهو بعد يومين من موته - على حد زعمهم - وهو خاتمة شرائع وشعائر متنوعة هي:

أ - بداية الصوم الكبير وهو أربعون يوماً قبل أحد الفصح، ويبدؤون الصوم بأربعاء يسمونه أربعاء الرماد؛ حيث يضعون الرماد على جباه الحاضرين ويرددون: (من التراب نبدأ وإليه نعود).

ب - ثم بعده خمسون يوماً تنتهي بعيد الخمسين أو العنصرة.

ج - أسبوع الآلام وهـو آخـــر أسبوع في فترة الصــوم، ويشير إلى الأحداث التي قادت إلى موت عيسى - عليه السلام - وقيامته - كما يزعمون.

د - أحد السعف وهو يوم الأحد الذي يسبق الفصح، وهو إحياء ذكرى دخول المسيح بيت المقدس ظافراً.

هـ - خميس العهد أو الصعود ويشير إلى العشاء الأخير للمسيح واعتقاله وسجنه.

و - الجمعة الحزينة وهي السابقة لعيد الفصح وتشير إلى موت المسيح على الصليب - حسب زعمهم.

ز - سبت النور وهو الذي يسبق عيد الفصح، ويشير إلى موت المسيح، وهو يوم الانتظار وترقب قيام المسيح أحد عيد الفصح. وتنتهي احتفالات عيد الفصح بيوم الصعود أو خميس الصعود؛ حيث تتلى قصة رفع المسيح إلى السماء في كل الكنائس، ولهم فيه احتفالات ومهرجانات مختلفة باختلاف المذاهب والبلاد النصرانية، ويسمون خميسه وجمعته السابقة له الخميس الكبير، والجمعة الكبيرة، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية - رحــمه الله تعالى -(1) وهــو الخميس المقصود برسالة الحافظ الذهبي - رحمه الله تعالى - (تشبيه الخسيس بأهل الخميس)، وهذا الخميس هو آخر يوم صومهم ويسمونه أيضاً خميس المائدة أو عيد المائدة وهو المذكور في سورة المائدة في قوله - تعالى -: قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا... {المائدة: 114}.

وكان لهم من الأعمال الغريبة في هذه الأعياد شيء كثير، ذَكَرَهُ كثير من المؤرخين، فمن ذلك جمع ورق الشجر وتنقيعه والاغتسال به والاكتحال، وكان أقباط مصر يغتسلون في بعض أيامه في النيل ويزعمون أن في ذلك رقية ونشرة. ويوم الفصح عندهم هو يوم الفطر من صومهم الأكبر، ويزعمون أن المسيح - عليه السلام - قام فيه بعد الصلبوت بثلاثة أيام وخلص آدم من الجحيم، إلى غير ذلك من خرافاتهم. وقد ذكر شمس الدين الدمشقي الذهبي أن أهل حماة يعطلون فيه أعمالهم لمدة ستة أيام، ويصبغون البيض، ويعملون الكعك، وذكر ألواناً من الفساد والاختلاط الذي يجري فيه آنذاك، وذكر أن المسلمين يشاركون فيه وأن أعدادهم تفوق أعداد النصارى - والعياذ بالله(2).

وذكر ابن الحاج: أنهم يجاهرون بالفواحش والقمار ولا أحد ينكر عليهم(3) ولعل هذا ما دفع شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - إلى إنكار ما رآه من المسلمين من تقليد النصارى في أعيادهم وشعائرهم؛ فإنه ذكر شيئاً كثيراً من ذلك في كتابه القيم الاقتضاء، وكذلك ألف الذهبي رسالته آنفة الذكر.

ويحتفل به عامة النصارى إلى اليوم في أول أَحد بعد كمال الهلال من فصل الربيع في الفترة ما بين (22 مارس و 25 إبريل) والكنائس الشرقية الأرثوذكسية تتأخر عن بقية النصارى في الاحتفال به وهو بشعائره وصيامه وأيامه فصلٌ كامل من السنة النصرانية(4).

2 - عيد ميلاد المسيح - عليه السلام - وعند الأوروبيين يسمى عيد الكريسمس وهو يوم (25 ديسمبر) عند عامة النصارى، وعند الأقباط يوافق يوم (29 كيهك) والاحتفال به قديم ومذكور في كتب التاريخ قال المقريزي: وأدركنا الميلاد بالقاهرة ومصر وسائر إقليم مصر جليلاً تباع فيه الشموع المزهرة وكانوا يسمونها الفوانيس(5).

ومناسبة هذا العيد عند النصارى تجديد ذكرى مولد المسيح - عليه السلام - كل عام، ولهم فيه شعائر وعبادات؛ حيث يذهبون إلى الكنيسة ويقيمون الصلوات الخاصة. وقصة عيد الميلاد مذكورة في أناجيلهم (لوقا) و (متَّى) وأول احتفال به كان عام 336م، وقد تأثر بالشعائر الوثنية؛ حيث كان الرومان يحتفلون بإله الضوء وإله الحصاد، ولما أصبحت الديانة الرسمية للرومان النصرانية صار الميلاد من أهم احتفالاتهم في أوروبا، وأصبح القديس (نيكولاس) رمزاً لتقديم الهدايا في العيد من دول أوروبا، ثم حل البابا (نويل) محل القديس (نيكولاس) رمزاً لتقديم الهدايا خاصة للأطفال(1). وقد تأثر كثير من المسلمين في مختلف البلاد بتلك الشعائر والطقوس؛ حيث تنتشر هدايا البابا (نويل) المعروفة في المتاجر والمحلات التي يملكها في كثير من الأحيان مسلمون، وكم من بيت دخلته تلك الهدايا، وكم من طفل مسلم يعرف البابا (نويل) وهداياه! فلا حول ولا قوة إلا بالله.

وللنصارى في هذا العيد شعائر منها: أن نصارى فلسطين وما جاورها يجتمعون ليلة عيد الميلاد في (بيت لحم) المدينة التي ولد فيها المسيح - عليه الصلاة والسلام - لإقامة قداس منتصف الليل، ومن شعائرهم: احتفالهم بأقرب يوم أحد ليوم (30 نوفمبر) وهو عيد القديس (أندراوس) وهو أول أيام القدوم - قدوم عيسى عليه السلام - ويصل العيد ذروته بإحياء قداس منتصف الليل؛ حيث تزين الكنائس ويغني الناس أغاني عيد الميلاد وينتهي موسم العيد في (6 يناير). وبعضهم يحرق كتلة من جذع شجرة عيد ميلاد المسيح، ثم يحتفظون بالجزء غير المحروق، ويعتقدون أن ذلك الحرق يجلب الحظ، وهذا الاعتقاد سائد في بريطانيا وفرنسا والدول الاسكندنافية(2).

3 - عيد الغطاس: وهو يوم (19 يناير) وعند الأقباط يوم (11 من شهر طوبة) وأصله عندهم أن يحيى بن زكريا - عليهما الصلاة والسلام - والمعروف عندهم بيوحنا المعمدان عمّد المسيح ابن مريم - عليه الصلاة والسلام - في نهر الأردن، وعندما غسله اتصلت به روح القدس، فصار النصارى لأجل ذلك يغمسون أولادهم في الماء في هذا اليوم وينزلون فيه بأجمعهم(3)، وقد ذكر المسعودي أن لهذا العيد - في وقته - شأناً عظيماً بمصر، يحضره آلاف النصارى والمسلمين، ويغطسون في نهر النيل ويزعمون أنه أمان من المرض ونشرة للدواء(4). وعلى هذا المفهوم تحتفل به الكنائس الأرثوذكسية، وأما الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية فلهم مفهوم آخر في الاحتفال به، وهو إحياء ذكرى تقديس الرضيع المسيح - عليه الصلاة والسلام - على يد الرجال الثلاثة الذين قدموا من الشرق.

وأصل كلمة (غطاس) إغريقية وهي تعني الظهور، وهو مصطلح ديني مشتق من ظهور كائن غير مرئي، وقد جـــاء فــي التوراة أن الله - تعالى - تجلــــى لموسى - عليه الصلاة والسلام - على هيئة أجمة محترقة(5) - تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً.

4 - عيد رأس السنة الميلادية: وللاحتفال به شأن عظيم في هذه الأزمنة؛ حيث تحتفل به الدول النصرانية وبعض الدول الإسلامية، وتنقل تلك الاحتفالات بالصوت والصورة الحية من شتى بقاع الأرض، وتتصدر احتفالاته الصفحات الأولى من الصحف والمجلات، وتستحوذ على معظم نشرات الأخبار والبرامج التي تبث في الفضائيات، وصار من الظواهر الملحوظة سفر كثير من المسلمين الذين لا تقام تلك الاحتفالات النصرانية في بلادهم إلى بلاد النصارى لحضورها والاستمتاع بما فيها من شهوات محرمة غافلين عن إثم الارتكاس في شعائر الذين كفروا.

وللنصارى في ليلة رأس السنة (31 ديسمبر) اعتقادات باطلة، وخرافات كسائر أعيادهم المليئة بذلك، وهذه الاعتقادات تصدر عن صُنّاع الحضارة الحديثة وممن يوصفون بأنهم متحضرون ممن يريد المنافقون من بني قومنا اتباعهم حذو القذة بالقذة حتى في شعائرهم وخرافاتهم لكي نضمن مواقعنا في مصافِّ أهل التقدم والحضارة، وحتى يرضى عنها أصحاب البشرة البيضاء والعيون الزرقاء!!

ومن اعتقاداتهم تلك: أن الذي يحتسي آخر كأس من قنينة الخمر بعد منتصف تلك الليلة سيكون سعيد الحظ، وإذا كان عازباً فسيكون أول من يتزوج من بين رفاقه في تلك السهرة، ومن الشؤم دخول منزل ما يوم عيد رأس السنة دون أن يحمل المرء هدية، وكنسُ الغبار إلى الخارج يوم رأس السنة يُكنس معه الحظ السعيد، وغسل الثياب والصحون في ذلك اليوم من الشؤم، والحرص على بقاء النار مشتعلة طوال ليلة رأس السنة يحمل الحظ السعيد.... إلخ تلك الخرافات(1).

ولهم أعياد سوى تلك: منها ما هو قديم، ومنها ما هو محدث، وأعياد أخذوها عمن سبقهم من اليونان والرومان، وأعياد كانت في دينهم ثم اندثرت، ومن هذه الأعياد ما هو كبير مهم لديهم، ومنها ما هو صغير تقتصر أهميته على بعض كنائسهم أو بعض مذاهبهم.

ولكل أصحاب مذهب منهم أعياد تخصهم وتخص كنائسهم ورهبانهم وقساوستهم لا يعترف بها أهل المذاهب الأخرى، فالبروتستانت لا يؤمنون بأعياد الكنائس الأخرى(2)، ولكنهم يتفقون على الأعياد الكبرى كعيد الفصح والميلاد ورأس السنة والغطاس وإن اختلفوا في شعائرها ومراسم الاحتفال بها، أو في بعض أسبابها وتفاصيلها، أو في زمانها ومكانها.

أعياد الفرس:

1 - عيد النيروز: ومعنى النيروز: الجديد، وهو ستة أيام؛ حيث كانوا في عهد الأكاسرة يقضون حاجات الناس في الأيام الخمسة الأولى، وأما اليوم السادس فيجعلونه لأنفسهم وخواصهم ومجالس أنسهم، ويسمونه النيروز الكبير، وهو أعظم أعيادهم(3).

وذكر أصحاب الأوائل أن أول من اتخذ النيروز حمشيد الملك، وفي زمانه بعث هود - عليه السلام - وكان

الدين قد تغيّر، ولما ملك حمشيد جدّد الدين وأظهر العدل، فسُمي اليوم الذي جلس فيه على سرير الملك نيروزاً، فلما بلغ من عمره سبعمائة سنة ولم يمرض ولم يوجعه رأسه تجبر وطغى، فاتخذ شكلاً على صورته وأرسلها إلى الممالك ليعظموها، فتعبَّدها العوام، واتخذوا على مثالها الأصنام، فهجم عليه الضحاك العلواني من العمالقة باليمن فقتله كما في التواريخ(1). ومن الفرس من يزعم أن النيروز هو اليوم الذي خلق الله فيه النور. ويعتبر النيروز عيد رأس السنة الفارسية الشمسية ويوافق الحادي والعشرين من شهر مارس من السنة الميلادية(2)، وكان من عادة عوامهم إيقاد النار في ليلته ورش الماء في صبيحته.

ويحتفل بعيد النيروز أيضاً البهائيون، وذلك في ختام صيامهم الذي مدته 19 يوماً وذلك في (21 آذار)(3) والنيروز، أيضاً أول يوم من السنة عند القبط ويسمى عندهم عيد شم النسيم ومدته عندهم ستة أيام أيضاً تبدأ من (6 حزيران)(4). وقد مضى ذكر شم النسيم عند الفراعنة فلا يمنع أن يكون الأقباط أخذوه من تراث الفراعنة وآثارهم، ولا سيما أن الجميع في مصر.

2 - عيد المهرجان: كلمة (مهرجان) مركبة من (المهر) ومعناه: الوفاء، (جان): السلطان، ومعنى الكلمة: سلطان الوفاء، وأصل هذا العيد: ابتهاج بظهور (أفريدون) على الضحاك العلواني الذي قتل (حمشيد) الملك صاحب عيد النيروز، وقيل: بل هو احتفال بالاعتدال الخريفي، ولا يمنع أن يكون أصله ما ذكر أولاً لكنه وافق الاعتدال الخريفي فاستمر فيه. والاحتفال به يكون يوم (26 من تشرين الأول من شهور السريان) وهو كسابقه ستة أيام أيضاً، والسادس منها المهرجان الكبير، وكانوا يتهادون فيه وفي النيروز المسك والعنبر والعود الهندي والزعفران والكافور(5)، وأول من رسم هدايا هذين العيدين في الإسلام الحجاج بن يوسف الثقفي، واستمر إلى أن رفعه الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى -(6).

ومن عظيم ما ابتلي به المسلمون استخدام لفظ (المهرجان) على كثير من الاجتماعات والاحتفالات والتظاهرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية؛ بل وحتى الدعوية فيقال: مهرجان الثقافة، ومهرجان التسوق، ومهرجان الكتب، ومهرجان الدعوة، وما إلى ذلك مما نرى دعاياته ونسمع عباراته كثيراً يتصدرها هذا المصطلح الوثني (المهرجان) الذي هو عيد عَبَدَة النار.

ولهذا فإن إطلاق هذا الشعار الفارسي الوثني على اجتماعات المسلمين من مواطن النهي الجلي(7) يجب اجتنابه والنهي عن استعماله، وفي المباح من الألفاظ غنية عنه، واللغة العربية أغنى اللغات لفظاً ومعنى.

المصدر مجلة البيان العدد [ 143 ] رجب 1420 هجرية
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20/12/2002, 09:50 PM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
بسم الله الرحمن الرحيم ،

احذروا الاحتفال بأعياد الكفار (رأس السنة الميلادية) !!!

حكم الاحتفال بأعياد الكفار ( اليهود والنصارى )

ومن أعياد الكفار أيضا عيد النيروز وهو عيد قديم من أعياد الفرس المجوس (الرافضة) .


إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد ،

أيها الأخ المسلم ، يا من رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا،

السلام عليك ورحمة الله وبركاته ،

يحتفل الكفار في جميع أنحاء الأرض من يهود ونصارى وملحدين وغيرهم بأعياد كثيرة لهم في كل سنة وخاصة أعياد الميلاد ورأس السنة .
وللأسف هناك الكثير من أبناء المسلمين - وخاصة الذين يعيشون في البلاد الغربية - يشاركون الكفار أعيادهم ويحضرون ويشهدون محافلهم ، وهذا أمر خطير جدا لا بد من التحذير منه لأنه يمس بالعقيدة.

أجمع علماء المسلمين أن مشاركة الكفار في عيد من أعيادهم هي مشاركة لهم في شعيرة من شعائرهم وإقرارهم عليها وذلك يؤدي والعياذ بالله إلى الكفر، لأنها مشاركة لهم في الكفر وإقرارهم عليه ، وذلك لأن الأعياد من أخص ما تتميز به الشرائع ومن أظهر ما لها من الشعائر، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره. ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة .

إن الشارع الحكيم لم يترك بابا من أبواب الخير إلا دل الأمة عليه ولم يترك بابا من أبواب الشر إلا حذر الأمة منه . فإذا كان الإسلام حرم علينا حضور أعياد بدعية أحدثها بعض المنتسبين للإسلام وحرم كذلك مشاركتهم فيها فكيف يكون الحال إذا كانت الأعياد أعيادا بدعية أحدثها الكفار؟ مع العلم أن أغلب أعياد الكفار محدثة وبدعية : فمثلا أعياد النصارى جلها بدعية وأشهرها عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية وهي أعياد وثنية قديمة نقلوها وجعلوها من أعيادهم ، فمجامعهم الكنسية تبتدع أعيادا وتضعها من عندها وتضيفها إلى دينها، وهي في الحقيقة لا أصل لها في دينهم فضلا عن أن يكون لها أصل في ديننا . ثم إن عيدهم من الدين الملعون وأهله ، فموافقتهم فيه هو موافقة فيما يتميزون به من أسباب سخط الله وعقابه .

عرف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه - اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم - العيد بأنه اسم جنس يدخل فيه كل يوم أو مكان لهم فيه اجتماع وكل عمل يحدثونه في هذه الأمكنة والأزمنة ، فالنهي الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يشمل كل ذلك ويشمل حريم العيد أي ما قبله وما بعده من الأيام التي يحدثونها، ويشمل كذلك الأمكنة وما حولها، ويشمل كل ما يحدث بسبب العيد من أعمال مثل التهنئة والهدايا وإطعام الطعام . فوجب على المسلم أن يعرف مكان وزمان أعيادهم لا ليحضرها ولكن ليتجنبها ويحذرها . وقال رحمه الله أن الضابط في العيد أن لا يحدث الواحد فيه أمرا أصلا فيجب على المسلم أن لا يحدث فيه أي شيء من الأعمال بل يجعله يوما عاديا كسائر الأيام وكأنهم لم يحتفلوا، وهنا تكون مخالفتهم .

وقد ذهب بعض العلماء إلى أنه يصام في يوم عيدهم لمخالفتهم ، وقال البعض الآخر: لا يصام خشية الوقوع في التعظيم ، فقد يظن ظان أنه يصام في هذا اليوم لأنه يوم معظم . والقول الثاني هو الأظهر والأرجح وهو أن المسلم لا يتعمد فعل أي شيء مطلقا ولا يعبأ بهم ولا يلتفت إليهم .
وقال أيضا أن حكم الإسلام في جميع أعياد الكفار واحد . وكما لا يُتَشَبَّهُ بهم في أعيادهم ، فلا يعان المسلم المتشبه بهم بل ينهى عن ذلك من صنع دعوى مخالفة للعادة في أعيادهم ولا تجب دعوته . ومن أهدى هدية في عيدهم مخالفة للعادة لا تقبل هديته وخاصة إذا كانت الهدية مما يستعان به على التشبه بهم مثل الشمع وأشجار عيد الميلاد وبطاقات التهنئة . ولا يبايع المسلم ما يستعين به المسلمون على مشابهتهم في العيد من الطعام واللباس والبخور لأن في ذلك إعانة على المنكر .

قسم شيخ الإسلام رحمه الله الأدلة على تحريم الاحتفال بأعياد الكفار إلى كلية وتفصيلية :

========================================================
1) الأدلة الكلية :
========================================================

1) نهى الله عز وجل عن موالاة الكفار وعن مشابهتهم . فمسألة أعياد الكفار تدخل في باب الموالاة والمشابهة وهي جزء لا يتجزأ من العقيدة أي أن الإيمان بها أو التصديق أو الإقرار هو إقرار لدينهم وعقيدتهم ولما هم عليه من باطل ، وأن الكفر بها مطلوب كالكفر بما لديهم من عقائد أخرى والآيات في ذلك كثيرة جدا منها قوله تعالى : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(51) ] سورة المائدة ،
وقال تعالى :[ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنْ الْحَقِّ ] سورة الممتحنة (1) ، وقال تعالى : [إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا ] سورة النساء (101) ، وقال تعالى :[ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ] سورة الأعراف (142).

ومن ولايتهم أن تحضر أعيادهم وتكون أعيادا للمسلمين ، فتكون أعياد حزب الشيطان وأوليائه أعيادا لأولياء الرحمن وحزب الرحمن تبارك وتعالى.

2) وحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من مشابهتهم فقال: ( مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ) -رواه الإمام أحمد وأبو داود- ، وأكد أن ذلك سيحدث إذ قال صلى الله عليه وسلم : (لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ ) -رواه البخاري ومسلم وأحمد -.
وقال صلى الله عليه وسلم : (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي بِأَخْذِ الْقُرُونِ قَبْلَهَا شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَفَارِسَ وَالرُّومِ فَقَالَ وَمَنِ النَّاسُ إِلَّا أُولَئِكَ) -رواه البخاري وأحمد-.
وقال صلى الله عليه وسلم : (خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ وَفِّرُوا اللِّحَى وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ) رواه البخاري ومسلم ؛ وقال صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ فَخَالِفُوهُمْ ) - رواه البخاري ومسلم-.

والسنة المطهرة حافلة بنصوص النهي عن المشابهة والأمر بالمخالفة .
ومن ذلك أيضا ما جاء في الشرع من الأمر بالمخالفة ولو كان في أمور نحن نفعلها وهي من ديننا فمثلا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عند طلوع الفجر وعند غروبها مع أن الصلاة من ديننا بل هي عماد الدين ، وقد علل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك بأمرين : أولهما أن الشمس تطلع بين قرني شيطان وثانيهما أن الكفار يسجدون لها حينئذ . فنهينا أن نسجد في هذا الوقت حتى لا يتوافق سجودنا مع سجود الكفار، مع أننا نسجد لله وليس للشمس . وأمرنا كذلك صلى الله عليه وسلم أن نعجل في الإفطار في رمضان لأن تأخيره من شأن أهل الكتاب ، وكذلك تأخير السحور مخالفة لهم ، هذا وجعلت مخالفة الكفار في كثير من العبادات وكذلك في العادات أصلا في ديننا .

========================================================
2) الأدلة التفصيلية :
========================================================

1) وصف الله تبارك وتعالى المؤمنين عباد الرحمن في آخر سورة الفرقان فقال :[ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا(72) ] ، وقد نقل العلماء والمفسرون كما في الدر المنثور عن بعض التابعين مثل مجاهد والضحاك وعكرمة أن المقصود من ذلك أعياد المشركين أي لا يحضرون أعياد المشركين ، مع أن شهادة الزور لا تقتصر على ذلك ولكنه مثال حي لها ! فهو الزور الواضح الذي لا شك فيه وهو أن المؤمن يشهد أماكن لهوهم أو لعبهم .
وقال عبد الملك بن حبيب من أصحاب مالك في كلام له: فلا يعاونون
على شيء من عيدهم لأن ذلك من تعظيم شركهم وعونهم على كفرهم.
وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك وهو قول مالك وغيره.

وروى الشيخ الأصبهاني بإسناده عن ابن سلام عن عمرو بن مرة قال:[ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ] لا يماكثون أهل الشرك على شركهم ولا يخالطونهم.

وقد سئل أبو القاسم عن الركوب في السفن التي تركب فيها النصارى إلى أعيادهم ، فكره ذلك مخافة نزول السخط عليهم بشركهم الذي اجتمعوا عليه وقد قال تعالى : [يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ ] فيوافقهم ويعينهم [فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ]

وروى الإمام أحمد بإسناد صحيح عن أبي موسى قال: قلت لعمر إن لي كاتبا نصرانيا ، قال مالك قاتلك الله ، أما سمعت الله تعالى يقول [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ] ألا اتخذت حنيفيا، قال : قلت يا أمير المؤمنين لي كتابته وله دينه. قال لا أكرمهم إذ أهانهم الله ، ولا أعزهم إذ أذلهم الله ، ولا أدنيهم إذ أقصاهم الله.

2) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : ( كَانَ لِأَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَانِ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ قَالَ كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا وَقَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الْأَضْحَى ) -رواه أبو داود في سننه والنسائي في سننه والإمام أحمد في مسنده- .

ويعلق شيخ الإسلام على هذا الحديث بأن الشرع قد استأصل هذين اليومين (أي العيدين) استئصالا نهائيا واجتثهما فماتا، ولم يبق لهما أي أثر في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في زمن الخلفاء الراشدين ولا التابعين ، ولو لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك لبقوا على عادتهم .

ويقول أيضا بأن المحذور في أعياد أهل الكتابين التي نقرهم عليها أشد من المحذور في أعياد الجاهلية التي لا نقرهم عليها، فإن الأمة قد حُذِّرُوا من مشابهة اليهود النصارى وأُخْبِرُوا أنه سيفعل قوم منهم هذا المحذور، بخلاف دين الجاهلية فإنه لا يعود إلا في آخر الدهر عند اخترام أنفس المؤمنين عموما . ولو لم يكن أشد منه فإنه مثله والشر الذي له فاعل موجود يخاف على الناس معه أكثر من شر لا مقتضى له قوي . فالنهي عن الشيء المتكرر والواقع والفتنة به أشد بلا ريب .

3) عَنْ ثَابِتٍ بْنُ الضَّحَّاكِ قَالَ : ( نَذَرَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْحَرَ إِبِلًا بِبُوَانَةَ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ إِبِلًا بِبُوَانَةَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ كَانَ فِيهَا وَثَنٌ مِنْ أَوْثَانِ الْجَاهِلِيَّةِ يُعْبَدُ قَالُوا لَا قَالَ هَلْ كَانَ فِيهَا عِيدٌ مِنْ أَعْيَادِهِمْ قَالُوا لَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْفِ بِنَذْرِكَ فَإِنَّهُ لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَلَا فِيمَا لَا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ ) -رواه أبو داود في سننه-.

فالذبح لله في المكان الذي يذبح فيه المشركون لغير الله أي في محل أعيادهم معصية لله تعالى، ومادام الوفاء بالنذر واجب فإن المانع للوفاء بالنذر أشد ( أي أنه مكان عيدهم أو عبادة أوثانهم) .
وبذلك يكون النذر معصية إذا وجد في المكان بعض الموانع ، وما كان من نذر المعصية فلا يجوز الوفاء به بإجماع العلماء . وإذا كان الحال في أمر هو واجب فما بالك فيمن يفعل ذلك طواعية . وإذا كان الإسلام يحظر تخصيص بقعة عيدهم فكيف يكون نفس عيدهم (فلا شك أنه يكون أشد وأغلظ) .

4) وورد في الصحيحين عن عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الْأَنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلَتِ الْأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثَ قَالَتْ وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَمَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا).

فكل قوم يختصون بأيامهم وبأعيادهم ولذلك قال تعالى :[ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا] -المائدة 48 -، فشريعتنا غير شريعتهم وأعيادنا غير أعيادهم ، فلا نشاركهم أعيادهم ولا يشاركوننا أعيادنا . وقوله صلى الله عليه وسلم هذا عيدنا يدل على الاختصاص أي لا عيد لنا إلا ما خصصه رسول الله صلى الله عليه وسلم (أي عيد الفطر وعيد الإضحى ).

ويقول شيخ الإسلام رحمه الله أن تعليل الإباحة للجواري في يوم العيد فيه دلالة على أن اللعب في هذا اليوم خاص بنا ولا يتعدى إلى أعياد الكفار، فلا يرخص اللعب في أعيادهم .
فإذا أردنا أن نجعل يوما غير ذلك خاصا بنا من الأعياد التي ما أنزل الله بها من سلطان مثل العيد الوطني! وعيد التحرير! وعيد التصحيح ! وعيد الجلوس ! وعيد المرأة! وعيد الاستقلال ! وعيد شم النسيم ! وغيرها من الأعياد التي لا نشابه فيها أحدا من الكفار لما جاز لنا ذلك. فكيف إذا كنا نجعل لنا عيدا هو من أعياد الكفار المبتدعة، ونقيم شعائر هي من شعائر الكفار.

5) الدليل من الواقع : إن المتأمل في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم علما يقينيا قطعيا أنه في عهده صلى الله عليه وسلم لم يكن المسلمون يشابهون أهل الكتاب الذين كانوا موجودين في الجزيرة العربية (اليهود في المدينة وخيبر والنصارى في نجران واليمن) وغيرهم أعيادهم ؛ وكذلك التهنئة ولم يثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم هنأهم بعيدهم ولا أحد من الصحابة ولا التابعين فعل ذلك .

6) وورد في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا ثُمَّ هَذَا يَوْمُهُمِ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْهِمْ فَاخْتَلَفُوا فِيهِ فَهَدَانَا اللَّهُ فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ الْيَهُودُ غَدًا وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ ) - البخاري ومسلم والنسائي والإمام أحمد -.

هنا اختصنا الله بعيد أسبوعي (يوم الجمعة) نخالفهم فيه وفضلنا به عليهم وهدانا إليه وأضلهم ويقاس العيد الحولي بالعيد الأسبوعي الذي تجب فيه المخالفة أيضا . وإذا كان هذا هو الحال بعيد يعرف بالحساب العربي "التقويم القمري " فكيف بأعياد الكافرين العجمية التي لا تعرف إلا الحساب الرومي أو الفارسي أو القبطي أو نحو ذلك ، ويقول شيخ الإسلام بأن جميع شرائع الرسل والأنبياء كانت على الهلال فلذلك نحن منهيون عن اتخاذ التقويم الميلادي ، وكذلك فإن ما كان من شهورهم فهو أشد حرمة مما كان من شهورنا، لأنه بالإضافة إلى ما فيه من المشابهة، فيه زبادة اختصاص لهم لأنه ليس من شرائع الأنبياء أن يوقتوا بهذا .

6) أما ما ورد من الآثار عن الخلفاء الراشدين والصحابة فأهمها الشروط العمرية التي فرضها الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه على أهل الكتاب فأصبحت سنة متبعة أجمع الفقهاء عليها من حيث الأصل العام وأصبحت سنة متبعة ومنهاجا في معاملة أهل الذمة . فمما اشترطه عمر بن الخطاب عليهم أن لا يظهروا شيئا من أعيادهم .

7) وروى البيهقي بإسناد صحيح في باب كراهية الدخول على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم والتشبه بهم يوم نيروزهم ومهرجانهم عن عطاء بن دينار عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : " لا تعلموا رطانة الأعاجم ، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخط يتنزل عليهم ".

فهذا عمر قد نهى عن تعلم لسانهم ، وعن مجرد دخول الكنيسة عليهم يوم عيدهم فكيف بمن يفعل بعض أفعالهم أو قصد ما هو من مقتضيات دينهم،
أليست موافقتهم في العمل أعظم من موافقتهم في اللغة ؟
أو ليس عمل بعض أعمال عيدهم أعظم من مجرد الدخول عليهم في عيدهم ؟ وإذا كان السخط ينزل عليهم يوم عيدهم بسبب عملهم فمن يشركهم في العمل أو بعضه أليس قد تعرض لعقوبة ذلك ؟.

8) وقال عبد الله بن عمر في كلام له : من بنى بأرض المشركين وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة . ثم قول عمر : اجتنبوا أعداء الله في عيدهم ، ألي نهيا عن لقائهم والاجتماع بهم فيه ، فكيف بمن عمل عيدهم.
وكل فعل من هذه الأفعال كبيرة من الكبائر المحرمة وقد يحمل هذا على التشبه المطلق الذي يوجب الكفر. فإذا أقام المسلم في بلادهم وصنع أعيادهم وحضرها وتشبه بهم حتى يموت حشر معهم يوم القيامة .

9) جاء رجل إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال : "يا أمير المؤمنين هذه هدية"، فقال : "ما هذه الهدية ؟" قال : " هذا يوم النيروز"، . فقال علي : " فاصنعوا كل يوم فيروزا "، (بالفاء) غير الاسم ولم يرض أن يشابهم حتى في الاسم ، وقال " فاصنعوا كل يوم فيروزا "، حتى تنتفي المشابهة والمشاركة حتى يصبح يوما عاديا جدا غير محتفل به . والنيروز والمهرجان هي من أعياد الفرس القديمة أضافها الرافضة (الشيعة) إلى أعيادهم وما زالوا يحتفلون بها إلى يومنا هذا .

10) أجمع جميع فقهاء المسلمين على تحريم التشبه بالكفار وحضور أعيادهم وذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك :

- أ) قال ابن القاسم من المالكية : من ذبح بطيخة يوم عيدهم فكأنما ذبح خنزيرا .

- ب ) وقالت الحنفية : من أهدى إلى رجل في يوم النيروز بيضة فقد كفر. (فذلك مشاركة لهم في الكفر وتعظيم لعيدهم على سبيل الإهداء ).

- فمن كتاب الله تبارك وتعالى وسنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم وسنة خلفائه الراشدين ، ومما ورد من فعل الصحابة الكرام والسلف الصالح وكلام الفقهاء جميعا نستنتج ما يدل دلالة قطعية صريحة على تحريم الاحتفال بأعياد الكفار ومشاركتهم فيها، وأن هذه المشاركة هي مشاركة لهم في الكفر وهي مشاركة لهم في شعيرة من شعائرهم، وهو كفر عملي . وإذا اقترن بهذا العمل اعتقاد أن دينهم حق وأن ما هم عليه صحيح وإقرارهم بذلك ، فلا شد أنه يصبح كفرا أكبر مخرجا من الملة والعياذ بالله .
فانظر أيها الأخ الكريم أي خطر ساحق ماحق يحيط بمن يشارك هؤلاء عيدهم أويقرهم عليه .
فوجب على المسلم أن يجتهد في إحياء السنن وإماتة البدع.
=
المصادر:
* اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم : لشيخ الإسلام
ابن تيمية - رحمه الله تعالى -
* الفتاوي الكبرى (ج2 - ص 72 ، 76 ) : لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -
* محاضرة للشيخ د. سفر الحوالي - فك الله أسره - بعنوان : حكم الاحتفال بأعياد الكفار ( ويمكن سماع مادة هذا الشريط على الموقع التالي :
http://www.islamway.com/arabic/image...afar/safar.htm

وموقع أهل السنة والجماعة : http://www.alsunnah.com) .
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20/12/2002, 09:52 PM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال ( قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال ( ما هذان اليومان ) قالوا ( كنا نلعب فيهما في الجاهلية ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر) رواه أبو داود

قال شيخ الإسلام في الاقتضاء :

(والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه إذ لا يجمع بين البدل والمبدل منه ولهذا لا تستعمل هذه العبارة إلا فيما ترك اجتماعهما)اهـ

وقال الحافظ في الفتح :2/442

واستنبط منه كراهة الفرح في أعياد المشركين والتشبه بهم

ما رواه أبو داود حدثنا شعيب بن إسحاق عن الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبو قلابة حدثني ثابت بن الضحاك قال: نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلا ببوانة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال (إني نذرت أن أنحر إبلا ببوانة) فقال النبي صلى الله عليه وسلم (هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟) قالوا (لا) قال (فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟) قالوا (لا) قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم (أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم)

قال شيخ الإسلام :

(فإذا كان الذبح بمكان عيدهم منهيا عنه فكيف الموافقة في نفس العيد بفعل بعض الأعمال التي تعمل بسبب عيدهم)اهـ



ما رواه الإمام أحمد وأبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من تشبه بقوم فهو منهم)

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره 1/149 :

(ففيه دلالة على النهي الشديد والتهديد والوعيد على التشبه بالكفار في أقوالهم وأفعالهم ولباسهم وأعيادهم وعباداتهم وغير ذلك من أمورهم التي لم تشرع لنا ولا نقرر عليها)اهـ

وقد قال شيخ الإسلام في (الاقتضاء)(1/83):

(وهذا الحديث أقل أحواله يقتضي يحريم التشبه بهم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم كما في قوله تعالى (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) )اهـ.



وقال أيضا عن الحديث في (الاقتضاء)1/181:

(موجب هذا تحريم التشبه بهم مطلقا)اهـ
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20/12/2002, 09:57 PM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
وسئل عن الخميس ونحوه من البدع‏.‏

فأجاب‏:‏

أما بعد حمد الله والصلاة والسلام على محمد وصحبه وسلم، فإن الشيطان قد سَوَّل لكثير ممن يدعي الإسلام فيما يفعلونه في أواخر صوم النصاري، وهو الخميس الحقير من الهدايا، والأفراح، والنفقات، وكسوة الأولاد‏.‏ وغير ذلك مما يصير به مثل عيد المسلمين‏.‏

وهذا الخميس الذي يكون في آخر صوم النصاري، فجميع ما يحدثه الإنسان فيه من المنكرات، فمن ذلك خروج النساء، وتبخير القبور، ووضع الثياب على السطح، وكتابة الورق وإلصاقها بالأبواب، واتخاذه موسمًا لبيع الخمور وشرائها، ورُقَي البخور مطلقًا في ذلك الوقت أو غيره، أو قصد شراء البخور المرقي، فإن رُقَي البخور واتخاذه قربانًا هو دين النصاري والصابئين، وإنما البخور طيب يتطيب بدخانه، كما يتطيب بسائر الطيب، وكذلك تخصيصه بطبخ الأطعمة، وغير ذلك من صَبْغِ البيض‏.‏

/وأما القمار بالبيض، وبيعه لمن يقامر به، أو شراؤه من المقامرين، فحكمه ظاهر‏.‏

ومن ذلك ما يفعله النساء من أخذ ورق الزيتون، أو الاغتسال بمائه، فإن أصل ذلك ماء المعمودية، ومن ذلك ـ أيضًا ـ ترك الوظائف الراتبة من الصنائع، والتجارات، أو حلق العلم في أيام عيدهم واتخاذه يوم راحة وفرحة، وغير ذلك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهاهم عن اليومين اللذين كانوا يلعبون فيهما في الجاهلية، ونهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الذبح بالمكان إذا كان المشركون يعبدون فيه، ويفعلون أمورًا يقشعر منها قلب المؤمن الذي لم يمت قلبه ـ بل يعرف المعروف، وينكر المنكر ـ كما لا يتشبه بهم، فلا يعان المسلم المتشبه بهم في ذلك، بل ينهي عن ذلك‏.‏

فمن صنع دعوة مخالفة للعادة في أعيادهم لم تجب دعوته، ومن أهدي من المسلمين هدية في هذه الأعياد مخالفة للعادة في سائر الأوقات لم تقبل هديته، خصوصًا إن كانت الهدية مما يستعان به على التشبه بهم، مثل إهداء الشمع ونحوه في الميلاد، وإهداء البيض واللبن والغنم في الخميس الصغير الذي في آخر صومهم، وهو الخميس الحقير، ولا/ يبايع المسلم ما يستعين به المسلمون على مشابهتهم في العيد من الطعام واللباس والبخور؛ لأن في ذلك إعانة على المنكر‏.‏


وقال الشيخ ـ رضي الله عنه‏:‏

ونذكر أشياء من منكرات دين النصاري لما رأيت طوائف من المسلمين قد ابتلي ببعضها، وجهل كثير منهم أنها من دين النصاري الملعون هو وأهله، وقد بلغني أنهم يخرجون في الخميس الحقير الذي قبل ذلك، أو السبت أو غير ذلك إلىالقبور، وكذلك يبخرون في هذه الأوقات، وهم يعتقدون أن في البخور بركة، ودفع مضرة، ويعدونه من القرابين مثل الذبائح، ويرقونه بنحاس يضربونه كأنه ناقوس صغير وبكلام مصنف، ويصلبون على أبواب بيوتهم إلىغير ذلك من الأمور المنكرة، حتي إن الأسواق تبقي مملوءة أصوات النواقيس الصغار، وكلام الرقايين من المنجمين وغيرهم بكلام أكثره باطل، وفيه ما هو محرم أو كفر‏.‏

وقد ألقي إلىجماهير العامة أو جميعهم إلا من شاء الله،وأعني/ بالعامة هنا‏:‏كل من لم يعلم حقيقة الإسلام، فإن كثيرًا ممن ينسب إلىفقه ودين قد شاركهم في ذلك، ألقي إليهم أن هذا البخور المرقي ينفع ببركته من العين والسحر، والأدواء والهوام، ويصورون صور الحيات والعقارب، ويلصقونها في بيوتهم زعمًا أن تلك الصور الملعون فاعلها التي لا تدخل الملائكة بيتًا هي فيه، تمنع الهوام‏.‏ وهو ضرب من طلاسم الصابئة، ثم كثير منهم على ما بلغني يصلب باب البيت، ويخرج خلق عظيم في الخميس الحقير المتقدم، وعلى هذا يبخرون القبور، ويسمون هذا المتأخر الخميس الكبير، وهو عند الله الخميس المهين الحقير هو وأهله ومن يعظمه، فإن كل ما عظم بالباطل من مكان أو زمان أو حجر أو شجر أو بنية يجب قصد إهانته، كما تهان الأوثان المعبودة، وإن كانت لولا عبادتها لكانت كسائر الأحجار‏.‏

ومما يفعله الناس من المنكرات‏:‏ أنهم يوظفون على الفلاحين وظائف أكثرها كرهًا، من الغنم والدجاج واللبن والبيض، يجتمع فيها تحريمان‏:‏ أكل مال المسلم والمعاهد بغير حق، وإقامة شعار النصاري، ويجعلونه ميقاتًا لإخراج الوكلاء على المزارع، ويطبخون منه، ويصطبغون فيه البيض،وينفقون فيه النفقات الواسعة، ويزينون أولادهم /إلىغير ذلك من الأمور التي يقشعر منها قلب المؤمن الذي لم يمت قلبه، بل يعرف المعروف، وينكر المنكر‏.‏ وخلق كثير منهم يضعون ثيابهم تحت السماء رجاء لبركة نزول مريم عليها، فهل يستريب من في قلبه أدنى حبة من الإيمان أن شريعة جاءت بما قدمنا بعضه من مخالفة اليهود والنصاري، لا يرضي من شرعها ببعض هذه القبائح‏؟‏‏!‏ وأصل ذلك كله إنما هو اختصاص أعياد الكفار بأمر جديد أو مشابهتهم في بعض أمورهم، فيوم الخميس هو عيدهم ـ يوم عيد المائدة، ويوم الأحد يسمونه عيد الفصح، وعيد النور، والعيد الكبير، ولما كان عيدًا صاروا يصنعون لأولادهم فيه البيض المصبوغ ونحوه؛ لأنهم فيه يأكلون ما يخرج من الحيوان من لحم ولبن وبيض؛ إذ صومهم هو عن الحيوان، وما يخرج منه‏.‏ وعامة هذه الأعمال المحكية عن النصاري وغيرها مما لم يحك قد زينها الشيطان لكثير ممن يدعي الإسلام، وجعل لها في قلوبهم مكانة وحسن ظن، وزادوا في بعض ذلك ونقصوا وقدموا وأخروا، وكل ما خصت به هذه الأيام من أفعالهم وغيرها، فليس للمسلم أن يشابههم في أصله ولا في وصفه، ومن ذلك ـ أيضًا ـ أنهم يكسون بالحمرة دوابهم، ويصبغون الأطعمة التي لا تكاد تفعل في عيد الله ورسوله، ويتهادون الهدايا التي تكون في مثل مواسم الحج، وعامتهم قد نسوا أصل ذلك /وبقي عادة مطردة، وهذا كله تصديق قول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لَتَتَّبِعنَّ سَنَنَ من كان قبلكم‏)‏‏.‏ وإذا كانت المتابعة في القليل ذريعة ووسيلة إلىبعض هذه القبائح كانت محرمة، فكيف إذا أفضت إلىما هو كفر بالله من التبرك بالصليب، والتعمد في المعمودية‏؟‏‏!‏

وقول القائل‏:‏ المعبود واحد، وإن كانت الطرق مختلفة ونحو ذلك من الأقوال والأفعال التي تتضمن، إما كون الشريعة النصرانية أو اليهودية المبدلين المنسوخين موصلة إلىالله، وإما استحسان بعض ما فيها مما يخالف دين الله أو التدين بذلك، أو غير ذلك مما هو كفر بالله ورسوله وبالقرآن وبالإسلام، بلا خلاف بين الأمة، وأصل ذلك المشابهة والمشاركة‏.‏

وبهذا يتبين لك كمال موقع الشريعة الحنيفية، وبعض حكم ما شرع الله لرسوله من مباينة الكفار، ومخالفتهم في عامة الأمور؛ لتكون المخالفة أحسم لمادة الشر، وأبعد عن الوقوع فيما وقع فيه الناس، فينبغي للمسلم إذا طلب منه أهله وأولاده شيئًا من ذلك أن يحيلهم على ما عند الله ورسوله، ويقضي لهم في عيد الله من الحقوق ما يقطع استشرافهم إلىغيره، فإن لم يرضوا فلا حول ولا قوة إلا /بالله، ومن أغضب أهله لله أرضاه الله وأرضاهم‏.‏

فليحذر العاقل من طاعة النساء في ذلك، وفي الصحيحين عن أسامة بن زيد قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ما تركت بعدي فَتْنةً أَضَرُّ على الرجال من النساء‏)‏‏.‏

وأكثر ما يفسد الملك والدول طاعة النساء، ففي صحيح البخاري عن أبي بَكَرةَ قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لا أفلح قوم ولوْا أمرهم امرأة‏)‏‏.‏ وروي ـ أيضًا ـ‏:‏ ‏(‏هلكت الرجالُ حين أطاعت النساء‏)‏ وقد قال صلى الله عليه وسلم لأمهات المؤمنين لما راجعنه في تقديم أبي بكر‏:‏ ‏(‏إنكن صواحبُ يوسف‏)‏‏.‏ يريد أن النساء من شأنهن مراجعة ذي اللُب، كما قال في الحديث الآخر‏:‏ ‏(‏ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب للُب ذي اللُب من إحداكن‏)‏‏.‏ ولما أنشده الأعشي ـ أعشي باهلة ـ أبياته التي يقول فيها‏:‏

وهن شر غالب لمن غلب

جعل النبي صلى الله عليه وسلم يرددها ويقول‏:‏ ‏(‏وهن شر غالب لمن غلب‏)‏؛ ولذلك امتن الله ـ سبحانه ـ على زكريا حيث قال‏:‏ ‏{‏وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ‏}‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏ 90‏]‏ قال بعض العلماء‏:‏ ينبغي للرجل أن يجتهد إلىالله في إصلاح زوجته‏.‏

/وقد قال صلى الله علسه وسلم‏:‏ ‏(‏من تشبه بقوم فهو منهم‏)‏‏.‏ وقد روي البيهقي بإسناد صحيح ـ في باب كراهية الدخول على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم‏.‏ والتشبه بهم يوم نيروزهم ومهرجانهم ـ عن سفيان الثوري، عن ثور بن يزيد، عن عطاء بن دينار، قال‏:‏ قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ‏:‏ لا تعَلَّمُوا رَطَانَةالأعاجم ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم، فإن السخط ينزل عليهم‏.‏ فهذا عمر قد نهي عن تعلم لسانهم، وعن مجرد دخول الكنيسة عليهم يوم عيدهم، فكيف من يفعل بعض أفعالهم‏؟‏‏!‏ أو قصد ما هو من مقتضيات دينهم‏؟‏‏!‏ اليست موافقتهم في العمل أعظم من موافقتهم في اللغة‏؟‏‏!‏ أو ليس عمل بعض أعمال عيدهم أعظم من مجرد الدخول عليهم في عيدهم‏؟‏‏!‏ وإذا كان السخط ينزل عليهم يوم عيدهم بسبب عملهم، فمن يشركهم في العمل أو بعضه أليس قد تعرض لعقوبة ذلك‏؟‏‏!‏

ثم قوله‏:‏ ‏(‏اجتنبوا أعداء الله في عيدهم‏)‏‏.‏ أليس نهيا عن لقائهم والاجتماع بهم فيه‏؟‏ فكيف بمن عمل عيدهم‏؟‏‏!‏ وقال ابن عمر في كلام له‏:‏ من صنع نيروزهم ومهرجانهم، وتشبه بهم حتي يموت حشر معهم‏.‏ وقال عمر‏:‏ اجتنبوا أعداء الله في عيدهم‏.‏ ونص الإمام أحمد على أنه /لا يجوز شهود أعياد اليهود والنصاري، واحتج بقول الله تعالى ‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ‏}‏ ‏[‏الفرقان‏:‏ 72‏]‏ قال‏:‏ الشعانين وأعيادهم‏.‏ وقال عبد الملك بن حبيب ـ من أصحاب مالك ـ في كلام له قال‏:‏ فلا يعاونون على شيء من عيدهم؛ لأن ذلك من تعظيم شركهم، وعونهم على كفرهم، وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك، وهو قول مالك وغيره، لم أعلم أنه اختلف فيه‏.‏

وأكل ذبائح أعيادهم داخل في هذا الذي اجتمع على كراهيتـه، بل هـو عندي أشد، وقـد سـئل أبو القاسم عـن الركوب في السفن التي تركب فيها النصاري إلىأعيادهم، فكـره ذلك؛ مخافــة نزول السخط عليهم بشركهم الذي اجتمعوا عليـه، وقـد قـال الله ـ تعإلىـ‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ اليهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ‏}‏ فيوافقهم ويعينهم ‏{‏فَإِنَّهُ مِنْهُمْ‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 51‏]‏‏.‏ وروي الإمـام أحمد بإسـناد صحيح عـن أبي موسي قال‏:‏ قلت لعمر‏:‏ إن لي كاتبًا نصرانيا قـال‏:‏ مـالك قاتلك الله، أما سـمعت الله ـ تعإلىـ يقـول‏:‏‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ اليهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏51‏]‏ ألا اتخـذت حنيفيا‏؟‏‏!‏ قـال‏:‏ قلت‏:‏يا أمـير المؤمنين، لي /كتابته وله دينه، قال‏:‏ لا أكرمهم إذ أهانهم الله، ولا أعزهم إذ أذلهم الله، ولا أدنىهم إذ أقصاهم الله، وقال الله ـ تعإلىـ‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ‏}‏ ‏[‏الفرقان‏:‏ 72‏]‏‏.‏ قال مجاهد‏:‏ أعياد المشركين، وكذلك قال الربيع بن أنس‏.‏ وقال القاضي أبو يعلى ‏:‏ مسألة في النهي عن حضور أعياد المشركين‏:‏ وروي أبو الشيخ الأصبهاني بإسناده في شروط أهل الذمة عن الضحاك في قوله‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ‏}‏ ‏[‏الفرقان‏:‏72‏]‏ قال‏:‏ عيد المشركين، وبإسناده عن سنان عن الضحاك ‏{‏وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ‏}‏‏:‏ كلام المشركين، وروي بإسناده عن ابن سلام، عن عمرو بن مرة ‏{‏وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ‏}‏‏:‏ لايماكثون أهل الشرك على شركهم ولا يخالطونهم‏.‏

وقـد دل الكتاب وجـاءت سـنة رسـول الله صلى الله عليه وسلم وسـنة خلفائه الراشـدين التي أجمع أهـل العلم عليها بمخالفتهم وترك التشبه بهم‏.‏‏.‏‏.‏ إيقاد النار، والفرح بها من شعار المجـوس، عباد النـيران‏.‏ والمسلم يجتهد في إحياء السنن، وإماتة البدع، ففي الصحيحين عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال‏:‏ قال رسول الله /صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن اليهود والنصاري لا يصبغون فخالفوهم‏)‏، وقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏اليهود مَغْضُوبٌ عليهم، والنصاري ضَالونَ‏)‏‏.‏ وقـد أمـرنا الله ـ تعإلىـ أن نقول في صـلاتنا‏:‏ ‏{‏اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عليهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عليهِمْ وَلاَ الضَّالينَ‏}‏ ‏[‏الفاتحـة‏:‏6، 7‏]‏، والله ـ سبحانه ـ أعلم‏.‏


/وسئل عمن يفعل من المسلمين، مثل طعام النصاري في النيروز، ويفعل سائر المواسم مثل الغطاس، والميلاد، وخميس العدس، وسبت النور، ومن يبيعهم شيئًا يستعينون به على أعيادهم أيجوز للمسلمين أن يفعلوا شيئًا من ذلك أم لا‏؟‏

فأجاب‏:‏

الحمد لله، لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم، لا من طعـام، ولا لباس ولا اغتسال، ولا إيقاد نيران، ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة، أو غير ذلك، ولا يحـل فعـل وليمـة، ولا الإهـداء، ولا البيـع بما يسـتعان بـه على ذلك لأجـل ذلك، ولا تمـكين الصـبيان ونحـوهم مـن الـلعب الـذي في الأعـيـاد ولا إظـهار زينـة‏.‏

وبالجملة، ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام لا يخصه المسلمون بشيء من خصائصهم‏.‏

/وأما إذا أصابه المسلمون قصدًا، فقد كره ذلك طوائف من السلف والخلف، وأما تخصيصه بما تقدم ذكره، فلا نزاع فيه بين العلماء، بل قد ذهب طائفة من العلماء إلىكفر من يفعل هذه الأمور؛ لما فيها من تعظيم شعائر الكفر‏.‏ وقال طائفة منهم‏:‏ من ذبح نطيحة يوم عيدهم فكأنما ذبح خنزيرًا‏.‏

وقال عبد الله بن عمرو بن العاص‏:‏ من تأسي ببلاد الأعاجم، وصنع نيروزهم، ومهرجانهم، وتشبه بهم حتي يموت ـ وهو كذلك ـ حشر معهم يوم القيامة‏.‏ وفي سنن أبي داود عن ثابت بن الضحاك قال‏:‏ نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلاً ببُوانَةَ، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ إني نذرت أن أنحر إبلاً ببوانَةَ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏هل كان فيها من وثن يعبد من دون الله من أوثان الجاهلية‏؟‏‏)‏ قال‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏فهل كان فيها عيد من أعيادهم‏؟‏‏)‏ قال‏:‏ لا‏.‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏أوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم‏)‏‏.‏ فلم يأذن النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل أن يوفي بنذره مع أن الأصل في الوفاء أن يكون واجبًا، حتي أخبره أنه لم يكن بها عيد من أعياد الكفار، وقال‏:‏ ‏(‏لا وفاء لنذر في /معصية الله‏)‏‏.‏

فـإذا كان الذبح بمكان كان فيه عيدهم معصية، فكيف بمشاركتهم في نفس العيد‏؟‏‏!‏ بل قـد شرط عليهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب والصحابة وسائر أئمة المسلمين ألا يظهروا أعيادهم في دار المسلمين، وإنما يعملونها سرًا في مساكنهم، فكيف إذا أظهرها المسلمون أنفسهم‏؟‏‏!‏ حتي قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ‏:‏ لا تتعلموا رَطَاَنةَ الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم، فإن السخط ينزل عليهم‏.‏

وإذا كـان الداخـل لفـرجـة أو غيرها منهيا عن ذلك؛ لأن السخط ينزل عليهم، فكيف بمـن يفعل مـا يسـخط الله بـه عليـهم، ممـا هـي مـن شـعائر دينهم‏؟‏‏!‏ وقد قال غير واحد مـن السلف في قـوله تعالى ‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ‏}‏ ‏[‏الفـرقان‏:‏ 72‏]‏ قـالـوا‏:‏ أعياد الكفار، فـإذا كـان هذا في شهودها من غير فعل، فكيف بالأفعال التي هي من خصائصها‏؟‏‏!‏

وقد روي عن النبي صلى الله عليه سلم في المسند والسنن أنه قال‏:‏ ‏(‏من تشبه بقوم فهو منهم‏)‏، وفي لفظ‏:‏ ‏(‏ليس منا من تشبه بغيرنا‏)‏ وهو حديث جيد، فإذا كان هذا في التشبه بهم، وإن كان /من العادات، فكيف التشبه بهم فيما هو أبلغ من ذلك‏؟‏‏!‏

وقد كره جمهور الأئمة ـ إما كراهة تحريم، أو كراهة تنزيه ـ أكل ما ذبحوه لأعيادهم وقرابينهم إدخالاً له فيما أُهِلَّ به لغير الله وما ذبح على النصب، وكذلك نهوا عن معاونتهم على أعيادهم بإهداء أو مبايعة، وقالوا‏:‏ إنه لا يحل للمسلمين أن يبيعوا للنصاري شيئًا من مصلحة عيدهم، لا لحمًا، ولا دمًا، ولا ثوبًا، ولا يعارون دابة، ولا يعاونون على شيء من دينهم؛ لأن ذلك من تعظيم شركهم وعونهم على كفرهم، وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك؛ لأن الله ـ تعإلىـ يقول‏:‏ ‏{‏وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 2‏]‏

ثم إن المسلم لا يحل له أن يعينهم على شرب الخمور بعصرها، أو نحو ذلك، فكيف على ما هو من شعائر الكفر‏؟‏‏!‏ وإذا كان لا يحل له أن يعينهم هو، فكيف إذا كان هو الفاعل لذلك‏؟‏‏!‏
والله أعلم‏.‏ قاله أحمد بن تيمية‏.
مجموع الفتاوى الملج الخامس والعشرون
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20/12/2002, 09:59 PM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
فصل الكلام على التشبه بالكفار في أعيادهم ولغتهم مع إيراد النصوص والإجماع

إذا تقرر هذا الأصل، فنقول: موافقتهم في أعيادهم محرمة لا تجوز من طريقين: الطريق الأول: العام وهو ما تقدم من أن هذا موافقة لأهل الكتاب فيما ليس من ديننا ولا عادة سلفنا، فيكون فيه مفسدة موافقتهم وفي تركه مصلحة مخالفتهم -كما تقدمت الإشارة إليه-، ومن جهة أنه من البدع المحدثة، ولا ريب أن هذه الطريق تدل على كراهة الموافقة لهم والتشبه بهم في ذلك، فإن أقل أحوال التشبه بهم: الكراهة، وكذلك أقل أحوال البدع.
ويدل كثير منها على تحريم التشبه بهم في العيد، مثل قوله صلى الله عليه وسلم من تشبه بقوم فهو منهم وقوله: خالفوا المشركين ومثل ما ذكرنا من دلائل الكتاب والسنة على تحريم سبيل المغضوب عليهم والضالين، وأعيادهم من سبيلهم إلى غير ذلك من الأدلة.
فمن نظر فيما تقدم تبين له دخول هذه المسألة في كثير مما تقدم من الدلائل، وتبين له أن هذا من جنس أعمالهم التي هي دينهم أو شعار دينهم الباطل، وأنه محرم بخلاف ما لم يكن من خصائص دينهم، مثل نزع النعلين في الصلاة، فإنه جائز كما أن لبسهما جائز.

الطريق الثاني: الخاص في نفس أعيادهم، فالكتاب والسنة والإجماع والاعتبار.


أما الكتاب، فمما تأوله غير واحد من التابعين وغيرهم في قوله

-تعالى-: وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ أنه الشعانين، ذكره ابن سيرين .

وعن الربيع بن أنس أنه أعياد المشركين .

وعن عكرمة قال: هو لعب كان لهم في الجاهلية .

وروى أبو الشيخ الأصبهاني عن الضحاك قال: "أعياد المشركين".

وعنه: "عيد المشركين" .

وعن عمر قال: إياكم ورطانة الأعاجم! وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم! .

وقول هؤلاء التابعين: إنه أعياد الكفار ليس مخالفا لقول بعضهم: إنه الشرك، أو صنم كان في الجاهلية، ولقول بعضهم: إنه مجالس الخنا، وقول بعضهم: إنه الغناء؛ لأن عادة السلف في تفسيرهم هكذا، يذكر الرجل نوعا من أنواع المسمى لحاجة المستمع إليه، أو لينبه على الجنس، كما لو قال العجمي: ما الخبز؟ فيعطى رغيفا ويقال له: هذا بالإشارة إلى جنس لا إلى العين، وقال قوم: إنه شهادة الزور التي هي الكذب، وهذا فيه نظر، فإنه قال: لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ولم يقل: لا يشهدون بالزور، فإن العرب تقول: شهدت كذا إذا حضرته، كقول ابن عباس: "شهدت العيد مع النبي صلى الله عليه وسلم" وقول عمر: "الغنيمة لمن شهد الوقعة" وأما شهدت بكذا بمعنى أخبرت به، فتسمية هذا الإتيان زورا، وقد ذم الله من يقول الزور، قال: وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ففعل الزور كذلك، بل الفعل أشد، فيكون حراما؛ لأنه خلاف الأمر، وبكل حال يدخل في الآية أنه مكروه، وهو من مطلوبنا، إذ قد يظن بعض الناس أن بعض ما يفعلونه يكون مستحبا، مثل التوسعة على العيال ونحوه، فهذه تدل على كراهة ذلك مطلقا، سواء دلت الآية على التحريم أو الكراهة أو استحباب تركه حصل المقصود.

وأما السنة فمن وجوه: أحدها: روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذان اليومان؟ فقالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال: إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر رواه أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد عن حميد عن أنس، ورواه أحمد والنسائي وهذا إسناد على شرط مسلم، فلم يقرهما على العيدين الجاهليين، ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة، بل قال: إن الله أبدلكم بهما يومين آخرين، والإبدال يقتضي ترك المبدل منه؛ إذ لا يجمع بين البدل والمبدل.
وكذلك مات ذلك اليومان في الإسلام فلم يبق لهما أثر، فإنه قد يعجز كثير من الملوك عن نقل الناس عن عاداتهم في أعيادهم لقوة مقتضيها من نفوسهم وتوفر همم الجماهير على اتخاذها، لا سيما طباع النساء والصبيان، فلولا قوة المانع من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكانت باقية ولو على وجه ضعيف، فعلم أن المانع القوي منه كان ثابتا، وكل ما منع منه الرسول منعا قويا كان محرما، وهذا بين لا شبهة فيه، والمحذور في أعياد أهل الكتابين التي نقرهم عليها أشد من المحذور في أعياد الجاهلية التي لا نقرهم عليها؛ لأن الأمة قد حُذروا مشابهة اليهود والنصارى، وأخبروا أنه سيفعل ذلك بخلاف دين الجاهلية، فإنه لا يعود إلا في آخر الدهر عند اخترام أنفس المؤمنين عموما، ولو لم يكن أشد منه فهو مثله؛ إذ الشر الذي له فاعل موجود يخاف على الناس منه أكثر من شر لا مقتضى له قوي.

الوجه الثاني: روى أبو داود أن رجلا نذر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلا ببوانة، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إني نذرت أن أنحر إبلا ببوانة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟". قالوا: لا. قال: فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟. قالوا: لا. قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم" وأصل هذا الحديث في الصحيحين، وإسناده على شرطهما.
فوجه الدلالة أن هذا الناذر لما نذر الذبح سأله: هل كان بها وثن أو عيد لهم؟ ثم قال: لا وفاء لنذر في معصية الله، فدل على أن الذبح بمكان عيدهم وموضع أوثانهم معصية، فإنه عقب فأوف بالفاء، فيدل على أن الوصف هو سبب الحكم، فيكون سبب الوفاء بالنذر وجوده خاليا عن هذين الوصفين، ويكون الوصفان مانعين من الوفاء، وإذا كان الذبح بمكان عيدهم منهيا عنه، فكيف بالموافقة في نفس العيد.
وبوانة بضم الباء بواحدة من أسفل، موضع.
وهذا نهي شديد عن أن يفعل شيء من أعياد الجاهلية على أي وجه كان، وأعياد الكفار من الكتابيين والأميين في دين الإسلام من جنس واحد، كما أن كفرهم سواء في التحريم، وإن كان بعضه أشد تحريما، ولا يختلف حكمهما في حق المسلم، لكن أهل الكتاب أقروا على دينهم مع أنه شرط عليهم أن لا يظهروا أعيادهم، بل أعياد الكتابيين أعظم كفرا؛ لأنهم يتخذونها دينا، بخلاف الذين يتخذونها لهوا ولعبا؛ لأن التعبد بما يسخط الله أعظم من اقتضاء الشهوات، ولهذا كان الشرك أعظم إثما من الزنا، وكان جهاد أهل الكتاب أفضل من غيرهم، وكان من قتله أهل الكتاب له أجر شهيدين.
الوجه الثالث: أن هذا الحديث وغيره قد دل على أنه كان للناس أعياد يجتمعون فيها في الجاهلية، ومعلوم أنه بمبعث إمام المتقين صلى الله عليه وسلم محا الله ذلك عنه، فلم يبق شيء من ذلك، فلولا نهيه ومنعه لما ترك الناس ذلك مع قيام المقتضي لفعلها من جهة الطبيعة أن المانع قوي لما درست تلك الأعياد.

الوجه الرابع: ما خرجاه في الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث، قالت: وليستا بمغنيتين، فقال [أبو بكر] أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! وذلك يوم عيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا، وهذا عيدنا" وفي رواية: دعهما يا أبا بكر .
فقوله: إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا يوجب اختصاص كل قوم بعيدهم؛ كقوله -تعالى- وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا لأن اللام تورث الاختصاص، فلا نشركهم في عيدهم كما لا نشركهم في شرعتهم، ولا ندعهم يشركوننا.
وقوله: "هذا عيدنا" يقتضي حصر عيدنا في هذا، فليس لنا عيد سواه، وكذلك قوله: وإن عيدنا هذا اليوم، فإن التعريف بالإضافة واللام يقتضي الاستغراق، فيكون جنس عيدنا منحصرا في جنس ذلك اليوم، كقوله: "تحريمها التكبير، وتحليلها التسليم" .
ومن هذا الباب: قوله صلى الله عليه وسلم: يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب رواه أبو داود والترمذي وصححه، فيدل على مفارقتنا لغيرنا في العيد، واختصاصنا بهذه الأيام الخمسة، وأيضا فإنه علل الرخصة باللعب بكونه يوم عيدنا، فدل على أنه لا يرخص فيه في عيد الكفار، فإنه لو ساغ ذلك لم يكن قوله: لكل قوم عيد فيه فائدة.
الوجه الخامس: أن أرض العرب ما زال فيها يهود ونصارى حتى أجلاهم عمر -رضي الله عنه- وكان اليهود بالمدينة كُثُرا في حياته -صلى الله عليه وسلم- وكذلك كان في اليمن يهود، ونصارى بنجران، والفرس بالبحرين، وكان لهم أعياد، والمقتضي لما يفعل في العيد من الأكل والشرب واللباس والزينة واللعب والراحة قائم في نفوس الناس، ثم من كان له خبرة بالسيرة يعلم أن المسلمين لم يكونوا يشاركونهم في شيء من أمرهم، ولا يغيرون لهم عادة في أعياد الكفار، بل ذلك اليوم عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعند المسلمين يوم لا يخصونه بشيء أصلا إلا ما قد اختلف فيه من مخالفتهم فيه كصومه، فلولا أنه كان من دين المسلمين الذي تلقوه عن نبيهم منع من ذلك وكف عنه لوجب أن يوجد من بعضهم فعل بعض ذلك، فدل على المنع منه ثم جرى الأمر على عهد الخلفاء الراشدين كما كان في عهده، حتى كان عمر ينهى عن الدخول عليهم يوم عيدهم، فكيف لو كان أحد يفعل كفعلهم، بل لما ظهر من بعض المسلمين اختصاص يوم عيدهم بصوم مخالفة لهم نهى الفقهاء أو كثير منهم عن ذلك لأجل ما فيه من تعظيم عيدهم، أفلا يستدل بهذا على أن المسلمين تلقوا عن نبيهم -صلى الله عليه وسلم- المنع من مشاركتهم في أعيادهم، وهذا بعد التأمل بين جدا.
الوجه السادس: ما رواه أبو هريرة عنه -صلى الله عنه وسلم- أنه قال: نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، وأوتيناه لمن بعدهم، فهذا يومهم الذي فرض الله عليهم فاختلفوا فيه، فهدانا الله له، فالناس لنا فيه تبع، اليهود غدا، والنصارى بعد غد متفق عليه .
فذكر أن الجمعة لنا كما أن السبت لليهود والأحد للنصارى، واللام تقتضي الاختصاص، ثم هذا الكلام يقتضي الاقتسام، كما إذا قيل: هذه ثلاثة غلمان، هذا لي، وهذا لزيد، وهذا لعمرو، فإذا نحن شاركناهم في يوم السبت ويوم الأحد خالفنا هذا الحديث، هذا في العيد الأسبوعي فكيف في العيد الحولي؟!
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: بيد أنهم أوتوا الكتاب أي من أجل، كقوله: "أنا أفصح العرب، بيد أني من قريش" والمعنى -والله أعلم- نحن الآخرون في الخلق السابقون في الحساب والدخول إلى الجنة، فأوتينا الكتاب من بعدهم، فهدينا لما اختلفوا فيه من العيد السابق للعيدين الآخرين، وصار عملنا الصالح قبل عملهم، فلما سبقناهم إلى الهدى والعمل الصالح جعلنا سابقين لهم في ثواب العمل الصالح، ومن قال: بيد ههنا بمعنى غير، فقد أبعد.

الوجه السابع: ما روي عن أم سلمة -رضي الله عنها- أنها قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم يوم السبت ويوم الأحد أكثر ما يصوم من الأيام، ويقول: "إنهما عيد للمشركين، فأنا أحب أن أخالفهم" رواه أحمد والنسائي وصححه بعض الحفاظ وهذا نص في شرع مخالفتهم في عيدهم، وإن كان على طريق الاستحباب، وسنذكر حديث نهيه عن صوم يوم السبت وتعليل ذلك -أيضا- بمخالفتهم، ونذكر حكم صومه عند العلماء، وأنهم متفقون على شرع مخالفتهم في عيدهم، وإنما اختلفوا: هل مخالفتهم بالصوم أو بالإهمال حتى لا يقصد بصوم ولا بفطر، أو يفرق بين العيد العربي والعيد العجمي؟ على ما سنذكره -إن شاء الله تعالى-.


وأما الإجماع والآثار فمن وجوه:

أحــدها: ما تقدم التنبيه عليه من أن اليهود والنصارى والمجوس ما زالوا في أمصار المسلمين بالجزية، يفعلون أعيادهم التي لهم والمقتضي لبعض ما يفعلونه قائم في كثير من النفوس، ثم لم يكن على عهد السلف من المسلمين من يشركهم في شيء من ذلك، فلولا قيام المانع في نفوس الأمة كراهة ونهيا، وإلا لوقع ذلك كثيرا؛ إذ الفعل مع وجود مقتضيه وعدم منافيه واقع.
الثانــي: من شروط عمر -رضي الله عنه- التي اتفقت عليها الصحابة وسائر الفقهاء بعدهم: أن أهل الذمة لا يظهرون أعيادهم في دار الإسلام، وسموا الشعانين والباعوث، فإذا كانوا قد اتفقوا على منعهم من إظهارها، فكيف يسوغ للمسلمين فعلها مع كونه أشد؟
الوجه الثالث: ما رواه أبو الشيخ الأصبهاني عن عمر أنه قال: "إياكم ورطانة الأعاجم! وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم!".
وروى البيهقي بإسناد صحيح عن عمر: "لا تدخلوا على المشركين يوم عيدهم، فإن السخطة تنزل عليهم" .
وعن ابن عمرو: "من بنى ببلاد الأعاجم، وصنع نيروزهم ومهرجانهم، وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم" رواه البيهقي بالسند الصحيح.
وعن عمر -رضي الله عنه-: "اجتنبوا أعداء الله في أعيادهم" .
وعن علي -رضي الله عنه- أنه كره موافقتهم في اسم العيد الذي ينفردون به فكيف بموافقتهم في العمل؟
وقد نص أحمد على معنى ما جاء عن عمر وعلي -رضي الله عنهما- من كراهة موافقتهم في اللغة والعيد، وتقدم قول القاضي: مسألة في المنع من حضور أعيادهم.
وقال الإمام أبو الحسن الآمدي المعروف بابن البغدادي في كتابه "عمدة الحاضر": "فصل: لا تجوز شهادة أعياد النصارى واليهود، نص عليه أحمد في رواية مهنا، واحتج بقوله: وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ فأما ما يبيعون في الأسواق في أعيادهم فلا بأس بحضوره، نص عليه".
وقال الخلال في "جامعه": "باب في كراهة خروج المسلمين في أعياد المشركين" وذكر عن مهنا قال: "سألت أحمد عن شهود هذه الأعياد، مثل طور يابور ودير أيوب وأشباهه، يشهده المسلمون.
قال: إذا لم يدخلوا عليهم بيعهم، وإنما يشهدون السوق، فلا بأس".
وأما الرطانة وتسمية شهورهم بالأسماء العجمية، فقال حرب الكرماني: "باب تسمية الشهور بالفارسية، قلت لأحمد "فإن للفرس أياما وشهورا يسمونها بأسماء لا تعرف؟ فكره ذلك أشد الكراهة، وروى فيه عن مجاهد أنه كره أن يقال: آذرماه وذي ماه، قلت: فإن كان اسم رجل أسميه به؟ فكرهه، وكان ابن المبارك يكره إيزدان يُحلف به، وقال: لا آمن أن يكون أضيف إلى شيء يعبد، وكذلك الأسماء الفارسية، قال: وكذلك أسماء العرب كل شيء مضاف، قال: وسألت إسحاق، قلت: الرجل يتعلم شهور الروم والفرس؟ قال: كل اسم معروف في كلامهم فلا بأس.
فما قاله أحمد له وجهان:
أحدهما: إذا لم يعرف معنى الاسم جاز أن يكون معنى محرما، فلا ينطق المسلم بما لا يعرف معناه؛ ولهذا كرهت الرقى العجمية بالعبرانية والسريانية أو غيرها؛ خوفا من أن يكون فيها معان لا تجوز، فإذا علم أن المعنى مكروه، فلا ريب في كراهته، وإن جهل معناه فأحمد كرهه، وكلام إسحاق يحتمل أنه لم يكرهه.
والوجه الثاني: كراهة أن يتعود الرجل النطق بغير العربية، فإن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون؛ ولهذا كان كثير من الفقهاء أو أكثرهم يكرهون الدعاء والذكر بغير العربية، واختلف الفقهاء في أذكار الصلاة: هل تقال بغير العربية؟ وهي ثلاث درجات: أعلاها القرآن، ثم الذكر الواجب غير القرآن كالتحريمة والتسليم والتشهد عند من أوجبه، ثم الذكر غير الواجب من دعاء وتسبيح وتكبير وغير ذلك.
فالقرآن لا يقرأ بغير العربية سواء قدر عليها أو لا عند الجمهور، وهو الصواب الذي لا ريب فيه، بل قال غير واحد: يمتنع أن يترجم سورة أو ما يقوم به الإعجاز، واختلف أبو حنيفة وأصحابه في القادر على العربية.
وأما الأذكار الواجبة، فاختلف في منع ترجمة القرآن: هل تترجم للعاجز عن العربية وعن تعلمها؟ وفيه لأصحاب أحمد وجهان:
أشبههما بكلام أحمد أنه لا يترجم، وهو قول مالك وإسحاق.
والثاني يترجم وهو قول أبي يوسف ومحمد الشافعي.
وأما سائر الأذكار، فالمنصوص من الوجهين أنه لا يترجمها، ومتى فعل بطلت صلاته، وهو قول مالك وإسحاق وبعض أصحاب الشافعي، والمنصوص عنه أنه يكره بغير العربية ولا يبطل، ومن أصحابنا من قال له ذلك إذا لم يحسن العربية.
وحكم النطق بالعجمية في العبادات من الصلاة والقراءة والذكر والتلبية والتسمية على الذبيحة وفي العقود والفسوخ كالنكاح واللعان وغيره معروف.
وأما الخطاب بها من غير حاجة في أسماء الناس والشهور كالتواريخ وغير ذلك، فنهي عنه مع الجهل بالمعنى بلا ريب، وأما مع العلم به فكلام أحمد بين في كراهته أيضا، فإنه كره آذرماه ونحوه ومعناه ليس محرما، وأظنه سئل عن الدعاء بالفارسية فكرهه، وقال: لسان سوء، وهو قول مالك لنهي عمر عن رطانة الأعاجم وقال: "إنها خب".
وكره الشافعي لمن يعرف العربية أن يسمى بغيرها وأن يتكلم بها خالطا لها بالعجمية، وهذا الذي ذكرناه مأثور عن الصحابة.
روى ابن أبي شيبة قال: كتب عمر إلى أبي موسى: "أما بعد: فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن، فإنه عربي".
وفي حديث آخر عنه: "تعلموا العربية، فإنها من دينكم" .
وهذا الذي أمر به عمر من فقه العربية وفقه السنة يجمع ما يحتاج إليه؛ لأن الدين فيه فقه أقوال وأعمال، ففقه العربية هو الطريق إلى فقه أقواله، وفقه السنة هو فقه أعماله، وروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: من يحسن أن يتكلم بالعربية فلا يتكلم بالفارسية، فإنه يورث النفاق رواه السلفي بإسناد معروف، وهو يشبه كلام عمر وأما رفعه فموضع تبين، ونقل عن طائفة أنهم كانوا يتكلمون بالكلمة بعد الكلمة، وبالجملة بعد الجملة فالكلمة بعد الكلمة أمرها قريب، وأكثر ما كانوا يفعلونه إذا كان المكلم أعجميا يريدون تقريب الفهم على المخاطب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص لما كساها النبي خميصة، وقال: يا أم خالد هذه سنا والسنا بالحبشية: الحسن.
وأما اعتياد الخطاب بغير العربية حتى يصير عادة، فلا ريب أنه مكروه، فإنه من التشبه بالأعاجم.
واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرا قويا، حتى يزيد به العقل والخلق والدين لمشابهته سلف الأمة، وأيضا فإن اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بالعربية، ثم منها ما هو واجب على الأعيان، ومنها ما هو واجب على الكفاية.

المنهج القويم في اختصار الصراط المستقيم

فصل الكلام على التشبه بالكفار في أعيادهم ولغتهم مع إيراد النصوص والإجماع
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 20/12/2002, 10:00 PM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى

في فتاواه 3/105

من محمد بن إبراهيم إلى ......سلمه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

ذكر لنا أن بعض التجار في العام الماضي استوردوا هدايا خاصة بمناسبة العيد المسيحي لرأس السنة الميلادية من ضمن هذه الهدايا شجرة الميلاد المسيحي وأن بعض المواطنين كانوا يشترونها ويقدمونها للأجانبالمسيحيين في بلادنا مشاركة منهم في هذا العيد

وهذا أمر منكر ما كان ينبغي لهم فعله ولا نشك في أنكم تعرفون عدم جواز ذلك وما ذكره أهل العلم من الاتفاق على حظر مشاركة الكفار من مشركين وأهل كتاب في أعيادهم

فنأمل منكم ملاحظة منع ما يرد بالبلاد من هذه الهدايا وما في حكمها مما هو خصائص عيدهم
اضافة رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20/12/2002, 10:01 PM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 6/405

س/ بعض المسلمين يشاركون النصارى في أعيادهم فما توجيهكم

ج/ لا يجوز للمسلم ولا المسلمة مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم بل يجب ترك ذلك لأن من تشبه بقوم فهو منهم والرسول عليه الصلاة والسلام حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك ولا تجوز لهما المساعدة في ذلك بأي شئ لأنها أعياد مخالفة للشرع فلا يجوز الاشتراك فيها ولا التعاون مع أهلها ولا مساعدتهم بأي شئ لا بالشاي ولا بالقهوة ولا بغير ذلك كالأواني وغيرها ولأن الله سبحانه يقول وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب فامشاركة مع الكفرة في أعيادهم نوع من التعاون على الإثم والعدوان
اضافة رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20/12/2002, 10:01 PM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
فضيلة الشيخ محمد العثيمين

صاحب الفضيلة الشيخ / محمد بن صالح بن عثيمين سلمه الله ورعاه

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

يستعد العالم في الأيام القادمة لاستقبال ( الألفية الثالثة) وتطالعنا الصحف بهذا الموضوع بشكل مكثف والسؤال : ما حكم الشرع في نظركم عن هذا الأمر ؟ وكيف يستعد المسلمون لاستقبال الألفية الجديدة ؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لا ينبغي للمسلمين أن يعبئوا بهذا الأمر ولا أن يرفعوا له رأساً لأنه لا علاقة لهم به فتأريخ المسلمين هو التأريخ الهجري المبني على مناسبة من أفضل المناسبات بل هي أليق المناسبات ببدء التاريخ الإسلامي لأنه تاريخ يذكرهم بابتداء عزهم وإنشاء دولتهم وقوة سلطانهم

وأما ما يروجه بعض الناس مما سيكون فكله تخرص ليس له أصل من شرع ولا عقل ولا محسوس ، اللهم إلا ما كان من صنعهم مما صنعوه هم وجعلوه له أمداً ينتهي إليه

أما علم الغيب فهو لله وحده قال الله تعالى قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون

أسأل الله تعالى أن يرزقنا العزة بإيماننا والنصر على أعدائنا إنه جواد كريم

كتبه محمد الصالح العثيمين في 7/8/1420هـ
اضافة رد مع اقتباس
  #9  
قديم 20/12/2002, 10:01 PM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين

بسم الله الرحمن الرحيم

فضيلة الشيخ/ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد :

سوف يحتفل العالم بعد عدة أشهر بما يسمى الألفية الثالثة بمناسبة دخول عام (2000) للميلاد .

فما حكم الشرع فيما يفعله بعض المسلمين بالمشاركة في هذا الاحتفال ولو من باب المجاملة للنصارى؟ أفيدونا مأجورين

الجواب : لا يجوز الاحتفال بأعياد الكفار ولو على وجه المجاملة؛ لأنها أعياد مبتعدة ما أنزل الله بها من سلطان، فلا أصل لها في الكتب السماوية ولا في الشراع الإلهية، وإنما هي محدثات النصارى الذين شرعوا من الدين ما لم يأذن به الله

ولاشك أن مشاركتهم في هذا الاحتفال أو في غيره من أعيادهم يُعتبر ذلك إقراراً لهذه المحدثات وتعظيماً لهؤلاء المبتدعة، فعلى هذا يحرم على المسلمين تعظيم هذه الأعياد وتهنئة أهلها وإظهار شيء من الفرح والسرور بها مما يُعدُّ إقراراً لتلك البدع، بل المسلمون يعتبرونها كسائر أيام السنة وإنما يحتفلون بالأعياد الشرعية الإسلامية وبما شُرع فيها من الصلاة والعبادات والله أعلم
اضافة رد مع اقتباس
  #10  
قديم 20/12/2002, 10:02 PM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
بيان اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء حول عام 2000 م وما يتعلق به من أمور

قالت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في جواب لها عن سؤال حول عام 2000م ما نصه:

بعد دراسة اللجنة للأسئلة المذكورة أجابت بما يلي : إن أعظم نعمة أنعم الله بها على عباده هي نعمة الإسلام والهداية إلى صراطه المستقيم، ومن رحمته سبحانه أن فرض على عباده المؤمنين أن يسألوه هدايته في صلواتهم، فيسألوه حصول الهداية للصراط المستقيم والثبات عليها . ووصف سبحانه هذا الصراط بأنه صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وليس صراط المنحرفين عنه من اليهود والنصارى وسائر الكفرة والمشركين .

إذا عُلِمَ هذا : فالواجب على المسلم معرفة قدر نعمة الله عليه فيقوم بشكر الله سبحانه قولاً وعملاً واعتقاداً، وعليه أن يحرس هذه النعمة ويحوطها ويعمل الأسباب التي تحفظها من الزوال.

وإن الناظر من أهل البصيرة في دين الله في عالم اليوم الذي التبس فيه الحق بالباطل على كثير من الناس لَيَرَى بوضوح جهود أعداء الإسلام في طمس حقائقه، وإطفاء نوره، ومحاولة إبعاد المسلمين عنه، وقطع صلتهم به، بكل وسيلة ممكنة، فضلاً عن تشويه صورته، وإلصاق التهم والأكاذيب به، لصدِّ البشر جميعاً عن سبيل الله والإيمان بما أنزله على رسوله محمد بن عبد الله ، ومصداق ذلك في قول الله تعالى : (وَد كَثِيرٌ من أَهلِ الكِتَابِ لَو يَرُدونَكُم مِن بَعدِ إِيمَانِكُم كُفارًا حَسَدًا من عِندِ أَنفُسِهِم من بَعدِ مَا تَبَينَ لَهُمُ الحَق فَاعفُوا وَاصفَحُوا حَتى يَأتِيَ اللهُ بِأَمرِهِ إِن اللهَ عَلَى كُل شَيء قَدِيرٌ) [ البقرة : 109 ]. وقوله سبحانه: ( وَدَّت طائِفَةٌ من أَهلِ الكِتَابِ لَو يُضِلونَكُم وَمَا يُضِلونَ إِلا أَنفُسَهُم وَمَا يَشعُرُونَ ) [ آل عمران 69 ]. وقوله جل وعلا: ( يَا أَيهَا الذِينَ ءامَنُوا إِن تُطِيعُوا الذِينَ كَفَرُوا يَرُدوكُم عَلَى أَعقَابِكُم فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ ) [ آل عمران : 149 ] . وقوله عز وجل : ( قُل يا أَهلَ الكِتَابِ لِمَ تَصُدونَ عَن سَبِيلِ اللهِ مَن ءامَنَ تَبغُونَهَا عِوَجاً وَأَنتُم شُهَدَاء وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَما تَعمَلُونَ) [ آل عمران : 99 ]. وغيرها من الآيات . ولكن – ومع ذلك كله– فالله عز وجل وعد بحفظ دينه وكتابه، فقال جل وعلا : ( إِن نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لحَاَفِظُوْنَ) . فالحمد لله كثيراً . وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه : لا تزال طائفة من أمته على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة . فالحمد لله كثيراً، ونسأله سبحانه وهو القريب المجيب أن يجعلنا وإخواننا المسلمين منهم، إنه جواد كريم .

هذا .. واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وهي تسمع وترى الاستعداد الكبير والاهتمام البالغ من طوائف اليهود والنصارى ومن تأثر بهم ممن ينتسب للإسلام بمناسبة تمام عام ألفين واستقبال الألفية الثالثة بالحساب الإفرنجي؛ لا يسعها إلا النصح والبيان لعموم المسلمين عن حقيقة هذه المناسبة، وحكم الشرع المطهر فيها؛ ليكون المسلمون على بصيرة من دينهم، ويحذروا من الانحراف إلى ضلالات المغضوب عليهم والضالين. فنقول :

أولاً : إن اليهود والنصارى يعلقون على هذه الألفية أحداثاً وآلاماً وآمالاً يجزمون بتحققها أو يكادون؛لأنها ناتجة عن بحوث ودراسات كما زعموا، كما يربطون بعضاً من قضايا عقائدهم بهذه الألفية،زاعمين أنها مما جاءت في كتبهم المحرفة .. والواجب على المسلم ألا يلتفت إليها ولا يركن إليها، بل يستغني بكتاب ربِّه سبحانه وسنة نبيه عما سواهما . وأما النظريات والآراء المخالفة لهما فلا تعدو كونها وهماً .

ثانياً: لا تخلو هذه المناسبة وأشباهها من لبس الحق بالباطل، والدعوة إلى الكفر والضلال، والإباحية والإلحاد، وظهور ما هو منكر شرعاً، ومن ذلك : الدعوة إلى وحدة الأديان، وتسوية الإسلام بغيره من الملل والنحل الباطلة، والتبرك بالصليب، وإظهار شعائر الكفر النصرانية واليهودية ونحو ذلك من الأفعال والأقوال التي تتضمن : إما كون الشريعة النصرانية واليهودية المبدلتين المنسوختين موصلةً إلى الله، وإما استحسان بعض ما فيهما مما يخالف دين الإسلام أو غير ذلك مما هو كفر بالله وبرسوله وبالإسلام بإجماع الأمة، هذا فضلاً عن كونه وسيلة من وسائل تغريب المسلمين عن دينهم .

ثالثاً : استفاضت الأدلة من الكتاب والسنة والآثار الصحيحة في النهي عن مشابهة الكفار فيما هو من خصائصهم ومن ذلك : مشابهتهم في أعيادهم واحتفالاتهم بها، والعيد : اسم جنس يدخل فيه كلُّ يومٍ يعود ويتكرر يعظّمه الكفار أو مكان للكفار لهم فيه اجتماع ديني، وكلُّ عملٍ يحدثونه في هذه الأمكنة والأزمنة فهو من أعيادهم، فليس النهي عن خصوص أعيادهم، بل كل ما يعظمونه من الأوقات والأمكنة التي لا أصل لها في دين الإسلام، وما يحدثونه فيها من الأعمال يدخل في ذلك، وكذلك ماقبله وما بعده من الأيام التي هي كالحريم له كما نبَّه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى .

ومما جاء في النهي عن خصوص المشابهة في الأعياد قوله تعالى : ( وَالَّذِيْنَ لا يَشْهَدُوْنَ الزُّوْرَ) . في ذكر صفات عباد الله المؤمنين . فقد فسَّرها جماعة من السلف كابن سيرين ومجاهد والربيع بن أنس : بأن الزور هو أعياد الكفار . وثبت عن أنس بن مالك أنه قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: "ما هذان اليومان؟ قالوا : كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر" . خرجه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي بسند صحيح .

وصحَّ عن ثابت بن الضحاك أنه قال : " نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلاً ببوانة، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني نذرت أن أنحر إبلاً ببوانة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يُعبد؟ قالوا : لا . قال : فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قالوا: لا . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أوفِ بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم" . أخرجه أبو داود بإسناد صحيح .

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم ؛ فإن السخطة تنزل عليهم . وقال أيضاً : اجتنبوا أعداء الله في عيدهم .

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : من بنى ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حُشر معهم يوم القيامة .

رابعاً : وينهى أيضاً عن أعياد الكفار لاعتبارات كثيرة منها :

أن مشابهتهم في بعض أعيادهم يوجب سرور قلوبهم وانشراح صدورهم بما هم عليه من الباطل .

والمشابهة والمشاكلة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة من العقائد الفاسدة على وجه المسارقة والتدرج الخفي .

ومن أعظم المفاسد – أيضاً – الحاصلة من ذلك : أن مشابهة الكفار في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن، والمحبة والموالاة لهم تنافي الإيمان كما قال تعالى : ( يَا أَيُّها الذِيْنَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُم أَوْلِيَاءُ بَعْض وَمَنْ يَتَوَلَّهُم مِنْكُمْ فَإِنَّه مِنْهُم إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمينَ ) . وقال سبحانه : ( لاَ تَجِد قَوْماً يُؤْمِنُونَ باللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ يَوادُّونَ مَنْ حَادَ اللهَ وَرَسُوْلَه ) الآية .

خامساً : بناء على ما تقدم فلا يجوز لمسلم يؤمن بالله رباً، وبالإسلام ديناً،وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً؛أن يقيم احتفالات لأعياد لا أصل لها في دين الإسلام ومنها الألفية المزعومة، ولا يجوز أيضاً حضورها ولا المشاركة فيها ولا الإعانة عليها بأي شيء كان؛ لأنها إثم ومجاوزة لحدود الله،والله تعالى يقول : ( وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثمِ وَالعُدوَانِ وَاتقُوا اللهَ إِن اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ) [المائدة : 2 ].

سادساً : لا يجوز لمسلم التعاون مع الكفار بأي وجه من وجوه التعاون في أعيادهم ومن ذلك : إشهار أعيادهم وإعلانها، ومنها الألفية المذكورة، ولا الدعوة إليها بأية وسيلة سواء كانت الدعوة عن طريق وسائل الإعلام، أو نصب الساعات واللوحات الرقمية، أو صناعة الملابس والأغراض التذكارية، أو طبع البطاقات أو الكراسات المدرسية، أو عمل التخفيضات التجارية والجوائز المادية من أجلها، أو الأنشطة الرياضية،أو نشر شعار خاص بها .

سابعاً : لا يجوز لمسلم اعتبار أعياد الكفار ومنها الألفية المذكورة ونحوها مناسبات سعيدة وأوقاتاً مباركة؛ فتعطل فيها الأعمال وتُجرى فيها عقود الزواج أو ابتداء الأعمال التجارية أو افتتاح المشاريع وغيرها، ولا يجوز أن يعتقد في هذه الأيام ميزة على غيرها؛ لأن هذه الأيام كغيرها من الأيام؛ ولأن هذا من الاعتقاد الفاسد الذي لا يغيِّر من حقيقتها شيئاً، بل إن هذا الاعتقاد فيها هو إثم على إثم،نسأل الله العافية والسلامة .

ثامناً: لا يجوز لمسلم التهنئة بأعياد الكفار؛ لأن ذلك نوع رضا بما هم عليه من الباطل وإدخال للسرور عليهم، قال ابن القيم رحمه الله تعالى : "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول : عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه . وكثير من لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنَّأ عبداً بمعصيةٍ أو بدعةٍ أو كفرٍ فقد تعرض لمقت الله وسخطه". أ هـ .

تاسعاً : شرف للمسلمين التزامهم بتاريخ هجرة نبيِّهم محمد صلى الله عليه وسلم الذي أجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم ، وأرخوا به بدون احتفال وتوارثه المسلمون من بعدهم منذ أربعة عشر قرناً إلى يومنا هذا، لذا فلا يجوز لمسلم التولي عن التاريخ الهجري والأخذ بغيره من تواريخ أمم الأرض كالتاريخ الميلادي،فإنه من استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير. هذا ونوصي جميع إخواننا المسلمين بتقوى الله حق التقوى وبالعمل بطاعته والبعد عن معاصيه، والتواصي بذلك والصبر عليه.

وليجتهد كلُّ مؤمنٍ ناصحٍ لنفسه حريصٍ على نجاتها من غضب الله ولعنته في الدنيا والآخرة في تحقيق العلم والإيمان، وليتخذ الله هادياً ونصيراً وحاكماً وولياً، فإنه نعم المولى ونعم النصير، وكفى بربك هادياً ونصيراً. وليدعُ بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم .

والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .



التوقيع : اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .

الرئيس : عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ

عضو : عبد الله بن عبد الرحمن الغديان

عضو : صالح بن فوزان الفوزان

عضو : بكر بن عبد الله أبو زيد
اضافة رد مع اقتباس
  #11  
قديم 20/12/2002, 10:02 PM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

فتوى رقم 2540

السؤال

من فضلك يا شيخنا العزيز قد دخل بيني وبين إخواني المسليمن مناقشة دين الإسلام وهي أن بعض المسلمين في غانا يعظمون عطلات اليهود والنصارى ويتركون عطلاتهم حتى كانوا إذا جاء وقت العيد لليهود والنصارى يعطلون المدارس الإسلامية بمناسبة عيدهم وإن جاء عيد المسلمين لا يعطلون المدارس الإسلامية ويقولون إن تتبعوا عطلات اليهود والنصارى سوف يدخلون دين الإسلام يا شيخنا العزيز عليك أن تفهم لنا أفعلتهم هل هي صحيحة في الدين أو لا؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد

أولا السنة إظهار الشعائر الدينية الإسلامية بين المسلمين وترك إظهارها مخالف لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم وقد ثبت عنه أنه قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضواعليها بالنواجذ الحديث

ثانيا لا يجوز للمسلم أن يشارك الكفار في أعيادهم ويظهر الفرح والسرور بهذه المناسبة ويعطل الأعمال سواء كانت دينية أو دنيوية لأن هذا من مشابهة أعداء الله المحرمة ومن التعاون معهم على الباطل وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من تشبه بقوم فهو منهم والله سبحانه يقول وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله شديد العقاب

وننصحك بالرجوع إلى كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه فإنه مفيد جدا في هذا الباب

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

نائب رئيس اللجنة

عبد الرزاق عفيفي

عضو

عبد الله بن قعود

عضو

عبد الله بن غديان
اضافة رد مع اقتباس
  #12  
قديم 20/12/2002, 10:03 PM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
الشيخ سفر الحوالي

السؤال : ما حكم من يحتفل بأعياد الكفار أو يهنئهم بها مع علمه بأن ذلك من خصائصهم كما هو حال أكثر المسلمين اليوم ؟!



الجواب : الحمد لله والصلاة و السلام على من لا نبي بعده ... وبعد :

فإن الاحتفال بأعياد الكفار أو التهنئة بها مع العلم بأن ذلك من خصائصهم لا يخلو من هذه الأحوال :

أولا : إما أن يكون ذلك لمجرد موافقتهم ومجاراة لتقاليدهم وعاداتهم من غير تعظيم لشعائر دينهم ولا اعتقاد من المشارك لصحة عقائدهم (وهذا يتصور في التهنئة اكثر منه في حضور الاحتفال ) وحكم هذا الفعل التحريم لما فيه من مشاركتهم ولكونه ذريعة إلى تعظيم شعائرهم و إقرار دينهم .

قال كثير من السلف في تفسير قوله تعالى (( والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما )) إن شهود الزور هو حضور أعياد المشركين وقال صلى الله عليه وسلم ((إن لكل قوم عيداً )) وهذا من أوضح الأدلة على الاختصاص .

ثانيا : و إما أن يكون ذلك لشهوة تتعلق بالمشاركة كمن يحضر أعيادهم ليشاركهم في شرب الخمور والرقص واختلاط الرجال بالنساء ونحو ذلك . وحكم هذا النوع التحريم المغلظ لان هذه الأفعال محرمة بذاتها فإذا اقترنت بها المشاركة في شهود زورهم كانت اعظم تحريما .

ثالثا : و إما أن تكون المشاركة بنية التقرب إلى الله تعالى بتعظيم ذكرى ميلاد المسيح عليه السلام لكونه رسولا معظما كما يحتفل بعض الناس بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وحكم هذا النوع انه بدعة ضلالة وهي أشد تحريما وأغلظ ضلالا من الاحتفال بمولد الرسول لكون صاحبها يشارك من يحتفلون بذلك معتقدين أن المسيح هو الله أو ابن الله - تعالى الله عما يصفون - وهذا مما أحدثوه في دينهم مما لم يشرعه الله تعالى ولم يفعله المسيح عليه السلام ولا غيره من الأنبياء وتعظيم الأنبياء إنما يكون بمحبتهم واتباع دينهم وليس بهذه الاحتفالات

رابعا : و إما أن يكون الاحتفال مقرونا باعتقاد صحة دينهم والرضى بشعائرهم و إقرار عبادتهم كما عبروا قديما بقولهم (( المعبود واحد وان كانت الطرق مختلفة ))وكما يعبرون حديثا بوحدة الأديان واخوة الرسالات وهو من شعارات الماسونية وأشباهها وحكم هذا النوع انه كفر مخرج من الملة قال تعالى ((ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )).

وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين .

وكتبه / سفر بن عبد الرحمن الحوالي
مكة المكرمة
اضافة رد مع اقتباس
  #13  
قديم 20/12/2002, 11:19 PM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
"جورج رجل أمريكي بدين الجسم عريض المنكبين تجاوز الخمسين من عمره ويتمتع بصحة جيدة وحيوية ونشاط .. يعيش في بلدة صغيرة شمال مدينة واشنطن , ورغم المغريات المادية في المناطق الأخرى إلا أنه أحب بلدته وأصر على العيش فيها حيث يقضي نهاره في عمله التجاري متنقلاً بين أطراف المدينة وإذا أمسى النهار عاد إلى دوحته الصغيرة مستمتعاً بالهدوء والراحة مع زوجته وابنتيه وابن شاب تجاوز مرحلة الدراسة الثانوية وبدأ يخطط للإلتحاق بالجامعة. ........


لما أقبل شهر ذي الحجة .. بدأ جورج وزوجته وأبناؤه يتابعون الإذاعات الإسلامية لمعرفة يوم دخول شهر ذي الحجة .. وتمنوا أن يكون لديهم رقم هاتف سفارة إسلامية للإتصال بها لمعرفة يوم عرفة ويوم العيد فلقد أهمهم الأمر وأصبح شغلهم الشاغل ، فتواروا أمر المتابعة .. فالزوج يستمع للإذاعة والزوجة تتابع القنوات الفضائية والإبن يجري وراء المواقع الإسلامية في الانترنت .
فرح جورج وهو يستمع إلى الإذاعة لمتابعة إعلان دخول شهر ذي الحجة وقال : الإذاعة مسموعة بوضوح خاصة في الليل.. ولما حُدد يوم الوقفة ويوم العيد وتردد في الكون تكبير المسلمين في أرجاء المعمورة شمّر جورج عن ساعده وأحضر مبلغا كان يدخره طوال عام كامل .. وبعد الظهيرة من اليوم التالي قال : عليَّ أن أذهب الآن لأجد الخروف الحي الذي لايتوفر سوى في السوق الكبير شرق المدينة , ساوم جورج على كبش متوسط بمبلغ عال جدا ولما رأى أن المبلغ الذي في جيبه لايكفي.. بحث عن أقرب صراف بنكي وسحب مايكفي لشراء هذا الكبش فهو يريد أن يذبح بيده ويطبق الشعائر الإسلامية في الأضحية ..حمله بمعاونة أبناءه إلى سيارته الخاصة وبدأ ثغاء الخروف يرتفع
وأخذت البنت الصغيرة ذات الخمس سنوات تردد معه الغناء بصوتها العذب الجميل .
وقالت لوالدها : ياأبي ماأجمل عيد الأضحى حيث ألعب مع الفتيات دون الأولاد ونضرب الدف وننشد الأناشيد , سوف أصلي العيد معكم وألبس فستاني الجديد وأضع عبائتي على رأسي , ياأبي : في هذا العيد سوف أغطي وجهي كاملا فلقد كبرت .. آه ماأجمل عيد الأضحى سنقطع لحم الخروف بأيدينا .. ونطعم جيراننا ونصل رحمنا ونزور عمتي وبناتها !! ياأبي.. ليت كل أيام السنة مثل يوم العيد .. ظهرت السعادة على الجميع وهم يستمعون للعصفورة كما يسمونها .
انفرجت أسارير الأب وهو يلقي نظرة سريعة إلى الخلف ليرى أن مواصفات الكبش مطابقة لمواصفات الأضحية الشرعية فليست عوراء ولاعرجاء ولاعجفاء .. ولما قرب من المنزل وتوقفت السيارة هتفت الزوجة يازوجي .. ياجورج علمتُ أن من شعائر الأضحية أن يُقسم الخروف ثلاثة أثلاث : ثلث نتصدق به على الفقراء والمساكين , وثلث نهديه إلى جيراننا ديفيد وإليزابيث ومونيكا .. والثلث الآخر نأكله لحماً طرياً ونجعله لطعامنا في أسابيع قادمة .
ولما قرب الكبش إلى الذبح في يوم العيد احتار جورج وزوجته أين اتجاه القبلة !
وخمنوا أن القبلة في اتجاه السعودية وهذا يكفي .. أحدَّ جورج شفرته ووجه الخروف إلى حيث اتجاه القبلة وأراح ذبيحته , بعدها بدأت الزوجة في تجهيز الأضحية ثلاث أثلاث حسب السنة وكانت تعمل بعجل وسرعة.. فزوجها قد رفع صوته وبدا عليه الغضب وانتفخت أوداجه : هيا لنذهب إلى الكنيسة.. فاليوم يوم الأحد !! وكان جورج لايدع الذهاب إلى الكنيسة.. بل ويحرص أن يصطحب زوجته وأولاده .
انتهى حديث المتحدث وهو يروي هذه القصة عن جورج.. وسأله أحد الحضور : لقد حيرتنا بهذه القصة ..هل جورج مسلم أم ماذا ؟!! .. قال المتحدث : بل جورج وزوجته وإبنه كلهم نصارى كفار... لايؤمنون بالله وحده ولابرسوله .. ويزعمون بأن الله ثالث ثلاثة - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا - ويكفرون بمحمد صلى الله عليه وسلم... ويحادون الله ورسوله !!
كثر الهرج في المجلس وارتفعت الأصوات ... وأساء البعض الأدب.. وقال أحدهم : لاتكذب علينا ياأحمد .. فمن يُصدق أن جورج وعائلته يفعلون ذلك ؟!.. كانت العيون مصوبة ... والألسن حادة... والضحكات متتابعة !! حتى قال أعقلهم : إنّ ماذكرت غير صحيح ... ولانعتقد أن كافراً يقوم بشعائر الإسلام !! ... ويتابع الإذاعة ويحرص على معرفة يوم
العيد ويدفع من ماله ويقسم الأضحية و ... !!
بدأ المتحدث يدافع عن نفسه ويرد التهم الموجهة إليه.. وقال بتعجب وابتسامة :
ياإخواني وأحبابي .. لماذا لاتصدقون قصتي ؟!
لماذا لا تعتقدون بوجود مثل هذا الفعل من كافر .. أليس هنا عبدالله
وعبدالرحمن.. وخديجة وعائشة..و..و.. يحتفلون بأعياد الكفار ؟؟!
فلماذا لايحتفل الكفار بأعيادنا ؟؟!.. لم العجب ؟؟
الواقع يثبت أن ذلك ممكناً بل وواقعاً نلمسه ..
أليس البعض يجمع الورود لعيد الحب..؟؟ ويحتفل الآخرون هنا برأس السنة وبعيد الميلاد وعيد .. وعيد .. وكلها أعياد كفار ؟!!
لماذا يستكثر على جورج هذا التصرف ولايستكثر على أبناءنا وبناتنا مثل هذا ؟!!
هز أحمد يده ورفعها وقال : عشت في أمريكا أكثر من عشر سنوات , والله مارأيت أحداً من الكفار احتفل بأعيادنا .. ولارأيت أحدا سأل عن مناسباتنا ولاأفراحنا !
حتى عيدي الصغير بعد رمضان أقمته في شقتي المتواضعة .. لم يجب أحد
دعوتي عندما علموا أن ماأحتفل به عيدا إسلامياً ..!!
لقد أقمت في الغرب ورأيت بأم عيني كل ذلك... ولما عدت.. فإذا بنا نحتفل بأعيادهم وهي رجس وفسق.. !!■
عبدالملك القاسم - مجلة الأسرة
اضافة رد مع اقتباس
  #14  
قديم 20/12/2002, 11:38 PM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
سؤال : نرى في هذه الأيام ما تبثه وسائل الإعلام من رصد الأحداث والإجراءات, بمناسبة حلول عام 2000 الميلادي وبداية الألف الثالثة والكفار من اليهود والنصارى وغيرهم يبتهجون بذلك ويعلقون على هذه المناسبة آمالاً , والسؤال يا سماحة الشيخ: إن بعض من ينتسب للإسلام صاروا يهتمون بذلك, ويعدونها مناسبة سعيدة فيربطون زواجهم أو أعمالهم بها, أو يقومون بوضع دعاية لتلك المناسبة على محلاتهم أو شركاتهم وغير ذلك, مما يسوء المسلم فما حكم الشرع في تعظيم هذه المناسبة والاحتفاء بها وتبادل التهاني من أجلها, شفهياً أو بطبع البطاقات.. إلخ. وجزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .

وجاء في سؤال آخر: يستعد اليهود والنصارى لحلول عام 2000 حسب تاريخهم, بشكل غير عادي لترويج خططهم ومعتقداتهم في العالم وبالأخص بالدول الإسلامية.

وقد تأثر بعض المسلمين بهذه الدعاية فأخذوا يعدون لها العدة ومنهم من أعلن عن تخفيض على بضاعته بهذه المناسبة, ويخشى أن يتطور الأمر إلى عقيدة المسلمين في موالاتهم لغير المسلمين.

نأمل بيان حكم مجاراة المسلمين للكفار في مناسباتهم والدعاية لها والاحتفال بها, وحكم تعطيل الأعمال في بعض المؤسسات والشركات بهذه المناسبة.

وهل فعل شيء من هذه الأمور وما شابهها, أو الرضا بها يؤثر على عقيدة المسلم؟.

الجواب : إن أعظم نعمة أنعم الله بها على عباده هي نعمة الإسلام والهداية إلى صراطه المستقيم, ومن رحمته سبحانه أن فرض على عباده المؤمنين أن يسألوه هدايته في صلواتهم, فيسألوه حصول الهداية للصراط المستقيم والثبات عليها. ووصف سبحانه هذا الصراط بأنه صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين, وليس صراط المنحرفين عنه من اليهود والنصارى وسائر الكفرة والمشركين.

إذا علم هذا: فالواجب على المسلم معرفة قدر نعمة الله عليه فيقوم بشكر الله سبحانه قولاً وعملاً واعتقاداً , وعليه أن يحرس هذه النعمة ويحوطها ويعمل الأسباب التي تحفظها من الزوال.

وإن الناظر من أهل البصيرة في دين الله في عالم اليوم الذي التبس فيه الحق بالباطل على كثير من الناس, ليرى بوضوح جهود أعداء الإسلام في طمس حقائقه , وإطفاء نوره, ومحاولة إبعاد المسلمين عنه, وقطع صلتهم به, بكل وسيلة ممكنة, فضلاً عن تشويه صورته , وإلصاق التهم والأكاذيب به, لصد البشر جميعاً عن سبيل الله والإيمان بما أنزله على رسوله محمد بن عبدالله , ومصداق ذلك في قول الله تعالى: [ وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ] [ سورة البقرة ، الآية : 109] . وقوله سبحانه: [ وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ][ سورة آل عمران، الآية:69] وقوله جل وعلا: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ ] [ سورة آل عمران، الآية: 149] . وقوله عزّ وجلّ : [ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ] [سورة آل عمران، الآية:99] . وغيرها من الآيات . ولكن ومع ذلك كله فالله عزّ وجلّ وعد بحفظ دينه وكتابه فقال جل وعلا: [ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ] [ سورة الحجر، الآية: 9] . فالحمد لله كثيراً . وأخبر النبي (ص) أنه لا تزال طائفة من أمته على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم, ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة . فالحمد لله كثيراً , ونسأله سبحانه وهو القريب المجيب أن يجعلنا وإخواننا المسلمين منهم إنه جواد كريم.

هذا.. واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء, وهي تسمع وترى الاستعداد الكبير والاهتمام البالغ, من طوائف اليهود والنصارى ومن تأثر بهم ممن ينتسب للإسلام بمناسبة تمام عام ألفين, واستقبال الألفية الثالثة بالحساب الإفرنجي لا يسعها إلا النصح والبيان لعموم المسلمين عن حقيقة هذه المناسبة, وحكم الشرع المطهر فيها ليكون المسلمون على بصيرة من دينهم ويحذروا من الانحراف إلى ضلالات المغضوب عليهم والضالين.

فنقول :

أولاً : إن اليهود والنصارى يعلقون على هذه الألفية أحداثاً وآلاماً وآمالاً يجزمون بتحققها أو يكادون, لأنها ناتجة عن بحوث ودراسات كما زعموا , كما يربطون بعضاً من قضايا عقائدهم بهذه الألفية, زاعمين أنها مما جاءت في كتبهم المحرفة.. والواجب على المسلم ألا يلتفت إليها ولا يركن إليها, بل يستغني بكتاب ربه سبحانه وسنة نبيه (ص) عما سواهما. وأما النظريات والآراء المخالفة لهما فلا تعدو كونها وهماً .

ثانياً : لا تخلو هذه المناسبة وأشباهها من لبس الحق بالباطل, والدعوة إلى الكفر والضلال والإباحية والإلحاد, وظهور ما هو منكر شرعاً ومن ذلك: الدعوة إلى وحدة الأديان, وتسوية الإسلام بغيره من الملل والنحل الباطلة, والتبرك بالصليب, وإظهار شعائر الكفر النصرانية واليهودية ونحو ذلك من الأفعال والاقوال التي تتضمن : إما كون الشريعة النصرانية واليهودية المبدلتين المنسوختين موصلة إلى الله, وإما استحسان بعض ما فيهما مما يخالف دين الإسلام أو غير ذلك مما هو كفر بالله وبرسوله وبالإسلام وبإجماع الأمة, هذا فضلاً عن كونه وسيلة من وسائل تغريب المسلمين عن دينهم.

ثالثاً : استفاضت الأدلة من الكتاب والسنة والآثار الصحيحة في النهي عن مشابهة الكفار فيما هو من خصائصهم, ومن ذلك مشابهتهم في أعيادهم واحتفالاتهم بها, والعيد: اسم جنس يدخل فيه كل يوم يعود ويتكرر يعظمه الكفار أو مكان للكفار لهم فيه اجتماع ديني, وكل عمل يحدثونه في هذه الأمكنة والأزمنة فهو من أعيادهم, فليس النهي عن خصوص أعيادهم, بل كل ما يعظمونه من الأوقات والأمكنة التي لا أصل لها في دين الإسلام, وما يحدثونه فيها من الأعمال يدخل في ذلك, وكذلك ما قبله وما بعده من الأيام التي هي كالحريم له كما نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.

ومما جاء في النهي عن خصوص المشابهة في الأعياد قوله تعالى [ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ] [سورة الفرقان ، الآية : 72 ]. في ذكر صفات عباد الله المؤمنين. فقد فسرها جماعة من السلف كابن سيرين ومجاهد والربيع بن أنس: بأن الزور هو أعياد الكفار. وثبت عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: قدم رسول الله (ص) المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: (( ما هذان اليومان ))؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية, فقال رسول الله (ص): (( إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر)) (1).

وصح عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أنه قال: نذر رجل على عهد رسول الله (ص) أن ينحر إبلاً ببوانة, فأتى رسول الله (ص) فقال: إني نذرت أن أنحر إبلاً ببوانة, فقال النبي (ص) (( هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟ قالوا: لا. قال: فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قالوا: لا. قال رسول الله (ص): أوف بنذرك, فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله, ولا فيما لا يملك ابن آدم )) (2).

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( لا تدخلو على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم ) (3) وقال أيضاً : ( اجتنبوا أعداء الله في عيدهم ) (4).

وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: (من بنى ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة )(5).

رابعاً : وينهى أيضاً عن أعياد الكفار لاعتبارات كثيرة منها:

- أن مشابهتهم في بعض أعيادهم يوجب سرور قلوبهم وانشراح صدورهم بما هم عليه من الباطل.

- والمشابهة والمشاكلة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة من العقائد الفاسدة على وجه المسارقة والتدرج الخفي.

- ومن أعظم المفاسد أيضاً الحاصلة في ذلك: أن مشابهة الكفار في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن, والمحبة والموالاة لهم تنافي الإيمان كما قال تعالى: [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ] [سورة المائدة،الآية:51] وقال سبحانه: [ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ] [ سورة المجادلة الاية 22 ] .

خامساً: بناء على ما تقدم فلا يجوز لمسلم يؤمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد (ص) نبياً ورسولاً أن يقيم احتفالات لأعياد لا أصل لها في دين الإسلام, ومنها الألفية المزعومة, ولا يجوز أيضاً حضورها ولا المشاركة فيها ولا الإعانة عليها بأي شيء كان, لأنها إثم ومجاوزة لحدود الله; والله تعالى يقول: [ وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ] [ سورة المائدة الآية : 2 ] .

سادساً : لا يجوز لمسلم التعاون مع الكفار بأي وجه من وجوه التعاون في أعيادهم, ومن ذلك: إشهار أعيادهم وإعلانها, ومنها الألفية المذكورة ولا الدعوة إليها بأية وسيلة سواء كانت الدعوة عن طريق وسائل الإعلام, أو نصب الساعات واللوحات الرقمية, أو صناعة الملابس والأغراض التذكارية, أو طبع البطاقات أو الكراسات المدرسية, أوعمل التخفيضات التجارية والجوائز المادية من أجلها أو الأنشطة الرياضية أو نشر شعار خاص بها.

سابعاً : لا يجوز لمسلم اعتبار أعياد الكفار ومنها الألفية المذكورة ونحوها مناسبات سعيدة وأوقاتاً مباركة فتعطل فيها الأعمال وتجرى فيها عقود الزواج أو ابتداء الأعمال التجارية أوافتتاح المشاريع وغيرها, ولا يجوز أن يعتقد في هذه الأيام ميزة على غيرها, لأن هذه الأيام كغيرها من الأيام ولأن هذا من الاعتقاد الفاسد الذي لا يغير من حقيقتها شيئاً , بل إن هذا الاعتقاد فيها هو إثم على إثم نسأل الله العافية والسلامة.

ثامناً : لا يجوز لمسلم التهنئة بأعياد الكفر, لأن ذلك نوع رضا بما هم عليه من الباطل وإدخال للسرور عليهم, قال ابن القيم, رحمه الله تعالى: (وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق, مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك, أوتهنأ بهذا العيد ونحوه, فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات, وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب, بل ذلك أعظم إثماً عند الله, وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير من لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل, فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه) أ.هـ .

تاسعاً : شرف للمسلمين التزامهم بتاريخ هجرة نبيهم محمد (ص) الذي أجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم وأرّخوا به بدون احتفال, وتوارثه المسلمون من بعدهم منذ أربعة عشر قرناً إلى يومنا هذا, لذا فلا يجوز لمسلم التولي عن التاريخ الهجري والأخذ بغيره من تواريخ أمم الأرض كالتاريخ الميلادي فإنه من استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير. هذا, ونوصي جميع إخواننا المسلمين بتقوى الله حق التقوى وبالعمل بطاعته والبعد عن معاصيه, والتواصي بذلك والصبر عليه.

وليجتهد كل مؤمن ناصح لنفسه, حريص على نجاتها من غضب الله ولعنته في الدنيا والآخرة في تحقيق العلم والإيمان, وليتخذ الله هادياً ونصيراً وحاكماً وولياً . فإنه نعم المولى ونعم النصير, وكفى بربك هادياً ونصيراً وليدع بدعاء النبي (ص): (( اللّهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل, فاطر السموات والأرض, عالم الغيب والشهادة, أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون, اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ))(1), والحمد لله رب العالمين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه(2).
اضافة رد مع اقتباس
  #15  
قديم 20/12/2002, 11:48 PM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
احكام أهل الذمة
=========
فصل في حكم حضور أعياد أهل الكتاب

وكما أنهم لا يجوز لهم إظهاره فلا يجوز للمسلمين ممالاتهم عليه ولا مساعدتهم ولا الحضور معهم باتفاق أهل العلم الذين هم أهله .

وقد صرح به الفقهاء من أتباع الأئمة الأربعة في كتبهم فقال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الفقيه الشافعي ولا يجوز للمسلمين أن يحضروا أعيادهم لأنهم على منكر وزور وإذا خالط أهل المعروف أهل المنكر بغير الإنكار عليهم كانوا كالراضين به المؤثرين له فنخشى من نزول سخط الله على جماعتهم فيعم الجميع نعوذ بالله من سخطه .

ثم ساق من طريق ابن أبي حاتم حدثنا الأشج ثنا عبدالله بن أبي بكر عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة والذين ( يشهدون الزور ) قال لا يمالئون أهل الشرك على شركهم ولا يخالطونهم ونحوه عن الضحاك . كتاب أحكام أهل الذمة، الجزء 3، صفحة 1245.


ثم ذكر حديث عبدالله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله لا تدخلوا على هؤلاء الملعونين إلا أن تكونوا باكين فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم . والحديث في الصحيح . .

وذكر البيهقي بإسناد صحيح في باب كراهية الدخول على أهل الذمة في كنائسهم والتشبه بهم يوم نيروزهم ومهرجانهم عن سفيان الثوري عن ثور بن يزيد عن عطاء بن دينار قال قال عمر رضي الله عنه لا تعلموا رطانة الأعاجم ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم .

وبالإسناد عن الثوري عن عوف عن الوليد أو أبي الوليد عن عبدالله بن عمرو فقال من مر ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة .

وقال البخاري في غير الصحيح قال لي ابن أبي مريم حدثنا نافع بن يزيد سمع سليمان بن أبي زينب وعمرو بن الحارث سمع سعيد بن سلمة سمع أباه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال اجتنبوا أعداء الله في عيدهم . ذكره البيهقي . . كتاب. أحكام أهل الذمة، الجزء 3، صفحة 1246و1247.


وذكر بإسناد صحيح عن أبي أسامة حدثنا عوف عن أبي المغيرة عن عبدالله بن عمرو قال من مر ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة . كتاب أحكام أهل الذمة، الجزء 3، صفحة 1248.


وقال أبو الحسن الآمدي لا يجوز شهود أعياد النصارى واليهود نص عليه أحمد في رواية مهنا واحتج بقوله تعالى (والذين لا يشهدون الزور ) قال الشعانين وأعيادهم .

وقال الخلال في الجامع باب في كراهية خروج المسلمين في أعياد المشركين وذكر عن مهنا قال سألت أحمد عن شهود هذه الأعياد التي تكون عندنا بالشام مثل دير أيوب وأشباهه يشهده المسلمون يشهدون الأسواق ويجلبون فيه الضحية والبقر والبر والدقيق وغير ذلك يكونون في الأسواق ولا يدخلون عليهم بيعهم قال إذا لم يدخلوا عليهم بيعهم وإنما يشهدون السوق فلا بأس .

وقال عبد الملك بن حبيب سئل ابن القاسم عن الركوب في السفن التي تركب فيها النصارى إلى أعيادهم فكره ذلك مخافة نزول السخطة عليهم بشركهم الذين اجتمعوا عليه .

قال وكره ابن القاسم للمسلم أن يهدي إلى النصراني في عيده مكافأة له ورآه من تعظيم عيده وعونا له على كفره ألا ترى أنه لا يحل للمسلمين أن يبيعوا من النصارى شيئا من مصلحة عيدهم لا لحما ولا أدما ولا ثوبا ولا يعارون دابة ولا يعانون على شيء من عيدهم لأن ذلك من تعظيم شركهم وعونهم على كفرهم وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك وهو قول مالك وغيره لم أعلمه اختلف فيه .

هذا لفظه في الواضحة .

وفي كتب أصحاب أبي حنيفة من أهدى لهم يوم عيدهم بطيخة بقصد تعظيم العيد فقد كفر . كتاب أحكام أهل الذمة، الجزء 3، صفحة 1249.

========
فصل في تهنئتهم
بزوجة أو ولد أو قدوم غائب أو عافية أو سلامة من مكروه ونحو ذلك وقد اختلفت الرواية في ذلك عن أحمد فأباحها مرة ومنعها أخرى والكلام فيها كالكلام في التعزية والعيادة ولا فرق بينهما ولكن ليحذر الوقوع فيما يقع فيه الجهال من الألفاظ التي تدل على رضاه بدينه كما يقول أحدهم متعك الله بدينك أو نيحك فيه أو يقول له أعزك الله أو أكرمك إلا أن يقول أكرمك الله بالإسلام وأعزك به ونحو ذلك فهذا في التهنئة بالأمور المشتركة . وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثما عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه . وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه وقد كتاب أحكام أهل الذمة، الجزء 1، صفحة 441راجع: موسوعة فقه عمر بن الخطاب 516 وعبد الرزاق 6/411 وسنن البيهقي 9/234 .

كان أهل الورع من اهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنبا لمقت الله وسقوطهم من عينه وإن بلي الرجل بذلك فتعاطاه دفعا لشر يتوقعه منهم فمشى إليهم ولم يقل إلا خيرا ودعا لهم بالتوفيق والتسديد فلا بأس بذلك وبالله التوفيق . كتاب أحكام أهل الذمة، الجزء 1، صفحة 442.
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 01:26 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube