
16/12/2002, 06:44 PM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 29/11/2002 المكان: قلــب كل هلالــي
مشاركات: 1,967
| |
هتك عرض ( ابنتـه ) من أجل ... >>>>>>> كأي فتاة كنت أحلم بالزواج والاستقرار والعيش في منزل يجمعني بالشخص الذي سيشاركني حياتي ويحميني برجولته ويكتفني بعطفه وحنانه , ولم يمهلني القدر كثيرا فجاءني ابن الحلال صاحب النصيب وكان أحد أفراد قبيلتي , كان عمري آنذاك 15 عاما وكان يكبرني بـ 10 سنوات فتزوجته عن طيب خاطر فقد كان يشهد له الجميع بطيبة قلبه ودماثة أخلاقه وبدأت معه حياة سعيدة لا يشوبها شيء , وبعد عام من زواجنا انتقلنا للعيش في المدينة حيث التحق زوجي بعمل جديد وبعد مرور ستة أشهر من حياتنا في المدينة رزقنا الله بمولودنا الأول وأسميناه " محمد " ومضيت الأيام سريعة كان حيينها طفلنا يملأ علينا فيها كل حياتنا , بعد ذلك رزقنا بتوأم ذكور , فكبرت العائلة وكبرت معها مسؤوليات البيت ومصاريفه مما دفع بزوجي للبحث عن عمل إضافي في آخر النهار للمساعدة في تغطية مصاريف البيت فلجأ لأحد أصدقائه وساعده , في ذلك فأصبح يقضي الوقت كله خارج المنزل اللهم إلا ساعة واحدة بعد عمله الصباحي يستريح فيها قليلاً بالبيت ثم يخرج مسرعاً ليواصل في عمله الآخر وظل على هذه الحال بضعة أشهر , وذات يوم بينما كنت أقوم بتنظيف المنزل وترتيبه وقعت في يدي مجموعة من الحبوب مختلفة الألوان كان يخفيها عني تحت الفراش فبدأت الشكوك والظنون تحيطني ولكي أخرج من هذه الشكوك أقنعت نفسي أنها ربما تكون علاجاً لمرض أصابه من كثرة السهر والعمل المتواصل ولكن بمرور الوقت بدأت ألاحظ على زوجي كثيراً من التصرفات الغريبة التي لم أعهدها منه من قبل والتي لا تليق برجل متزوج , في هذه الأثناء رزقنا الله بمولودتين توأمتين فوجئت بعد ذلك بترك زوجي لعمله الأول بحجة مراعاة أبنائه ومعاونتي في تربيتهم وبقي في عمله الليلي ثم تطورت أموره وأصبح يغيب عن المنزل باليوم واليومين وأحياناً لمده أسبوع أو أكثر دون أن نعلم عنه شيئاً , وعندما يعود واسأله عن أين كان يجاوبني بأنه يسعى للرزق من أجل أبنائنا ومضت الأمور على هذا النحو إلى أن حدث ذات يوم أن مرضت إحدى بناتي فحملتها لإحدى المستشفيات القريبة وعندما توقفت بها عند موظف الاستقبال لأخذ البيانات وعند تسجيله لاسم ابنتي ظهرت عليه علامة من الدهشة والاستغراب على وجهه وتمتم ببعض الكلمات التي لم أفهمها فسألته عن سبب دهشته فبادرني قائلاً لا شيء ولكن لأن اسم والد ابنتي يتشابه مع اسم مريض موجود لديهم في غرفة الملاحظة كان قد حضر فجر ذلك اليوم في حالة سكـــر شديدة وطلبت من موظف الاستقبال أن يمكنني من رؤية هذا الشخص وقد كان لي ذلك ويا ليته لم يكن فقد رأيته وأحسست أنني أهوي من على جبل إلى بئر عميق , فلم أتمالك نفسي ووجدتني أغيب عن الوعي وأفيق على من حولي وهم يحاولون إفاقتي وبعضهم يترأف بحالي على زوجي , وبعد ذلك عاد إلى البيت مؤكداً لي توبته وإقلاعه عن المخدرات والمسكرات وأنه سيلتزم الطريق المستقيم وتحسنت حالته بعض الشيء واستقامت الأمور قليلاً فأنجبنا خلال تلك الفترة طفله أخرى إلا أن هذا التحسن وتلك الاستقامة لم يستمرا طويلاً فقد أصبح يتغير ثانية ويغيب عن البيت كثيراً مع كثرة مبرراته وأكاذيبه فأصبحت حياتنا جحيماً , وذات يوم اضطررت لمرافقة ابنتي المنومة بأحد المستشفيات تاركة باقي أولادي وبناتي مع إحدى عماتهم وكانت سيدة كبيرة في السن , وطالت فترة بقائي مع ابنتي في المستشفى وكانت العمة وباقي الأبناء يلاحظون أن زوجي يصر على أخذ إحدى البنات للنوم معه في منزلنا ولا غرابة في ذلك إذ أنه والدها وليس هناك ما يمنع ذلك , وذات يوم أرسلت العمة أخوها لإحضارها من عند أبيها لغيابها ليلتين متتاليتين ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان فقد وجدوا أختهم في أحضـــــان أبيـــها بغـرفة النـوم في وضع غير طبيــعي فأصيبوا بصدمة نفسية قلبت حياتهم رأسا على عقب ولم يفيقوا منها إلى تلك اللحظة وقد أدمن أبنائي على المخدرات أما أنا فقد أصبت بحالة نفسية تنو مت على إثرها في مستشفى الصحة النفسية كما أصيبت ابنتي بحالة من العزلة والانطواء ولم يعش زوجي بعدها طويلاً فقد توفي إثر تناول جرعة زائدة من المخــــــدرات مخلفاً وراءه كماً هائلاً من المشاكل التي أعجز عن حلها وصدعاً كبيراً في الأسرة من المستحيل حلها .
انا لله وانا اليه راجعون ...
اخوكم : صــدى الزعيــــم |