أنتهت المباراة وخسرت آسيا هلالها. وخسرنا نحن (مستقبلنا) بأن يتم تعميم تجربة نجاح اسمها "هلال عبدالرحمن بن مساعد" على كافة الأندية السعودية، عبدالرحمن بن مساعد الذي لو أنطق الله أحدهم بكلمة الحق لقال أنه أمير الشباب الحقيقي، والإيماءة المشرقة الوحيدة في وسطنا الرياضي اليوم، الرجل الذي أختصر لنا مسيرة 20 سنة إلى الأمام . إنتهت المباراة فالتفت الجميع للجميع وبدأت تصفية الحسابات

أولاً: جيريتس أو كما أحب أن اسميه "قلب الأسد" والمدرب التاريخي للهلال من بعد كندينو في نسخته القديمة" الذي قدم معه الفريق أجمل وأعذب آداء طوال تاريخه.
من شاهد المباراة بعينين سليمتين سيرى أن جيريتس فعل كل شىء ولعب بكافة أوراقه الرابحة، وحاول توظيفهم ولكن اللاعبون لم يكونوا في يومهم "وجدار بارليف" في بنيانه الفارسي، كان يحتاج إلى عزيمة وإصرار جنود من نوع يوسف الثنيان،نواف التمياط ، فيصل أبو اثنين، وإلى آخرة قائمة الجيش العربي السعودي الذي كان يمثل الهلال قبل أكثر من عشرة سنوات.. إذن ليس ذنب قريتس أن لاعبيه بلا روح ولا إصرار كفاية ليستعيدوا الكأس التي تحمل بصمات أصابع يوسف الثنيان ورفاقه.

ثانياً: أسامه هوساوي كانت حصته ضخمة جد من الغضب وردود الكراهية. اليسار في المدرج الهلالي طالبوا الإدارة بنزع شارة القيادة من على ذراعه! واليمينيين المتطرفين طالبوا بطرده.. ومن فوق أسوار النادي!
هذه هي العقلية الجماهيرية الجديدة والتي طرأت على الهلال خلال العشر سنوات الأخيرة والتي نبهت عنها كثيرً وكثيراً وبذلت الغالي والنفيس في مكافحتها . واليوم فلنحصد مازرعنا .

ثالثاً: ياسر القحطاني .. مأساة ياسر ثلاثة أشياء برأيي واحد: جمهور بالغوا في تمجيده حد الغلو . وجمهور يهتف ضده وينال منه بشدة في وقته الصعب. ثلاثة: إنعدام الحس الأخلاقي ولا إنسانية الإتحاد السعودي ممثلاً بوجه السعد: سلطان بن فهد." أحياناً أود أن اسأل أي سعد وأي وجه؟ لايهم .. كلاعب أظن أننا خسرناه إلى الأبد وأنه لن يعود من البعيد كما نتوهم منذ تلك اللحظة التي تحالفت ضده قوى الشر ممثلةً في روابط المشجعين مع المسؤولين عن الرياضة.. أيضاً مكابرة الإدارة الهلالية بعدم إتاحة الفرصة له للإحترف خارجياً أو الإستعانة بمهاجم أجنبي لتدني مستواه.. وإصرارها على الصفقات المحلية في خانة الهجوم فلا يعني تألق المحياني و الجيزاني والجمعان مع الوحدة والحزم والفتح انهم سيتألقون مع الهلال وسنكسبهم.

أيضاً طال الغضب لي يونق الأنيق، الشلهوب الذي حارب وحيداً فريداً بلا أحد، ماجد المرشدي وإلى آخر القائمة الأساسية وقائمة البدلاء!

ــــــ

قد ينبري لي أحدهم وأنا في هذا "المنعطف الخطير" ويسأل عن سبب الهزيمة؟

سأقول بدون تردد : الهلال لم يكن في يومه أو بالأصح "فداغة الهلال" كانت في يومها.. وهي الشيء الوحيد الذي كنت أخاف على الهلال منه. هذه الفداغة التي هي عكس المنطق وكل ماهو متوقع ظهرت واضحة وجلية في طبعات قديمة أمام الوحدة الإماراتي والكويت الكويتي والشارقة الإماراتي وأم صلال القطري.وتكررت و بالإعادة البطيئة ككابوس حقيقي أما ذوب أصفهان!

دائماًعندما كان يلعب الفريق المنافس بطريقة دفاعية بحتة أمام الهلال "كوزمين والسد في الرياض،كمثال" ويمر الشوط الأول بدون أهداف يفقد الفريق تماماً ثقته بنفسه. لماذا؟ لإن الفريق ينقصه القائد الحقيقي ينقصه لاعب يُكسب رفاقه ثقتهم بأنفسهم بكونه حاضراً ماثلاً بينهم .. قادراً على إجتراح المعجزة .
يوسف الثنيان كقلب وكعقل وروح وكمثال بسيط من سنوات التسعين.

أضف إلى ذلك: إدارة الكرة في الفريق التي أتضح للجميع بعد المباراة أن فشلت تماماً في تهيئة اللاعبين لجو المباراة وللحدث بل على العكس تفرغت للكاميرات المحمولة وضوء الفلاش. لم يحدث للهلال بتاريخه أن تم شحن جماهيره لأجل آسيا أو غيرها، كما حدث لنا هذا الموسم وكان رأس الحربة الإعلامية : سامي الجابر بالتصاريح الخلاقة مرئياً ومقروءاً ومسموعاً… لماذا أتذكر الآن صوت أحمد سعيد من إذاعة صوت العرب في القاهرة وهو يهتف في الخامس من حزيران: طائرات العدو تتساقط كالذباب!

أريد أن اسأل هل راود أحد منا ذرة شك بأن الهلال سيتعرض للهزيمة .. كانت إدارة الكرة من التفرغ للإعلام لتكون الحملة من الإقناع بحيث أن طيران الفريق إلى طوكيو هي مسألة 90 دقيقة أما ذوب أصفهان وأخرى مع سوينغنام!

هل إستمتع أحد منكم بهذة القيادة؟
ما أصعب السؤال!


لنتذكر الفريق تحت إدارة : صالح النعيمة عندما منينا بهزيمة أمام العربي الكويتي بهدف في الكويت، وفي الإياب في الرياض شخبطناهم بالستة.

لماذا؟ لإن في دكة البدلاء ليث يعمل بصمت اسمه: صالح النعيمة

وشتان مابين الإثنان