16/12/2002, 12:02 AM
|
| عضو إدارة الموقع الرسمي لنادي الهلال | | تاريخ التسجيل: 13/08/2000 المكان: قلوب الأحبة فى شبكة الزعيم
مشاركات: 13,348
| |
بأسم أعضاء شبكة الزعيم نقدم التعزية بوفاه الصحفي والمصور صالح العزاز ( يرحمه الله ). [c] [/c]
[c] أنتقل الى رحمه الله تعالي صباح هذا اليوم الأحد الموافق 11 / 10 / 1423هـ الصحفي والمصور الفوتوغرافي صالح العزاز بعد معاناة من ورم دماغي في الجزء الأيمن من الدماغ من الدرجة الرابعة . وقد ولد صالح العزاز فى القصيم عام 1959م وعمل فى الصحافة وكتب فى الشرق الأوسط ومجلة المجلة وجريده القبس وغيرها أبداع فى التصوير الفوتوغرافي وقد حاز على جائزة من الاتحاد العالمي فى الصين عام 1997م وقد التقى بلوحاتة التصويرية مع الشاعر قاسم حداد فى ديوانه المستحيل الأزرق.
وبأسم رئيس مجلس إدارة شبكة الزعيم صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن ثامر وأعضاء الشبكة
نقدم خالص العزاء والمواساة لأبناء الفقيد وعائلة العزاز سائلين المولى أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. "إنا لله وإنا إليه راجعون"
هذا وسوف يصلى عليه ظهر يوم الاثنين الموافق 12 / 10 / 1423هـ فى مسجد الراجحي بالربوة.[/c]
[c] [/c]
[c] رسالة التعريف التي كتبها صالح العزاز عن نفسه عند مدخل معرضه المقام في بهو برج الفيصلية بالرياض وقد أطلق عليه الأمير خالد الفيصل لقب (فنان بلا حدود)..[/c]
[c] [/c]
[c] يقول صالح ( يرحمه الله ) :.
[ لم يكن ذلك الشيء الذي حدث بين صلاة الظهر والعصر حدثا مهما أو غريبا , لأن الولادات كانت تتم بكثرة في تلك القرية النائية من العالم, فإن لم تلد احدى النساء فقد تلد إحدى الأغنام أو النياق, كانت الولادات تحدث كل يوم تقريبا فيكبر القطيع!
ثمة امرأة تركت الحقل على وجل متجهة إلى الدار, لكن اللحظة أدركتها فسقطت أنا على الأرض عاريا مثل جرم فضائي صغير وغريب. أخذتني بين كفيها نفضت عني بقايا الرمل الناعم الذي كان ثوبي الأول وسيكون ثوبي الأخير.
في عام 1959م كانت والدتي نورة بنت علي الدهيمان منغمسة بعملها اليومي خلال موسم الحصاد, ربطت شعرها دون ان يخطر في بالها أنني سأكون بين يديها خلال لحظات, وعندما حدث, قطعت حبل سرتي بمنجل الحصاد, كان أبي بعيدا في مدينة أخرى يبحث عن قوت عياله.
لذلك لا أحد يتذكر اليوم الذي حدث فيه أمر عادي كهذا يتكرر كل يوم ولا أحد يذكر حتى شهر ميلادي. لكن والدي قال لي ان أجمل خبر تلقاه في حياته عندما قيل له أن مولودك الثاني ولد أبيض وطويل وجميل.
* * *
في عام 1979م ذهبت إلى نيويورك لأول مرة في مغامرة لا تنسى, وفي مطار كندي سألتني موظفة الجوازات, امرأة بدينة مقطبة الحاجبين, ما هو تاريخ ميلادك؟ فقلت لها 1959 فقالت في أي يوم في أي شهر؟
قلت لها لا أعرف.
* * *
صرخت معلنة للملأ ان ثمة مخلوقا غريبا وصل إلى نيويورك لا يعرف تاريخ ميلاده.. شعرت ان كل من في المطار في تلك اللحظة يحدق في هذا الكائن الغريب الذي لا يعرف متى ولد.
* * *
لم يكن هذا الأمر يشكل أهمية بالنسبة لي, لكن عندما عشت في بريطانيا, في التسعينات, وعلى الرغم من انه تم اختراع التاريخ المطلوب لهذا الحدث ـ لكن الأمر لم يعنيني خاصة انه تاريخ ملفق ـ إلا ان الأسئلة بدأت تتفاقم في المناسبات ما هو عيد ميلادك. بل وتتأزم لتسأل من أي الأبراج أنت!!
* * *
كنت اخترع لكل مناسبة حكاية, وكنت أروي حكاية جدتي موضي الشايع التي كانت تلعب دور القابلة وولدت جميع أطفال ذلك المكان البعيد, وكانت تؤذن في آذانهم لحظة يخرجون إلى النور وتدس في حلوقهم أول جرعة من الحياة الجديدة ثمرة مغموسة بالماء. كانت تقوم بكل هذا وهي امرأة كفيفة.
* * *
لكنها بالنسبة لي كانت أكثر الأحياء بصيرة في نظري, كانت ترى الأشياء بقلبها الكبير. كنت ولازلت أشعر بالحزن لأنني لم أخرج إلى الحياة على يديها ولم تؤذن بأذني, وعندما توفيت العام الماضي عن عمر يناهز الـ120 سنة شعرت انني في مهب الريح.
* * *
كلما باغتتني الأسئلة عن برجي, كنت أختار العذراء مرة أو برج الأسد مرة أخرى, لكن لم يصدقني أحد. كانوا يقولون لي أنت من برج الحوت لأن صفة المغامرة موجودة فيك, والطيبة في ملامحك.
* * *
كنت أعجب بالأولى وأكره الثانية لأنها علامة ضعف إنساني في زمن متوحش, ولو كان للإبل الشاردة برج لاخترت ان أكون معها لكي أكون مثل "جمل من الصحراء لم يلجم".
* * *
"المفروض ان أكون شجاعا مخاطرا لأنني لن اخسر في شجاعتي ومخاطرتي شيئا , والمفروض أن لا أكون جبانا لأني لن أكسب من جبني شيئا ".
* * *
في هذا المعرض ـ بلا حدود ـ حاولت تقديم بعض الصور المهمة, والملتقطة من الجو لمدينة الرياض. وقد جاء التقاط هذه الصور بمحض الصدفة, إذ انه لم يكن ثمة مهمة تصويرية مخطط لها مسبقا .
* * *
وأنا على أي حال لا أحب المدن كثيرا , لأنها تصادر حريتي ولا تمنحني ذلك التباين بين الضوء والظل والذي تمنحني إياه الصحراء: خيمتي الأولى والأخيرة, لذلك فقد قررت ان أجعل صور المدينة محاطة بصور الصحراء: أمها الحنونة. واعتقد أنني بعد هذا المعرض سوف اقترب من الصحراء أكثر, بل سألتصق بها, لأنني كلما ذهبت إليها تمنيت لو أنني عشت هناك أرعى الإبل واقرأ أشعار المتنبي وأحفظ قصائد عنترة.
* * *
سوف أعود إلى الصحراء ولكن بطريقتي الخاصة. وسوف تدخل الصحراء لتضيء بيوتكم وغرف نومكم وجلوسكم, وتنقذكم من وحشة الأسمنت والمدن المزدحمة. تخيلوا أنفسكم أيها البدو بدون صحراء مفتوحة الأفق!!
* * ** * ** * ** * ** * ** * *
صالح العزاز ـ الرياض 2001م[/c]
[c] لقطات من صور صالح العزاز يرحمه الله [/c]
[c] [/c]
[c] [/c]
[c] [/c]
[c] [/c]
[c] [/c]
[c] [/c]
[c] [/c]
[c] [/c]
[c] [/c]
[c] [/c]
[c] [/c]
[c] [/c]
اخر تعديل كان بواسطة » الوليد في يوم » 16/12/2002 عند الساعة » 12:19 AM |