بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، لا فضل لأحد إلا له ، لا ياسر ولا عيسى ، ولا نواف ولا سامي ، وبالتأكيد لا فضل أيضاً لجريتس من باب أولى
يا الله .. لحظات مفجعة ، مفجعة بحق
في زوايا الشاشة ، جهة كتب فيها 116 من الدقائق المذلة بكل تفاصيلها ، ويقابلها في الزاوية الأخرى 4 في خانة الغرافة و 0 في خانة الهلال !!
لا إله إلا الله ، أنفاس متقطعة ، وعبرات متدافعة ، وقلب ينبض ولا ينبض ، وليل يكسو وجوه الهلاليين
خروج من البطولة الحلم بالنسبة للهلال ، وبالأربعة دون مقابل ، ومن فريق خليجي قطري
سريعاً رحت أستبق صافرة الحكم ، وأعد الطوام المقبلات ، رحيل جريتس من الباب الخلفي ، ويتبعه الرئيس ونائبه محملين بمذكرات للتاريخ ، عنوانها صرف بمئات الملايين على حلم آسيوي أيقظتنا منه فرق المقدمة والمؤخرة في قطر الحبيبة
يالله .. هلال في بداية موسمه بلا إدارة ولا مدرب ، وبأجرام نجوم خاوية مفرغة لاتسطع فبالتالي لا تنفع ، يقابل فرق الدوري المتعطشة لرد الثأر ومحو العار ، فأصحاب الخمسات كثر ، وهلالنا مهيئ لتلقي الطعون أكثر من أي وقت مضى
بل دعوني أخبركم أيضاً أني تجاوزت كل الحدود ورحت أبحث عن ما يمكن أن أكتبه لتفريغ الكم المهول من الشحنات السالبة في جوفي بعد إنتهاء " أم المهازل " وكيف يمكن أن أساهم كبقية الجماهير الهلالية في مساعدة النادي الذي أحب وأعشق ، وأخترت مبدئياً عنوان الموضوع " آسيا .. تعب الطريق ما تعبت أنا "
إلى هنا ، توقفت عن الغوص في بحر التشاؤم والكدر مجبراً على التوقف !!
نسيت الهلال ومستقبله أو هو حاضره الذي يعلن حلوله بصافرة الحكم بعد ثلاث أو أربع دقائق على الأكثر ، ورحت أفكر في خفقات قلبي المتغيرة والمضطربه ، وخشيت في وحدتي على نفسي ، فلا أحد قريب مني ، سوى رحمة ربي سبحانه ، فتذكرت بكثير من الندم أن من العشق ما قتل !!
ثم ماذا بعد ؟؟
صراحة لا أذكر ، كأن تلك الثواني البسيطة سرقت من عمري ولم أعشها ، ولكن مالبثت إلا وقد عاد البث المنقطع فجأةً إلى عقلي ، وإذا بي معلقاً في هواء غرفتي ، مفارقاً أرضها مستقبلاً سماها ، ومن أمام عيني رأيت قلمي " الأزرق الناشف " وكأن الحياة دبت في عرقه الوحيد ، فأنتشى طرباً وفارق الجيب مسروراً ليسبقني إلى السقف
" الله " تلك هي الكلمة الوحيدة التي نطق به لساني بعد هدفي الهلال ، و " الله " وحده من له الفضل ، وتذاكروا دوماً ولا تنسوا أن " الله " يحب الشاكرين
لمن النقد يا ترى ؟؟
في نظري أنه ولأول مرة يختصر الهلال كل المسافة على النقاد في المنتديات والصحف ، فالمحصلة النهائية لناتج عمليات البحث والتحري عن المتسبب في المستوى الهزيل للفريق هي " الجميع بلا إستثناء "
الجميع تعني الجميع ، إبتداءً بالرئيس " الغائب " وانتهاءً بالجماهير " المخدِرة " من حيث لا تدري !!
سؤال :
متى ستدرك الإدارة أهمية وجود معِّد نفسي متخصص للفريق ؟
مازال الهلال كغيره من الأندية السعودية يمارس نفس الأساليب المتبعة من عشرات السنين لتحفيز اللاعبين وتهيئة الأجواء النفسية الإيجابية لهم ، فالمعسكر الخاص قبل المباريات المهمة ، و " المكافأة مضاعفة " ، والتواجد الشرفي ، أصبحت كلها نوعاً من البرستيج الذي يسبق المهمات الصعبة ، ولم يعد لها أي تأثير ملموس في نفوس اللاعبين ، كونهم تعودوا على مثل ذلك منذ أن كانوا في الدرجات السنية . والعادة بكل تأكيد تلغي الهدف الرئيسي من هذه المقدمات والمتمثل في تحفيز اللاعبين وتهيئتهم نفسياً .
مايحدث من عشرات السنين قبل المباريات المهمة ، هو نفسه أيضاً يتكرر في غرفة الملابس الهلالية مابين الشوطين ، فتواجد الرئيس أو نائبه للتحفيز أو للتوبيخ لا يعدو كونه محاولة " غير متخصصة وغير مدروسة " لإصلاح ما أفسد" الشوط "
حينما تتأمل الفوارق المهولة بين الهلال ونادي كالفيصلي مثلاً ، والمتمثلة في الجماهيرية والأضواء الإعلامية والنجوم والمنجزات ومايصاحب ذلك من الحروب في الخفاء وعلى الملئ ، أقول حينما تتأمل تلك الفوارق تتعجب كثيراً من أن كيان كالهلال يدار فنياً وإدارياً بنفس العدد مع فارق الإمكانات لصالح الهلال .
ما قبل المباراة ومابين الشوطين الهلال صاحب الصولات والجولات ، والفريق الذي تحاصره ونجومه الأضواء والأنظار من كل مكان ، يتساوى تماماً مع الفيصلي ، فالمعسكر الداخلي والحضور الشرفي هنا وهناك ، والمكافأة مضاعفة للجميع كذلك !!
هذا التقصير أو الجمود عن تطوير الأساليب المتبعة في التحفيز والإعداد النفسي من إدارات الهلال المتعاقبة يعاب على الهلال بشكل أكثر من بقية الأندية ، لسبب بسيط هو أن الحاجة في الهلال أكبر ، كونه كبير الأندية السعودية ، كما أن الهلال دائماً ما عود الجميع على تحقيق الأفضليات والإمساك بزمام المبادرة في كل ما من شأنه مواصلة مسير التطور والتقدم .
هل من مجيب يا إدارة الهلال ؟؟
*****
الحمد لله في الأول والآخر
.
.
.
.
.
.
كتبه لشبكة الزعيم الموقع الرسمي لنادي الهلال
أخوكم / أبو سواج
كونوا بخير ،،
.
.
.
.
.
.
الوضع العادي
