![قديم](images/coc/images/statusicon/post_old.gif)
12/06/2011, 12:30 AM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 02/08/2010 المكان: ..
مشاركات: 6,117
| |
تولدو: أحذية الأطفال و صوت طلقات الرصاص ![](http://www.inter.it/aas/img/147199.jpg)
أصدقائي الأعزاء،
عدنا للتو من رحلتنا إلى أحياء الباريوس بمدينة كراكاس بفنزويلا، رفقة طاقم أكاديمية الإنتر الذي أعتز بالانتماء إلى أعضاءه!
و كان الهدف من زيارتنا الأخيرة تفقد أنشطة مختلف الأكاديميات الإنتراوية و وضع حجر الأساس لسلسلة من علاقات التعاون لتنفيذ مشاريع أخرى لفائدة الأطفال بفنزويلا، الذي يعاني من صعوبات اقتصادية كبيرة (على الرغم من اعتباره واحدا من أكبر المنتجين للنفط)، علاوة على تفشي الجريمة وسط تباين واضع بين الغنى الفاحش للأقلية و الفقر المزري لغالبية السكان.
تشرفنا باستقبال زميلنا الغالي لويس ميرولا لدى وصولنا، و قادنا وسط حركة مرور مثيرة للدهشة (إذ تبلغ تكاليف لتر من البنزين بالكاد 0.06 يورو)،ـ قادنا للقاء أطفال أكاديمية الإنتر الواقعة بأحد أفقر أحياء مدينة كاراكاس و أخطرها على الإطلاق، يطلق عليه حي دولوريتا.
و بعد قضاءنا صبيحة ممتعة و بهيجة صحبة الأطفال في لعب كرة القدم و تنظيم دورات مصغرة، تناهت إلى أسماعنا خمس 5 طلقات نارية بالقرب منا ... توقفنا على إثرها فجأة و لمدة ليست بالقصيرة، ليعود بعدها الجميع إلى اللعب و المرح و كأن شيئا لم يكن (قيل لي أن الخوف و القلق يبدأ عند سماع أكثر من 15 طلقة نارية).
و ودعنا في نهاية الصبيحة أطفال الأكاديمية على ابتسامة جميلة و بطاقة تذكارية في اليد و توقيعي على " الزاباتوس ـ zapatos " (أحذية).
توقفنا بعدها لزيارة حي باريو سان إيجيديو، المؤلف من بضعة منازل من الطوب و دور من الصفيح حيث يعيش معظم الأطفال الذين التقيت بهم اليوم. و يتوسط الحي ملعب صغير من الإسمنت تقابله محطة وقود مهجورة تحولت إلى مزبلة مفتوحة. و مكانها أعرب الأطفال عن رغبتهم في بناء ملعب لكرة القدم حقيقي من العشب الاصطناعي، حلم عبر عنه معظمهم برسومات ملونة زاهية.
أما ماريو، مدربنا بعين المكان و المدير الفني، و أب لثلاثة أطفال، فقد رحب بنا في بيته المتواضع، الذي يعكس كرامة و عزة النفس التي يتمتع بها هذا الشاب تبدو على النقيض مما يحيط به من فقر و تقهقر.
تركنا المكان و أذهاننا تعيد تلك الأحاسيس و الصور التي عشناها هذا الصباح، متوجهين إلى مركز آخر، و لا يفوتني أن أضيف بعض تفاصيل رحلتنا، إذ اضطر السائق إلى منح "دعيرة" لشخص يتظاهر بالتسول (بينما كان على اتصال عبر الهاتف المحمول بأفراد مجموعته لإخبارهم بالسماح لنا بالمرور)، و إلا لما تمكنا بعدها من مواصلة السير!
و صلنا أخيرا إلى مركز في مركز دون بوسكو الرياضي بكراكاس، حيث يتدرب أطفال الفرق المحلية و أطفال أكاديمية الإنتر، الذين أبدوا حرصهم على الظهور أمامي. أنهينا بعدها الزيارة بصورة جماعية رائعة في ختام الحصة التدريبية.
في المساء تلقينا دعوة المركز الايطالي الفنزويلي، الذي أسس في الخمسينات بفضل العديد من المهاجرين الإيطاليين و الذي يتجاوز عدد منخرطيه اليوم أزيد من 30 مشترك، الذين أقاموا حفلا للاحتفاء بالذكرى 150 لتوحيد ايطاليا وللاحتفال بالسنة الأولى لأكاديمية الإنتر بفنزويلا.
و من بين العديد من الحاضرين الذين ساهموا في الحفل و أبدوا اهتمامهم الخاص بمشروعنا، نخص بالشكر رئيس المركز الايطالي الفنزويلي ماريو كيافارولي و القنصل الإيطالي العام جيوفاني دافولي على دعمهم و مساندتهم.
و لا يفوتني التعبير عن الأجواء الرائعة التي عشتها و المعبرة عن روح أكاديمية الإنتر و مهمتها الإنسانية، و التي سمحت لنا من وضع الأسس لتعاون مشترك و بناء لمنح الأمل في اللعب و المرح و السعادة لهؤلاء الأطفال، الذين فاجئوني، بشكل لا يصدق، باطلاعهم على كل صغيرة و كبيرة لنادي الإنترميلان، و الذين ما فتئوا يشجعون و يقفون وراء الفريق، بفضل الرئيس النيرأزوري و سخائه.
لم يبقى لي إلا أن أودعكم على أمل اللقاء بكم في رحلة مقبلة صحبة أكاديمية الإنتر!
فرانشيسكو تولدو |