:: إلى متى تستمر ظاهرة المقدمات ؟! ::
قبل قرابة العامين .. بعث أحد اصدقائي الى بريدي برسالة تحتوي على مجموعة من الصور التي يمكن إستخدامها كخلفيات لسطح المكتب .. ولقد كانت مجموعة من الصور الطبيعية من ضمنها صورة بحيرة استطيع القول إنها استحوذت على القلب والكبد والبنكرياس في آن معا
لم اتأخر حين أتصلت على صديقي استفسر منه عن هذه الصور حيث إنها لم تكن تتضمن إي معلومات .. كما أنني كنت مهتم جدا لمعرفة إين تقع تلك البحيرة وإسمها ؟ فلا يروقني أن يتملكني الحب بهدوء
كانت إفادته أن ليس لديه إي معلومات عن تلك الصور التي بعثها .. إنما هي مجرد رسالة وصلته من أحدهم وقام بعد ذلك بتمريرها على الجميع ! فأقترحت عليه في المرات القادمة أن يأخذ بنظرية
( دعهـا تقـف عنـدك )
لملمت جراحي من بعد الحديث معه
وأكتفيت بوضع فاتنتي كخلفية لجهازي وتذكرت قول أحدهم في رائعته الشعريه :
يوم حبيتك .. ما لقيتك :: طارق أحمد قباني ! ::
مضى الزمن بي ولسان حالي ما قاله شاعر العرب العظيم والعظمة لله
( أحمد شوقي ) يرحمه الله :
دقات قلب المرء قائلة له .. إن الحياة دقائق وثواني
نسأل الله خير العمل وحسن الخاتمه ،،،
حين ذلك قررت الذهاب قبل عدة شهور للتشرف بلقاء صديقتي
( كندا ) ! التي وصف ملامحها في وقت ماض شاعرنا المجنون
( نزار قباني ) يرحمه الله .. بقوله :
بحياتك يا ولدى ( صديقة ) !
عيناها سبحان المعبود
فمها مرسوم كالعنقود
ضحكتها انغام وورود
والشعر الغجرى المجنون
يسافر فى كل الدنيا ،،،
ولكن سامح الله شاعرنا وغفر له .. حين تناسى أن يصف لنا ما تتمتع به صديقتي من قلب كالظلام وروح بلا ميعاد ! وهو بيت القصيد
:: المكان : مدينة كالجاري .. الزمان : بلا ميعاد ! ::
على تلك الأريكة مساء في غرفة المعيشة .. أتصفح أمامي أحدى المجلات السياحية .. وأمامي والدنا
( مايك ) ( سؤال العدد : من يكون مايك ؟! ) يشاهد أحدى البرامج التلفزيونية .. وقع نظري حينها على من لامس شغاف القلب والكبد والبنكرياس معا
( لا أدري إين قرأت هذه العبارة من قبل ؟! )
لقد وقعت عيناي على تلك الصورة التي داعبت أهدابي قبل قرابة العامين ! شعرت إنها أصبحت قريبه مني وهي تطل علي عبر هذه المجلة ! ولا أدري لماذا وجدت دقات قلبي تتسارع في خطاويها وقد أنعقد لساني وشحب وجهي وأنا أشير إلى
( مايك ) بما معناه إنها
( هي ) ؟! فلم يكذب والدنا الموقر الخبر .. فسارع مباشرة بالإتصال بمستشفى الأمراض النفسية !
( ونعم بالشيخ مايك .. وفزعاته ! )
إنها
( Lake Louise ) ! بحيرة لويس .. هكذا أجابني ،،،
وإيش عنده لويس ؟ أعني : إين تقع هذه البحيرة ؟ .. هكذا سألت ،،،
إنها قريبه
مسافة ساعة ونصف بالسيارة ! .. هكذا قال ،،،
لا أدري لماذا وجدت دموعي
( فجأة ) تتصبب أربع أربع .. بل أنني عددت أحداهن وقد بلغن الثمان الثمان ! وشعرت بالخجل ينتابني وأنا أذرف الدموع مدرارا أمام ناظري والدنا رجل الفزعات مايك !
حاولت أن اتدارك دموعي ! ولكن دون جدوى .. فقد كان وقع الأمر أكبر من قدرتي على التحمل
فألتفت على يساري .. وتوجهت بحديثي نحو أمنا
( ليزلي ) التي شاركتنا المكان قبل دقائق معدودات : مامي ليز .. هل يمكن ان تحملي طبق
( البصل ) بين يديك .. وتذهب لتقطيعه بعيدا عني ! غرقت في دموعي وانت لا زلت مصرة على التقطيع بالقرب مني !
لقد عرفت ان البحيرة التي داعبت احلامي في ايام مضت .. ولم أتمكن أن أقر عيني برؤاياها في حينها .. قد اصبحت قاب قوسين أو أدني مني .. فحملت
( الجنبية ) وألقيتها في أحضان ابو الرجال
( مايك ) كناية أنني طلبتك أو في وجاهتك يا شيخ قبيلة
( كالجاري ) ! فانتصب امامي مثل
( النمر ) وشعرت في عينيه ببريق فارس نبيل .. وهو يتحدث الى مركز الشرطة لتبليغهم : بمشروع ارهابي قادم بالحي .. يحمل شيئا يشبه السكين .. ويرجوهم بسرعة إنقاذه !
:: ::
تمكنت من زيارة بحيرة لويس ثلاث مرات خلال فترة اقامة ماضية في مدينة يطلق عليها كالجاري .. فقد كنت حقا مفتون جدا بهذا السحر الرباني الذي حباه سبحانه لتلك المنطقة الطبيعية الخلابة .. واستمتعت جدا بزيارتها صيفا وشتاء .. وانا أرى قدرات رب عظيم يقلب نواميس الكون بأمر منه ،،،
البحيرة .. علمت والله اعلم بصحة المعلومه .. إنها صنفت من أجمل البحيرات الطبيعية في العالم لذلك تمنع الحكومة
الكندية بناء إي مشروعات بالقرب منها سوى فندق وحيد يعد مفخرة وطنية للكنديون !
هذه صورة للبحيرة صيفا
وهذه صورة أخرى للبحيرة شتاء
البحيرة بالطبع متجمد سطحها كليا .. حقيقة لا أجد الكلمات التي تصف شعوري وانا أقطع سطح بحيرة سيرا على الأقدام واشاهد في اجزاء كبيره منها الماء تحت قدمي ! سبحانك ربي .. ما أعظم خلقك ،،،
هذه صورة أخرى لبحيرة أخرى يطلق عليها
( Canmore ) والتي أشعرتني في لحظات أن الجبال قد تجاوز عنانها سير السحاب ! ويبقى : الله أكبر ،،،
:: مفيش حد أحسن من حد ! ::
لا تنسوا تقولون ما شاء الله على الصور
( ما يلمح لشئ ؟! ) ودمتـم فـي خيـر