مشاهدات من التحقيق أعلاه .. وفق ما يلي :
( 1 )
حمل التحقيق أعلاه العنوان التالي :
| إقتباس | | | | | | | | | ثقافة الوالدين تتصادم مع ثقافة الأبناء | | | | | |
تعرف الثقافة : بأنها القيم الفكرية والروحية والسلوكيات التي يرتضيها المجتمع وتؤثر على أفراده وفقا للمصادر التي أرتضاها لنفسه منهاجا ،،،
لذلك أفهم جيدا مفردتي
( الثقافة ) و
( الصدام ) التي تكون نتاج خلاف وتباين بين منظومتين أو أكثر .. لذلك نجد مصطلحات على شاكلة :
صدام الثقافات أو الحضارات أو حتى المجرات وفق الرؤى التي أختلطت بين طبقة أستعمارية في الغرب تبحث عن مبرر لجرائمها نحو العالم أو خيالات منتجي أفلام هوليود ذات الطابع العنصري عموما !
ولكن السؤال بناء على العنوان أعلاه : ما هي القيم الفكرية والسلوكية والروحية التي نحملها ( كجيل جديد ) وأصبحت تتصادم مع القيم الفكرية والسلوكية والروحية لجيل اباؤنا ( كجيل قديم ) ؟!
حقيقة أن العنوان لم يكن موفقا في مفردتي الثقافة و التصادم .. فقد تم وضع مفردة
( الثقافة ) في غير محل تعريفها .. كما تم وضع مفردة
( تصادم ) في مكانة لا تتوافق مطلقا مع حقيقة العلاقة وخصوصيتها التي تجمع الآباء بأبنائهم ،،،
من جانب آخر .. أنا وأنت وهي وأنتن وأنتم .. من أين أستمدينا ثقافتنا ؟
فعلى سبيل المثال :
تلك الزوجة التي لديها تصادم ثقافي مع جيل والدي زوجها .. من إين أستمدت ثقافتها ؟
هل أفهم من فكرة معاناة الزوجة الثقافية بأن أهلها التي نشأت بينهم كانوا على قيم فكرية وسلوكية منحرفة أو سقيمة لذلك تولد لديها حاله
( الصدام ) ! أو أنها أستمدت قيمها الأخلاقية مما تعلمته في الأزقة والحواري وأخلاقيات الشوارع فكان لزاما عليها أن
( تصطدم ) مع إي بيئة لديها آدابها وأخلاقياتها ؟!
ثم ماذا يريد أن يقدم لنا العنوان :
هل يريد أن يعلمنا بضرورة أعلان رفضنا للقيم والأخلاقيات والسلوكيات التي تلقيناها من أهلنا ؟
هل نسينا اننا على إيديهم كنا نتاج شخصياتنا الحالية .. وهل تناسينا على يد من تعلمنا الدين والصلاة والصيام والأدب والأخلاق ؟ اليسوا هم هؤلاء الذين يتم وصف علاقتنا بهم بأنه
( صدام ) ثقافي ؟!
( 2 )
كما حمل عنوان التحقيق إيضا .. الفقرة التالية :
| إقتباس | | | | | | | | | تدخل الأهل في «المشاكل الأسرية» يكشف شخصية «الرجل الضعيف» | | | | | |
أسلوب ذكي من ذكاء أبليس !
( والرجل الضعيف ) هي العبارة المناسبة التي تتمكن من إستفزاز الرجل الجاهل
كما يبدو من صياغة العنوان إنه أراد منح نفسه صفة
( الحماية ! ) .. فكل من لديه وجهة نظر مخالفه لما يتضمنه التحقيق فهو يعد رجل ضعيف ! وبالتالي ووفق العنوان من المعيب أن تحمل وجهة نظر أخرى والا فأن التهمة الموجه نحوك محسومه سلفا !
لذلك يعد أخيكم في الله بناء على العنوان ( رجل ضعيف ) .. يا عيباااااه
كما أن العنوان ذاته طرح رساله ضمنيه مفادها .. من مظاهر القوة
( وهي مفردة محببة للنفس ) هي التصادم مع الأهل ! في محاولة لأعطاء الأسلوب الغير أخلاقي في التعامل مع الأهل صفة شرعية بأعتبارها عمل بطولي !
حقيقة إنه عنوان مخزي يا
( صحيفة الرياض ) !
( 3 )
أنتقد التحقيق إي مظاهر إيجابية يحملها الأبناء نحو أهلهم !
فنجد في أستعراض المشكلة تناولهم للأخلاقيات الكريمة بأعتبارها مشكلة ومن الأسباب الرئيسية المؤدية للطلاق .. فعلى سبيل المثال :
تقول أحداهن :
| إقتباس | | | | | | | | | زوجي لا يحب أن يرفض لأهله طلبا، وكان يحب أن يرضيهم حتى لو كان ذلك على حساب حياتنا الخاصة، وقد تفاقمت المشاكل إلى درجة وصلنا فيها إلى المحكمة، وكنا على وشك الطلاق بسبب طلبي الرحيل من المنزل | | | | | |
وتقول أخرى والتي زادت في تقديم خبراتها في بناء حياة سعيدة ومستقرة ! :
| إقتباس | | | | | | | | | وتضيف " ..... " – معلمة - رغم أنني اخرج للعمل واسكن بعيداً عن أسرة زوجي ، إلا أنهم دائما ما يتدخلون في حياتنا الشخصية ، وفي طريقة تربية الأبناء وفي العلاقات الاجتماعية، فزيارة زوجي لأسرته يعود منها بأفكار أخرى، وهو يرى ذلك من البر بالآباء وحسن معاملتهم ، ولذلك رفضت الذهاب لزيارتهم ولي أكثر من عامين لا التقي بهم وأشعر أن حياتي أصبحت أكثر هدوءا | | | | | |
كما أن التحقيق طرح المشاركة التالية على أعتبارها معاناه تتطلب ( ضرورة التوصل إلى نهاية ) تجاه هذه الأم المزعجة .. بقول أحدهم :
| إقتباس | | | | | | | | | ويضيف " .......... " لا اعرف كيف أطفئ النار التي تتصاعد في منزلي يوما بعد يوم؛ وذلك بسبب تدخل أمي في حياتي، فأنا الابن الوحيد لها وهي تعيش معي، وهي سيدة مسنة، وتريد أن تطبق أسلوب الحياة القديم على زوجتي التي ضاقت ذرعاً بنصائح أمي، كما أن زوجتي الآن تكره حياتها، وتريد أن تخرج للعمل للهروب من المنزل | | | | | |
هنالك تساؤلات تفرض نفسها مع هكذا عبارات منتقاه :
هل نعد ذلك الرسالة الأخلاقية التي تنشدها ( صحيفة الرياض ) من طرح تحقيقها ؟!
هل أصبح حب الأهل وأرضائهم وبرهم وحسن التعامل معهم .. خطأ وجريمة ؟!
هل أصبح التفكير بالتخلص من الوالدين أو أحدهما بطريقة أو بأخرى .. يعد تصرف شرعي وأخلاقي ومبرر ؟!
هل الفرار من الأهل ومقاطعتهم .. يعد الوسيلة المثلى للتنعم بحياة أكثر هدوءا ؟!
( 4 )
من ابجديات العمل المهني خاصة مع هكذا إسقاطات .. أن يتم البحث عن غطاء شرعي لها ! لذلك تم تزويد التحقيق برأي أحد الشيوخ الأفاضل
( حقيقة لا اتذكر أن سمعت به .. ولكن في هذا الجانب هذه مشكلتي وليست مشكلته )
كان جانب القصور في رأي الشيخ الفاضل إنه لم يتناول الموضوع برؤية واسعه تليق بعلمه .. فقد رأي زاوية محددة فقط وتوجه بطرح وجهة نظره حيالها .. وكم كان جميلا لو منح نفسه بعض الوقت للتفكر والتدبر والخروج بوجهة نظر أكثر موضوعيه وشمولية للمشكلة وحلولها بحيث نقف منصفين حيال هذا التحقيق بناء على القاعدة الفقهيه :
( لا ضرر ولا ضرار ) ( 5 )
وختم التحقيق موضوعه بإستشارة أهل الأختصاص .. وهذا أمر طبيعي ومشروع :
حيث تفضلت أحداهن بإقتراح :
أن يتم تحديد الأشخاص المتدخلين سلفا من الأهل ! وأن يتم تحديد مواعيد زيارة الأهل ! وأن يتفق الزوجين على وضع ( سلم للأولويات )
.. كما إنها كانت واضحة جدا في تحذيرها بالقول :
| إقتباس | | | | | | | | | عدم إشعار الأهل أن الابن قد استحوذت عليه الزوجة | | | | | |
على أعتبار أن استحواذ الزوجة على زوجها يعد مقبول بينما أستحواذ الزوج على زوجته يبدو إنه غير مقبول !
وتفضلت الأخرى بتوضيح :
ان الشخصية
( المتعلمة ) وذو
( الشخصية القوية ) تكون رافضه لأنواع التدخل !
وأضافت :
| إقتباس | | | | | | | | | وأخذت حظاً من التعليم بشكل يؤهلها للقيام بتربية أبنائها بشكل يتماشى مع أساليب التربية الحديثة التي تعمل على خلق أجيال متوافقة نفسياً واجتماعياً | | | | | |
وحقيقة ليس غريب وليس بجديد أن نشاهد هكذا آراء وتقييم من المختصين في عالمنا العربي ! حيث أعتدنا منهم إجادة الطرح
( الإنشائي ) بعيدا عن قراءة واقعنا الأجتماعي والميل إلى تجاهل حقيقته ! حيث يتم إستخدام عبارات في غير محلها كنوع يمكن أن أطلق عليه
( محسنات علمية ) يتم وضعها للأسف في غير مكانها الصحيح !
فعندما تتفضل أحداهن بالقول : خلق بيئة متوافقه نفسيا واجتماعيا .. هل تعني بذلك أن بيئتنا الحالية والماضية كانت تفتقد الى التوافق النفسي والأجتماعي ؟! متناسية أن افكارها وطرحها ورؤيتها هي نتاج تلك البيئة التي وصفتها بأنها غير متوافقة !
مشكلة أخواننا وأخواتنا الأختصاصيين عدم قدرة البعض منهم على التمييز والفصل بين الحالات كل وفق ظروفها ومعطياتها .. فعندما يتم قراءة المعطى الثقافي الغربي ورؤيته حول المشكلات التي يعانيها والحلول التي يقترحها .. فعلينا أن نتنبه عندما نلتفت نحو مجتمعاتنا أن هنالك فارق قيمي وأخلاقي وسلوكي بيننا وبينهم