حسن معاذ : الشباب حطمني ... وكاد يكتب نهايتي - لست مرتاحاً نفسياً في الشباب
= الشباب حطمني .. وكاد يكتب نهايتي ... = لم أتعمد إصابة سعد أو غيره، ولكن الميول جعلت الجميع يقتنعون أنني تعمدت ذلك ... = يعجبني كثيرا السويدي ويلي هامسون ... = أنا لست مرتاحا نفسيا مع الشباب، ولولا مساندة زملائي لانتهيت كلاعب كرة ...
الحوار :
حاوره : إبراهيم الموسى
على الرغم من صغر سنه، حيث لم يتجاوز الـ23، إلا أن عصبيته وشطحاته داخل وخارج الميادين الخضراء، زادت على الحد، صديق دائم للبطاقات الملونة، اختير كثيرا للمنتخبات، لكنه لا يستمر، مغرور إلى الدرجة التي يصف بها دفاع فريقه بالهش إذا لم يشارك، كثيرا ما يتهم من قبل زملائه بالتعالي والغرور. حُمل مسؤولية خروج الأخضر من التأهل إلى المونديال في مباراة البحرين الحاسمة، لكنه عاد من دون اكتراث، تعرض لعدة محاولات اعتداء من جمهور النصر بعد أن أصاب سعد الحارثي، لكنه صمد، بماذ يرد مدافع فريق الشباب حسن معاذ عن كل هذه الاتهامات؟ تجدون التفاصيل خلال الحوار التالي الذي أجري معه. على الرغم من أنك مدافع جيد تجيد المساندة الهجومية، وتمتلك قدما قوية، إلا أنك لم تكن الخيار المناسب لعدد من مدربي الأخضر السعودي.. ما تعليقك؟
كثيرا ما يوجه لي هذا السؤال.. أنا أيضا أستغرب من عدم اختياري رغم الصفات الإيجابية التي ذكرتها، وكما تعلم انضممت عدة مرات للمنتخب، ولكن دائما ما يتم استبعادي، وفي النهاية أعتقد انها قناعات مدربين.
وهل عدم استمرارك في المنتخب يرجع لغياب الانضباط التكتيكي في أسلوب لعبك؟
سأكون صريحا معك، فأنا ما زلت صغيرا وعمري لم يتجاوز الـ 23 عاما بعد، والجميع مقتنعون بعطائي ومردودي داخل الملعب، كما أن انضباطي التكتيكي لا يختلف عليه اثنان، وأقدم ما يطلب مني وأكثر، ولكن ربما أنك تقصد عدم الانضباط خارج الملعب، فهذا أكبر عيوبي، وسأحاول تدارك ذلك مستقبلا، فالكرة أصبحت وظيفة ومصدر رزق.
تعرضت بعد مباراة المنتخب السعودي مع البحرين في الرياض في تصفيات كأس العالم الحاسمة، لحملة إعلامية وجماهيرية شرسة، حتى إنك حُملت مسؤولية الخروج.. فكيف تجاوزت هذه المرحلة؟
يجب ألا نعتبر عدم التأهل لنهائيات كأس العالم هو نهاية العالم، فهناك منتخبات عالمية لها تاريخها لم تصل لكأس العالم، وهناك منتخبات على الرغم من عراقتها إلا أنها وصلت عن طريق الملحق، مثل فرنسا والبرتغال، لكنهم لم يجردوا لاعبيهم من الوطنية ولم يجعلوهم كبش فداء، جميع اللاعبين كانوا حريصين على التأهل، ولكن هذه إرادة الله، وما شاء فعل، وأحمد الله كثيرا أنني استطعت تجاوز هذه المرحلة بوقفة الوالدين، والإخوان وأسرتي الصغيرة، وكذلك إدارة نادي الشباب، وعلى رأسها خالد البلطان الذي لن أنسى وقفاته الدائمة معي، كما أشكر كل من وقف معي وساندني حتى ولو بكلمة.
هناك اتهام أنك تتعمد الخشونة والعنف حتى أصبحت صديقا للبطاقات الملونة.. ما تعليقك؟
لا أعتقد أن هذا الاتهام صحيح، فكرة القدم فيها الالتحام والقوة واللعب الرجولي الذي فسرته كخشونة وعنف، وصداقتي للكروت جاءت بضغوط إعلامية حتى اقتنع الحكام بخشونتي.
وبماذا تفسر دخولك العنيف على اللاعب سعد الحارثي في الموسم قبل الماضي، واتهام الجميع لك بتعمد إصابته إصابة بالغة هددتْه بترك الكرة؟
صدقني، لم أتعمد إصابة سعد أو غيره، ولكن الميول جعلت الجميع يقتنعون أنني تعمدت ذلك، وجعلوا من الحدث قضية الساعة، لأن من أصيب هو سعد الحارثي، ولو كان غيره لما أفردتم له المساحات ورميتم التهم، والحقيقة كنت مندفعا للحاق بالكرة، وانزلقت قدماي بسبب أرضية الملعب فاصطدمت بالحارثي وحدثت الإصابة التي كانت قضاء وقدرا، فأنا إنسان قبل كل شيء، لا يمكن أن أتعمد إيذاء أحد، وعالم الكرة مليء بالالتحامات القوية التي ربما تؤدي لإصابات، وربما إلى الوفيات.
ألم تشعر بتأنيب الضمير بعد إصابة الحارثي وابتعاده عن الملاعب لفترة طويلة وهبوط مستواه بعد العودة؟
لا.. فأنا لم أتعمد إصابته، وما حدث كان أمرا مقدرا، وها هو عاد نجما يتلألأ كما كان في السابق، وأنتهز هذه الفرصة وأبارك له هذه العودة، وأتمنى له التوفيق وأعتقد أن الموضوع انتهى.
ما قصة محاولة اعتداء بعض الجماهير عليك بسبب هذا الحادث؟
حقيقة أمر مؤسف أن يصل حال وتفكير بعض الجماهير لهذه الدرجة، ما يدل على اندفاعهم وراء عواطفهم وعدم فهمهم لعالم الكرة، ونصيحتي لهم أن يبحثوا لهم عن مجال آخر غير مجال كرة القدم يملؤون به فراغهم.
هناك من يتهمك بالتعالي على زملائك وعدم تعاملك الجيد معهم.. ما ردك؟
لا صحة لما ذكرته، وبإمكانك سؤالهم والتأكد بنفسك، ولكن أنا بطبعي لا أحب أن يتدخل أحد في خصوصياتي، كما أفعل أنا، فلذا تجدني كثير الجلوس بمفردي وقليل الكلام، الذي ربما كان سببا في اتهامي بالتعالي والغرور.
برأيك لماذا ابتعد فريق الشباب عن المنافسة على لقب بطولة الدوري لأكثر من ثلاثة مواسم؟
صحيح لم نحقق بطولة الدوري، ولكننا نافسنا بقوة للظفر بها، كما استطعنا تحقيق كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال مرتين متتاليتين، ولكن في هذا الموسم تكالبت علينا الظروف من كل حدب وصوب، وتعددت الإصابات، ما كان له الأثر البالغ في ابتعادنا عن تحقيق كل ما كنا نصبو إليه.
وهل تعتقد أن فريق الشباب من الفرق قصيرة النفس؟ بدليل أنه لا يحقق إلا البطولات القصيرة؟
لا أعتقد أن ذلك صحيح، ولكن كما ذكرت، الظروف وحدها هي التي أبعدتنا عن تحقيق البطولات في الموسم الماضي، ولكن سترون الموسم المقبل «شباب غير»، وأعد جميع محبي وعشاق الليث بتحقيق بطولة الدوري المقبل.
برأيك، هل فترة إعداد فريق الشباب كان لها دور سالب في تفشي الإصابات وسط اللاعبين؟
أسباب تفشي الإصابات وسط اللاعبين كثيرة، ومن ضمنها ما ذكرته، ولكن لن أرمي المسؤولية وحدها على فترة الإعداد، فما حدث هو في تقديري كبوة يتحملها الجميع.
هل تشعر بضعف خط الدفاع في حالة غيابك عن المشاركة؟
نعم، هذه حقيقة أرجو ألا تعتبرها غرورا أو تقليلا من شأن زملائي، ولكن الجميع اعتاد وجودي أساسيا في هذا الخط، فقد تغير عدة لاعبين وبقيت ثابتا في التشكيلة.
هل أحدثت عقود اللاعبين شرخا في الشباب؟
لا أعتقد ذلك، صحيح ارتفعت عقودات اللاعبين لدينا وأصبحت مشكلة كبيرة تواجه اللاعب السعودي وتحُد من عطائه، خصوصا عندما يرى المبالغ الكبيرة تذهب إلى لاعبين أجانب ربما أقل عطاء منه، وحقيقة، أعتبر ما يأخذه اللاعب السعودي من مقدمات عقود، قليلة في حقه، ولكن ربما تصبح مشكلة مقدمات العقود سهلة، إذا ما أخذنا في الحسبان أن اللاعب يوقع العقد وهو راض كل الرضا بما فيه، ولكن المشكلة الكبيرة في رأيي هي قلة الرواتب مع تأخرها، ما يوقع اللاعب في مشكلات أسرية لا حصر لها.
ما تقييمك للاعبين الأجانب في الملاعب السعودية، خصوصا في فريق الشباب؟
بالنسبة إلى لاعبي الشباب غير السعوديين، أعتقد أن الإصابات المتلاحقة على الليبي طارق التايب، حدت من عطائه، ولو كان جاهزا لأضاف الكثير للفريق، أما الأنجولي فلافيو قبل إصابته التي ستبعده عن الملاعب فترة طويلة، فأعتقد أن مستوى الفريق بشكل عام لم يساعده على تقديم كل ما لديه، ويحتاج إلى مزيد من الوقت ليتأقلم مع المجموعة، ويظل البرازيلي كماتشو لاعبا كبيرا قدم الكثير، وساهم في تحقيق نتائج الفريق بفعالية، وبصراحة نحن خسرنا اللاعب مارتينيز، فلديه الكثير الذي كان سيقدمه، أما خارج قائمة الشباب، فأعتقد أن جميع أجانب الهلال مميزون وزادوا من قوته، ويعجبني كثيرا السويدي ويلي هامسون.
يتردد في الشارع الرياضي أن هناك مقايضة ستنتقل بموجبها إلى الهلال، مقابل لاعب المحور خالد عزيز.. ما تعليقك؟
يسرني كثيرا أن أكون محل اهتمام ناد كبير مثل الهلال، وأعتقد أن الجميع يتمنون اللعب له، ولكن أنا ما زلت لاعبا شبابيا، وأحترم كثيرا إدارته وجماهيره التي تملك القرار في مثل هذه الأمور.
كثيرا ما تتمنى اللعب لغير الشباب، فهل يعني ذلك عدم استقرارك فيه نفسيا؟
أحمد الله كثيرا لانضمامي إلى فريق الشباب الذي وجدت فرصتي فيه بالكامل، صحيح أنني تدربت قبل ذلك مع الهلال والنصر، ولكن لم يكن لي نصيب معهما، وربما يكون في الأمر خير لي، ولكن وبصراحة شديدة، أنا لست مرتاحا نفسيا مع الشباب، ولولا مساندة زملائي لانتهيت كلاعب كرة.
ما العوامل التي أتعبتك نفسيا في الشباب؟
هي عدة عوامل، وأرجو أن تعذرني لعدم ذكرها.
هل لإبعاد شقيقك حسين دور في ذلك؟
كما قلت، هي عدة عوامل، وبصراحة هذا عامل مؤثر فيها، انعكس سلبا على عطائي ونفسياتي، فكم كنت أتمنى أن يكون شقيقي بجانبي في الشباب، فهو لاعب صغير في السن وكان هدافا للفريق على الرغم من أنه لاعب احتياطي، وهناك لاعبون أساسيون لم يقتربوا من عدد أهدافه التي سجلها، ومع ذلك ما زالوا في كشف الفريق وهو أُبعد.
هل تريد القول: إن إبعاده تم بقرار إداري وليس فنيا؟
حسين من أبناء الشباب، وتدرج في فئاته السنية وحدثت له إصابة وعولج وشفي منها تماما، وها هو الآن عاد للملاعب وأنا أثق في إمكانياته، ولكن صدقني لا أعلم السبب الحقيقي في إبعاده، وأتمنى أن أراه الموسم المقبل لاعبا شبابيا، فهو لا يقل إمكانيات عن أكثر المهاجمين الموجودين.
وهل ما ذكرته يعد نوعا من الضغوط على الإدارة الشبابية لإعادة شقيقك؟
لا، هذا غير صحيح، ويجب تفسير الأمور كما هي من دون تضخيم.
ما تفاصيل المشكلة التي حدثت بينك وبين لاعب الأهلي مالك معاذ؟
لم تكن هناك قصة أو حكاية، ولكن خلال إحدى المباريات ونتيجة للشد العصبي حدثت بيني وبينه مشادة كلامية انتهت في وقتها، وسيظل مالك أخا عزيزا، وهو بمثابة أخي الأكبر، وأنا أقدم اعتذاري الشديد له.
هل من كلمة أخيرة في نهاية هذا اللقاء؟
سأوجه رسالة للجماهير: إن اللاعب بشر معرض للخطأ، وعليهم ألا يحكموا على الإنسان من خلال مظهره الخارجي قبل التعامل معه، كما أن له خصوصية يجب أن تحترم .
| إقتباس | | | | | |