المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 28/10/2002, 11:19 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 18/12/2000
المكان: السعودية
مشاركات: 457
التعريب سلحفاتنا العرجاء

مشعل حسن الشمري * مقال من جريدة الرياض السعودية

تأتي هذه المقالة بمناسبة انعقاد المؤتمر العاشر للتعريب بدمشق في هذا الشهر يوليو - تموز لعام 2002م.
والسلحفاة العرجاء، اقرب وصف يمكن اطلاقه على ما تشهده حركة التعريب في عصرنا هذا من بطء شديد يجعلها غير قادرة على القيام بدورها الثقافي والحضاري، مما مهد لظاهرة استشراء اللغات الأجنبية لدى العرب بالوطن العربي، وجعلها تتنامى بشكل ينذر بالخطر.
وقبل الخوض في هذه المسألة لابد ان نأتي على تعريف التعريب اولا، فالتعريب لفظ مشترك متعدد المعاني، يعرفه معجم لسان العرب بانه مصدر عرّب، وعرّب منطقه أي هذّبه من اللحن، وتعريب الاسم الاعجمي هو أن تتفوه به العرب على منهاجها، وفي المعجم الوسيط التعريب يعني صبغ الكلمة بصبغة عربية عند نقلها بلفظها الاجنبي الى اللغة العربية.
وتعتبر الترجمة أحد معاني التعريب وأحد أقوى وسائله وهو نقل النصوص من اللغات الأجنبية الى اللغة العربية،، وبهذا فإن مصطلح التعريب ينصرف هنا الى معنى الترجمة.
ونستنبط من التعريفات السابقة ان المعنى الاستراتيجي للتعريب هو: ان تكون اللغة العربية لغة العلم والعمل والفكر والادارة والشعور، وهذا ما نحن بصدده.
وقد بدأت حركة التعريب في الوطن العربي في عصر النهضة العربية الحديثة في أوائل القرن التاسع عشر، وقد ساهمت هذه الحركة في اغناء الثقافة العربية بعد زمن طويل من السبات اللغوي والفكري والثقافي، وساهمت اسهامات جبارة في مسيرة التحرر العربي من الاستعمار وآثاره بما في ذلك آثاره اللغوية، وكان لدور مجامع اللغة العربية في بعض الأقطار العربية الدور الفعال في هذه الحركة، كما كان لبعض علماء اللغة والمشتغلين بالترجمة آنذاك من أمثال احمد فارس الشدياق، وبطرس البستاني وغيرهم اسهاماتهم الكبيرة في هذه الحركة.
أما اليوم فان حركة التعريب تعاني من ما يشبه الموت السريري، وهذا ما يدلل عليه الواقع المرير الذي تمر به اللغة العربية اليوم والذي نحاول تلخيصه رغم جسامته بهذه النقاط:
* فعلى المستوى التعليمي فقد أقصيت اللغة العربية عن كثير من حصونها ومعاقلها الرئيسية، وبتنا نسمع بين الفينة والأخرى من يطالب بطرد العربية حتى من المدارس الابتدائية، واحلال اللغة الانجليزية او الفرنسية مكانها، وهذا على مستوى التعليم العام، اما على مستوى التعليم العالي فالدول العربية جميعا ما عدا القطر العربي السوري، تدرس معظم حقول المعرفة اما باللغة الانجليزية او الفرنسية منذ ما يزيد عن الثمانين عاما وحتى اليوم، بل تتشدق بعض الجامعات العربية بانها تدرس مناهجها جميعا باللغات الاجنبية حتى العلوم الانسانية والاجتماعية متجاهلة بذلك حقيقة ان الطالب الذي يتلقى تعليمه بلغته الأم يكون اقدر على التحصيل العلمي، بل حتى أن مواقع هذه الجامعات على الشبكة المعلوماتية (الانترنت) باللغة الانجليزية ولم تكلف نفسها عناء عمل نسخة عربية منه، رغم بساطة هذا العمل.
أما على المستوى الاعلامي، فرائحة التخلف اللغوي تفوح منه، والمصطلحات الأجنبية تجلجل في جنباته، واصبح يلفظ الضاد دالا، والتاء طاءً. القاف الفا، وأصبحت معظم برامجه اما باللهجات المحلية، او باللغات الأجنبية، واقتصر استخدام اللغة الفصحى على برامج الاخبار هذا إن سلمت هذه اللغة من تكسيرها لفظا وقواعد، لقد اصبح الاعلام العربي أداة لتسويق اللغات الأجنبية ونشر ثقافتها بين العرب، وما سبق يعكس مدى ما وصل اليه الاعلام العربي من انحطاط لغوي، ينعكس على جمهوره المتابع.
أما على المستوى الجماهيري، فقد اصبح التحدث باللغات الأجنبية ميزة ومعيارا للثقافة لدى اوساط الشباب العربي، واصبحوا يخلطون لغتهم بالألفاظ الأجنبية ومصطلحاتها للتدليل على أنهم من نخبة المجتمع وصفوته.. واصبح من لا يتقن اللغات الأجنبية وخاصة الانجليزية أو الفرنسية يتحاشى الدخول الى بعض المطاعم أو الفنادق أو المكتبات بالدول العربية نفسها تفاديا للاحراج!! واضحت شوارعنا العربية تزخر باللافتات المكتوبة باللغات الأجنبية!! حتى بعض القرى الفقيرة المعدمة! وبات يردد على مسامعنا من بعض العامة المطالبة باحلال اللهجة المحلية بدل اللغة العربية الفصحى في ما تبقى لها من أماكن في الدول العربية.
أما في مجال الادارة والعمل، فقد اصبحت اللغات الأجنبية حجر عثرة لدى الشبان العرب في تحصيل لقمة عيشهم، واصبح اتقان اللغات الأجنبية مطلبا جوهريا للعمل، بل لب المطالب كلها، حتى وإن هذا العمل يجري في محيط أو جو عربي لا يتطلبان اي اتقان للغات الأجنبية، مما جعل الباب مفتوحا للأجانب ليحلوا محل المواطنين والعرب بالدول العربية، وزاد في تفاقم مشكلة البطالة والتي لا تكاد دولة عربية تخلو منها.
وعلى صعيد الترجمة، تشير احصائيات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، الى أن ما ترجمته او ما عربته الدول العربية في الأعوام القليلة الماضية مجتمعة لا يعادل عشر ما ترجمته تركيا، وما يعادل 50/1مما ترجمته اليابان، ولا يساوي نصف ما ترجمته دولة صغيرة مثل بلجيكا..
بل إن دولا صغيرة تفتقر الى الارث الحضاري في العالم واقل سكانا وأكثر ضعفا من الدول العربية تفوق ترجمتها بكثير ما تترجمه الدول العربية مجتمعة ومثال ذلك فيتنام.
يبين هذا الواقع اللغوي المرير الذي نعيشه على مرأى ومسمع من الحكومات العربية. اننا مقبلون على انسلاخ لغوي محتوم، يتطلب تلافيه تدخلا رسميا من هذه الحكومات، ومن الجهات المعنية، وعلى رأسها الجامعة العربية ومؤسساتها الثقافية، واقصد المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة، ومكتبها لتنسيق التعريب بالرباط.
فهل ستقوم هذه الحكومات ومؤسساتها الثقافية بعمل شيء مما نحن فيه؟ وهل يدرك المجتمعون بدمشق في هذا الشهر مدى خطورة الوضع الذي نعيشه؟
ونحن بانتظار ما سيتمخض عنه المؤتمر العاشر لتنسيق التعريب بدمشق، وهل ستكون قراراته كمثيلاتها السابقة من حيث التطبيق؟ نأمل أن لا يكون ذلك.

اتمنى منكم المشاركة بارئكم حول هذا الموضوع المهم وشكرا
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 04:51 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube