بسم الذي أنزلت من عنده السوَرُ

أمّا بعد.. فيا أيها الطماطمي

سأعلنها عاصفة هوجاء منذ اول الخطى... ولن استكين

وخذها قوية.. كعاصفة مدويّة

حيث لا بأس هنا من الاستعانة بصديقي العزيز ( الاخطل ) :

ألا أبلغ ابا الدلماء عني ... بأن سنان شاعركم قصير

فإن يطعن فليس بذي غناء ... وإن يطعن فطعنته يسير

متى مايلقني ومعي سلاحي ... يخر على القفا وله نخير

وكأني بأبي خيار الطماطمي هو الآخر يستعين بصديقه ( جرير ) :

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً ... فابشر بطول سلامة يا مربع

تباً لك أبا خيار.. ألهذا الحد لاتقيم لي وزناً ؟؟

لنتجاوز تلك المقدمة الصاخبة التي ألهبت الأيدي والكفوف

ودعوني أبحر بكم بمعيّة اخي أبي خيار

واعود بالذاكرة قليلاً الى الوراء... قليلاً جداً الى حد قريب

وتحديداً قبل 17 عاماً ... فقط

كنت حينها في الصف الاول الثانوي

وكانت عقارب الساعة تشير الى السابعة والنصف صباحاً

وذلك حسب التوقيت المحلي لثانوية محمود الغزنوي بمدينة الرياض

وفي تلك اللحظة

كانت حصة الفيزياء الاولى بقيادة الاستاذ مصباح في طريقها الى الزوال

وكنت انا في السيارة مسترخياً.. منتظراً أفول نجم ذلك المصباح

ومنسجماً بكل أحاسيسي مع ( محمد عبدالمطلب ) وهو يترنّم في طربيته الشهيرة :

اسأل مرة عليّا ... قول لي قساوتك ليه ؟؟

حتى امتدت تلك اليد الجبارة الى زجاج السيارة.. قاطعة حبل الوصال

تباً لك مرة اخرى أبا خيار.. دائماً في الموعد لا بارك الله بك

فخرجت من السيارة بصحبة الطماطمي في طريقنا الى بوابة المدرسة

وبعد محاولات جادة مصحوبة بالكثير من الخضوع والخنوع

ابتسم لنا الحظ مع البواب.. ليفتح الباب

ولنلحق بباقي الحصص بكل نشاط وحيوية

.

.

بعد العصر

كان منظر ابو خيار مضحكاً وهو غاضب بسبب ضياع الوقت في شارع الغرابي

حيث كنت ابحث عن تظليلة جيدة تحمي مراتب السيارة من لهيب الشمس

ولكنني بالطبع لم اترك الطماطمي وحيداً يقاسي حرارة الشمس الحارقة

فباشرت عليه بعلبة مثلجة من مشروب السفن أب

لننطلق سويّاً الى الشارع الاصفر في حي الربوة... نروح ونجيء

حتى تأتي دورية الشرطة كهادم اللذات ومفرق الجماعات

فنهرب الى حي العليا لنكمل ( العسّة )

.

.

يحين موعد العشاء

وتبدأ عصافير البطن بالزقزقة والشقشقة

ويبقى ( كودو ) هو الخيار المفضل لأبي خيار

وماذا بعد ؟؟

لم يتبقى سوى اشواط البلوت الساخنة برفقة الاحباب في حي المصيف

وبين مطرقة النقد وسندان التزبيد.. ضاعت علوم ابو خيار الطماطمي

كيف لا وهو الذي حتى الآن لم يضبط ( رصّة ) الـ 400 رغم المحاولات المستميته

وكالعادة... ( كبّوت ) مع سبق الاصرار والترصد .. وفشل جديد

ألا تبّاً لك بالثلاث يا أبا خيار

.

.

كان ذلك في ذاك الوقت

والآن

منذ الثامنة صباحاً وحتى الخامسة والنصف عصراً... في سبيل طلب الرزق الحلال

ومن ثم المسجد مغرباً.. فالخيمة.. فالمسجد عشاءً.. فالخيمة.. فالنوم

ولا شيء آخر سواكم انتم.. وكرة القدم.. والزعيم

أمّا ابو خيار.. فما زال في قائمة المفقودين منذ 11 عاماً

اللهم اجعل خير اعمالنا خواتيمها