عندما أسمع لاعبا أو مدربا يقول إنه لايقرأ صفحات الرياضة‏,‏ لا أملك سوي ان ابتسم‏..‏ وعندما أقرأ ان مدربا طالب لاعبيه بعدم قراءة الصحف تتسع الابتسامة أكثر وأكثر‏!!‏

ذلك أنني كنت هناك‏..‏ في مكان هذا وذاك‏,‏ فعندما كنت لاعبا وعقب أي مباراة‏,‏ كنت أستيقظ مع أول ضوء في الصباح التالي للمباراة‏,‏ لكي أبحث في لهفة عن الصحف الصادرة في ذلك اليوم‏,‏ وراء أي جملة أو سطر أو كلمة حول هذه المباراة ودوري فيها‏..‏ وفي الأيام العادية‏,‏ لم يكن يفوتني إصدار يومي أو أسبوعي إلا ونقبت فيه عن شئ من هذا‏,‏ ونفس الأمر كان يحدث عندما صرت مدربا أو في مقاعد الادارة‏.‏
ويقينا فإن شيئا من هذا لم يتغير اليوم‏,‏ وان كانت المهمة صارت أصعب نسبيا مع التزايد الهائل في كم الإصدارات ومساحة التغطية وعدد النقاد‏,‏ لكن يبقي ان اللاعب أو المدرب لايملك دفعا للرغبة الأكيدة والطاغية في معرفة ماذا يكتب عنه وعن فريقه في الصحف والمجلات‏..‏ ببساطة لأنها رغما عنهم جميعا فإن تلك الكتابات هي التي تشكل صورتهم لدي الرأي العام وفي أعين الجماهير والتي لايملك أحد ترف تجاهلها‏!!‏

وقد قرأت أخيرا ان أحد المدربين طالب لاعبيه بعدم قراءة الصفحات الرياضية ومع تفهمنا الكامل لدوافعه وهي الحرص علي معنويات لاعبيه من بعض صفوف النقد غير الموضوعي‏,‏ إلا اننا نخالفه الرأي بصفة قاطعة‏..‏ ليس طبعا بسبب حرصنا علي توزيع الصحف التي نعمل بها‏,‏ فهؤلاء اللاعبون ليسوا أكثر من قطرة في محيط ملايين القراء‏,‏ لكن لأننا نرفض وضع اللاعبين أو المدربين في حضانة بتشديد الضاد‏,‏ لكي نحميهم من تنفس الهواء الطبيعي بما قد يحمله من بعض التلوث‏,‏ لأن ذلك بطبيعة الحال سوف يفقدهم المناعة المكتسبة من العيش في هذه الأجواء الطبيعية التي تحمل الطيب وغير ذلك من صنوف النقد‏,‏ ومايترتب عليها من صلابة نفسية في مواجهة كل الظروف‏,‏ تفتقدها الأغلبية من اللاعبين‏.‏
وأعود فأذكر ان مثل هذا الأمر لن يطاع من قبل اللاعبين بأي حال‏,‏ وسيبقي الشغف لدي كل لاعب قائما لمعرفة ماذا كتب عنه أو عن فريقه‏,‏ ناهيك عن أن المدرب نفسه لن يطبق مايطلبه من اللاعبين علي نفسه‏!‏ غير أننا ولغرض مناقشة الموضوع سوف نعترض جدلا انه سيتم الالتزام بهذا الطلب‏..‏ فماذا سيحدث؟‏!‏

هناك العديد من الآراء الفنية المحترمة‏,‏ التي يمكن ان يستفيد منها اللاعب والمدرب معا‏,‏ تزدحم بها الصحف والمجلات الرياضية‏,‏ وسوف يحرم فيها هذا وذاك‏..‏ وهناك الكثير من الآراء النقدية التي تتناول سلوكيات اللاعبين والمدربين‏,‏ والتي تعد بمثابة دروس للبقية يعرفون من خلالها كيف تؤدي هذه السلوكيات الي كراهية واستنكار الرأي العام‏,‏ ومن ثم يتجنبون الانزلاق إليها‏..‏ وهناك العديد من الآراء والأخبار والتحليلات التي تضيف إلي الثقافة الرياضية للاعب والمدرب وهذه النقطة‏(‏ الثقافة الرياضية‏)‏ أحد أهم النواقص التي تعيب شخصية اللاعب العربي وربما بعض المدربين أيضا‏!!‏
والكلام في هذا الموضوع كثير‏,‏ ويضيق عنه المقام‏,‏ فأكتفي بما سبق‏,‏ وأقول ان مطلبا من هذا النوع يطلبه المدرب من لاعبيه‏,‏ أمر لانوافق عليه‏,‏ ونعتقد أنه من الأفضل أن نلجأ الي مجرد النصح بأن ينتقي اللاعب أو المدرب المطبوعة‏,‏ أو الكاتب الذي يثق فيها وفيه‏,‏ وهو ما يأتي من خلال الاطلاع علي الكل واختيار الأكثر فائدة‏..‏ وممارسة اللاعب لهذه العملية في حد ذاتها يقوده حتما الي درجة النضج المطلوبة في النهاية‏.‏

ويذكرنا هذا الموقف بما كان يحدث في الماضي في النظم الشمولية ـ قبل سقوطها ـ عندما كان النظام يفرض سياجا حديديا حول الشعب ويمنع عنه كل اتصال بالإعلام الخارجي ومايكتب عنه فيه‏,‏ اكتفاء بصحيفة واحدة وإذاعة واحدة وتليفزيون واحد‏,‏ هي مصدر الأخبار والتعليقات الوحيد والتي تتحدث لغة واحدة‏,‏ وتنقل وجهة نظر واحدة موجهة‏..‏ فهل يريد السيد المدرب أن يكون هو الوريث لهذا النظام الذي هوي وتضورت شعوبه جوعا‏..‏ فلا يسمع اللاعبون سوي صوته ولايرون إلا رؤيته؟‏!‏

منقوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووول

كلام وصلني بالبريد من مجهول المصدر!!
وحبيت أطرحه كقضيه.