|
الرئيس حسنى مبارك والسيدة قرينته وكبار الضيوف الذين حضروا افتتاح مكتبة الإسكندرية |
وسط احتفال مصري وعالمي, افتتح الرئيس حسني مبارك أمس مكتبة الإسكندرية الجديدة بمشاركة حشد من قادة العالم وأكثر من800 شخصية دولية سياسية وفكرية. وفي حدث لم يتكرر منذ قرابة قرنين من الزمان, أزاح الرئيس مبارك مع القادة المشاركين الستار عن اللوحة التذكارية للمكتبة, إيذانا بافتتاحها ليتحقق بذلك حلم تاقت له النفوس, وهو إعادة بناء مكتبة
الإسكندرية لكي تعود إلي العالم ملتقي للحوار والتعارف ومنارة للعلم. وفي كلمة افتتح بها الرئيس الاحتفال بالصرح الثقافي الجديد, أكد الرئيس القيم النبيلة التي يمثلها هذا الحدث التاريخي, وقال إن الجهود المخلصة التي ساندت مشروع إحياء مكتبة الإسكندرية في الموقع نفسه الذي اختفت منه منذ1600 عام, قد انطلقت من إدراك عميق للقيمة العظيمة لمكتبة الإسكندرية القديمة ودورها العالمي, ومن الحاجة إلي إعادة تجسيد تلك القيمة في عالمنا المعاصر, وهي الالتزام بالمستوي الرفيع من البحث العلمي والعمل الثقافي والسعي بإصرار نحو التواصل والتكامل بين الحضارات والثقافات. وأكد الرئيس أن مصر بذلت جهدها لكي تكون المكتبة الجديدة وريثة للمكتبة القديمة في تأكيدها علي مفاهيم التواصل بين الثقافات والتعددية الفكرية وإشعاع العلم والمعرفة. وأشار إلي أن تكامل المكتبة الجديدة من كل الجوانب يجعلها صرحا فريدا من نوعه وقيمته. وأشاد الرئيس بكل الجهود التي ساندت مصر في هذا المشروع الثقافي الرائد إلي أن ظهر للنور, وطالب في الوقت نفسه باستمرار وزيادة الدعم العالمي لهذا الجسر الثقافي الممتد بين شعوب العالم, مؤكدا أن الدور المرتقب للمكتبة لن يتحقق ما لم نعمق من المشاركة الدولية.
وقال الرئيس في كلمته إن إعادة إحياء مكتبة الإسكندرية يجب أن يكون حافزا للعالم نحو تحقيق العدالة والمساواة في إطار المزج بين المصالح الذاتية لكل مجتمع ومصالح المجتمعات الأخري, ويتجنب محاولات الهيمنة علي مقدرات الآخرين. كما شدد الرئيس علي أن الحوار القائم علي التوازن والتكافؤ في الحقوق والالتزامات واحترام آراء الآخرين وقيمهم وثقافاتهم, هو السبيل الوحيد لتسوية أي مشكلة, وأما فرض التسويات غير العادلة فإنه ينقل الكراهية والحقد للأجيال المقبلة
وأوضح الرئيس أن ما يشهده العالم اليوم من نزاعات سياسية متفاقمة, ومن اختلافات حادة في الرؤي الاقتصادية والاجتماعية يغذي مشاعر الإحباط واليأس التي تسيطر علي البعض, ويؤدي إلي التطرف والعنف والدخول في حلقة شريرة مغلقة يعاني الجميع آثارها.
|
بانوراما من الخارج لمكتبة الإسكندرية الجديدة |
ووجه الرئيس بهذه المناسبة التاريخية نداء الإسكندرية إلي العالم أجمع, حيث دعا إلي عالم يسود فيه التفاهم المتبادل والتعايش المشترك ويعم فيه السلام والأمان اللذان يضعان الابتسامة علي وجوه أطفالنا وينشران السعادة ويزرعان الطموح في أجيالنا المقبلة
وأعرب الرئيس عن تقديره لضيوف الإسكندرية من قادة العالم وكبار شخصياته السياسية والفكرية, مشيرا إلي أن المناسبة الكبيرة ستظل علامة مضيئة في تاريخ مدينة الإسكندرية العريقة.
وكان كبار المشاركين في الاحتفال قد بدأوا في الوصول منذ صباح أمس, حيث وصل الرئيس اليوناني قسطنطين استيفانو, والملكة صوفيا ملكة إسبانيا, والرئيس الفرنسي جاك شيراك, والأمير ترك بن عبدالعزيز, والأمير كريم أغاخان
وقد بدأت وقائع الاحتفال بافتتاح مكتبة الإسكندرية الجديدة في السادسة من مساء أمس, حيث استقبل الرئيس والسيدة قرينته300 من كبار ضيوف مصر من القادة وكبار الشخصيات السياسية والفكرية العربية والدولية, والحائزين علي جوائز نوبل من مختلف التخصصات, ثم أزاح الرئيس الستار عن اللوحة التذكارية للمكتبة, واصطحب والسيدة قرينته الضيوف إلي القاعة الرئيسية, حيث تفقد الحاضرون محتوياتها وشاهدوا عرضا فنيا, ثم ألقي خمسة من كبار مفكري العالم كلمات بلغات مختلفة, يمثل كل منهم قارة من قارات العالم, كما ألقي السيد فاروق حسني وزير الثقافة كلمة الأديب العالمي نجيب محفوظ, ثم ألقي الرئيس مبارك كلمته في الاحتفال, وشاهد الحاضرون بعد ذلك عرضا تليفزيونيا مجسما لمكتبة الإسكندرية القديمة ومراحل إنشاء المكتبة الجديدة, كما استمع الحاضرون إلي750 طفلا أنشدوا نشيد المكتبة
--------------
منقول من جريده الأهرام ليوم الخميس 17 اكتوبر 2002 ... العدد 42318
11 من شعبان 1423 ...
وهناك المزيد من الاخبار