... مشهد وعبرة ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ بداية دوامي في هذا المستشفى لم افارق المبنى الذي ادرس فيه ، حتى اخذتني احدى صديقاتي في جولة تعريفيه لبعض مباني المستشفى الذي سنكمل فيه مسيرتنا بحول الله
صعدنا للدور العلوي ، رأيت تلك اللوحة " وحدات الغسيل البرتوني "
مضينا قدما لنرى غرف المرضى ، كانت هناك كراسي للانتظار امام تلك الغرفة الكبيرة
كانت فيها 3 خادمات من الجنسية الاندونيسية يبدو انهن مرافقات للمريضات في الداخل يتبادلن اطراف الحديث ،
بدا لي ان العلاقة وطيدة بينهن فجلسة العلاج التي تاخذ عدة ايام بالاسبوع لساعات طوال كانت كفيلة لتوطيد العلاقة بينهن
مشينا نحو الجانب الاخر ، تلك الغرفة الواسعة فيها 3 من المريضات في عقدهن الخامس او السادس ، لم امتلك من الشجاعه مايدفعني للتقدم اكثر
نظرت لاحداهن ، كانت مغمضة العينين لاادري هي نائمه ام تتألم !
وقفت اتامل ذلك الجهاز الكبير بجانب كل واحده منهن، سبحان من خلق في اجسامنا كليتين حجم كليهما لايساوي ربع حجم هذا الجهاز ومع ذلك كفاءتهما تفوق كفاءته
تأملت هذا المشهد لدقائق ، درست كثيرا عن وظائف الكلية عن امراضها عن الفشل الكلوي لكن لاول مرة ينتابني هذا الشعور
استندت على الجدار لبرهة اخفيت دمعه اردت ان لا يلحظها احد حتى نظرت الي احدى صديقاتي : باين عليك تاثرتي
اكيد ،، الحمدلله عالعافية ..
يلا نمشي
مشهد استمر لدقائق فقط ومع ذلك تفاصيله كاملة لازالت عالقة في ذهني
لا ادري لم يتكبر الانسان ويطغى على ربه وعلى خلقه وقد انعم عليه ؟
لم اصبحت قلوبنا قاسية ؟
نصيحة لمن اراد ان يلين قلبه ، ان يستشعر نعم الله عليه
فعليه بعيادة المرضى فان وقعها في النفس كبير
اللهم اشف مرضى المسلمين واجعل مااصابهم تخفيفا لذنوبهم
اللهم لك الحمد ولك الشكر على كل نعمة انعمت بها علينا
اختكم