هذا الموضوع سينشر غداً الخميس 1/2/2001 بإذن الله في جريدة الرياض ولمحبتي لكم أخصكم به قبل النشر....
*مدخل.. للمتنبي
لولاالمشقة ساد الناس كلهموا
الجود يفقر والإقدام قتال

** إبتسموا .. ألغوا الآن كل الأحزان ..أنسوا مايسمى بالعبوس .. أعيدوا من جديد إفتتاح محطات إنتباهكم .. إبدأو بالتفكير مجدداً .. إستعدوا لإستقبال المتعة .. والأصالة .. والفن ..خلاص .. لقد عاد بخور الكرة السعودية .. عاد أمير الكرة العربية .. عاد الكاسر .. عاد الساحر .. عاد القاهر .. عاد سامي الجابر ......
هلا بحجم هموم البشر وأنفاس البشر .. هلابروعة الربيع ونكهة المطر .. هلا بحجم مجدك .. هلابحجم بطولات الهلال .. هلا بكل لغات العالم ..
الآن فقط ياسامي من حق كل العصافير أن تعاود التغريد ومن حق كل التائهين في زحام الركض الفارغ التوقف للإستمتاع بمكتنزات فنك المبهر وعذوبة أدائك الساحر..
سامي ..... لسنا متناقضين في مشاعرنا ولافي افكارنا ولاحتى في هوية أحلامنا .. ولكننا وأنا أول الركب قد دفعنا رغبتك في الإقدام على الإحتراف بعد أن كسرنا حواجزنا العاطفية وشجعناك لخوض التجربة حباً وياله من حب وكل ذلك إحتراماً لرغبتك بعد أن أغرقت كل محبيك بكرم لم يسبقك اليه أحد وثانياً لتصدر المتعة السعودية الى بلاد كرة القدم .... الى الإنجليز
سامي أنت عبقري ككل العباقرة في شتى أنواع المعرفة حولك تثار كل مايخطر على البال ومالايخطر ولكنك أيضاً ككل العباقرة لم تلتفت ولن تلتفت الى هذه الزوابع .. الفرسان ياسامي لاينظرون الى غبار الحوافر .. والفرسان لاتزعجهم صرخات الرياح .. فهم لايعشقون سوى تحقيق الأهداف .. وبريق السيوف .. وبغض النظر عن ماواجهته .. ياسامي من ظروف قاسية في تجربتك غير المسبوقة .. سواء محلياً أو في برمنجهام الا أنك يجب أن تفخر بما حققته لوطنك أولاً ولجميع اللاعبين السعوديين ثانياً..
لقد كنت جريئاً ومناضلاً حينما تكفلت بفتح الباب الإحترافي العالمي بمثل هذه التجربة .. لقد تحملت كل السهام وكل العواصف السامة حتى نجحت لامن أجلك بل من أجل وطن عظيم ومن أجل الجيل القادم في سلسلة المجد بدءاً من التمياط والدوخي والشلهوب وبقية القادمين من جزيرة العرب بإتجاه عالم الإحتراف....
سامي .... ليس هذا كل شيء فتجربتك الإحترافية حققت أكثر من الفتح الإحترافي .. فهي قد أخبرت العالم أهمية اللاعب السعودي وأهمية سامي الجابر .. فخبر إحترافك كان حديث الإعلام فقد كنت المادة الرئيسية في الصحف والمحطات الفضائية بكل أقطار الدنيا .... خبر إحترافك ياسامي وماتبعه كان سبباً بعد الله في تسويق الكثير من الصحف النائمة وكان مصدر رزق للألاف من العاملين فيها ومصدر رزق للمحطات التجارية التي ساهم خبر نقل مباريات فريقك الإنجليزي في زيادة المشتركين والمعلنين والمتابعين ....
ومكتسبات إحترافك أكثر من ذلك بكثير ولعل أهمها بعد ماتقدم أنك كشفت حال العقول لدينا وكشفت حال الإعلام الرياضي الذي اثبت بتعامله مع إحترافك بانه إعلام حزين لايستطيع التخلص من تأثير الألوان حتى ولوكان المستفيد وطن شامخ....
لقد كشفت ياسامي الأقنعة عن القلوب السوداء والأقلام الخاوية والعقول الفارغة الامن الحقد والمصالح الخاصة ....
لقد تفرغ الكتاب والمستصحفين منذ الإعلان عن التجربة وحتى يومنا هذا بل والى اجل غير مسمى الى البحث عن كل مايؤدي الى فشلك في هذه التجربة رغم سعادتهم العظمى ببعدك لكي لاتزيدهم وجعاً وألماً من خلال زيادة منجزات الهلال ومنجزاتك الشخصية ....لقد قاتلوا ليتحقق فشلك بكل الوسائل وتناسوا بأن كشف رغباتهم أحد مكتسبات هذا الإحتراف (( رغم عدم أهميتهم ))....
الله ياسامي ماذا فعلت بهم .... لقد كشفت عن مهنهم الحقيقية فمنهم من أصبح حلاقاً ومنهم من أصبح خياطاً وطباخاً ومهن لاتخطر على البال ....
سامي يجب أن تدرك قبل مؤتمرك الصحفي بأننا فخورين بك.. وبتجربتك وفخورين بما قدمته لوطنك وفخورين بكل المكتسبات التي إكتسبناها من تجربتك الفريدة ولن ننسى جرأتك وتحملك لتبعات هذه التجربة....
ويجب أن تتذكر جيداً في وقت ينسى فيه ضعفاء العقول وضعفاء الطموح والقاصرين فكرياً والراغبين دوماً في النسيان أن القضية ليست قضية كم لعب سامي وكم سجل هدفاً في المباريات فالقضية كم سجل سامي من أهداف مجملة في هذه التجربة .. فيكفينا من سامي ماتحمله من أجل الوطن وماتعرض له من إصابات كانت على حساب تجربته المحددة والمحدودة .. ويكفينا أن سامي قد قدم للإنجليز درساً عظيماً في حسن إحترام العقيدة الإسلامية بأخلاقه وحرصه على صلواته وعدم إستجابته لطلبات مدربه في الإفطار بشهر رمضان لكي يضمن المشاركة .... ويكفينا من سامي أنه تحمل أعباء العنصرية الأوروبية .. ويكفينا أنه تحمل ظلم كل المحسوبين على الوطن باسم أبناء الوطن .. ويكفينا بأنه قد كشف أقنعة المتباكين على الوطن وعلى سامي....
مكاسب عظيمة يطول شرحها ولاأظني قد أنسى بأن مجمل التجربة لم تتجاوز الخمسة أشهر تخللها شهر مع المنتخب وشهر في الإصابة وإجازة رأس السنة وظلم تدريبي ومع ذلك كسب سامي وخسر الآخرون....
والآن وبعودتك ليس لنا الاأن نغني .. ونتبادل التهاني فعطر فنك وأصالتك مطالب الملاعب الخضراء .. ومطالب الجماهير المتعطشة .... لقد عدت في وقتك فلترم كل مامضى لأن الأندلس الآن بإنتظارك وستعيد حساباتها مجدداً في طريقة الإحتفالات ..
ومن كل الغيورين على أبناء الوطن وسمعة الوطن نقول لك شكراً وألف شكر على كل ماقدمته في هذه التجربة الفريدة ......
أخيراً .. أنا لاأدافع عن سامي لشخصه أو لمحبتي له ولفنه وإن كنت لاأنكرها ولكن ماتقدم هو رؤية وطنية لإنجاز رجل سعودي شهم ضحى فأنجز وليس لحامل قلم مثلي سوى منحه مايستحق ....