كأس العالم الخامسة جرت بين 16/6 و 4/7/1954
شارك في هذه النهائيات 16 منتخبا هي :
الأوروغواي (حامل اللقب) _ سويسرا (الدولة المنظمة) _ ألمانيا الغربية _ المجر _ النمسا _ بلجيكا _ البرازيل _ تشيكوسلوفاكيا _ إنجلترا _ فرنسا _ إيطاليا _ كوريا _ المكسيك _ اسكتلندا _ تركيا _ يوغسلافيا ..
جاءت الأوروغواي حاملة اللقب لتلعب لأول مرة في بطوله على أرض أوروبيه ، والى سويسرا قلب أوروبا والبلد المحايد جاءت ألمانيا الغربية لأول مره بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية التي أشعلها هتلر ، ونالت اسكتلندا شرف المشاركة الأولى في كأس العالم ومعها كوريا الجنوبية وتركيا ، والأخيرة وصلت إلى سويسرا بضربة حظ .. فازت في التصفيات على أسبانيا في استانبول وخسرت منها في مدريد .. وفي المباراة الفاصلة بينهما في أرض محايدة تعادل الفريقان ومنحت القرعة جواز السفر للفريق التركي .. وحالت دون مشاركة أسبانيا رابع دول العالم بالبرازيل 1950 وغابت الأرجنتين لثاني مرة على التوالي والتحاد السوفيتي .
عاد نظام مجموعات الدور الأول وتزعمتها منتخبات الأوروغواي والبرازيل والمجر وإيطاليا .
المنتخب الذهبي وهو لقب منتخب المجر الرهيب كان المحور الوحيد لاهتمام كل الخبراء والمنتخبات المشاركة في البطولة . وأجمعوا على أنه الفائز لا محالة بكأس العالم الخامسة ، وانحصرت الترشيحات حول المنتخب الذي سيصل لمقابلته في المباراة النهائية .
كان المنتخب المجري أفضل منتخب في أوروبا والعالم في القرن العشرين فرض سيادته العالمية تماما في الفترة من 1950 إلى 1954 وفاز في 28 مباراة دولية دون التعرض للخسارة .
وفي مشواره الظافر قهر إنجلترا مرتين 6/3 في ويمبلي وهي أول هزيمة لمنتخب إنجلترا في تاريخه في عقر داره و 7/1 في بودابست ليلحق بالإنجليز أقسى و أثقل هزيمة في تاريخه .
ضم المنتخب المجري مجموعة نادرة من النجوم العمالقة بينهم العظماء السبعة ( بوشكاش ) و ( هيديكوتي ) و ( كوتشيتس ) و ( بوجيك ) و ( تسيبور ) و ( لوران ) وحارس المرمى ( جروشيتش ) . المجريون
بانطلاق البطولة صال وجال لتتزايد حدة رعب المنتخبات المشاركة .. قهروا كوريا 9/0 وألمانيا الغربية 8/3 وسجل ( كوتشيتس ) بمفرده 7 أهداف في المباراتين .. وتعرض النجم ( بوشكاش ) لاصابة عنيفة من المدافع الألماني ( فيرنر ليبريس ) وتخلف عن اللعب مع منتخبه حتى المباراة التالية .
وفي نفس المجموعة الثانية فازت ألمانيا تحت قيادة مدربها ( هربرجر ) على تركيا 7/2 وصعدت مع المجر إلى الدور الثاني .
وفي جنيف كان على البرازيليين تعويض ما فاتهم في نهائي البطولة السابقة ، وباستثناء أثنين من الحرس القديم هما ( بالتازار ) صاحب الرأس الذهبي والكابتن ( بوير ) نجم خط الدفاع جاء المنتخب مجددا بالبارزين ( ديدي ) و ( جولينو ) و ( دجالما سانتوس ) و ( نيلتون سانتوس ) .. سحقوا المكسيك 5/0 بعد فاصل ممتع من الأداء السحري وتعادلوا مع يوغسلافيا 1/1 .. وقالوا إن البرازيل تعادلت مع ( بيرا ) الحارس اليوغسلافي والعارضة والقائمين ، وصعد المنتخبان من المجموعة الأولى إلى الدور الثاني تاركين خلفهما منتخبي فرنسا والمكسيك .
الأوروغواي الحاصلة على كأس العالم مرتين خاضت البطولة بهدف اقتناص الكأس لتحتفظ بها إلى الأبد ..
الأمل كان في خاطر المنتخب الإيطالي الذي يرأس المجموعة الرابعة ومع افتتاح مباريات المجموعة الثالثة اكتفت الأوروغواي بهدفين نظيفين في مرمى المنتخب اليوغسلافي ثم سحقت اسكتلندا بسبعة أهداف نظيفة .. ونال النجوم الجدد ( بورجيز ) و ( أمبروزا ) و ( سنتاماريا ) الإعجاب وفي المجموعة فازت النمسا 1/0 على اسكتلندا وقهرت تشيكوسلوفاكيا 5/0 وتأهلت مع الأوروغواي إلى دور الثمانية .
المجموعة الرابعة كانت شاهدة على سقوط الإمبراطورية الإيطالية الكروية .. ودعت البطولة من الدور الأول بعد خسارتها الفادحة من سويسرا 4/1 .. وصعدت إنجلترا وسويسرا إلى دور الثمانية .. قاد الجناح الأيمن ( ستانلي ماتيوز ) المنتخب الإنجليزي إلى الفوز على سويسرا 2/0 والتعادل مع بلجيكا 4/4 ..
حان موعد ( النهائي المبكر ) .. المجر والبرازيل وجها لوجه في دور الثمانية في العاصمة السويسرية برن .. على غير المتوقع جاء الأداء خاليا من المستوى الرفيع لأفضل منتخبين في العالم في تلك الفترة عامرا بالعنف والخشونة وانعدام الروح الرياضية حتى أطلقوا على اللقاء ( معركة برن ) دانت السيادة في البداية للمنتخب المجري وسجل ( هيديكوتي ) هدفا بعد ثلاث دقائق فقط تبعه ( كوتشيتس ) بهدف آخر ، وصحح ( ديلما سانتوس ) وضع المنتخب البرازيلي بهدف من ضربة جزاء لينتهي الشوط الأول 2/1 لصالح المجر .
أصبح الشوط الثاني مجالا للعنف فقط وطرد الحكم الإنجليزي اللاعب المجري ( بوجيك ) والبرازيلي ( سانتوس ) لاشتباكهما سويا في حلبة ملاكمة .. أضاف ( لانتوس ) هدفا ثالثا للمجر ورد عليه البرازيلي ( جولينهو ) بهدف ثاني لمنتخبه .. وتكفلت العارضة بإنقاذ المنتخب المجري من قذيفة ( ديدي ) .. السيادة في اللقاء أصبحت برازيلية وخطف المجري الفذ ( كوتشيتس ) الهدف الرابع لتنتهي المباراة وتفوز المجر 4/2 .. وشهدت غرف خلع الملابس موقعة حربية أسفرت عن إصابة معظم لاعبي المنتخبين والبدلاء وتدخلت الشرطة السويسرية للحفاظ على حياة اللاعبين .
حققت مباراة النمسا وسويسرا رقما قياسيا في مباريات كأس العالم حيث فازت النمسا 7/5 ..
وأعلن الحظ عن مساندته التامه للمنتخب الألماني في لقائه مع يوغسلافيا .. سيطر المنتخب اليوغسلافي على أحداث اللقاء عبر شوطيه وأحرز قلب دفاعه ( ايفان هورفات ) هدفا في مرماه ثم تعرض حارس المرمى المطاطي للإصابة وسجل المنتخب الألماني هدف التعزيز لتفوز 2/1 .. ومنها إلى المباراة النهائية بعد الفوز الساحق على النمسا 6/1 .. بعد وقت إضافي سجل خلاله المجري الفذ ( كوتشيتس ) هدفين فازت المجر على الأوروغواي 4/2 كانت المباراة لوحة بديعة من الأداء الممتع الراقي للمنتخبين ، ولعب المجر بدون قائده ( بوشكاش ) المصاب .. والأوروغواي بدون المكوك العجوز ( فاريلا ) للإصابة أيضا ..
....................المبــــــــــــــــــــاراة النــهائيــــــــــــــــة .............................
مع أن الكرة مستديرة ، تعطي ظهرها أحيانا لمن يستحق ، إلا أن كل المعايير والمقاييس كانت لا تصدق قبل اللقاء أو بعده فوز ألمانيا على المجر ... وكانت أغرب وأقسى مفاجأة في تاريخ المباريات النهائية لكأس العالم ..
بأسلوب الحرب الخاطفة المعتادة للمنتخب المجري سجل ( بوشكاش ) العائد من الإصابة و ( تسيبور ) هدفين للمنتخب المجري في الدقائق الثمان الأولى .. وأقتنع 60 ألف متفرج الذين تابعوا اللقاء من مدرجات ستاد وانكدورف في العاصمة السويسرية .. بما في صدورهم وعقولهم .. أن المباراة من جانب واحد ..
وإذا بالألمان انتفضوا من ذهولهم وأحرزوا هدفين مباغتين سريعين .. أحرز ( مورلون ) الهدف الأول في الدقيقة العاشرة ومع ارتباك المجريين أضاف الألماني ( ران ) هدف التعادل في الدقيقة الثامنة عشرة لينتهي الشوط الأول بالتعادل 2/2 ومع الاعصار الهجومي المتواصل للمجر في الشوط الثاني وهدف المجر الذي أحرزه ( بوشكاش ) وألغاه الحكم الانجليزي ( لينج ) طبقا لراية مساعده الويلزي ( جرينيث ) .. ووضع الألماني ( ران ) حدا مفاجئا انهارت معه الامبراطورية المجرية الكروية وأستغل الخطأ الوحيد في المباراة للحارس المجري ( جروشيتس ) وسجل هدف الفوز لألمانيا قبل النهاية وعاد الموكب المجري الحزين في قطار كهربائي مغلق الى وطنه ..
وأنخرطت المجر في دوامة الأحزان ... وأستقبلت ألمانيا لاعبيها ومديرهم ( سيب هربرجر) استقبال الفاتحين .. وتعالت الشقيقين الألمانيين ( فريتز ) و ( أوتمار فالتر ) لكونهما أول شقيقين في التاريخ يلعبان سويا في نهائي كأس العالم ويفوزان بالميداليات الذهبية ...

هداف البطولة : كوشيتس ( المجر ) 11 هدفا .