12/10/2002, 12:13 AM
|
كاتب رياضي | | تاريخ التسجيل: 16/04/2001
مشاركات: 11
| |
التحكيم يحتضر !! جاء سقوط مستوى التحكيم في اولى مسابقات الموسم الكروي الجديد - كأس الأمير فيصل تحت 23سنة - طبيعياً ومتوقعاً لأنه لم يطرأ أي جديد على واقع صناعة الحكم الناجح فبقي الخلل كامناً في مقوماته الثلاثة (الإدارة.. الإعداد.. المواهب) ومع تكرار فداحة أخطاء الحكام يتراجع مستوى كرتنا ويندر ظهور المواهب ويزداد ضحايا القرارات التحكيمية الجائرة من الأندية واللاعبين!!
في هذه الاسبوع جمعتني إحدى المناسبات بحكم دولي سابق تشهد له ملاعبنا بالنجاح وعرف بالقرارات الشجاعة وبعد اعتزاله تحول إلى مراقب ومحاضر مرموق لحكام كرة القدم وكان يفترض أن يشغل حالياً موقع الخبير الكندي (دينو) لبراعته التحكيمية وتميزه بقوة الشخصية في الملاعب فضلاً عن خبرته العريضة في ميدان التحكيم.
تجاذبت معه الحديث عن أكبر قضية تشغل بال الأوساط الرياضية عاماً بعد آخر.. قضية "الانحدار في مستوى التحكيم السعودي" ولم أفاجأ بمبادرة الرجل الى تقديم عصارة خبرته العريضة في تشخيص الداء والدواء سيما وانه يعد اكثر الاحكام كفاءة في قيادة مباراة عملاقي الكرة السعودية (الهلال والنصر) على مدى عقدين من الزمان.. تحدث عن واقعنا التحكيمي وتناول اسباب ضعف مستوى حكام اليوم لكنه فضلَّ عدم الاشارة الى اسمه لاعتبارات معينة في الوقت الراهن.. وإليكم بعضاً مما قاله دون تعليق فما ذكره كان حقيقة وواقعاً يقدم نفسه بجلاء للمتابعين والجمهور دون الحاجة إلي تعليق:
"سقوط التحكيم كان نتيجة طبيعية طالما أن السواد الأعظم من حكام اليوم لم يزالوا كرة القدم كلاعبين سابقين ولا يملكون مقومات وشخصية الحكم (المقنع) في الملعب ومرد ذلك أن تأسيس الحكم لا يتم وفق منهج علمي صحيح ويعاني من وجهة نظري الشخصية من ضعف في البنية الإدارية والفكر القانوني.
ان البون شاسع بين الحكم اللاعب والحكم الذي لم يمارس كرة القدم، فالأول يعيش في الملعب حالة اللاعب النفسية ويعرف كيف يفرق بين اسقاطه بخطأ الخصم أو المخادعة؟ بجانب أن كثير منهم لا يستطيع تطبيق العقوبة على الأخطاء العشرة ولا يفرق بين التزحلق بقدم او قدمين.. وبين الاعثار والشنكلة والكعبلة إضافة إلى قتل قيمة الكارت الأصفر وسوء استعماله نتيجة عدم فهم الحكم للأخطاء العشرة لأنه لم يمارس اللعبة.. وبالتالي لا يفرق بين الخطأ والصح!!
حكم الأمس عندما يخطئ زميله في مباراة سيابقة كان يسعى جاهداً لتغطية اخطاء زميله في المباريات التالية لتبقى سمعة التحكيم في صحة جيدة.. لا ان تتراكم خبرات الفشل التحكيمي من مباراة الى أخرى كما نرى في الوقت الحاضر حيث نلاحظ ان الاخطاء تتكرر نظرا لغياب العقوبة الرادعة وعدم وجود محاكمة فنية للحكم المخطئ.. بل الطامة الكبرى ملاحظتنا انه يكفأ باعطائه مباراة مهمة ليس بينها وبين المباراة التي اخفق فيها غير سويعات معدودة!
إن التحكيم يحتضر الآن ومقولة ان الحكم بشر معرض للخطأ لا غبار عليها.. لكن ايضا الإداري والمسؤول بالنادي بشر ينفق من جيبه المال الكثير فما هو ذنبه حينما يخسر في آخر مباراة ؛كل جهوده بسبب خطأ حكم.. أليس المشجعون والإداريون بشراً أيضاً؟!
إذاً المطلوب من الحكم أن يركز جيداً ويستعد ذهنياً وفكرياً ولياقياً لكي يتلافى الأخطاء من خلال قربه من الكرة ومتابعته المباراة بكل دقائقها وثوانيها حتى يكون فعلاً (بشراً) وعندما يرتكب في هذه الحالة خطأ يقع فيه كل الحكام فإنه لا يؤخذ.. أما ان يبتعد عن الكرة واللاعبين ويقال انه بشر فهذا خطأ جسيم!؟
*********************************
تجحف لائحة الحكام كثيراً بحق العاملين في ميدانها من الناحية المادية فمثلاً عندما يعتزل اللاعب (سامي الجابر) أو (صالح الداود) أو (أحمد جميل) ويقرأ ما بين سطور اللوائح فيجد ان مكافأة الحكم تبدأ بـ (100) ريال وتنتهي عند (430) ريال أجزم أنه لن يجد في هذه اللائحة أي مغريات مادية تجذبه للالتحاق بسلك التحكيم خاصة إذا عرف ان المعلق ينال (600) ريال عن كل مباراة ومساعد المدرب يقبض (10) آلاف ريال شهرياً وكذا مدير الفريق فأيهم سيجذبه بعد الاعتزال؟!
إذاً التحكيم يأتيه الشخص غير المرغوب فيه رياضياً أما اللاعبون المعتزلون فيطرقون أبواباً أخرى غير التحكيم..
وأنا هنا أدعو المسؤولين برعاية الشباب إلى غربلة هذه اللائحة وتوفير حوافز ومكافآت مجزية تغري النجوم المعتزلين للتوجه إلى ميدان التحكيم فهل من المعقول ان يأتيك لاعب محترف كان يقبض شهرياً قبل اعتزاله (20) ألف ريال ليقبل العمل في مجال تبدأ مكافأته بـ (100) ريال فقط؟!
أيضاً عندما يكلف حكم من الرياض بإدارة مباراة في الأحساء ويتعرض في الطريق لكارثة مرورية تؤدي بحياته وهو موظف في دائرة حكومية غير رعاية الشباب.. كيف يتم التعامل مع مهمته؟! هل هو بنظام الموظفين (الوفاة أثناء تأدية العمل) أو بنظام لائحة رعاية الشباب!؟
ثم لا تنسى ان معاناة الحكم قد تمتد إلى جوانب اجتماعية أخرى كأن يتأذى أبناء الحكم في المدرسة من خلال ترديد ما يقرأه أقرانهم في الصحف من تصريحات مسيئة بحق والدهم!
وثمة أسباب أخرى لتدني مستوى التحكيم السعودي ومنها ضعف مستوى المراقبين.. فهل يعقل ان تضع "محمد الحركان" مراقباً على الحكم العالمي "عبدالرحمن الزيد" أو "ناصر الحمدان" ومن في مستواهما.. هل ينتظر هذان الحكمان نصيحة أو توجيهاً فنياً من مراقب كهذا؟ لذلك أرى ان ضعف التوجيه لدى المراقبين ساهم في هبوط مستوى الحكام والواعدين بوجه خاص ويبقى في رأيي (محمد الفودة، محمد الشريف، عبدالرحمن الزيد) هم أفضل المراقبين وأتمنى ان يكون الحكام في مستوى الحكم السابق (محمد فودة) والحالي (عبدالرحمن الزيد) اللذين يملكان أسلوباً جيداً في إدارة المباراة وكذا الحكم (عبدالعزيز الدخيل) الذي حورب بطريقة مقززة للنفس!!
وتبعاً لذلك أرى ان التحكيم في المملكة يسير حالياً في نفق مظلم وإذا لم يتدارك الأمر وتصحح أوضاعه فسوف تحدث نكسة تحكيمية وسقوط رياضي يؤدي بنا إلى الاستعانة بالحكم غير السعودي وهذا ما لا نتمناه!!
خالفت خبيرنا التحكيمي في رأيه هذا وقلت له لو طبقنا التجربة القطرية واستعنا بالحكم الإيطالي العالمي (كولينا) لإدارة نهائي كأس الدوري الأخير لخرجنا بختام موسم كروي ناجح ولما خسرنا حكماً شجاعاً مثل الأستاذ (ظافر أبو زندة)؟!
وجاءت إجابته: "أنا كحكم وطني ليس لديّ استعداد ان أذهب للتحكيم في عرعر وساجر وعفيف وأحرم في النهاية من الاشتراك في المباريات التي تبرزني.. أنا أنتظر بفارغ الصبر الفرصة فإذا كانت المباريات الكبرى تسند لحكام أجانب فماذا بقي لي من فرصة؟!
إجمالاً أنا لا أتضايق من الحكم عندما يخطئ لكن ان يقع في هذا الخطأ كثير من الحكام ويتكرر الخطأ من نفس الحكم عدة مرات فهذه هي الكارثة نتيجة سوء في محاسبة الحكام فنياً.. والسؤال من يحاسبهم؟!
إن أكثر الفرق تضرراً من أخطاء التحكيم في أولى بطولات الموسم الجديد "كأس الأمير فيصل" كان "الهلال" الذي عانى كثيراً من ويلات الحكام في كثير من المباريات كان آخرها أمام النصر وأبرزها في رأيي مباراته ضد الاتفاق (2/2) في الدور الثاني حين ظلم لاعبه (وليد العمودي) بالبطاقة الحمراء والصحيح أنه لا يستحق الطرد بل له ضربة جزاء واضحة حاله كحال لاعب الاتفاق (اليامي) الذي طرد ظلماً في مباراة فريقه أمام الاتحاد بالموسم الماضي حين أسقطه مدافع الاتحاد بضربة عنيفة في ساقه أغمي عليه على أثرها وعندما استعاد (اليامي) وعيه توقع ان الحكم منح فريقه بنالتي وطرد المدافع الاتحادي.. إلاّ ان الحكم فاجأ (اليامي) ببطاقة حمراء لأن بحوزته بطاقة صفراء اعتقاداً منه أنه كان يمثل!!
أما أبرز خطأ ارتكبه الحكم "النفيسة" في مباراة الهلال والنصر الأخيرة فكان اختيار (النفيسة) لإدارة هذه المباراة!!
وكل من يفهم قانون كرة القدم يعي هذه الحقيقة فالنفيسة وبشهادة الحكم العالمي (جمال الغندور) أخطأ بعدم احتساب ضربة جزاء صحيحة للهلال حين سحب لاعبه (الشلهوب) من يده داخل المنطقة وأخطأ كذلك بعدم احتساب خطأ لصالح المهاجم (الخراشي) المنفرد وطرد المدافع النصراوي الذي أعاقه ناهيك عن تهاونه في التصدي للألعاب الخشنة التي ذهب ضحيتها اثنين من لاعبي الهلال بإصابات بالغة وضعت قدم (الشلهوب) في الجبس وأصابت الآخر (سلطان الناصر) بقطع في الرباط أنهى علاقته بالكرة وناديه الذي سمعت أنه سيسقطه من كشوفاته بسبب هذه الإصابة البالغة.
وهكذا عكس الحكم (النفيسة) النظرية التحكيمية التي تقول ان الحكم وضع ليكون مسؤولاً عن حماية اللاعبين من الأذى.. لا شاهداً على نهايتهم في الملاعب!!؟ |