ـ يتردد أن الشرارة اشتعلت قبل السفر للأدوار النهائية لكأس آسيا، ففي الاجتماع الذي رأسه الأمير طلال بن منصور، طلب المجتمعون من منصور البلوي ترك ملف البطولة، ومن بعدها انفلتت الأمور؟
شخصياً لا أعلم بهذا الأمر.

ـ لو رجعنا لتصريحات منصور البلوي لوجدنا أنه كان يرغب في تولي هذا الملف لخبرته.. فلماذا طولب بتركه؟
ربما هناك أمور لا نعرفها ويراها كبار الاتحاد تؤثر سلباً في توليه الملف، وأتذكر أن أبو ثامر حينها كان يردد (أنا أبو البطولات الآسيوية) و(هذا تخصصي) ولا أحد ينكر مجهوده الكبير لتحقيق المنجز الآسيوي لكن لكل إنسان إيجابياته وسلبياته، ولكل زمن رجاله.

ـ وتردد كذلك أن شخصية اتحادية طلبت من حامد البلوي تقديم استقالته؟
أيضاً لا علم لي بهذا الأمر، وحامد اجتهد وقدم عملا جيدا ولو كانت هناك أخطاء ارتكبها فلديه إدارة كانت تشرف عليه وهي من تحاسبه.

ـ إذاً لماذا استقال؟
ما أعرفه أن بعض اللاعبين كانوا مختلفين معه حول الأسلوب الذي يدير به الفريق، فاتجهوا لأحد أعضاء الشرف واشتكوا له، وحينما علم حامد قدم استقالته فوراً.

أياد تعبث بالفريق
ـ إلام تعيد خسارة الفريق ثلاث بطولات، والسقوط المدوي أمام المنافس البطولي الهلال بخماسية نظيفة؟
هناك عدة عوامل تسببت في هذه الخسارة وما تلتها من تداعيات تكشف ذلك، ويتحمل اللاعبون الجزء الأكبر من الهزيمة، لأن اللاعب هو الذي يملك تحديد المستوى الفني للفريق، فمنذ أن ينزل لأرض الملعب يبقى ما يقدمه كفرد وما يقدمه الفريق كمجموعة هو ما يحدد النتيجة بنسبة (80 %)، ولاعبو الاتحاد لم يقدموا ولو جزءا من المأمول منهم، مع أنهم لاعبون محترفون لهم خبرة طويلة في الملاعب.

ـ كأنك تلقي باللوم على اللاعبين وحدهم، ماذا عن المدرب والإدارة؟
المدرب قدم ما عليه والإدارة وفرت المطلوب، فما الذي اختلف بين ليلة وضحاها؟
اللاعب المحترف موظف مثله مثل أي موظف آخر في أي قطاع عليه واجبات وله حقوق، والكل يعلم أنه لو بقي للاعب ريال واحد لأشعل الدنيا عليه، لذلك فمن حق الإدارة محاسبتهم على تراجع مستواهم، وتحميلهم المسؤولية، لكن (الطبطبة) ومجاملــة اللاعبـــــين تعطي نتائج سلبية كما شاهدناها.

ـ قلت بأن اللاعبين هم من يتحمل خسائر الفريق.. ماذا قصدت؟
منذ نهائي كأس آسيا والحماس والروح الاتحادية غائبة وفي اعتقادي يجب التنبه لهذه النقطة، ومن أجل الاتحاد أقول بملء فمي: (هناك أيادٍ تعبث بالفريق) وتعمل على عرقلة مسيرته بطرق ملتوية وكان همها ألا يفوز ببطولة آسيا حتى لا يحسب المجد للإدارة الحالية، وهذا هو الهدف الأساسي فهل من المعقول أن الفريق نفسه الذي سحق ناجويا الياباني يسقط بسهولة في النهائي أمام بوهانج الكوري ثم سقوط متوالي أمام الهلال وأخيراً نجران، فهل يعقل أن ناديا ميزانيته تساوي قيمة التعاقد مع لاعب اتحادي يحرج ويخرج الفريق بسهولة من بطولة كأس ولي العهد؟! وهذا ليس انتقاصا من نجران، بل أنا من أشد المعجبين به مستوى وأداء فنيا سلسا ومواهب رائعة وإدارة مميزة، وقائد فريق هو الحسن اليامي متميز بالمهارة ومحافظة على نجوميته، لكن ما قصدته أن الفريق لا يقارن بما يصرف على لاعبي العميد.
والفريق لم يعد يؤدي كما كان، صحيح أن كبر سن (6 أو 7) لاعبين له دور لكن الأداء والروح غائبة، أين بوشروان وما يقدمه أمام ريال مدريد؟ وأين الشرميطي وإبداعاته مع منتخب تونس؟
وأقول لإخواني اللاعبين (نحن أحببناكم وأنتم تلبسون زي الاتحاد وتؤدون ولم نكن ننظر لإدارة أو شخص بعينه، ونريدكم كذلك تلعبون للشعار لا للأشخاص).
وأتذكر الانضباطية في أحد المعسكرات كيف أنهم لم ينتظروا قائد الفريق ولاعبه الأول محمد نور حينما تأخر فهذا من شأنه بث الانضباط وهو شرط أساسي في تعاقد أي نادي مع محترفيه.

ـ هذا يعني أن إدارة البلوي وأبو عمارة أحسنت ضبط اللاعبين فانعكس ذلك على مستوياتهم وروحهم؟
كما قلت اللاعبون هم سر نجاح أي فريق بالدرجة الأولى ومن ثم العناصر الأخرى، ولا شك أن انضباط اللاعبين له دور أساسي ومهم في ثبات مستواهم، لكن بصراحة بعض اللاعبين يلعبون بمزاجهم وليس هذا حكراً على إدارة بعينها أو مدير كرة بل إذا كان هناك توجه عام لتشديد تطبيق الاحتراف والكل يتعامل معه بمصلحة النادي قبل مصلحة أي شخص آخر، لكن أن تكون هناك جهة (تكبر) رأس اللاعبين فهذا سيشكل خطرا على النادي.
نعم كان هناك حماس وروح من لاعبي الاتحاد في عهد الإدارتين السابقتين لكن هذا لا يمنع أن ضياع (25) بطولة تعني أن هناك خللا قد حدث من اللاعبين ولعلنا نذكر رباعية الكرامة والإفريقي وغيرها كان سببها اللاعبين أنفسهم.
فكل الإدارات السابقة كانت من (دلع اللاعبين) باستثناء إدارة أحمد مسعود (11) بطولة تجعل الاتحاد عملاقا بشخصيته وتعامله الصحيح مع اللاعبين.

ـ وماذا على إدارة المرزوقي أن تفعل؟
المرزوقي أكاديمي خلوق وخبير بالتنظيم الإداري، وتسلم الرئاسة بناء على انتخابات اكتسحها بأغلبية ساحقة، لكنه لم يعط الفرصة كاملة، ولم يكمل حتى دورة واحدة ومع ذلك لقي هجوماً لا هوادة فيه من الإعلام الموجه، وحينما وجد الجو غير الصحي في النادي بادر بتقديم استقالته، لكن الأمير سلطان بن فهد رفضها وجدد ثقته فيه، وهو قرار حكيم فلو ابتعد المرزوقي فسوف يدخل الاتحاد في حالة من الفراغ الإداري لا يحمد عقباها.

ـ لكن المرزوقي صرح بأنه سوف يستقيل مع إدارته نهاية الموسم؟
الرجل وجد نفسه في خضم مشاكل لا دخل له بها والبعض حمله تبعات أخطاء إدارات سابقة وأضحى بين ليلة وضحاها كبش فداء، فمثلاً عقود بعض اللاعبين التي لم تدفع كالبخاري ما ذنبه فيها؟! لذا فقد صرح بأنه سيترك النادي وأرجأ استقالته حتى انتهاء الموسم والهجوم لم يكن على خلفية أخطاء كبيرة في العمل بل كان شخصياً بحتاً، فعندما قال بأنه أخطأ في قرار بسيط ضخم الأمر وتم تناوله بصورة غير صحيحة، ثم كيلت له التهم جزافاً وبألفاظ لا يمكن أن تقال لشخص بمكانة الدكتور خالد المرزوقي، وكما قلت الخطأ بسيط والعلاج وضع، لكن حسبنا الله ونعم الوكيل على من (يهول) البسيط وهو من قبل كان (يهون) الخطأ الكبير.

ـ هل تؤيد بقاء المزوقي في الرئاسة؟
سأردد ما قاله الدكتور مدني رحيمي (المرزوقي شنت عليه حرب داحس والغبراء وحورب من كل جهة)، فقد نذر البعض أنفسهم لنسف أي عمل تقوم به الإدارة ووضع العراقيل أمامها ونقل أمور غير واقعية عنها، ويقولون أن مصلحة العميد همهم الأول وهم غير صادقين في قرارة أنفسهم، وهذا ليس دفاعا عن إدارة المرزوقي، بل هدفي المطالبة بأن نمنحه الفرصة ثم نحكم عليه، فطالما أن الإنسان يجتهد ويعمل يبقى أمر التوفيق بيد الله وحده.

ـ في اعتقادك لم هذا التصرف تجاه المرزوقي؟
لنفترض حسن النية، بالنسبة لكثير من الأقلام الاتحادية من (غيرتها) على ناديها أصبحوا يتكلمون عن عمل الإدارة عقب كل خسارة، وهم لا يعملون أنه لا دخل لها وواجبها قامت به كاملاً، وتناسوا أن هناك عوامل للنجاح يجب أن تتوفر جميعاً ليكتمل العمل، وقد تكون موجودة مع إدارة وتغيب بعضها في وقت آخر، المهم أن تكون هناك إستراتيجية واضحة لبنــــاء فريق يخدم النادي سنوات عدة ويحافظ على مكتسباته، وهذا ما فعله المرزوقي لكن هناك عوامل أخرى لم تتوفر له بقصد أو بغير قصد فلم تكتمل منظومة النجاح.

سقوط دون هجوم
ـ صرح الدكتور المرزوقي أن هناك إدارة أهدرت (25) بطولة ولم تهاجم كما هوجمت إدارته في أربعة أشهر فقط.. من يقصد بهذه الإدارة؟
الأمر واضح لكل من يعرف العميد إدارة الاتحاد السابقة التي رأسها جمال أبو عمارة والإدارة التي سبقتها برئاسة منصور البلوي هم من أهدروا (25) بطولة ولم يتعرضوا للهجوم، صحيح أن هناك خمس بطولات تحققت لكنها تساوي (20 %) من مجموع البطولات أما خسارة بطولة أو بطولتين فإنها تقيم الدنيا ولا تقعدها فهذا ترصد واضح لكل ذي عقل.

ـ هل تقصد أن الهجوم على المرزوقي شخصي لا يهدف لمصلحة الاتحاد؟
نعم الهجوم شخصي من أشخاص محسوبين على إعلام الاتحاد، سلوا أقلامهم لمهاجمة شخص تسلم قيادة الاتحاد بكل شجاعة، ولو كان هدف هؤلاء مصلحة العميد أين الحلول التي قدموها؟! وهل هذا هو الدعم المعنوي والوقوف مع النادي الذي يعنونه.

ـ وما الحل في نظرك؟
الحل أن نزيل من عقول البعض الشعار الذي يطبقونه (أنا ومن بعدي الطوفان) ليحل محله (الكل يتغير والكيان باقٍ).

وضح ما تقصده؟
يعني البطولات لن تتوقف برحيل شخص مهما كان عمله وحجمه وحصرها في شخصية واحدة ضرب من (التعصب الممقوت) ومن يقصده يرون أن بقاء (الأسطورة) أمر حتمي لبقائهم وسوف يجابهون أي شخص يحل مكان الأسطورة بالرد العنيف!
والاتحاد كيان عمره (84) عاماً مر عليه رموز كبار ورؤساء حققوا له البطولات والشعبية التي يتمتع بها الآن وبنوا تاريخه ولم يحصل أن يتشبث بالكرسي أحدهم وردد عبارة (أنا ومن بعدي الطوفان).

ـ كأنك تحصر الهجوم على المرزوقي في فئة محددة من الصحفيين؟
نعم الكل يعرف من هم، ولكن الغالبية من عقلاء الصحفيين والكتّاب يعون تماماً ويعرفون خبايا الأمور، ابتعدوا عن هذا المنزلق الذي سار فيه البعض طواعية وسيأتي الوقت الذي ينكشف فيه هؤلاء، وتلفظهم جماهير الاتحاد حتى التي خدعت بهم الآن، فالمشكلة أن كتابات هؤلاء تجد من يستمع لها من الجمهور ويصدقها، وأنا لن أحدد الأسماء بل سأتكلم بوجه عام حتى في الإنترنت وصل الأمر للتحريض، وقد شاهدنا كيف تدخل رجال الأمن لإبعاد الجماهير الغاضبة عن بوابة ناديها، فمن هيج هذه الجماهير؟!

ـ إذاً أين تكمن مشكلة تراجع مستوى الفريق؟
بمنظار العقل والتحليل الفني الفريق يحتاج لتجديد دماء، ففي الفريق ستة أو سبعة لاعبين تجاوزوا الثلاثين بأعوام، ولابد من دعمهم بشباب نشطين.

ـ هل تعتقد أن المرزوقي قادر على السير بسفينة الاتحاد لشاطئ الأمان؟
نعم قادر، له أن يجد الدعم المادي والمعنوي والتكاتف من جميع جماهير وإعلاميي الاتحاد، فالإعلام أصبح داء أكثر منه دواء لعلاج العلل، لأن تعدد وسائله وارتقاء البعض لها لمهاجمة الآخرين أمر لا يمكن السكوت عنه فخلال أيام تعد على أصابع اليد الواحدة، نوقشت مسألة الاتحاد في ثلاث قنوات فضائية مختلفة.

لا مساومة
ـ كيف تقيم موقف أعضاء شرف الاتحاد الكبار من هذا الوضع؟
الغالبية يقفون مع الإدارة لأنهم يعرفون كيف يفرقون بين الحق والباطل، فالعضو عبدالمحسن آل الشيخ وقف بصدق مع هذه الإدارة ودعم بالملايين، لأن الوضع الذي وجد فيه النادي كان يتطلب سيولة كبيرة والعضو الداعم قدم من جيبه الخاص الملايين دون أن يطلب منه أحد ذلك وبدون بهرجة إعلامية، وفي الحقيقة نقف عاجزين عن شكره بما يستحقه، وبقية الأعضاء كانت لهم مساهمات فعالة لا تنسى، وهؤلاء لا يساومون في حب ناديهم ولم نجد من يفعل أو يساند هجوم الإعلاميين على الإدارة.

ـ هل أنت مع بقاء أم استقالة حمد الصنيع؟
حمد إنسان ممتاز وعملي، لكنني وبنصيحة المحب أتمنى أن يقدم استقالته ما دامت الجماهير والإعلام وصلت لمرحلة الاحتقان ضده، فليقدم استقالته وسيرى الناس بعد ذلك أنه كان على حق.
ولا أرى أن هناك ما يستوجب أن يهاجم حمد الصنيع وفراس التركي بهذا الشكل، نعم هناك بعض الأخطاء وقد ارتكبت من قبل وإصلاحها ممكن بالنقاش والحوار البناء والنقد الهادف، لكن اختلاق الأمور من بعض الصحفيين تسبب في أزمة الاتحاد، وأتساءل ألم يكن الصنيع أفضل إداري في عهد البلوي لعدة سنوات في نظرهم، والآن انعكس الوضع؟!

اتهام باطل
ـ هناك من اتهمك في عهد إدارة منصور البلوي بأنك تحتفل حينما يخسر الفريق أية بطولة.. ما تعليقك على هذا الاتهام؟
أولاً مهما كان رئيس نادي الاتحاد فأنا أعشق النادي، أنا لا أنتمي لأشخاص بل لكيان.. وبالعكس كنت أتألم بشدة وأكون في حالة سيئة حينما يخسر الفريق وأبحث عن أقرب فترة لأنام وأنسى حزني، فهل يعقل أن أتمنى خسارة فريقي الذي عشقته منذ الصغر من أجل شخص ما؟! هذا اتهام باطل روج له البعض لإبعادي عن النادي وتشويه صورتي أمام الجماهير لأنني أقول الحقيقة كما هي دون مواربة.

ـ قلت في أحد تصاريحك أن هناك ثلاثة لاعبين هم السبب في نكسة الاتحاد؟
أنا لا أتهم جزافاً لكنني أطالب بالمحاسبة، أي لاعب ينزل مستواه يجب أن يخصم من راتبه، فمثلاً بوشروان والشرميطي استلموا حقوقهم كاملة، وأتمنى أن نقارن مستوى اللاعبين الذين خاضوا المواجهة أمام ريال مدريد بالمستوى الذي نشاهده منهم الآن، وسوف يقفز في ذهنك سؤال مهم.. أين هذا المستوى، لماذا لم يحاسبوا؟!

ـ هل هناك خلاف بينك وبين الأمير خالد بن فهد؟
بالعكس، أكن له كل احترام وأقدره كثيراً وهو كذلك يبادلني الشعور ونتبادل الاتصال وهو في الولايات المتح
دة، وما بيننا من ود أكبر من أي إشاعة.

ـ تربطك علاقة مشابهة بالأمير طلال بن منصور، كيف تصفها؟
الأمير طلال بن منصور رجل رائع بكل ما تعنيه الكلمة، وأحد رموزنا الكبار ضحى بوقته وماله وصحته من أجل العميد في أحلك ظروف النادي، ويستحق منا كل الحب والتقدير وأتمنى له كل سعادة وخير، وجماهير النادي تعتبره رمزاً يستحق التكريم وسيظل في قلوبنا دائما، وحبي وتقديري له عائد لأصالة معدنه وطيب أصله وعلاقته الأخوية بالجميع، وكذلك لعشقه الكبير للاتحاد.

ـ لماذا ابتعد إبراهيم أفندي عن النادي؟
الأفندي وصل لمرحلة من العمر يحتاج فيها لأن يبتعد عن الوسط الرياضي بما فيه هذه الأيام من (قيل وقال) وأمور تقلب الحقيقة رأساً على عقب، ولم يعد للرجل الرغبة في أن يخوض معارك مع آخرين لأنه إنسان يستطيع أن يفرق بين الصح والخطأ وله آراء صائبة استفدنا منها كثيراً.