هي أفكار عامة من وحي الخاطر جمعتها ولملمتها عل الله أن يصلح بها ومنها ..
ميزان البشر : الناس لا يُقّسمون إلى أخيار و أشرار , بل إلى إنسان خيّر نصفه شر , وإنسانٌ شرير نصفه خير !
ولا يُقسّمون إلى سعيد وشقي ؛ لأن الزمن يمر بسرعة وللدهر تقلباته وقد تجلب للأول دموع الحزن , وللثاني ابتسامة البهجة ..
ولا يُقسّمون إلى غني وفقير دآئماً ؛ لأننا عندما نقيّم ثروة الرجل ينبغي أن نقيم كذلك حالة ضميره , وصحتة , وسعادته و ومدى اعتباره لإنسانية الخلق في تعاملاته معهم ..
الناس صنفان : أحدهما : أولائك الذين يرفعون الأعباء
ثانيهما : الذين يرتكزون على من يحملون الأعباء ..
سؤالي هو : هل تحاول أن تخفّف حمل الذين يرفعون الأعباء ؟ أم أنت ممن يعتمد على غيره ليرفع عبئه من الهموم و المتاعب ؟ .. اخترت : - اخترت أن أفعل الخير , وأتحمل الألم دون شكوى وأن أسعى نحو ما يشرفني , وألا أركض وراء المكاسب إذا كانت ستتسبّب في خسارة الآخرين وآلامهم , وأن أقدّم كل يومٍ عملاً أو رأياً يخفّفان من شقاء البؤساء و المهمومين ..
- اخترت أن أغض الطرف عن هفوات من هم في محيطي , وألا أنتظر تصفيقاً واعترافاً لا أستحقّه , وألا أستبق الحوادث , وألا أركض وراء قضية أو أدافع عنها حتى أتاكد من صلاحية مبادئها , وأن أعرف واجباتي قبل حقوقي وأسعى دوماً لإنجازها ..
الحب و الكراهية :
شاهدت رجالاً يكبلون إخوانهم في السلاسل , وتجّاراً يخطفون اللقمة من أفواه الفقراء و المحتاجين، وأقارب بغوا وظلموا أقاربهم , وسلبوهم حقوقهم وأموالهم , وأرباب عملٍ يظلمون ويطلبون من عمالهم مالا يطيقون وهم في المقابل لا يعطونهم ما يستحقون , ورأيت وجوهاً جمّد الموت ملامحها .. فحزنت وبكيت , وقلت لنفسي : - العالم كله كراهية - ! ..
وشاهدت أمهات يحضن أطفالهن بلطف و حنان.. وشبابٌ يمسكون بأيدي شيوخٍ قوّس الدهر ظهورهم , و أطفالاً يمرحون ويضحكون حول المدفأة في بيوت عمتها البهجة , وسمعت الزوجان يهمسان لبعضهما بعبارات الوفاء و الحب والتضحية .. ففرحت و ابتسمت وقلت لنفسي : - العالم كله محبة و ابتهاج - ! ..
كن شجاعاً :
لا تترك متاعب الماضي و آلامه وهمومه تثقل كاهلك بل افتح صدرك إلى أملٍ جديد , وشد عزمك نحو بداية شجاعة , لا تسمح للفشل أن يحطّم أحلامك ..
الأسواق تضيق و تتّسع و العملات ترتفع و تنخفض , والناس منهمكون في غمرة التنافس و التباهي و التسابق دآئماً لكسب المزيد ..
إذن ماذا يفعل الضعفاء ؟ و الأشيقاء ؟ والجوعى ؟ والمعذبون في الأرض ؟ و المرضى ؟ و المظلمون ؟!
الجواب : في أن ننسى النفس الأمارة بالسوء و جشعها , ولنفكّر بعقلية الوفرة لا بعقلية الندرة فالكون خلق لنا جميعاً وهو يتسع لنا جميعاً ..
فلنتجاوز حدودنا الضيقة ولنحس و لنشعر بالآخرين عسى أن يكون للحياة معنى آخر ..
الشروق و الغرب :
لو كانت حياتنا كلها سماء صافية تحت نور الشمس , لاتكدر زرقتها سحابة , ولو كانت دروب حياتنا جميعها ممهدة مفروشة بالأزهار و الورود , ولو كانت السعادة تغمر أيامنا وليالينا ..
ألا نشتاق إلى لحظات الشروق و الغروب ؟!
ألا نفقد لحظات الضباب و الغموض ؟!
ألا نشتاق إلى بعض الغيوم و العواصف ؛ لنعرف حجم النعم التي أغدقها الله علينا ولنتذوق حلاوتها فعلاً أو على الاقل لنكسر رتابة الهدوء و السرور المتوآصل ؟!
لو اختفت جميع الأمراض و البلايا ومات الحزن تُرى لمن نوجّه عطفنا ؟
ولمن نُقدم خدماتنا ؟
ولو اختفى الحزن و الألم ونال كل شخص رغباته وغمرتنا السعادة جميعاً , لمات الصبر واختفى الأمل..
وفُقدت لذّة المواساة و أصبحت الأرض بدون مشاعر , باردة قاتمة كأنها في غفلة مسحورة ..!!
ولو اختفت المصائب و الأحزان كيف يميّز الله تعالى المؤمن الصابر المحتسب ؟! بل كيف يتسابق المؤمنون إلى الدعاء و الإلحاح إلى الله إذا كانت رغباتهم كلها مجابة ولا يكدّر خاطرهم و حياتهم شيئاً ؟!
وكيف يحصل تكفير السيئات , ورفعة الدرجات ؟!
إذن الأحزان و المصائب و الأمراض و الرزايا و البلايا هي في الأصل نعمةٌ من نعم الله على المؤمن إذا نضرنا إليها من جانب آخر فهي تفتح الأمل , والرجاء , وحسن الظن بالله تعالى وتدعو إلى التفكير و السعي لمستقبل أفضل و أجمل .. والله خير الحاكمين ..
* كل ما ورد أعلاه هي آراءٌ شخصية قد أكون مخطئاً كما قد أكون مصيباً
فخذوا الصواب و اتركوا الخطأ , والله يعفو ويغفر 
..عبدالعزيز..
.
.