بين الحين والآخر يوافينا أحد جماهير الهلال بمواقف يندى لها الجبين من قبل ، أفراد أمن الملاعب ، من أبناء جلدتنا السعوديين ، لا أجد تفسير منطقي لأفعالهم الغريبة ، فمرة يمنع دخول السجادة للجلوس عليها ، ومرة يمنع دخول الشالات الملونة ، ومرة يمنع دخول الصحف ، ومرة يمنع دخول أعلام بعض الدول ، ومرة يمنع بعض اللافتات المكتوبة ، ومرة ومرة ومرة

سوف أدخل في الموضوع مباشرة ، وما حصل لنا من مواقف خلال حضورنا مبارة الهلال والسد الاخيرة بالدوحة .

بعد وصولنا للمنفذ البري بين السعودية وقطر ، رأينا مشاهد ، أقل ما يقال عنها مقرفة ، المنفذ أشبهه باحد منافذ الدول المتخلفة ، كدول أفريقيا ، المنفذ قديم ، وغير منظم ، ومتسخ ... ، الزحام ليس المشكلة الوحيدة ، ولكن التعامل مع الزحام هو المشكلة ، ليس الحديث هنا عن الحلول ولكن رسالة نوجهها لوزارة الداخلية ، منفذ يربط دولة خليجية مجاورة ، وهو المنفذ الوحيد ، وبهذا الوضع ، نضع ألف علامة أستفهام كبيرة .

دخلنا الحدود القطرية ، جاءنا المنفذ القطري ، والله يا أخوان ، ما رأيته من الموظفين ، والمبنى ، والإجراءات ، وكل شيء ، رائع بامتياز .

وصلنا الملعب ، قبل المباراة بساعة تقريبا ، ركنا السيارة بالمواقف الفسيحة ، والمنظمة ، مشينا حوالي ( 50) متر ، وصلنا لبوابة الملعب ، مبنى الملعب من الخارج يوحي بأن الأمور عال العال ، كان الدخول مجانا ، ولكن يلزم كل مشجع استلام التذكرة المجانية ، لحصر عدد الحضور وعدم حصول تداحم أو زحام بالمدرجات ، بالمناسبة قبل نهاية المباراة اعلن المذيع الداخلي بعدد الحضور بالدقة ، وهذا ما نراه في ملاعب كأس العالم ، وبطولات الدول الأوروبية ، المهم دخلنا بوابة الدخول ، وكأننا داخلين أحد فنادق الخمسة نجوم ، الأرضيات رخام يلمع ، الوجوه المستقبلة لك بشوشة ، الخدمات في الملعب نظيفة ، من دورات مياه ، ومصلى ، وسلالم ، ومدرجات ، حتى المقعد المخصص للمشجع ، يتوفر فيه تكييف ، وكرسي نظيف جدا ، وموضع لوضع المشروب من ماء أو عصير . المنظمين ومسؤولي الأمن داخل المدرجات ، يلبسون زي موحد ، كل واحد منهم له دور محدد ، التوجيهات التي تصدر منهم ، تلقى على مسامعك بأدب وبلباقة .

كل هذا وأكثر ، لماذا لا نجد مثل هذا ، القطريين متعلمين ، ونحن كذلك ، دولتهم غنية ، ونحن كذلك وأكثر ، يحبون النظام ، ونحن كذلك ، كرتهم راقية ، ونحن كذلك ، يسعون للتطوير وتنظيم البطولات العالمية ، ونحن كذلك .

التعديلات التي حصلت في ملاعبنا مؤخرا ، لم تكن لتحدث لولا تدخل الأتحاد الآسيوي ، ولجانه المراقبة ، منشآتنا مخصصة ومعده للتنظيم الجيد ، ولكن القائمون عليها ، جاءت بهم الباصات العسكرية ، وأدخلتهم الملعب ، ولا يعرف معنى التنظيم إلا بالاسم .

يا عالم ، تنظيم الملاعب ، له ناسه ، وله منظميه ، في المملكة نأتي بشرطة الشغب لتنظيم الدخول والخروج ، منظمي الملاعب في قطر وفي غيرها يعرفون كرة القدم ، وربما مارسوها ، أما منظمينا فلا يعرف أو يفرق بين ضربة ركنية وضربة شمس ، الكل عنده ضرب في ضرب

شاهدت قبل أيام مقطع فيديو لدورات المياة في ملعب جدة ، كأن هذه الحمامات ، حمامات سكن عمال ، الباب يغلق بواسطة لوح خشبي شبيه بالباب يحمل بأكملة باليد ويُسد به مدخل الحمام

على فكرة ذهابنا ليس لتشجيع الفريق فقط ، ولكن لرؤية الملاعب القطرية ، والقاء نظره من قريب على دولة تسعى لتنظيم المونديال بعد القادم ، فتحية لشباب قطر ، ولدولة قطر ، ولحكومة قطر ، ولا يهون سمو الشيخ جوعان سلمه الله .