المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 12/03/2010, 12:36 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/10/2008
المكان: فى قلب الهلال
مشاركات: 3,349
لمن أضرب عن الزواج لابد أن تكون واحد من أثنين؟

المقدمة
الحمد الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدي بهدية واستن بسنته إلى يوم الدين إما بعد :
هذا مبحث لطيف أعددته خصيصا هديه الى الاخوة والاخوت المقبلين على الزواجة وغيرهم كهدية ثمينةوذلك لشح المصارد التي توثق بموضوعية هذا الامر وقد كتبته بلغة سهلة وسلسة وفي الوقت ذاته فهو ليس اطروحة اكاديمية مملة كتبت للباحثين واهل الاختصاص وانما هو كتاب لعامة المسلمين الراغبين في التعرف على هذه الحياة الزوجية المثيرة للجدل والاهتمام في آن واحد واحب ان اهمس في اذن الجميع الى ان أساس الأسرة زوجان متحابان متفاهمان وهذا يجعل الجو الأسري سعيدا ومترابطا ومتآلفا لان العلاقة بين الزوجين علاقة روحية وعلاقة صداقة وصحبة وإذا ظلت العلاقة بين الزوجين في حدود المتع ا لجسدية فان الحياة بينهما حياة باهته وسطحية وذات طابع مصلحي ولكل منهما رغباته ولكن الطريقة الصحيحة لكل منهما مساعدة الأخر على قضاء هذه الحاجات لان الحياة الزوجية تقوم على تبادل المصالح والتضحية والعطاء وليس الآخذ فقط وان قيام الأسرة على قاعدة احترام الرجل للمرأة واحترام المرأة للرجل وتقدير بعضهما لبعض وهذا الاحترام يشمل احترام أفكاره ووجهة نظره التي لا تخالف الشرع
وأيضا الحياة الزوجية تقوم على التسامح وهي التنازل عن شيء من حظوظ النفس وأحيانا التنازل عن شيء من الحقوق وغض الطرف عن بعض الأخطاء التي يقع فيها احدهما والهدف من التسامح حتى يكون جو الأسرة صافي ويبقى متماسك والتسامح نوع من الشهامة وكرم النفس
ومن عنده ايمان وخلق فهو يدفعه الى معرفة قيمة الزواج واهميته اما من كان غرضه قضاء الوطر فسوف يردد ما يقوله كثير من الشباب ( العزوبة افضل من الزواج)لانه لايريد تحمل تكاليف الزواج وموؤنته ويريد ان يكون مطلق الحرية لانه يستطيع قضاء حاجته باي طريقة كانت وارتباطه بزوجة يضيق عليه ومن هنا قال عمر لرجل امتنع عن الزواج ( اما انك عاجزا او فاجرا ) لان الغريزة في النفس من أقوى الغرائز وأعنفها وتلح على صاحبها على إيجاد مجالا لها فيحصل القلق والاضطراب والتطلع للحرام فيبحث عن تصريفها اما في الحلال او في الحرام فكان الزواج هو الطريق المشروع والوحيد الذي يغني عن الحرام فمن تزوج فقد اكتمل دينه فليتق الله في النصف الاخر فالزواج ليس فقط من اجل قضاء الوطر بل يترتب عليه مصالح عظيمة منها كمال الدين وحصول الراحة والسكن والانس بين الزوجين والطمانينة والحصول على الذرية الطيبه التي بها بقاء البشر وتكون عمرا ثانيا للانسان ( وجعل لكم من ازواجكم بينن وحفدة ) وهم ذكر حسن بعد موتك وتحمل اسمك وترث مالك وتكون لك عونا على نوائب الدهر وتدعولك بعد موتك وقد يفتح الله لك باب رزق بسببهم فلا تستهين بالزواج واعظم ما فيه السكن وهو ياتي مع العشرة الطويلة فمن عرف قيمة هذه الفضائل هان عليه ما يلقى ولهذا رغب الشارع في الابقاء على الزوجية
و عليه فالزواج الذي يقوم على المحبة والاحترام والتضحية والتسامح والتواصل والرحمة بين الزوجين يضفي على حياتهما نوعا من السعادة فليس هناك اقرب إلى الزوجة من زوجها كما انه ليس هناك اقرب إلى الزوج من زوجته وما أجمل قول الله( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) فالعلاقة بين الزوجين عميقة جدا وتحتاج إلى رعاية دائمة حتى يسكن احدهما الى الاخر واذا لم تحصل هناك مودة فليكن هناك على اقل تقدير رحمة لكن اذا انتشرت روح الانانية وحب الذات وحل النزاع بطريقة كسر العظم فسدت الحياة ووجود المشكلات امر طبيعي حتى مع الاصحاب مادامت الحياة اكبر خصائصها الابتلاء ومن التزم بالأخلاق الاسلاميةالرفيعه من الصبر والعفو وكظم الغيظ والحلم وتأدب بأداب الاسلام وكان عادلا منصفا في اقواله وافعاله صلحت الحياة نحن في هذه الحياة نعاني من ازمة اخلاق فكل من انحطت اخلاقه فغير مستغرب منه الظلم وفساد الاخلاق ( اللهم اهدنا لحسن الاخلاق لايهدي لأحسنها الا انت واصرف عنا سيئها لايصرف عنا سيئها الا انت )فليحرص كلا من الزوجين على حياتهما فكما قيل الحياة فرص والفرصة لاتطرق بابك مرتين وقد ارشد رسول الله بالاعتدال في حلتي الحب والبغض( احبب حبيك هونا ما عسى ان يكون بغيضك يوما ما وابغض بغيضك هونا ما عسى ان يكون حبيبك يوما ما)رواه الترمذي كتبه عبد الرحمن اليحي التركي

اسعد امرأة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين وبعد
الزواج نعمة من نعم الله على الإنسان يحصن بها فرجه ويغض بها بصره ويحصل على الذرية الطيبة ويكثر به سواد الأمة ويربط أفراد المجتمع فتحصل الألفة والتقارب بين الأسر يقول الله (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا ) وهو أية من آيات الله يقول الله( ومن آياته إن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) فالزواج أية عظيمة من آيات الله وسكن لكل منهما فالمرأة تضطرب حياتها بدون زوج فإذا تزوجت سكنت والرجل تضطرب حياته بدون زوجة فإذا تزوج سكن إليها
ذكر الإمام البغوي في تفسير عند قوله ( اسكن أنت وزجك الجنة) قال إن آدم لم يكن له في الجنة من يجانسه فنام نومة فخلق الله زوجته حواء من قصيراء شقه الأيسر وسميت حواء لأنها خلقت من حي خلقها الله من غير إن يحس به ادم ولا وجد ألما ولو وجد ألما لما عطف رجل على امرأة قط فلما هب من نومه رآها جالسة عند رأسه كأحسن ما خلق الله فقال لها من أنت فقالت زوجتك خلقني الله لتسكن إلي واسكن إليك
وجعل الله بينهما مودة ورحمة ومنها الذرية الطيبة
والزواج أيضا يكسر سورة النفس لان الغريزة من أقوى الغرائز وأعنفها وتلح على صاحبها على إيجاد مجالا لها فيحصل القلق والاضطراب والتطلع للحرام فإذا تزوج الإنسان سكنت نفسه وهدأ بدنه وكف عن التطلع للحرام
وإذا تصورنا بان الله جعل الزواج سكن للزوجين وجعل بينهما مودة ورحمة فلماذا نجد الخلافات والمشاكل ولماذا يكثر الطلاق خصوصا في هذه الأزمنة المتأخرة
بعد التأمل والاطلاع على المشاكل الزوجية حصرنا أسباب الخلافات الزوجية في تسعة أسباب ومن تصور هذه الأسباب فانه يستطيع معالجة الخلافات الزوجية وقد يكون سبب الخلافات أول سبب وقد يكون الثاني وقد يكون الرابع وقد تجتمع أكثرها
وقبل ذكر هذه الأسباب كيف يتعامل الناس مع زوجاتهم
فمنهم من هو فظا غليظا يهينها ويسبها ويشتمها حتى عاشت معه في شقاء وجحيم
ومنهم من سلم القوامة بيد المرأة من أول ليلة فيكون هينا سهلا فالقول قولها إن رضيت رضي وان سخطت سخط ثم يريد بعدها استعادة الأمر فلا يستطيع وهذا البيت ليس فيه لا رجل ولا امرأة
ومنهم من هو متزن في قوله وفي فعله ومعاشر لأهله بالمعروف وهذا يجعل حياة المرأة في استقرار ( وعاشروهن بالمعروف ) كان رسول الله يسابق عائشة ويتحمل ما يكون منها من الغيرة لكنة لا يقبل المعصية في الدين ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) والخيرية تكون في حسن التعامل والممازحة والانبساط مع الأهل والكلمة الطيبة فيوازن بين أمور الدين والدنيا أما من كان فظا غليظا فلا يعطيها حقها ويهينها فتعيش في شقاء معه أو سهلا هينا حتى تجاهل وقوع المرأة في المخالفات الشرعية من اجل إن يقال عنه رجل طيب وأخلاقه حسنة لكنه يضيعها ويهلكها قال الحسن زوجوا التقي فانه إن أحبها أكرمها وان كرهها لم يظلمها
فيا ترى ما هي الأسباب التسعة
1) سوء الاختيار من قبل الخاطب فقد يبحث عن الجمال أو المال أو الشرف ولا يلتفت إلى أمر الدين ففي الحديث ( تنكح المراة على احدى خصال لجمالها ومالها وخلقها ودينها فعليك بذات الدين والخلق تربت يمينك ) رواه احمد باسناد صحيح وابن حبان ( تنكح المرأة لأربع لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) متفق عليه وحديث (تزوجوا الودود الولود فاني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة )رواه احمد عن انس ومعناه الحث على اختيار الزوجة الصالحة دون النظر للاعتبارا الاخرى مع خلو الدين ( لاتزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن ان يرديهن ولاتزوجوهن لأموالهن فعسى اموالهن ان تطغيهن ولكن تزوجوهن على الدين ) رواه ابن ماجة فحث نبينا عليه الصلاة والسلام على أهمية ثلاث خصال مهمة في المرأة الدين والخلق والإنجاب وان الدين يغطي ما فيها من العيوب بخلاف المال والجمال بدون دين فهو يجر للفساد وكل نقص يمكن التغاضي عنه غير الدين فبعض النساء قد لا تكون جميلة لكنها مبروكة الولد ميمونة وبعضهم تكون جميلة لكنها غير مبروكة الولد فمن اخذ بوصية رسول الله ربح ومن تركها خسر وأنا اعرف رجلا فاسدا لا يصلي كانت امرأته صالحة وأنجبت له ستة أبناء كلهم حفظة للقران فاختيار الزوجة مهم جدا فكم من زوجة دخلت على زوجها فكانت سببا في صلاحه وصلته لأرحامه وبره لوالديه وكم من امراة كانت سببا في فساد زوجها فكان يصلي فترك الصلاة وكان بارا بوالديه فعقهما وكان واصلا لرحمه فقطعها
وبعض النساء فيها حب للذات وعندها انانية مفرطة وتغرق زوجها في الديون ولا تبالي به وتحب ان تكرم اهلها ويزورونها ولكنها في المقابل ما تتحمل اهله ولا وتحبهم ولا تريدهم ان يزورونها فهي تحب تلبية رغباتها فقط وهذه الزوجه لاتصلح وتسبب له عناء قد يستمر معه طوال العمر خلاصة الامر إن من أخذ بوصية النبي صلى الله عليه وسلم ربح لان الاختيار الذي يبنى على الجمال او المال او المنصب سرعان ما يتلاشى فقد يرسم الشاب في ذهنه صورة وردية ورائعة للحياة التي سيحياها مع زوجته وبعد الزواج تدخل الافكار في حيز التطبيق ويظهر للشاب انه يحب العديد من الاشياء التي لاتحبها زوجته ويكره العديد من الاشيئا التي تحبها زوجته ويظهر له حجم تكاليف قيادة الاسرة وخدمتها مما لم يتوقعه فيكون الواقع مغايرا للصورة التي رسمها في ذهنة للحياة الزوجية ولا يبقى الا الاساس الذي بني عليه وما احسن قول المجرب ( كنا نشتهي الاشيئا فلا نجدها فلما وجدناها فقدنا الشهية ) فكم من رجل او امراة تمنى الزواج فلما حصلا عليه قد يفترقان بعد شهر الا من اسس بنيانه علة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو (الدين والخلق)
2) ومنها سوء اختيار الزوج من جانب الولي أو المرأة حينما تصر على شخص معين فمنع المراة من الزواج بكفئها او تدخل قصار النظر من النساء بحجج فاسدة كأن يقولوا هذا كبير سن هذا فقير هذا متدين متشدد الى غير ذلك وما آفته عندهم الا انه لا يوافق مزاج هؤلاء ففي الحديث( إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته وفي رواية خلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) رواه الترمذي وحسنه وهذا يدل على ان من كان فاسد الدين والخلق لايجوز تزويجه وفيه حث على اهمية اختيار الزوج وكثير من الاباء لايعير هذا الجانب اهتماما فلا يختار الرجل الذي ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم فاهم شيء في الزوج ثلاث خصال دين وأمانة وخلق وكثير من الناس لا يبحثون عن دين ولا الأمانة ولا خلق المهم رجل يخطب صالح أو غير صالح ويلتمس الأعذار بل قد يبحث عن المنصب أو المال أو المكانة دون إن يلتفت لوصية نبينا فجاءت النتيجة فتنة في أرض وفساد كبير وفي منع المراة من كفئها ثلاث جنايات الاولى جناية الولي بمعصية الله ورسوله وجناية على المراة حيث فوت عليها الزواج الذي هو عين مصلحتها وجناية على الخاطب من منعه من حق اعطاه الشارع فكم سمعنا من تقول انها بليت بزوج لايصلي واخرى تقول ان زوجها يشرب الخمر ويتعاطى المخدرات واخرى تقول ان زوجها منعها من الحجاب واخرى تقول ان زوجها لايبيت عندها يسهر مع الفسقة والسبب وليها وهو المسئول عن فسادها وفساد ذريتها
تنبيه هام
وكم من امرأة لهثت وراء شاب جميل فتزوجت به كأجمل ما يكون فتزوجت بأجمل الناس منظرا وأسوأهم مخبرا فلما تزوجت به ظنت إنها قد حازت المستقبل فأعطته من كلماتها وودها ثم ذهب وطلقها ونغص حياتها وقد نصحها والديها منه فأبت ليس هناك احد انصح من الوالدين وأشفق على البنت وأكثر شفقة وإذا لم تبر المرأة الوالدين في اختيار الزوج ففي أي شيء البر النساء خدعن خاصة في هذا الزمان بالسيل الجارف من الفتن والغزو الفكري كانت البنت لا ترفع رأسها مع أبيها ولا تتكلم بحضور مواليها فإذا قال أبوها أو أخوها زوجتك فلانا ورضي أبوها أحبت ذلك الرجل ولما دخلت على الأمة الدواخل وخدع النساء وتعلمت المرأة كيف تتمرد على أبيها نعم المرأة لها الحق في النظر للرجل من جهة الرغبة من عدمها والأولياء لهم الحق في القبول والرفض لأنهم يتضررون بدخول الغريب عليهم وهم لا يريدونه لكن الذي افسد النساء قصص الحائرة والمعذبة لقائلة أبي دمر حياتي والله انه ما دمرت البيوت إلا بالمعاصي
كانت المرأة تتزوج الرجل الكبير فلا تتكلم وترضى ويضع الله لها البركة مالا يخطر لها على بال وتجد عنده من الإكرام مالا تجده عند الصغير بل كم من امرأة تزوجت شابا جميلا عذبها الله به
لقد نزعت البركة من كثير من البنات لأنهن لا يستشرن الوالدين ولا يفكرن في آبائهن ولا إخوانهن لان المستقبل المزعوم والقصص الخيالية والأوهام الزائفة التي تدعي بان المرأة كالرجل سواء بسواء فأف لهم ولما يدعون وزوجات الحب غالبا فاشلة فمن تمرد على الله وظن انه يعيش حياة السعادة فسيعيش حياة الشقاء الذي لا شقاء بعده إن انصح الناس للمرأة أبويها إلا ما ندر وإذا كان لها ملاحظات تبديها لأبويها فالبر عاقبته خير وبركة والعقوق عاقبته شر وبلاء
3) النظرة الشرعية والناس فيها بين إفراط وتفريط فمنهم من لا يراها إلا ليلة الزفاف ومنهم بمجرد ما تفاتحه بالخطبة يدخل بنته على الخاطب وقد يتركها تذهب معه ومنهم من يخدع الخاطب بامرأة أخرى أو تبالغ بعض النساء في المساحيق حتى يراها على غير حقيقتها والتساهل في الأمور يؤدي إلى نتائج وخيمة وقد تساهل الكثير من الرجال والنساء في استخدام الجوال فكان سببا في انفصال الكثير منهم لأنهم يبدون كل أسرارهم ساعة الود حتى أطلعته علىأسرار بيتها ووصيتي لكل رجل أو امرأة إلا يخبر احد بأسراره الخاصة به ولا يعطيها إياه مهما كان ثقة فيه تحت أي ظرف أو أي مبرر إلا عند الضرورة القصوى التي يترتب عليها مفسدة عظيمة وكم تساهل كثير من الناس في إفشاء أسرارهم ساعة الانبساط فلما حصلت الخلافات بينهم كانت سببا في الضغط عليهم حتى أبكت بعضهم
4) عدم معرفة الرجل بطبيعة المرأة التي جبلها الله عليه فهناك اختلاف في التركيب الحسي والنفسي والعقلي بين المرأة والرجل وهي أنها خلقت من ضلع اعوج مع نقص في العقل والدين وهذا النقص كمال لتباين الوظائف والأدوار في الحياة ففي الحديث ( ما رأيت من ناقصات عقل ولا دين اغلب لذي لب منكن) عن ابن عمر رواه أبو داود وحديث(استوصوا بالنساء خيرا فان المرأة خلقت من ضلع وان اعوج شيء في الضلع أعلاه فان ذهبت تقيمه كسرته وان تركته لم يزل اعوج فاستوصوا بالنساء خيرا) رواه البخاري زاد احمد ( وانك إن ترد إقامة الضلع تكسرها فدارها تعش بها ) فهن خلقن من ضلع اعوج وهن ناقصات عقل ودين وهذا النقص كمال في حق المرأة لان المرأة عاطفتها تغلب على عقلها لحاجة الأبناء إلى ذلك فلو كانت المرأة في درجة الرجل لما استطاعت إن تربي الأطفال ومما يحسن ذكره إن رجلا بدوي يقول انه ينام تحت الكبري في رمضان ولما سئل عن بسبب ذلك فقال عندي في البيت سبعة عشر طفل ما يتركوني أنام وأنا أتعجب من المرأة كيف تتحمل ذلك واذا حصل الوئام بين الزوجين وفهم احدهما الاخر على نحو جيد فهذا يصب في مصلحة كل منهما ولهذا يطلق على الانسجام بينهما تكيف وهذا يعني الضغط على النفس ومراعاة مرغوبات ومتطلبات الطرف الاخر في حدود الشرع اما في امور الدين لايتسامح وإذا تصورنا هذا فكيف تعامل نبينا مع نسائه ورد انه عليه الصلاة والسلام خرج من عند إحدى زوجاته ثم رجع وطرق الباب عليها فامتنعت عن فتح الباب ظنا منها انه ذهب إلى إحدى زوجاته فقال ( والله ما هو الا ان بلت ورجعت) ففتحت الباب وموقف اخر لعائشة مع النبي صلى الله عليه وسلم كان عند بعض نسائه فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بطعام مع الخادم فلما راته عائشة ضربت يد الخادم فسقطت القصعة فنفلقت فاخذ النبي صلى الله عليه وسلم فضم الكسرين وجعل يجمع الطعام ويقول ( غارت امكم غارت امكم) رواه احمد عن انس معناه يمن حضر او سمع هذه المراة هي ام المؤمنين وسبب تصرفها هذا بسبب الغيرة فعالج النبي صلى الله عليه وسلم الامر بحكمة وراعى فيها الاطراف كلها
يقول العلماء يؤخذ من هذين الموقفين إن نبينا صلى الله عليه وسلم كان إذا كان الأمر من أمور الدنيا يتسامح وإذا كان الأمر يخص الدين لا يتسامح فقد سئل عن أحب النساء إليه فقال ( عائشة ) لكن لما دخل بيتها وجد عندها قرام فيه تصاوير فهتكه وقال مازالت تصاويره تشغلني في صلاتي ) ايضا بعض الشباب لايعلم بطبيعة المراة اذا حملت فقد تحمل في بداية الزواج فيتغير مزاجها فتتعامل مع زوجها بغلظة فيستغرب ذلك منها ونيتجه لجهلة بطبيعتها اثناء بدايات الحمل قد يطلقها ثم يكتشف انها حامل فيصبح من النادمين

5) ضعف القوامة عند الرجل فموضوع قوامة الرجل ومسالة قيادته للاسرة مهم ومن لايعرف اصول الشريعة ووجه الاستدلال بالنصوص سوف يرفضون هذا المبدا جملة وتفصيلا ولكن يكفي الاية ثم ان عدم معرفة معالجة نشوز المرأة والنشوز هو الإعراض وقد يكون من المرأة وقد يكون من الرجل ومعالجته كما في قولة تعالى ( فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فان أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا) واذا ارادت المراة ان تنجح في حياتها فلابد ان تحس ان زوجها سيدها وان القوامة بيده وتحاول ان تجعل له مكانة فتكبر زوجها وتجله وتجاوب المراة مع تطلعات الرجل ورغباته وحرصها على مسايرة مزاجه يجعلها تنجح بعض النساء تريد تخالف الفطرة وتكون هي الآمرة والناهية سمعت رجلا يسأل احد أهل العلم يقول زوجتي تريد تلفزيون وانا ارفض فقال له (خليك رجل ولا تدخله ) ورجل آخر يختصم مع زوجته وكانت عنيدة فقال لها ( ما يصلح ان يكون في البيت رجلان ) فكلما جاء يقول لها شيء قالت انت اصلا تعمل كذا مما يجعل الرجل يبحث عن امراة اخرى ولكن كيف يتعامل الرجل مع زوجته بالوضع الصحيح لاشك إن هناك نساء تريد إن يكون الراي رايهن والأمر أمرهن وهذا خلافا للفطرة لان القوامة للرجل وبعضهن عنيدة لاينفع معها الا الشدة وهن نادرات بعض كبار السن يذكر ان رجلا كان يقول لزوجته صلي على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت واش النبي هذا فضربها بعصا النار فقالت اللهم صلي على محمد وجميع الانبياء العشرة
لكن هناك من يفهم هذا الأمر فهما خاطئا يقول لا تسمع للمرأة ولا تأخذ برأيها وما ينفع معها الا العصا وهذا خطأ بين لان ارادة وتجاوبها مع الرجل مرتبط باحساسها بانه يحبها ويحترمها ويراعي مشاعرها ويصرح لها بالحب لانها تحب ذلك ولو ما اظهرت اكتراث ثم انها اذا أشارت عليك برأي سليم واقتنعت به لا ترفضه وإذا أشارت برأي خطا وأنت مقتنع بخطئه فلا تقبله وإذا رزقك الله بامرأة عاقلة فهذا خير لك هذه أم سلمه في صلح الحديبية لما دخل عليها رسول الله وهو مغضب فسألته فاخبرها انه امر الصحابة فقال قوموا فانحروا واحلقوا فوالله ما قام رجل بعد ان فرغ من كتابة الصلح فقالت ( يانبي الله أتحب ذلك اخرج ثم لاتكلم أحد منهم كلمة حتى تنحربدنك وتدعو حالقك فخرج فلم يكلم احد منهم حتى فعل ذلك فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا )رواه البخاري ففعل كما أشارت فبادر الناس إلى حلق رؤوسهم

6- عدم معرفة الرجل بحقوق المرأة أو عدم معرفة المرأة بحقوق الرجل فيطالب احدهما بحق الأخر فسوء العشرة بين الزوجين أوعدم قيام احدهما بما اوجبه الله عليه للاخر نتيجة الجهل وقد امر الله بحسن العشرة ( وعاشروهن بالمعروف) أما حق المرأة على زوجها ( فيطعمها مما يطعم ويكسوها مما يكسوا ولا يقبح الوجه ولا يلعن) فبعض الرجال يريد من زوجته تنفق عليه نعم إذا طابت لك عن شيء من مالها فيأكله هنيئا مريئا وان أبت فحقها لكن ينبغي لها ان تحاول المراة ان تعطي زوجها من راتبها حتى يغض الطرف عن تقصيرها في حقوقه من تهيئة البيت والطعام ونحوه ولايكفي ايكال ذلك للخادمة اوصى رجل مجرب ابنه فقال تفقد زوجتك عند ثلاث ( حينما تدخل البيت كيف ترى اهتمامها بك وبفراشك ونظافة مجلسك وابناءك والثانية عند قدوم ظيفك هل تقوم بحقه وحينما يحتاجك اقاربك الذين هم عزوتك هل تشجعك ام تخذلك وأما حق الزوج على زوجته الطاعة المطلقة ألا في معصية الله ففي الحديث ( لو أمرت أحدا إن يسجد لأ حد لأمرت المراة إن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها ) ولاشك ان انصراف كثير من النساءعن العمل في بيوتهن الى العمل الوظيفي خارج البيت وترتب عليه تعطل عملها داخل بيتها واصبحت كالرجل تحتاج الى من يقوم باعداد الطعام لها ويقوم بالاعمال المنزلية بدلا منها فيحصل الشقاق بينهما لانها تصبح عبئا عليه فلا تسال عن المشاكل وفي النهاية الطلاق لانه يريد زوجة يسكن اليها لايسكن معها وكثير من النساء تكلف زوجها بالذهاب إلى أهلها كثيرا وسبب لها هذا الأمر مشاكل كثيرة ومنهن من تكلف زوجها مالا طاقة له به وما عنده شيء يقول الله لزوجات رسوله ( إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن ) مما جعل الزوج يملها من كثرة طلباتها وكثرة خروجها والتوسط فيه خير للطرفين لان المراة ميالة بطبيعتها الى الاستهلاك فما تنفقه النساء على الملابس وادوات الزينة والحلي والاستعداد للحفلات يساوي خمسة او عشرة او عشرين ضعفا مما ينفقه الرجال لانه مرتبط بشيء اخر هو ( الشكلية) فالنساء هن منبع الالوان وهن مولعات بالكمال الشكلي في كل شيء وقد اصبح المجتمع يراعي الشكليات حتى صار سمة له ولست هنا امدح ولا اذم هذه الامور
تنبيه
أعظم ما تكون الخيانة هتك أعراض المسلمين وخصوصا الزوجان فبعد الزواج يطلع بعضهم على أسرار وعيوب لا يعلمها إلا الله فهو يطلع على أسرار أهلها وعيوبهم وهي كذلك حتى اذا ما حصلت بينهم خصومة بدا بعضهم يفشي أسرار الآخر وإفشاء هذه الأسرار خيانة يسأل عنها العبد يوم القيامة ولا شك ان الخيانة دليل على سوء البطانة فاداء الأمانة إيمان وتضييعها خيانة وعصيان واخبر نبينا عليه الصلاة الصلاة والسلام إن الأمانة والرحم توضع على جنبتي الصراط يوم القيامة
7-تدخل الأقارب في حياة الزوجين سواء من ناحية الزوج أو الزوجة لإفساد ما بينهما فتجد أهل الزوج يغارون على ابنهم أنت تدللها انها ضيعت مالك وقد يتدخل أقاربها أنت ما أعطيتها انت ما تطلعها حتى إن البعض يمنعها من الرجوع الى زوجها بحجج واهية ولكن ورد في الحديث ( ليس منا من خبب امرأة على زوجها ) رواه ابو داود والنسائي نعم إذا صلح الزوجان فلا يجوز للأقارب التدخل بينهما وقد تقوم وسائل الاعلام عن طريق التمثيليات بالتخبيب بين الزوجين فقد تصور هذه الوسائل مشاكل مفتعلة مثل تزويج كبير السن بالصغيرة او تزويج المتعلمات من غير المتعلمين والنساء ناقصات عقل ودين فتزهد احداهن في زوجها ويدخل في التخبيب من سب رجلا عند زوجته حتى زهدها فيه
8-المعاصي في البيوت ابتداء من أول ليلة وقد دخلت بعض العادات السيئة والافعال المحرمة وجعلوها من اجراءات الزواج من اقامة بعض السهرات والحفلات في الفنادق وغيرها واستقدام المطربين والمطربات ليرفعوا اصواتهم بواسطة مكبرات الصوت بالألحان والمزامير نعم اعلان النكاح مشروع بضرب الدف ويتولى ذلك النساء منفردات عن الرجال اما اقامة حفلات الرقص والطرب وتستغل هذه المناسبة لإحضار المطربين والمطربات والمجاهرة بالمعاصي فلا يجوز وقد يؤتى بالعروسين امام الناس لتؤخذ لهما الصور المحرمة وانقلب هذا الزواج الى بؤرة فساد تعلن فيه محادة الله ورسوله بارتكاب المعاصي وإسراف في الطعام واللباس والكوشات وما يتبع ذلك من تجاوزت في لباس كثير من النساء حتى تعرى الكثير منهن أو خرجت شبه عارية مع إن الله انزل لنا لباسا يواري سوءتنا ولباس التقوى خير فأين لباس التقوى عند كثير من النساء إن الغرض من اللباس ستر البدن ثم الزينة ثانيا فجعلوا الزينة أولا وستر البدن ثانيا وتعمد البعض منهن لبس الثياب القصيرة او الثياب الضيقة او الثياب الشفافة التي لاتستر البدن وتبدي مقاطع الاعضاء ومنهن من كشفت عن وجهها و ونحرها وايديهن وارجلهن امام الرجال او في البيوت امام اقارب الزوج او المحارم ا فسلط الله عليهم العين والمس حتى إن بعض العرائس خرجت من الصالة إلى القبر وغير مبالين بالوعيد الشديد وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون واوقعهم في المتناقضات
فمن أطاع الله حفظه في نفسه وماله وأهله ووفقه وجعل بينهم مودة (إن الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) ومن عصه الله كان قرينه الشيطان ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا إن المعاصي انتشرت في البيوت سواء في اللباس والمخترعات العصرية فألقى الشيطان بين الزوجين العداوة والبغضاء وصدهم الصلاة والذكر ومما يذكر إن امرأة اتصلت على شيخ وقالت زوجها يريد طلاقها وهي تريد الطلاق فسألهم عن حال زوجها فقالت انه لا يصلي وجالس على الدش وعنده معاصي فكانت النتيجة خراب البيوت لقد اغتنى النساء والرجال بالحرام فكره الله لهم الحلال وهذا بعض عقوبات المعاصي إن الرجل أو المرأة قد يكره الله له الحلال ويحبب له الحرام زيادة في عقوبته
9-غلاء المهور وكثرة تكاليف الزواج من ارتفاع المهور وجعلها محلا للمفاخرة والمتاجرة لا لشيء الا المباهاة بضخامة المهر وهذا يسبب كراهية الزوج لزوجته وسهولة المهر يوجب الوفاق بين الزوجين ( أن اعظم النكاح بركة ايسره مؤنة ) ورواه احمد كذلك المباهاة في اقامة الحفلات واستئجار افخم القصور مما لامبرر له الا ارضاء النساء ومجارة المبذرين والسخفاء والاسراف في شراء الاقمشة المرتفعة الاثمان وشراء المصاغات الطائلة الباهظة الثمن والمبالغة في ثاثيث غرفة النوم والاسراف والتبذير في اقامة الولائم وكلفة الزيارات المتبادلة بين اسرة الزوجين وكل هذه التكاليف ليست من صالح الزوجين انما هي من مصلحة اصحاب الدكاكين والمعارض بعض الآباء غرضه كيف يحصل على المال والمال ليس له إنما هو لها فجعلها كأنها سلعة والمسألة ( التمس ولو خاتما من حديد ) المهر للمرأة ( واتوا النساء صدقاتهم نحلة ) وبعض الآباء طلب المعقول ففرض الزوج على نفسه أشيئا لم تطلب منه من استراحات وملابس وأحيانا يطلبون منه مهرا رمزيا ويبالغ الزوج حتى قال بعضهم أردت التيسير عليه فأبى إلا إن يكلف نفسه وغالبا تكون كثرة تكاليف الزواج وراءها النساء من اجل المباهاة والفخر والخيلاء
كذلك اعداد الوليمة سنة في مناسبة الزواج وهي مستحبة ففي الحديث ( اولم ولوبشاة) فلا ينبغي تركها ولا يجوز المبالغة في حفل الزواج ولو اقتصر كثير من الناس على اقاربة وجيرانه وبعض الوجهاء من القبيلة لكان في ذلك خير اما ما يفعله كثير من الناس من دعوة القاصي والداني ويضطر الى استئجار صالات كبيرة ويكلفه عشائهم مبالغ طائلة فكما قيل ( ما جاءت به غدت به )

معوقات الزواجات

من معوقات الزواج غش الولي لموليته بامتناعه من تزويجها الكفء الصالح ومن حصل منه وتكرر فهو فاسق وناقص دين وساقط العدالة يقول ابن تيمية(اذا خطبها كفؤ وآخر وآخر فمنع صار ذلك كبيرة يمنع من الولاية لانه اضرار وفسق) ويجب رفعه الى القاضي اما منعها من الزواج ممن ليس كفؤا لها فهذا منع حق لكن اذا منعها من اجل الهوى او رغبة شخصية ا جل اطماع دنيئة او عدم مبالاة فهن امانة وسوف تلقاه على الصراط وربما دخل في عار لا تغسله مياه البحا ر
وايضا من معوقات الزواج ما يتعلل به كثير من الفتيات من اكمال الدراسة حتى فوتت زهرة عمرها وصرف عنها الاكفاء ان الدراسة ليست ضرورية والزواج ضروري لها ولو حصلت على اعلى الشهادات وفاتها الزواج المناسب في الوقت المناسب فهي تخسر حياتها الزوجية لان سعادة المراة في بيتها لا في المؤهل الدراسي ولما اشتغلت النساء بالدراسات والوظائف وعطلت الزواج ماذ ا حصل من فساد تفككت الاسر فسدت الذرية وصارت النساء ربات اعمال لا ربات بيوت ولاربات اطفال وبيوتهن كبيوت العزاب ورد في جريدة الوطن في 8/1/2010م دراسة في معهد بولونيا في ايطاليا مفادها ان النساء اللواتي يخرجن للعمل يفقدن بشكل تدريجي احاسيسهن وانوثتهن ودورها التربوي في المجتمع)
ومن معوقات الزواج امتناع بعض الفتيات عن الزواج بسبب البقاء في الوظيفة وقد يكون الولي لايريد تزويج موليته من اجل الاستمرار في الوظيفة حتى يستفيد من مرتبهاوغير مبال بما تتعرض له من الفتنه
ومن معوقات الزواج رفض التعدد مع انه امر طبيعي وصل عدد المطلقات نسبة كبيرة وعدد الطالبات في الجامعات ضعفي عدد الطلاب واذا اقتصر كل واحد على واحدة فمن للباقي لقد اباح الشارع للرجل ان يجمع بين امراتين الى اربع من النساء وفي هذا حكمة بالغة وحل للمشكلات ومراعاة لظروف خاصة كثيرة وفي حالة رفضة فاول من يتضرر في هذا الامر النساء
لكن المشكلة ان بعض الرجال لايعرفون المسؤوليات الاسرية والتربوية فقد يطالب بممارسة حقه المشروع وقد يوفق البعض للعدل بين زوجاته كما انه يوفق لتربية اولاده والعناية بهم لكن هناك من لايفكر في العدل بين زوجاته واداء حقوقهن على النحو المطلوب وبعضهم قد يهجر بقية زوجاته وتستحوذ عليه احداهن ويضيع اولاده
وبعض الرجال والنساء يفكرون في المتع الجسدية وتلبية الرغبات الجامحة للتجديد والتغيير اكثر من أي شيء وورد في الحديث ( لاتطلق النساءالا من ريبة ان الله لايحب الذواقين ولا الذواقات ) والمراد بالذواق كثير النكاح والطلاق من دون عذر شرعي والذواقة هي من تتسبب في طلاقها لتتزوج بغيره
وخلاصة الامر ان التعدد مشروع فمن كان له رغبة سواء كان كبير في السن او صغير فان كان عنده استعداد للقيام بحقوق الزوجية ومتابعة الاولاد فحيلا هلا وان كان غرضة فقد اشباع رغباته فقط واهمال ابناءه وسط الفتن فقد ورد في الحديث ( يغبط المؤمن خفيف الحاذ في آخر الزمان قالوا ما خفيف الحاذ قال قل ماله وولده )
ماذا يترتب على عرقلة الزواج بهذه الامور وبغيرها يترتب عليها مفاسد عظيمة
منها قلة الزواج مما يفضي الى الفساد
ومنها الاسراف والتبذير المحرم شرعا
ومنها ظلم موليته بمنع تزويجها بالكفء
خلاصة المبحث
ان الاتصال بين الرجل والمراة عن طريق الزواج الشرعي والارتباط الاسري من اعظم نعم الله على بني ادم لما يترتب على هذه العلاقة من مصالح عظيمة منها انه سبب لغض البصر وحفظ للفرج وحصول الراحة النفسية والسكن والانس بين الزوجين وحصول الذرية التي بها بقاء النسل وتكثير سواد المسلمين
وقد رغب الاسلام على الزواج وحث على بقاء العلاقة الزوجية ونهى عن كل ما يعرضها للزوال فامر باحسن العشرة بين الزوجين بالمعروف ولو مع كره احدهما للآخر( وعاشروهن بالمعروف فان كرهتموهن فعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا )
واذا شعر الزوج بنفرة زوجته منه وبعدم انقيادها لحقه فقد امر ان يعالج ذلك بحكمة واتخاذ الخطوات المناسبة فيعظها ويذكرها بما اوجب الله عليها في كتاب الله من حسن العشرة للزوج وما عليها من الوعيد في مخالفة ذلك
فاذا لم يجدي فيها الوعظ يعاقبها بالهجر في الفراش لان ذلك يشق عليها فيحملها على الانقياد لزوجها والعودة لطاعته فذا لم يجدي الهجران فانه يعاقبها بما هو اشد من الضرب غير المبرح
وكل هذه الاجراءات يتخذها الزوج مع زوجته دون تدخل من الاقارب فان استمر الشقاق بينهما فقد امر الله عند تطور الخلاف بين الزوجين بتشكيل هيئة نظر يتحليان بالانصاف والعدل احدهما من اسرة الزوج والثاني من اسرة الزوجة وياخذان على يد المعتدي ويسويان النزاع
وكل هذه الاجراءات لآبقاء عقد النكاح واستمراره فاذا لم تجدي هذه الاجراءات وكان في بقاء الزوجية ضرر على الزوجين او احدهما بدون مصلحة راجحة فقد شرع الله الطلاق
فالطلاق هو اخر المراحل وهو في مثل هذه الحالة رحمة من الله ويتيح الفرصة لكل منهما للحصول على بديل احسن
اما ما يفعله بعض الازواج حينما لايرغب في الزوجة ولا يريدها ويمانع من طلاقها من اجل ان تفتدي نفسها منه بمال فقد حرم الله عليه ذلك وهو مامور بطلاقها فورا من غير ان ياخذ منها شيئا يقول الله ( ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما اتيتموهن )
اما اذا كانت المراة لاتريد الرجل وابغضته ولم تقدرعلى معاشرته فلها ان تفتدي منه بمالها
فالله جعل الطلاق حلا اخيرا بعد ما تفشل كل الحلول لحسم النزاع وبقاء الزوجية فيكون الطلاق كالدواء الذي يستعمل عن الحاجة ووفق الطريقة التي رسمها الشرع فاذا استعمل بطريقة غير مشروعة او في غير وقت الحاجة فانه يؤدي للضرر ومن هنا ورد في الحديث ( ابغض الحلال لى الله الطلاق ) رواه ابو داود وابن ماجة
فقد رسم الله للطلاق خطة حكيمة تقلل من وقوعة فلا يتضرر به احدهما ولا يندم عليه ةيتجنب الاثار السيئة التي يترتب عليها الطلاق
فاولا جعل للرجل ان يطلق زوجته عند الحاجة طلقة واحدة في طهر لم يجامعها فيه ويتركها حتى تنقضي عدتها أي يطلقها وهي طاهرة من الحيض من غير ان يحصل منه جماع في ذلك الطهر فان بدا له في تلك الفترة ان يراجعها فله ذلك اما بالقول راجعتها او بالجماع فان انقضت عدتها قبل ان يراجعها بانت منه ولم تحل له الا بعقد جديد وعليه فان طلقها واحدة او اثنتين فهو مخير فيها ما دامت في عدتها فله ردها اليه ما دام ناويا الاصلاح والاحسان وله ان يتركها حتى تنقضي عدتها فتبين منه
وقد بين الله سبحانه العدد المشروع في الطلاق في قولة ( الطلاق مرتان فامساك بمعروف او تسريح باحسان )
وبين سبحانه الوقت الذي يجوز طلاقها فيه ( ياايها النبي اذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن ) فبين الوقت الذي يجوز طلاقها فيه وهو وقت الطهارة من الحيض بشرط ان لايكون قد جامعها فيه في هذا الطهر فتبين لنا انه يحرم على الزوج ان يطلقها ثلاثا مرة واحدة لانه يسد باب الرجعة ويضيق على نفسه ويحرم عليه ان يطلقها وهي حائض لانه يطيل العدة على الزوجة ويحرم عليه ان يطلقها في طهر جامعها فيه لانه ربما حملت من هذا الجماع فيشتد ندمه اذا علم انها حامل ويكثر الضرر
وبهذا يتبين لنا الخطة الحكيمة من الشارع في الطلاق من اجل تقليل وقوعه واباحة في حال الحاجة اليه ووضع له نظاما يجعله لايقع الا في اضيق الحدود وحينئذ لايحصل منه ضررا على احد الزوجين
قال علي رضي الله عنه ( ما احد يطلق ويتقيد بالسنة فيندم )
وقد تلاعب الناس بالطلاق فبعضهم يطلق عند ادنى سبب وعن اول اشكال فيضر بزوجته وبنفسه وباولاده
وبعضهم يطلق من غير مبرر للطلاق وهو مكروه لانه ابغض الحلال الى الله ومحبب الى الشيطان
وبعضهم يستخدم الطلاق بدلا عن اليمين فلا يامن من الزنى وكله بسبب تلاعب الشيطان ببني ادم ليوقعهم في الحرج ويورطهم في الحرام
وعليه فاهمال تعاليم الاسلام في شأن الاسرة يسبب لها الشتات والضياع في الدنيا والاخرة وما حصل من خلل في بناء الاسر اليوم الا بسبب الخلل في الدين انظرو الى المجتمعات الكافرة كيف يعيشون عيش البهائم لاروابط تجمعهم ( يتمتعون وياكلون كما تاكل الانعام والنار مثوى لهم ) لايعطف قويهم على ضعيفهم ولا يوقر صغيرهم كبيرهم ولا يعطف على ابويه واذا هرم احدهم وعجز عن المشي وضع في دور العجزة الى ان يموت ميتة الحيوان الحسير وقد يكون له ابناء يملئون الفجاج لكن لما ضيعوا دين الله اضاعهم الله ( نسوا الله فنسيهم )
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 11:47 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube