![]() |
خواطر مبعثرة ! هذه خواطر أصح ما يقال عنها : أنها مبعثرة ؛ عبثتْ في الفكر وعبث بها الفكر في أوقات مقدرة ؛ فهي من قبيل التفكير بصوت مكتوب ، وخلاصة الرأي الشخصي في أحرفها مسكوب ، لك غنم القراءة وعليّ غرم الكتاب ، والله الهادي لكل حق وصواب ! (1) المثالية فاشلة ! الطالب المثالي هو أمر مسلم به ، ومتعارف عليه في الأعراف التربوية ، إذ يتم وضع معايير معينة يُقاس على إثرها الطلاب ؛ ليتم اختيار الطالب المستحق لهذا اللقب ، ونظراً لأن قدرات الناس وإمكانياتهم متباينة بشكل ملحوظ ، فإني أرى أن تعميم هذا النموذج : هو تكريس للفشل إلى حد ما عند بعض الطلاب ، فعلى سبيل المثال : فإن معيار الامتياز ؛ يُعتبر عامل أساسي في الاختيار حسب أعرافهم ، وعلى ضوء هذا المعيار ؛ فإن صاحب القدراتِ المتواضعة لن يحلم بمثل هذا اللقب ؛ وإن تواطأ على تدريسه أولي العصبة من أصحاب الكفاءات العلمية ، لأن آلة الإدراك تتفاوت قوة وضعفاً ، فلو حقق طالبٌ من الدرجات ما نسبته 95 % ، وقدراته تؤهله لأن يحقق 100 % ؛ فهنا سيعتبره المحيطون به متفوقاً مع أن تحصيله أقل من قدراته ! ، وفي المقابل لو حقق طالبٌ آخر مجموعاً نسبته 80 % وهذا هو أقصى ما يستطيعه ؛ لعده الناس طالباً عادياً لا يستحق من التكريم والاحتفاء مثل سابقه ، وقس مثل هذا التفاوت على بقية المعايير ، وأنا بدوري أتفهم أن توضع معايير للتحفيز ، ولكن أزعم أنه من الظلم أن توضع معايير ثابتة ؛ يحاكم الناس إليها وعليها ، في حين أن المعطيات فيما بينهم مختلفة إلى حدٍ كبير ،و مع هذا أقول : إن وضع معيار لكل طالب : من الصعوبة بمكان ، وحتى لو تيسر ؛ فلن يتأتى لكل أحدٍ أن يدركه ، وبإمكانك أن تقول مثل هذا الكلام ، عن معيار الابن المثالي في محيط العائلة ، والموظف المثالي في بيئة العمل ، وأظنها مشكلة تربوية اجتماعية ليست سهلة ، وكل ما أرجوه أن يتم التعامل مع الآخرين وفق قدراتهم وإمكانياتهم لا وفق ما نريده ونرجوه منهم ! (2) هوس الاستقلالية ! اجتاح كثيرٌ من الناس في هذا الأعصر المتأخرة : هوس الاستقلالية ، فكل أحد يريد أن يستقل من كل أحد ، ومن سنن الكون ؛ أن لكل فعل ردة فعل ، فحين تجنح دفة المجتمعات أقصى اليمين ، فسيقابلها ردة فعل تزعم التصحيح أقصى الشمال ، وعليه فتحتاج المجتمعات إلى مدة من الوقت حتى تستقيم أمورها ، وهذا ينسحب على الأفراد في كثير من الأحيان أيضاً ، وحين تكون الاستقلالية : هاجساً ، فستجد بعضهم يتقصد مخالفة السائد بغض النظر عن الصوابية والمصلحة ، وقد استشرى هوس الاستقلالية حتى أكل بعض النخب ، فتجد بعض طلبة العلم : يتزبب قبل أن يتحصرم ، وتجد بعض المثقفين : من يفتي في كل حدث ، ولا أدري من أقنع الناس بوجوب أن يكون لكل أحدٍ : رأي في كل حدث ! ، ومن المفاهيم المغلوطة التي يرسخها الإعلام في كل أشكاله ومن كل أطيافه ، أن يتجرأ الناس على الحديث في كل شيء ، وعن كل شيء ، مع اقتناعهم أنهم لا يعرفون في الحقيقة شيء ، بحجة أن لكل أحد مطلق الحرية في أن يعبر عن رأيه ، ولا أدري -أيضاً- من ربط حرية اتخاذ الرأي الشخصي ؛ بنشر الآراء الفوضوية ، والعجيب –وعجائب هذا الزمان لا تعد- أن هذه الفوضوية موجهة في قضايا وأمور محددة سلفاً ، لم ولن يُسمح في تجاوزها مهما كان المتجاوز أهلاً لذلك ، ومن أهم مهمات المربين ؛ أن يربوا الناس على معرفة قدراتهم وقدرهم وأن يحفظوا في المقابل قدر غيرهم لهم ! (3) المقاييس الذاتية ! أصعب ما يواجه الإنسان الحصيف عندما يبحث عن الحق ؛ هو تخلصه من حظوظ هواه ونفسه ، لذا يجتهد طلاب الحق كثيراً وكثيراً في تنقية الآراء من أدران الأهواء ، وحين تسبر أحاديث كثير من الناس في قضايا الرأي العام : تجد أنها مبنية على أحداث شخصية وتجارب ذاتية ، مما يفقدها قوة الموضوعية ، ويضعف روح المصداقية ، ولا يسلم من هذا جل كتّاب الصحف المحلية ، وكثير من البرامج الإعلامية ، ومن طبائع البشر أن يحاكموا ما يرونه ويسمعونه على ضوء ما تراكم من خبرات ومعارف سكنت عقولهم ، ولا ملامة في هذا إن كان تعبيراً عن رأي شخصي ، ولكن اللوم كل اللوم حين يكون تعبيراً عن رأي عام وتشخيص لقضايا مجتمع ، والمشكل هنا : أنهم ينتهجون القطعية فيها دون إعطاء مساحة ولو قليلة ؛ لإمكانية حدوث وهم أو خطأ ! ، والحصيف إذا أراد أن يكوّن رأياً في أمر ما ؛ فسيكونه من معطيات محيطه ، ثم يفتش في محيطات غيره ، مع سباحته في بحار أفكار وآراء أهله ! وختاماً أقول : كلما تقدمت بك السنون ؛ اكتشفت حجم حماقاتك ، وحين تقوم بإهداء نتاج تجربتك لشخص لم ينل حظه من معترك الحياة ؛ فإنه سيزهد بها : لاختلاف الخبرات والعقول ، ولن يستفيد من كم التجارب المبثوثة في بطون الكتب ، وعلى ظهور الألسنة : إلا من سبق عقلُه ؛ عمرَه ! ودمتم سالمين :rose: |
أهلا بالأديب .. كلام جميل.. أنا حريص كل الحرص على مايوافق هواك ورغبتك أيها الكريم.. شكرا لك.. ..سيناتور.. |
السلام عليكم ورحمة الله مرحباً بأديبنا الغالي لا أرى أي جدوى من الإطراء على طرحك المميز دائماً ، لذا سأشاركك الحديث إقتباس:
إقتباس:
أوافقك تماماً في ماذهبت إليه ، ولعلّي أرى في مستويات ياسر القحطاني خير مثال على ذلك ، فالمستويات التي قدمها خلال هذا الموسم تعتبر جيدة قياساً بمستويات بقية اللاعبين ، لكنها تعتبر ضعيفة جداً قياساً بالإمكانيات والمقومات التي يمتلكها ياسر .. لكن إلى هنا نحن شخصنا الداء ولم نوجد الدواء !! أرى أن إضافة معيار (( الإجتهاد )) بميزان نسبي مع القدرات قد يمثل الحل لهذه المشكلة ، وعوداً على المثال الأول فإن الإجتهاد لدى ياسر القحطاني في الموسم الحالي قد يقلل من فرصته في تحقيق لقب (( المثالية )) بينما نفس المعيار قد يزيد من حظوظ الشلهوب على سبيل المثال .. إقتباس:
أراك لامست الجرح الأكبر في جسد مجتمعنا ، والمسؤول الأول عن تراجعنا للخلف أو الجمود على أحسن الأحوال .. مازلت مؤمناً إيمان كامل بأن (( إحترام التخصص )) هو السبيل نحو العودة لسباق الحضارات من جديد .. الإنسان بطبعه يعشق التفرد بالأفضلية والبحث عنها في كل مجال ، حتى ولو لم يملك مقوماتها .. مشكلة كتّابنا ومثقفينا أنهم ألغوا الحدود الفاصلة بين الكتابة والنقد ، فلو تابعت زاوية لكاتب معين لمدة إسبوع واحد فقط ستجد أنه يطلق الأحكام (( القطعية والنقدية )) في مجال الإفتاء الديني ، والسياسة ، والإجتماع ، والإقتصاد ، والعلوم الطبيعية ، مع أنه في أفضل حالاته سيكون متخصصاً في إحدى تلك المجالات ، ومطلع وأكرر مطلع فقط على باقي المجالات ، بمعنى (( مثقف )) والمثقف في نظري هو من يمسك من كل علم بطرف ، فبالتالي يحق للكاتب المثقف أن يثير في زاويته أو منبره غبار التسائل فقط ، لينتظر الإجابة من أهل الإختصاص ، لكن أن ينقد معلومة معينة ويطلق حكمه فيها ، فهذا مايرفضه العقل المبصر ، لكنه للأسف قد يلقى القبول ممن يجد في المقال مايوافق النفس والهوى أو ممن يسحره بيان الكلمة أو عذوبة اللسان .. إقتباس:
إقتباس:
من يتقدم به العمر فيقدر حجم حماقاته السابقه ، فقد تحققت لديه المعادلة الطبيعية للإنسان ، أما من اختار له الله أن يسبق عقله عمره فهو من بيديه قيادة البقية نحو الأفضل .. والطامة في عمر يمضي ، وعقل في أفضل حالاته ثابت لايرجع .. عذراً على الإطالة .. وشكراً على جرعة النشوة .. حفظك الله ورعاك :rose: |
خواطر رائعه جدا كل الشكر لك موضوع رائع :wub: |
حياك ربي أديب أهله.. من خلال موضوعك عرفت تعمقك في نفوس البشر أنت متأمل فيهم وقد أسميك فيلسوف أهله لي تعليق على المثالية الفاشلة ..لا يوجد مثالية مطلقة أبداً وإنما هو تشجيع لمن بذل الجهد والوقت وحصل مايريده الأخرون .. عندما كنا نختار المثالية في الصف الدارسي علمياً لابد من إجاد نبوغ أخر في مجالات أخرى غير العلم ..في الفن ...في إدارة الصف ...في تنظيم المكتبه .. في الإشراف على الطالبات ..حتى لا نحصر المثالية في ناحية واحدة .. والحمدلله نجحت تجربتنا ... ويعطيك ربي العافية .. |
اهلاً وسهلاً بك اديب المجلس .. كعادتك كتبت فابدعت .. اتفق معك كثيراً فيما ذكرت .. خصوصاُ المثاليه الفاشله .. لانها طبقت كثيراً دون النظر لقدرات الطالب ومدى تفعيلهاً كاملاً .. ولا اضافه على ماذكرت بالجزئين الاخرين.. سوى انك ابدعت بما كتبت .. تقبل شكري واحترامي لقلمك .. وبانتظار ابداعك .. دمت بخير |
هلا أخوووووي أديب كتبت فأسرجت لنــا من بحور خواطرك تحيآآآآتي لك و لمعقل ابداعك(قلمك) عادل |
أديب أهله .. يعطيك العافيه ..خواطر جميله سلمت يمناك .. شكرآآلك على الطرح المميز .. تقديري لك |
إقتباس:
|
إقتباس:
لك :rose: |
إقتباس:
|
إقتباس:
،،، فعلاً وللأسف أصبح الكثير منا يتناقش في أمور مقضيٌ أمرها ، ولكلٍ رأي !! نسأل الله العفو والعافية .. :) .. ،،، الله يعطيك العافية أديبنا العزيز .. شكراً ،، :rose: .. |
اهلن بك أديب التبعثر في رايي فما نكتب ولا نعلم مانكتبه وهنا وجت عقلا منفتح يعلم ماذا يكتب اوافقك في كلامك ابداع منقطع النظير كل الشكر لك |
إقتباس:
|
إقتباس:
|
الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 04:31 AM. |
Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd