الدوحة - مطيع الله تائب - إسلام أون لاين.نت/ 7-6-2002م

تلقت شبكة "إسلام أون لاين.نت" الإثنين 7-10-2002 رسالة مما يُسمى "اللجنة الإعلامية لحركة طالبان"، صادرة عن الملا "محمد عمر" زعيم الحركة، بمناسبة مرور عام على العدوان الأمريكي على أفغانستان.

واعتبر الملا عمر في رسالته التي وصلتنا بالبريد الإلكتروني وباللغة الفارسية

أن "الشعب الأفغاني هو شعب الله المختار الذي خصه الله دون غيره من الشعوب الإسلامية ليقع انهيار الطاغوت الأكبر - ألا وهو أمريكا - على يديه، واختاره ليخلص العالم من شرها"، على حد زعم الرسالة.

وقال: "حينما اختار الله سبحانه وتعالى الشعب الأفغاني من بين العرب والعجم للجهاد ضد أمريكا، وكلفه بذلك.. فإنه سيمنحه القوة التي تؤهله للمقاومة ضد الأمريكان".

وحاول الملا عمر في رسالته إضفاء قوة على حركته، وقال: "إنها مستمرة في جهادها ضد القوات الأمريكية والحكومة العميلة الكافرة".

كما حاول الملا توسيع نطاق المواجهة، وأعلن "أن الدفاع عن قضايا وحقوق العالم الإسلامي والمستضعفين من أمثال الشعب الفلسطيني الباسل والشعب الكشميري والشيشاني وغيرهم.. من أهم وظائفنا الإيمانية والدينية".

وتشددت الرسالة في لهجتها ضد دول وحكومات إسلامية لأول مرة تذكرها بالاسم؛ باعتبارها حكومات أيدت العدوان الأمريكي على أفغانستان، مثل: إيران وباكستان والسعودية، موضحة أن نيران هذه الحرب سوف لا تنحصر في أفغانستان فحسب.. بل ستلتهم الأخضر واليابس في هذه الدول جميعًا.

قتلى وأسرى أمريكان

وزعم الملا عمر أنه حسب التقارير الواردة إليه من بدء العدوان الأمريكي حتى اليوم فقد وصل عدد قتلى قوات التحالف الأمريكي إضافة إلى القوات الحكومية الأفغانية قرابة 700 قتيل، وأسر أكثر من 100 جندي، ودُمرت عشرات العربات والشاحنات العسكرية، كما دُمرت عشرات الطائرات، وتحملت أمريكا مليارات الدولارات خسائر مادية.

وأشار إلى أن خسائر أمريكا في عامها الأول من الهجوم أضعاف الخسائر التي مُنيت بها روسيا في عامها الأول عندما كانت تحتل أفغانستان، وأن الولايات المتحدة قد تحملت خسائر معنوية كبيرة تمثلت في أن العالم كشف وجهها الخشن وصورتها الحقيقية الكريهة، ونواياها الخبيثة.

ودعا من أسماهم "المجاهدون جميعًا داخل أفغانستان" بأن يقووا صفهم، ويوحدوا كلمتهم، وأن يضربوا المصالح الأمريكية في كل أنحاء العالم.

وقال: "معدل الخسائر في صفوف القوات الأمريكية تعدى 60 قتيلاً في الشهر، وبساط الجهاد يتوسع يوميًا، وإن العمليات الجهادية مستمرة بشكل يومي في 8 ولايات أفغانية، كما أن الخلافات الداخلية بين الأسياد والعملاء وتحالف العملاء فيما بينهم قد ظهرت للقريب والبعيد، فضلا عن تآمر أمريكا ضد شورى النظار (تحالف الشمال) الذي يخطط هو الآخر في الخفاء ضد أمريكا لصالح الروس والهند".

وأضاف: "شورى النظار منشغل في حروب داخلية مع الأوزبك في مزار الشريف، ومع الهزاره في سمنجان، ومع القائد أمان الله في هرات. وهذا يدل على أن شورى النظار لا يتحمل أحدًا، حتى أقرب المتحالفين معه، وهذا دليل آخر على فشل السياسة الأمريكية وحكومة كابول العميلة المتناحرة فيما بينها".

وتابع: "عندما ينظر شعبنا المجاهد إلى الحكومة العميلة يدرك أنه قد استولى على قيادة الشعب المجاهد الشيوعيون السابقون والمجموعات المعادية للإسلام والشعب الأفغاني.. من أمثال الجنرال الشيوعي آصف دلاور والجنرال بابه جان والدكتور عبد الله عبد الله؛ حيث إنهم من الشيوعيين المشهورين ومن عملاء الروس".

وقال: "كما استولى على القيادة رجال حزب شعلة (أي اللهب) الذين يتبنون منهج الحزب الشيوعي الصيني وهم أسوأ من الشيوعيين، من أمثال يونس قانوني، ولي مسعود، وحاجي محقق، وبقية حزب الوحدة الشيعية والحاجي تاج الدين قاتل الدكتور عبد الرحمن".

وهدد الملا عمر هؤلاء جميعا قائلاً: "لن يتصالح شعبنا الأبي معهم.. بل يطالب بمحاكمتهم، وتعليق المشانق لهم في أكبر ميادين وشوارع كابول؛ فالجهاد ضدهم فرض عين على كل مسلم".

وتعهد الملا عمر في الرسالة المنسوبة إليه بتحقيق 4 أهداف لحركته:

1- الجهاد في سبيل الله لآخر قطرة دم، وعدم الاستسلام لأحد.

2- إحياء الخلافة الإسلامية الشاملة.

3- أخذ الثأر لكل أفغاني من الأمريكان وعملائهم.

4- الدفاع عن حقوق وقضايا العالم الإسلامي والمستضعفين بكشمير وفلسطين والشيشان.

رسالة فارسية

حسبان الله متوكل مراسل شبكة "إسلام أون لاين.نت" في بيشاور بباكستان يؤكد أن هذه أول مرة تصدر رسالة عن الملا عمر بالفارسية، وليس بالباشتو (لغة عرقية الباشتون) منذ انهيار حكم طالبان، وربما يعني هذا أن الرسالة موجهة لعموم الشعب الأفغاني؛ حيث إن الفارسية هي لغة التعليم الرسمية، وهي اللغة المشتركة بين جميع العرقيات والقبائل الأفغانية.

ويضيف حسبان الله أن الرسالة وصلت عن طريق ما يُسمى اللجنة الإعلامية لحركة طالبان، وهو أمر قد يعني أن الحركة استطاعت تنظيم صفوفها، وتكوين لجان عمل، ومنها هذه اللجنة التي كتبت الرسالة بلغة فارسية جيدة غير اللغة العامية والخشنة التي كان يستخدمها الملا عمر في خطبه التي كان يبثها أحيانا راديو الشريعة التابع لطالبان، وكان يتضح منها أنه لا يحسن الخطاب الإعلامي.‏