بعد نهاية الجولة الأولى من دوري أسيا للمحترفين(وقد سبقها حصول الهلال على
كأس سمو ولي العهد) ونظرا لعدم إقامة مبارايات في الدوري (وكأس الأبطال لم
يبدأ حتى الأن) تسابقت وسائل الإعلام في التغني بفوز الهلال على السد (وهو
يستحق الإشادة) ولكن بشكل مبالغ وكأن الهلال قد حقق البطولة!!
بل أن بعض الإعلاميين أكد أن الهلال أفضل فرق البطولة وأنه سيحققها لامحالة,
أعتقد أن وسائل الإعلام قد بالغت كثيرا في التغني بفوز الهلال فالتاريخ والمنطق
يقول أن الهلال يجب أن يفوز على السد (رغم احترامي وتقديري له) بل أنني على
ثقة أن بعض الإعلاميين يساهم في حملة التخدير للهلال رغبة منه في أن ينخدع
اللاعبون والإداريون والجماهير بذلك حتى يخرج الهلال من البطولة فجأة!!
ومن المؤسف أن الصحافة و القنوات الرياضية لاتقوم بدور التثقيف للجماهير فبدلا
من التقوقع داخل دائرة الأندية السعودية كان يجب على وسائل الإعلام الحديث عن
قوة الأندية الأخرى في أسيا سواء شرق او غربها !!
فمن يرى فريق بونديكور الأوزبكي (الذي فاز على الإتحاد بثلاثة وأخرج الإتفاق من
البطولة الماضية) يلاحظ أنه يدفع شهريا مليون وأربعمائة ألف دولار للمدرب
البرازيلي سكولاري وقد دفع مقدم عقد يبلغ 5ملايين دولار وقد أحضر اللاعب
البرازيلي دينسلون (مهاجم بوهانج حامل اللقب) وحصل على ثلاثة أضعاف ماكان
يتقاضه مع النادي الكوري وعندما حقق الفريق الدوري الأوزبكي أكد رئيس
النادي بأن الدوري المحلي لا يهمه وأنه إذا لم يحقق دوري أسيا للمحترفين فكأنما
لم يحقق شيء!!
وقد ذكرت نادي بونديكور كمثال على ماتقوم به أندية أسيا (شرقها وغربها ) من
جهود خارقة لتحقيق البطولة يحدث ذلك والإعلام السعودي يتغنى بفوز الهلال وما
يقوم به الإعلام يذكرني بما فعله في البطولة ذاتها في الموسم الماضي حيث كانت
الإندية السعودية المشاركة في البطولة تتصدر مجموعاتها وكان الإعلام يطبل لذلك
ويؤكد أننا نملك أقوى الأندية في أسيا وأقوى دوري أسيوي وعربي (والحمد لله
انهم لم يقولوا أفضل دوري في العالم) حتى تفاجأ الجميع بخروج الهلال من أم
صلال وخروج الأتفاق من بونديكور وتصادم الإتحاد والشباب ولم يبقى في دوري
الثمانية الا فريق واحد !!
يجب أن يمارس الإعلام دوره الحقيقي لا ان يكون مثل أخصائي التخدير في غرف
العمليات فيجب أن نعرف ماقامت به الأندية من جهد ونعرف أفضل لاعبيها وأساليب
اللعب وأن يتم تسليط الضوء على الاندية المتواجدة مع الأندية السعودية
فنرى تقرير يكشف لنا مس كرمان الإيراني والأهلي الإماراتي وكذلك بقية
الأندية حتى نستطيع تقدير خطوة و قوة الأندية المنافسة وندرك صعوبة
تحقيق البطولة حتى نترك التفاؤل المبالغ فيه ونتعامل بجدية أكبر!!
لأن التطبيل لم يعد يجدي ذلك أن الأندية السعودية لم تحقق هذه البطولة منذ
4سنوات وهذا يدل على وجود خلل في هذه الأندية أما التطبيل والمدح وتضخيم
الذات فهذا لن يفيدنا بدليل أننا نردد عبارات غير حقيقية حتى خرجنا من تصفيات
كأس العالم بالإضافة ان أخر بطولة أمم اسيا حققها المنتخب الوطني عام1996م
وهذا لايدل على أننا الأقوى بعيدا عن حملات المديح والإشادة فهي حملات
عاطفية لا تستند على واقع ملموس!!
لذا فمن المهم إدراك صعوبة المنافسة وأن الفوز في بداية البطولة لا يعني
الا 3 نقاط ومن الممكن أن يتأهل اي فريق من المجموعة وبعد ضمان التأهل
يجب التطلع الى دور ال 16 ثم دور ال8 ثم دور ال4 حتى النهائي وكل ذلك
لن يتم في شهر أو شهرين بل يحتاج الى صبر واستعداد ذهني وبدني واحترام
جميع الاندية عندها نستطيع المنافسة , اللهم وفق الهلال دائما وابدا,,