بــسمـ الله الـرحـمـــن الـرحـــيمـ


أفهم تماماً لماذا يفوز مقدم برنامج “في المرمى” على شاشة قناة “العربية” بتاّل القوس بالمراكز الأولى في استفتاءات “أفضل مقدم برامج”.. أفهم ذلك جيداً وعليكم أنتم أيضاً أن تفهموه!

فبتّال الذي حصد العام الميلادي المنصرم “أربعة” ألقاب في استفتاءات صحفية محلية وعربية، وبدأ العام الجديد بلقب خامس، لا يرحم “ضيوفه” حين يكون البحث عن الحقيقة هو “الهدف” الذي يسعى إلى أن يضعه “في المرمى”.. وعلى طاولة حواره يتساوى الناس كلهم “كبيرهم وصغيرهم”، “غنيّهم وفقيرهم”، “قويّهم وضعيفهم”، لذلك لا يستسيغ الإجابات المواربة، وإن جعلها تمرّ في برنامجه فإنه يتركها تفعل ذلك وهي مطأطئة رأسها، وتحيطها مئات الضحكات الساخرة.. ولا يتعاطى مع التبريرات “الواهية”، وإن اضطر إلى ذلك فإنه يجعل صاحب هذا التبرير يبلع ريقه عشر مرّات قبل أن ينتقل معه إلى سؤال جديد، ولا يسمح للعبارات “الساخطة” أن تدلف إلى حرم برنامجه، قبل أن يقتص منها وينقيها. قبل أربعة أعوام كان بتال القوس، الوحيد في المشهد الإعلامي الرياضي السعودي “المحلي” الذي يثير النقع، بقدرته على تقديم حوارات “حيّة”، تخوض في الممنوع، وتضع قدميها في المناطق المحظورة، وتنتصر للحقيقة التي “يؤكل” حقها، تحت ذريعة “من خاف سلم”، و”ابعد عن الشر وغني له”.

كان بتال لا يخاف، ومع ذلك “سلم”، وما زال سالماً، كان يغني للخير في حضرة “الشر” فيولّى الأخير الأدبار، كان ينتصر فقط ل”المهنية”، ويحترم المشاهدين، ويعرف أن نصف الحقيقة يكمن في بطن السؤال.

الآن بتال خارج المشهد “المحلي الرسمي”، فما الذي حدث لهذا “المشهد”؟!..لا شيء سوى أن قلبه توقف عن النبض “يرحمه الله”.

وعلى أثر بتال داست أقدام كثيرة “كبيرة وصغيرة، ناعمة وخشنة، حافية ومنتعلة” لكنها “كلها” كانت تنتهي إلى حافة الجبل، فأين يختفي أثر هذا المذيع “البديع”، وكيف يمكنه المضي في طريقه “الوعر” من دون أن يتوقف عند حافة الجبل نفسه؟!

الإجابة الوحيدة المتاحة هي: لأنه “لا يرحم” أحداً أي أحد حين تصرخ الحقيقة مستنجدة “وا بتالاه”!... يفعل ذلك باحترافية لا تُقلد، ومهنية تنتصر لذاتها، وحياد لا يتوافر إلا فيما ندر، وذكاء “حاد”.

والذين لا يعرفون بتال القوس، عليهم فقط أن يشاهدوا حلقة واحدة من برنامج “في المرمى”، حلقة واحدة فقط، ليفهموا مثلي تماماً كيف ينجح هذا البدوي الأسمر النحيل، في منح الحوار التلفزيوني “لذة” لا نهاية لطعمها. و”الخائفون”، وحدهم يرفضون الظهور مع بتال، لأنهم متيقنون جداً أنه سينتف ريشهم ابتغاء مرضاة المشاهدين، الذين يفتشون عن الحقيقة ويقتفون أثرها أينما ثقفت، وأما الذين “يظنون” أنهم أشطر منه، ويقبلون الجلوس معه على الطرف الآخر من الطاولة، فعليهم تقديم إجابات حقيقية “مقنعة”، أو تحمّل عذاب “بتاّل.. الذي لا يرحم”.