أدخل الهلال جمهور النصر ومسيروه طيلت السنوات الأخيرة في أزمة نفسية خانقة أوصلت بعض أنصار الفريق الأصفر إلى مقاطعة كل ما يمت لكرة القدم بصلة بينما شاشات التلفزة تتناقل مشاهد سيارات الإسعاف تنقل المغشي عليهم من المتبقين الذين غامروا بأنفسهم ووقفوا لمساندة فريقهم في المدرجات .

والحقيقة تقال أن الأزرق لم يبقي من كرامة جاره شئياً إلا الشي القليل الذي أعادته رعاية شركة الجوال للفريق الأصفر كونه يملك قاعدة جماهيرية عريضة .

ظل النصراويون يكيدون أشد الكيد صباح مساء بجارهم الهلال بعد أن عجزوا عن تسديد فواتيرهم على أرض الملعب و لم يدم ذلك طويلاً حتى طفح كيدهم على السطح عندما رمى كوزمين فانيلته على الأرض فأصبح الكأس صباح اليوم التالي في عرين الأزرق يرافقه أمر إبعاد كوزمين إلى غير رجعه وكانت آخر المكائد النصرواية إيقاف رادوي مباراة بينما الجماهير الصفراء تواصل ترديد عبارات يقشعر لها البدن ضد شخص مسلم إنسان ضعيف ربما تمنى حينها أنه لم يخلق و السبب يا سادة بكل بساطة هي ستة أهداف أولجها ذلك الإنسان المسكين في كل الزاويا و بين كل السيقان هي السبب وراء ذلك وستكرر الجماهير الصفراء فعلتها حتى تمل أو أن يلطف الله من عنده بعبده الفقير المسكين الإنسان.

المحطة الثانية كانت معى البلطان ربيب البيت النصرواي وأحد فراخه الذي حرك مالم تستطيع انتصارات الهلال المتواصلة أن تحركه في مشاعر النصراويين بعد أن أهان من أهان منهم فأيقظهم من سباتهم ليذيقوا الزعيم أول خسارة في الدوري تمنى الهلاليون حينها أن البلطان بلع العافية و ظل صامتاً وسيتغنى النصراويون بهذه الخسارة طويلاً كونها الخسارة الوحيدة للهلال حتى أنه بعض الهلاليين يتمنون لو أن فرقهم يخسر ثانية كي لا يكون للنصروايين فرصة للتفاخر بذلك الانتصار.

هذه الانتصار النصرواي ولد لدى النصر نشوة عارمة جعلته يواصل الانتصارات ولعل موقعة الأربعاء القادم هي الفاصلة بين ماضي أسود كئيب و كأس ثمينه لم يحققها النصر منذ سبعة وثلاثون عام كيف لا والنصر عاد للبطولات بعد غياب قرابة العشر سنوات عبر بوابة الهلال.

ما يثير غضبي هنا عدة أسباب .
1- الإعلام الهلالي يواصل استهتاره بالنشوة النصراوية التي تحدث الجميع عنها وكأنه لا يعلم أن هذه النشوة تحركها آلالام الماضي التعيس حتى وصلت درجة التندر ببعض الهلاليين بوصف النصر بصائد الكبار وكأن النصر لم يقصي الاتحاد عن طريق الهلال في كأس ولي العهد العام الماضي بل أعاد الكره قبل أسابيع في جده وأظن أن يلقي هذا الاستهتار بضلاله على مباراة الأربعاء.

2- جريتس و اللاعبون الأجانب لا يعلمون كثيراً عن التاريخ النصرواي المؤلم وكيف أن الفرصة الآن أصبحت سانحة كما لم تكن من قبل لتسديد الديون وهذا ما جعل جريتس مندهشاً في مباراة الدوري فالنصر والكل يعلم و أولهم النصراويين أن فريقيهم فنياً فقير.

3-الجماهير الصفراء ستردد عبارتها التي أخذت مفعولها في إيقاف ياسر عن التسجيل في ظل صمت رسمي مريب إلا إذا أراد جمهور الهلال إيقاف ذلك بطريقته الخاصة والتي طرحها البعض في المنتدى وأراها مناسبة جداً .

4- الأمل الوحيد بعد الله هم اللاعبون أولاً متى ما أرادوا الثأر لأنفسهم وأخص بالذكر القحطاني والدعيع والشلهوب وثانياً العمل النفسي الذي أظن أن الجابر سيؤديه على أكمل وجه فهو الوحيد الذي أبدى تخوفه الواضح قبل المباراة الأخيرة وكان شجاعاً في ظهوره بعد المباراة وهو من عاصر النصروايين المتقدمين منهم والمتأخرين وهو أعرف بمشاعرهم وما تحمله من أحقاد فنار حقدهم كان الجابر ولا يزال هو أول المتعرضين لها .

أخيراً أشكر القراء على سعة صدورهم وأرجوا من الجمهور الأزرق أن يقف وقفة تاريخية يوم الأربعاء أولاً مع فريقهم وثانياً مع ياسر فهذه المباراة في رأيي هي الأهم بعد مبارة الخمسة ضد الاتحاد .