المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 29/09/2002, 11:12 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 11/01/2002
مشاركات: 792
ما هي أحوال أفغانستان بعد سنة ؟! نشر مركز الدراسات تقريراً حول الحرب الأفغانية

أخبار :آسيا :الأحد 22رجب 1423- 29سبتمبر 2002م تحديث 10:09 م بتوقيت مكة المكرمة



مفكرة الإسلام : نشر مركز الدراسات الناطق الإعلامي على الانترنت باسم تنظيم القاعدة تقريراً حول الحرب الأفغانية بعد سنة كاملة وهذا نصه :
بعد مرور عام تقريباً على الغزو الصليبي لأفغانستان، يمكن للمتابع أن يحكم على الوضع بأنه تحول من سيء لأسوأ بالنسبة للصليبيين، وأن التدهور شمل جميع الأصعدة بعد تخلي الإمارة الإسلامية عن السيطرة على المدن .
ومن ناحية أخرى فإن المتابع للأحداث لا يمكن أن يصف الحملة الصليبية على أفغانستان إلا بالإخفاق، فهي حددت عدة أهداف لحملتها الصليبية.
أولها : القبض على قادة الطالبان والقاعدة ومحاكمتهم، أو تصفيتهم .
ثانيها : ضرب الإرهاب وتدمير بنيته التحتية، لضمان الأمن للمصالح والأراضي الأمريكية .
ثالثها : استبدال نظام طالبان بنظام يراعي حقوق الإنسان ويحفظ الأمن في ضل الانتعاش الاقتصادي وتحسن المعيشة المدنية، عبر حكومة ديموقراطية شعبية .
رابعها : إحلال الأمن والاستقرار في منطقة آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا، والتي تعاني من اضطرابات سياسية مزمنة .
هذه هي الأهداف المعلنة للحملة الصليبية وإن كنا نؤكد أن الهدف الأول هو الهدف العقدي الديني لقول الله تعالى [ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا] وقوله [ ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم] وهناك أهداف سياسية ونفطية في آسيا الوسطى لها تأثير كبير على هذه الروح الصليبية العدوانية.
ورغم أن بوش هو الذي أعلن تلك الأهداف الأربعة لحملته، إلا أنه تنصل من هذه الأهداف التي حددها هو بنفسه عندما فشل في تحقيقها، وأما زعم العسكريين الأمريكيين بأنهم حققوا ما تحركوا من أجله لا يعد إلا زعماً تكذبه تصريحاتهم الأولى ويكذبه الواقع أيضًا.
فقيادات المجاهدين بفضل الله تعالى تنعم بالصحة والعافية وتوجه مجموعات المجاهدين حيث أرادت، علمًا أن المجاهدين لا يعدون قضية قتل ذلك القائد أو أسره قضية مصيرية بالنسبة لهم، فهم أعدو أنفسهم ليواصلوا جهادهم بوجود القادة الحاليين أو بغيرهم من القادة، ولكل قائد خلفه والله يختار ما يشاء ونحن على العهد ماضون .
أما ضربهم للإرهاب وتدمير بنيته التحتيه، فهذه سذاجة من الصليبيين عندما ظنوا بأن المجاهدين الذين قرروا أن يواجهوا العالم قد دار في خلدهم أن يستقروا في بلد، فهم على علم بأن الأرض قاطبة ستحاربهم فأعدوا أنفسهم لمثل تلك الظروف، وجعلوا قيادتهم وإدارتهم متحركة ومتغيرة تبعاً لتغير الظروف والزمان والمكان، فلا أمريكا ضربت ما تسميه بالإرهاب ولا هي التي أوقفت جهوده، فالأمن الأمريكي لزال مهدداً وأوامر تخفيض درجة التأهب داخل أمريكا صدرت أمس الأول، وهي تترقب الضربات في كل يوم، وبات من المؤكد لدى الأمن الأمريكي بحتمية الضربة ولكن متى وأين وكيف؟ هذا هو السؤال المطروح عليهم، فالحملة الأمريكية على أفغانستان لم تزد أمريكا إلا رعباً في داخل أراضيها، وعلى الصعيد الخارجي فخسائرها في أفغانستان تزداد يوماً بعد يوم، ومصالحها في كل الأقطار مهددة بكافة الأخطار، ومن المفارقات المضحكة أنه في يوم ذكرى الضربات المباركة في 11/9 يعلن بوش أنه انتصر على الإرهاب، وهو الذي أعطى الأوامر للقوات المسلحة الأمريكية في نفس اليوم بأن تتأهب لدرجة اللون البرتقالي، وأعطى الأوامر بإغلاق أربعة عشر سفارة أمريكية في كافة أنحاء العالم، وأمر القوات المسلحة أن تنشر بطاريات الصواريخ حول وزارة الدفاع، وهو الأمر الذي لم تفعله أمريكا منذ الحرب العالمية، فكيف يزعم رئيسهم الانتصار على المجاهدين، وكيف يزعم العسكريون بأنهم حققوا هدفهم الثاني وهذا هو حالهم ؟
أما عن هدفهم بإعادة تأهيل أفغانستان تحت حكومة ديموقراطية تراعي حقوق الإنسان وتبسط الأمن وتحسّن المعيشة للشعب الأفغاني، وتعيد اللاجئين، فهذا الهدف باعتراف الأمم المتحدة هو أبعد عليهم من إحياء الموتى، ففي كل يوم تنادي الأمم المتحدة وينادي الأفغان الأمريكيون بأن الوضع يزداد سوء، ويعترف العالم كله أن الحكومة المشكّلة عبر حملة يزعمون بأنها ديموقراطية ليست إلا حكومة أمريكية مفروضة مرفوضة أيضًا .
فبعد مرور سنة تقريباً من الحملة الصليبية، ساءت الظروف ولم تتحسن كما توقع الناس، وبرزت مشكلات كثيرة لم تكن موجودة من قبل، وازداد كره الناس لأمريكا وعداؤهم لها في المنطقة ،كما تدهورت الأوضاع بالنسبة لأمريكا على جميع الأصعدة .
الوضع العسكري
إن المتابع للوضع الأفغاني ليس عبر العدسة الأمريكية أو العميلة لها، لا يلاحظ جلياً ازدياداً متنامياً في مستوى وعدد العمليات العسكرية ضد الغزاة الصليبيين لأفغانستان وعملائهم المحلين، فيقدر تعداد القتلى فقط من الصليبيين وعملائهم خلال عام كامل ما يقرب من 8000 جندي أكثر من ربعهم من القوات الصليبية، إلا أنه وبعد مرور عام فقد دخلت حركة المقاومة الجهادية للصليبيين مرحلة جديدة ، تمكن المجاهدون بفضل الله تعالى من إدخال جميع طبقات المجتمع ضمن حركة الجهاد الإسلامي ضد المحتل الصليبي .
ويمكن لنا أن نستعرض بعض الجوانب العسكرية التي تبين من خلال الاستعراض حجم نجاح المجاهدين لاستنزاف الغزاة، وحجم الإخفاق الصليبي في السيطرة على الواضع الأفغاني على جميع الأصعدة تقريبًا.
فبعد خروج المجاهدين من المدن في آواخر رمضان الماضي وفق نظرة استراتيجية للإيقاع بالعدو وتقليل الخسائر في صفوف المجاهدين، أحس العدو بنشوة الانتصار وقرر أن يحتفل بالنصر في كابل ظناً منه أن هذا هو آخر المطاف، إلا أن المجاهدين في نظرهم أنهم لم يدخلوا المرحلة الحاسمة بعد، ولم يدخلوا المعارك الطاحنة مع الغزاة، فتغير وضع المجاهدين إلى حد كبير فمن مرحلة إخلاء المدن بأقل الخسائر ثم تأمين القواعد المتحركة والإعداد إلى مرحلة الاستطلاع والرصد إلى مرحلة الحشد والتجهيز، ثم بدأ المجاهدون ينطلقون بعمليات متوازية لا يمكن للعدو أبداً أن يوجد حلاً لإيقافها إلا أن يبتعد عن المنطقة وينسحب، أو يحول عملياته البرية إلى طلعات جوية لضرب المجاهدين، إلا أن المشكلة التي تواجه الطيران هي عدم معرفته لقواعد المجاهدين ولا لتجمعاتهم .
وعلى المستوى الشعبي فقد رافق القصف الأمريكي الهمجي تدن شديد في مستوى نفسيات الشعب الأفغاني من جراء القصف والتدمير الذي لحق بالشعب، إضافة إلى الجوع والجفاف الذي أهلكه قبل القصف بثلاث سنوات، إلا أن الشعب الأفغاني تعافى من تلك الصدمة واستعاد قواه والتقط أنفاسه بعد مرور سنة على الحملة الصليبية وذهب ذلك الوهن، وقررت طبقات الشعب والقبائل أن يدخلوا في صفوف المجاهدين أو يعينوهم بما يستطيعون، فلم تعد المقاومة حكراً على قوات الإمارة الإسلامية والأنصار من القاعدة، فقد تجاوزت إلى أطراف مخلصة عدة ربما تشمل الشعب الأفغاني كله خلال الأشهر القادمة بإذن الله تعالى .
ومما دفع الشعب الأفغاني للدخول في صفوف المجاهدين عدة عوامل منها :
تحريض المجاهدين لعموم الشعب ومخاطبة وازعه الإيماني عن طريق البيانات والفتاوى والأشرطة والكتب، ليشاركوا في الجهاد حسب الجهد والطاقة .
ومما حرضهم أيضاً تلك العمليات الاستشهادية الجريئة التي ينفذها المجاهدون وهم شباب في مقتبل أعمارهم ليثبتوا للمسلمين من خلالها كيف يمكن أن يصنع رجل واحد بقافلة عسكرية مدججة بأحدث الأسلحة تحميها الطائرات.
ومما زاد حالة الغليان الشعبي ضد المحتل سقوط تلك الشعارات الزائفة التي لبسها الصليبيون وعملاؤهم قبل غزوهم لأفغانستان، فدخلوا تحت شعار إعادة الأمن وإحلال السلام ورفع مستوى المعيشة للأفغان ورفع الظلم والاضطهاد عن الشعب وعن المرأة خاصة، إلا أن كل تلك الشعارات تبددت مع أول يوم نزل فيها الغزاة أرض أفغانستان، فزاد الوضع الأمني سوءً، وازداد القتال بين العملاء وبين القبائل أيضاً، ولم يزدد الأفغان إلا فقراً باستثناء من يدور في فلك قادة مليشيات التحالف، وزاد الاضطهاد لاسيما على العرق البشتوني في وسط وشمال أفغانستان، واستخدمت تحت نظر الصليبيين أبشع وسائل الإبادة والتهجير ضدهم، ورغم تصدير المرأة في المؤتمرات وحفاوة الصليبيين بعاهرات أفغانستان، إلا أن حفاوتهم لم تزد المرأة الأفغانية إلا دونية وإذلالاً، فبعد أن فرضت الإمارة الإسلامية أنظمة شرعية لحماية حقوق المرأة وصيانتها وإلغاء الأعراف القبلية المخالفة للشريعة والتي تظلم المرأة ، جاء الصليبيون بقوانيهم الوضعية واستباحوا حرمة المرأة وخدعوها بشعراتهم فأصبحت سلعة تباع وتشترى وتستخدم كما يستخدم المرء سقط المتاع.
زد على ذلك تلك الجرائم الحربية المنظمة التي ترتكبها القوات الصليبية في حق الشعب الأفغاني، وخاصة في مناطق البشتون، فقد عمدت إلى إذلال الأهالي وزعماء القبائل والاستهانة بالدين والأعراف والتقاليد الأفغانية، مما ساعد على انتشار روح المقاومة ضد الغزاة والأخذ بالثأر من الأجنبي المحتل .
كل هذه الأحوال المتدنية جعلت كثيراً من شعبنا المسلم يردد تلك المقولة الشهيرة نار الطالبان أرحم ألف مرة من جنة الصليبيين وعملائهم، وفضلت كثير من القبائل الدخول في الصراع لأنهم لم يعودوا يطيقون هذا الوضع المزري فالموت أرحم من حياة ذليلة.
وهذا الواقع دفع المجاهدين لاستثمار هذا السخط الشعبي واستثمار روح الفداء والانتقام من العدو لدى الشعب الأفغاني المسلم، فوفق الله المجاهدين لترتيب صفوف عامة الناس، مما أربك صفوف الصليبيين وعملائهم المنافقين بعد آثار القبول الواسع بين طبقات المجتمع لتوجيهات المجاهدين وفتاوى العلماء .
وسوف تزداد المقاومة في الأيام القادمة بإذن الله تعالى، فالجهود الأمريكية بدأت تثبت فشلها وتنصلها من الوضع شيئاً فشيئًا، والوضع الأمريكي العالمي يواجه عقبات عدة في جميع المجالات مما سينتج عنه انشغال أمريكي بغير القضية الأفغانية، وأهم تلك العقبات تعارض المصالح الأمريكية في أفغانستان مع مصالح دول المنطقة وخاصة المصالح الروسية والصينية ، لاسيما أن روسيا تحاول جاهدة إغراق أمريكا في المستنقع الأفغاني لتأخذ بثأر هزيمة الاتحاد السوفيتي سابقاً، والأهم بالنسبة للروس هو كسر الشوكة الأمريكية الساعية للسيطرة على آسيا الوسطى مهددة للسيادة الروسية والصينية على المنطقة، وإذا انضم إلى هذا تعارض السياسة الأمريكية مع كثير من طموح مليشيات التحالف الشمالي، وازدياد القتال بين تلك المليشيات لتوسيع سيطرة كل حزب على أكبر منطقة يمكن له الاستيلاء عليها، علماً أن غالبية مليشيات الشمال تربطها علاقات تبادل مصالح مشتركة مع روسيا وإيران وإخلاصها يتوجه لهاتين الدولتين، هذا الوضع سيتيح للمجاهدين وللشعب الأفغاني أن يحددوا بأنفسهم مصير الغزاة وعملائهم والذي لن يكون غير الموت إذا لم يخرجوا.
ورغم فشلهم في كل أهدافهم التي شنوا الحرب من أجلها فقد ازداد الصليبيون ارتباكاً على ارتباكهم حيث كانوا تائهين في أودية وجبال أفغانستان الوعرة بحثاً عن المجاهدين ليحققوا أي شيء يحفظ ماء وجوههم أمام العالم ، وقد ازداد هذا الارتباك وأسقط في أيدي الصليبيين مع تزايد كمائن المجاهدين وظهور بوادر الإخفاق وتصاعد روائح الجثث الأمريكية التي شمها الإعلام العالمي، هذا الوضع أجبر السفاح العجوز رامسفيلد ليعلن عن فشله ولكن بأسلوب شيطاني، حيث أعلن قبل أسبوع تحويل عمليات تعقب فلول القاعدة والطالبان ـ حسب تعبيره ـ من عمليات علنية إلى عمليات سرية، وقد تسلمت قوات [ الدلتا ] تلكم العمليات السرية وكأنها لم تكن هي التي تتلقى الصفعات منذ بداية الأحداث، وهذا الإعلان لا يعد إلا إعلان للفشل الصليبي في أفغانستان، فالكل يعرف بأن القوات الأمريكية مغرمة بالبطولات الهوليودية، فالجيش الأمريكي من أكثر الجيوش في العالم الذي يحرص على تضخيم دوره وخداع العالم بأنه أنجز آلاف المهام في وقت قياسي، وما عملية إنزال قندهار في بداية الحملة إلا إحدى أوجه النصر الهوليودي حيث ظهر أثناء عملية الإنزال أشجار الصنوبر التي لا تنبت في قندهار قاطبة فضلاً عن وجودها بقرب بيت أمير المؤمنين حفظه الله، فيصعب على جيش يصنع لنفسه البطولات عبر أفلام هوليود أن يفرض سرية على انتصاراته إن كان منتصرًا، ولكن السفاح العجوز أراد الانسحاب تدريجياً من أفغانستان بتحويل العمليات من علنية إلى سرية، وحينما يتسائل الإعلام والرأي العام الأمريكي عن حجم الإنجازات لوزارة الدفاع، فالجواب المسبق هو أن العمليات في مرحلتها الأخيرة والسرية ولا يمكن إطلاعكم على مجريات الأمور هناك، ومحاولة لصرف الأنظار عن الإخفاق في أفغانستان حرص غربان الإدارة الأمريكية على إشغال العالم بقضية أخرى تعطى من التضخيم الإعلامي ما يفوق حجمها بألف مرة كقضية العراق، فإذا دخلت أمريكا بتلك القضية المفتعلة، تفرض على الدول التي شاركت بحفظ الأمن في أفغانستان أن تزيد من قواتها، وتفرض على الدول التي لم تشارك أن تشارك بقرار من مجلس الأمن، وبالتالي تتنصل أمريكا من أفغانستان بحجة انشغالها بعدو قوي لتغرق جيوشاً أخرى في المستنقع الأفغاني لتخرج هي كما فعلت في الصومال ، وقد طالب وزير الدفاع الأمريكي في مطلع هذا الشهر دول [إيساف] أن تزيد من قواتها وتوسع رقعه الحماية الدولية من كابل إلى المدن الأخرى، وهو نفسه الذي رفض زيادة القوات الدولية وتوسيع الانتشار بعد احتلال كابل بثلاثة أشهر بحجة أن الوضع مقبل على الهدوء ولا داعي لزيادة القوات الدولية أو توسيع مشاركتها، وقال بأن هذه هي مهمة الجيش الأفغاني ونحن بصدد تشكيله بأسرع وقت، وقد شكل الجيش حقاً ولكن على الأوراق، فقد وقع الصليبيون في معضلة تشكيل الجيش الأفغاني، فهم بين نارين فليس أمامهم إلا عنصرين لتكوين ذلك الجيش، العنصر الأول عموم الشعب الأفغاني، والعنصر الثاني رجال المليشيات الأفغانية، فالعنصر الأول استطاع المجاهدون أن يخترقوا الجيش وذلك بالتطوع في صفوف الجيش، وقد نفذ المجاهدون المتطوعون في الجيش عدة عمليات كان من أشهرها عمليتي جرديز وقندهار والتي راح ضحيتها ما يقرب من 40 صليبياً بين قتيل وجريح ممن كانوا يدربون جنود الجيش، وأخطر العمليات التي نفذها المجاهدون تحت غطاء الجيش عملية اغتيال كرزاي في قندهار والتي نجا منها بأعجوبة بعد إصابة آغا بجراح بالغة عن طريق أحد المجاهدين الذي تطوع في الجيش، وإذا صرف الصليبيون النظر عن إدخال عموم الشعب في الجيش خشية اختراق المجاهدين للجيش، فليس أمامهم إلا رجال عصابات المليشيات، وهؤلاء لن يدينوا بالولاء لكرزاي بل إنهم سيبقون تحت قيادة أحزابهم وسيتحولن للقتال في صفوف أحزابهم فور الحاجة إليهم، وسيستخدمون مقدرات الجيش لصالح أحزابهم، وجميع قادة المليشيات الشمالية وعلى رأسهم وزير الدفاع يسعون جاهدين لإحباط أية محاولة جادة لإنشاء هذا الجيش لعلمهم بأن تشكيل الجيش سوف يهمش دورهم ويعطي لكرزاي خيارات أكبر في التصرف بأفغانستان، بعد هذه المعضلة الأفغانية في تشكيل الجيش عاد وزير الاعتداء الأمريكي، عندما أعيته ضربات المجاهدين المؤلمة عاد لينادي بما رفضه سابقًا، ولا يدل هذا إلا على تيقنه بأنه دخل مستنقعاً لن يخرج منه إلا جثة هامدة بإذن الله تعالى.
أما من ناحية الوضع الأمني والذي يزعم الصليبيون بأنه مستقر، فإن المطلع على الوضع يدرك بوضوح أنه لا توجد قوة أمنية موحدة لا في كابل ولا في أفغانستان، فالحكومة لا تملك قوة تمكنها من حفظ الأمن حتى لرئيسها فضلاً عن حفظ الأمن للعاصمة أو لأفغانستان، والقوات الدولية لا تمتلك من الخيارات والقوة إلا ما تحمي به السفارات والمرافق الدولية في العاصمة كابل فقط، فبلد مثل أفغانستان تعادل كمية الأسلحة الموجودة على أراضيه عشرة أضعاف تعداد السكان، ومئات الآلاف من أبناء الشعب يستطيع التعامل مع كافة أنواع الأسلحة والمتفجرات والألغام، هذه المعطيات تعقد المهام الأمنية للغزاة بفضل الله تعالى.
ومما يزيد الشعور باختلال الأمن وصعوبة السيطرة الأمنية على كابل فضلاً عن غيرها من المدن، تلك الهجمات المستمرة التي ينفذها المجاهدون ومن أكثرها أهمية محاولة اغتيال رئيس بلدية كابل كرزاي على يد المجاهد عبد الرحمن هو أحد الطلبة المشهود لهم بالخير والصلاح والجهاد في الأيام الماضية، وكانت محاولته وهو الذي انضم لقوات آغا لينفذ عملية اغتيال كرزاي أو جل آغا إذا تمكن من ذلك، وقد أتيحت له الفرصة عندما زار كرزاي قندهار فنفذ هجومه من سلاحه الشخصي على كرزاي والذي نجا بأعجوبة حيث أصيب آغا بإصابة بليغة، هذه الأوضاع الأمنية المتدنية التي لم يسلم منها أكبر شخصية عميلة في أفغانستان، تنذر بفشل كل الجهود الأمنية للقوات الغازية.
هذا على مستوى أمن الشخصيات أما على مستوى أمن المواقع فإن فندق الإنتركونتننتل في كابل يعد من أكثر الأماكن أمناً في العاصمة بعد السفارة الأمريكية، فهو المطبخ الذي تطبخ فيه السياسة الصليبية القذرة وهو المقر الذي تعقد فيه اللقاءات الرسمية والصحفية للصليبيين وعملائهم، وخاصة لقاءات الخائن زلماي خليل زاده الممثل الشخصي لقائد الصليبيين بوش وهو المبعوث الخاص لأفغانستان، وهو المحرك الحقيقي لرئيس بلدية كابل المدعو كرزاي.
هذا المقر المهم والذي يتمتع بحماية عالية نظراً لأهمية الشخصيات التي تدخله فإنه لم يسلم من ضربات المجاهدين، ففي مطلع هذا الشهر أطلق المجاهدون على هذا الفندق صاروخاً من نوع [بي.إم 107] أصاب الفندق إصابة مباشرة أحدث فيه أضراراً مادية كبيرة، وأطلق الصاروخ الثاني في نفس الوقت على مركز الشرطة المجاور للفندق.
ولم يكتف المجاهدون باستهداف هذا المقر الآمن في كابل حتى فجروا بعده بيوم عبوة ناسفة بالتفجير عن بعد في ضاحية دار الأمان في كابل، وقد استهدفوا دورية صليبية، وهذا الحي يعد من الأحياء الآمنة في كابل، إلا أن المجاهدين يحرصون كل الحرص على تنفيذ العمليات في أشد المواقع تحصيناً في العصامة كابل مثل محيط السفارة الأمريكية ومطار كابل، أو في غيرها من المدن كما قصفوا قبل عشرة أيام مطار جلال آباد المحصن بعشرة صواريخ ليلاً أصابت سبعة منها ثكنات مبيت الجنود الصليبيين مباشرة.
هذه العمليات المستمرة شبه اليومية وغيرها كثير التي تستهدف الصليبيين والمنافقين، كافية بإذن الله تعالى لإفشال أية جهود أمنية صليبية أو سيطرة على المنطقة، وفي حال استمرار وتيرة العمليات على هذا النحو وبهذا الاستنزاف المنظم فإن القوات الصليبية لن تطيق البقاء طويلاً تحت وطأة هذه الخسائر المتلاحقة والتي لا تملك معها أي أسلوب للدفاع عن نفسها أو التقليل منها، فكل برامجها العسكرية وخططها الأمنية فشلت، وقد استطاع المجاهدون عن طريق أسلوب حرب العصابات والتجمعات الصغيرة والقواعد المتحركة أن يحيدوا سلاح الطيران الصليبي الغاشم ويجعلوه راصداً فقط لحجم الخسائر الصليبية بعد كل عملية خاطفة، وأمريكا ومن وراءها لا يمكن أن يصبروا على هذا الحال وسوف يأتي اليوم التي تعلن فيه أمريكا انسحابها تحت أية ذريعة كانت وربما تحت ذريعة حاجتها لمزيد من الجنود لضرب العراق.
أما الوضع الأمني الجنائي فلا يمكن أن يوصف لسوئه، فهمُّ كل حزب حماية قادته ورجاله، وأصبح الشعب الأفغاني المسكين محاطاً بمجموعة من الذئاب فقادة المليشيات يحركون رجالهم ليبسطوا سيطرتهم على ما يروق لهم من أموال الناس، ورجال عصابات الجريمة المنظمة تحركوا بكل قوة من تحت مظلة المليشيات أيضًا، وتجار المخدرات أصابتهم الشراهة لانفلات الوضع الأمني، فقد ازدادت معدلات الجريمة بشكل مهول، فمن عمليات القتل إلى عمليات قطع الطرق إلى عمليات خطف الأطفال والاتجار بهم أو بأعضائهم إلى عمليات اغتصاب الغلمان والنساء حتى نساء الصليب الأحمر، إلى عمليات السرقة العشوائية والمنظمة، ومما يبين حجم الانفلات الأمني أن وصل الأمر إلى أن عصابة قطعت الطريق على مجموعة من السيارات في طريق جلال آباد كابل، وبعد فراغها من سلب الناس كل ما يملكون وفي طريق رجوعها إلى قواعدها، قطعت عصابة أخرى عليها الطريق وسلبت منها ما سلبته من الناس، ولهذا الوضع أصبح الرجال في بعض المدن والقرى يتناوبون على حراسة عوائلهم بالليل خشية سطو المسلحين عليهم، بعد أن كانوا يسافرون مع عوائلهم لأبعد المناطق في أفغانستان دون حاجة لحملة السلاح أيام الإمارة الإسلامية، والأوضاع الأمنية الجنائية مزرية للغاية ولا يمكن حصرها بتقرير أو تقارير فهي أكثر من أن تذكر، وهذا كله تأكيداً للوعود الصليبية لإحلال الأمن والقضاء على الجريمة وتجارة المخدرات التي زادت عشرات الأضعاف عما كانت عليه قبل الإمارة الإسلامية.
الوضع السياسي
بشكل عام لقد عاد الوضع السياسي في أفغانستان إلى حكومات الطوائف والأحزاب، فكل طائفة، وكل حزب عمل على إنشاء حكومة مستقلة ليس لها من أفغانستان إلا الاسم، فالناظر إلى خريطة أفغانستان يشاهد خطاً أحمراً يقال بأنه حدود أفغانستان مع دول الجوار، إلا أن حقيقة الأمر ليس كذلك فهناك دولتان في شمال أفغانستان ودولة في غربها وأخرى في وسطها وأخرى في شرقها ودولتان في جنوبها، وبالطبع على كل دولة من هذه الدول طائفة قائمة بإدراتها وفقاً لمصالحها الخاصة متجاهلة مصالح السلطة المركزية المهمشة في العاصمة، وكل تلك الحكومات المحلية تحاول إرضاء الغازي الصليبي لتنال الدعم الكافي للبقاء، وبالمقابل فإنها تلعب لحسابها مع أطراف أخرى لتعطي لنفسها أكبر قدر من مقومات البقاء، كما فعل آغا عندما تنازل عن مناطق حدودية شاسعة في منطقة [ويش] وسمح لباكستان أن تعيد سيطرتها عليها بعد أن وضعت الإمارة الإسلامية خطاً أرجعت خلفه القوات الباكستانية، فتنازل آغا عن هذه الحدود لم يكن عبر قرار لما يسمى بالحكومة المركزية، بل بقرار محلي من حكومة قندهار فقط، وكذلك فعل إسماعيل خان والي هيرات الغربية التي تقع على الحدود الأفغانية، فهو مستقل بقراراته السياسية والعسكرية، وهو بصدد إنشاء وحدات للقوات الخاصة وقد رفض أن يستلم منصب نائب الرئيس خشية إبعاده عن هيرات التي قرر أن يجعلها دولة مستقلة يؤسس فيها جيشاً مستقلاً لا يخضع للحكومة المركزية، وهو ينفق على دولته من عائدات الجمارك مع الحدود الإيرانية دون الرجوع إلى رئيس بلدية كابل، وهو عين ما يفعله كل من دستم رئيس دولة الولايات الشمالية وما يفعله شورى نظار بقيادة فهيم الذي يدير الولايات الشمالية الشرقية، ودستم وفهيم يتحركان باستقلالية عن كرزاي لتثبيت حكوماتهم على أنقاض أصحاب الجنسيات الأمريكية، وهذان الحزبان هما الأكثر انبطاحاً لروسيا بأسلوب لا يفقدهما الدعم الأمريكي ـ المؤقت ـ على حد تعبيرهما، وفي ظل هذا التمزق تعاني كابل من تقسيم السيطرة عليها بين أطراف عدة فالقوات الدولية من جانب وأصحاب الجنسيات الأمريكية من جانب آخر وقوات تحالف الشمال بأقسامها من جانب ثالث.
وهنا يتضح الفشل الأمريكي الذي حدد الهدف السياسي في [بون] وأنه عازم مع المجتمع الدولي أن يبني دولة حديثة على أنقاض فوضى الطالبان ـ على حد تعبيره ـ، فبعد مرور عام على الحملة الصليبية وتشكيل مجلس اللويا جرغا لم تتمكن أمريكا من تحقيق هدفها السياسي الذي نادت به، بل إنها فشلت فشلاً ذريعاً فدعت العالم لإسقاط حكومة موحدة، لإنشاء حكومة شعبية فإذا بها تنشئ سبع حكومات تتقاتل فيما بينها والضحية هو الشعب الأفغاني الذي زعم الصليبيون أنهم سيعيدون له الأمن والسلام ويتيحون له المشاركة في تشكيل الحكومة، إلا أنها فشلت في تحقيق أي من وعودها الوردية للشعب الأفغاني.
ومن جانب سياسي آخر فمع مرور الوقت على الاحتلال الصليبي يزداد عدد الأطراف التي تتدخل في الشئون الداخلية الأفغانية، ويزداد عدد المشاريع السياسية المقترحة من الدول لإحلال الأمن أو للمصالحة أو لإنشاء جيش وطني موحد أو لتوسيع نطاق انتشار القوات الدولية، ويكفي أن يوكل تدريب ضباط الجيش الأفغاني إلى الجيش الروسي وهو الجيش ذاته الذي دعم الضابط الشيوعيين الأفغان لتدمير أفغانستان والتمهيد للاجتياح السوفييتي، والسؤال الموجه لهذه المليشيات الشمالية التي زعمت أنها جاهدت الروس لتحرير الأرض، لماذا حرصتم على إعادة الجيش الروسي لتدريبكم من جديد بعد أن بذلتم الدماء كما تزعمون لإخراجه ؟ .
الوضع الاقتصادي ..
لقد حرص الصليبيون على أسر أفغانستان اقتصاديًا، فالاحتلال دائماً إذا أراد أن يدخل أرضاً عمل على إضعافها اقتصادياً ليتمكن من السيطرة عليها عسكرياً، وحينما يسيطر عليها يسعى جاهداً لربط اقتصادها به بشكل كامل لتكون أسيرة لسياسته، فبعد أن شددت أمريكا الحصار الاقتصادي على أفغانستان أثناء حكم الإمارة الإسلامية، وضخت إبان حصارها لأفغانستان كميات هائلة من الروبيات الأفغانية المزورة للسوق الأفغانية لتضرب اقتصاده، وصادرت ملايين الدولارات التابعة للإمارة الإسلامية في مساهماتها الخارجية، هاهي تعود اليوم محاولة تشكيل الاقتصاد الأفغاني لتجمع خيوطه بيدها لترفعه وتخفضه على حسب مصالحها السياسية والعسكرية، فأول خطوات السيطرة لابد أن تكون منع استقلال السياسة الاقتصادية الأفغانية، ولهذا فقد عينت وزيراً للمالية في حكومة كـابل [الكرتونية] هو [أشرف غني أحمد زي] وهو موظف سابق لدى البنك الدولي، وهو حريص على رهن أفغانستان بالكامل لدى البنك الدولي [الأمريكي]، ثم قررت أمريكا تغير العملة الأفغانية لتتحول المصادر المالية بأيدي حلفائها فقط وتخرج من أيدي الحكومات الإقليمية المتفرقة، كما فرضت أنظمة اقتصادية أعلن على إثرها كرزاي بأن السوق الأفغانية هي سوق حرة مفتوحة، لتتمكن الشركات الأمريكية فقط من السيطرة على الاقتصاد الأفغاني لتكون أمريكا المحرك الوحيد للسياسة الأفغانية في حال انتعاش السوق الأفغاني.
وعلى صعيد آخر فإن المساعدات الاقتصادية والتي تقدر خلال العام الماضي بأربعة مليارات ونصف المليار دولار والتي قررت الدول المانحة كذباً في طوكيو منحها لأفغانستان لإعادة التعمير، لم يصل منها شيء يذكر، بل إن الأموال القليلة التي وصلت تم صرفها لشراء ولاءات قادت الحرب الأفغان لصالح كرزاي، وتم صرف الجزء الأكبر منها على القوات الدولية [ إيساف ] المكلفة بحفظ الأمن في كابل، ولم يبدأ أي مشروع لتعمير البنية التحتية التي دمرتها الغارات الصليبية في أفغانستان، وكل ما يعلن إنما هي أكاذيب زائفة لا رصيد لها من الواقع، علماً أن المبلغ الممنوح للسنة الأولى كاف لتعمير نصف أفغانستان وإعادة كافة طرقها في غضون عام واحد، ولكن العدو الأمريكي ليس من عادته أن يعمر فهو متخصص فقط بتدمير بلاد المسلمين ولا شأن له بالتعمير إلا عن طريق دعايات جوفاء، وقد صرح عضو الكونجرس الأمريكي [لانتوس] قائلاً : 'لقد تحملنا العبء العسكري، ولن نتحمل عبء إعادة البناء لأفغانستان أيضًا.
وفي ظل هذه الظروف الاقتصادية المتدنية فقد استغلت إيران هذا الوضع لتصدير الثورة الرافضية فعملت على دعم إسماعيل خان ودعم حزب الوحدة الرافضي اقتصادياً لتعبيد الطرق، وأهمها الطريق الإسفلتي الممتد من منطقة 'إسلام قلعة' على الحدود الإيرانية إلى مدينة هرات، ومع بدء تنفيذ هذا المشروع فقد بدأت أيضاً بتنفيذ مشروع تزويد مدينة هرات بالكهرباء، وهذا الدعم الاقتصادي زاد من النشاط الثقافي الرافضي في الولايات الغربية، كما وجهت إلى هرات بثاً تلفزيونياً لأهالي المنطقة الحدودية، وأرسلت الكتب والدعاة، وأعطت المنح الدراسية لشباب المنطقة، كما أتاحت للمحاضرين في جامعة هيرات إكمال الدراسات العليا في إيران.
أما المشروع الاقتصادي النفطي الأكبر والذي دندنت حوله الشركات الأمريكية على عهد الإمارة الإسلامية فهو مشروع مد خط أنابيب النفط والغاز من تركمنستان عبر أفغانستان إلى الخليج، وهو المشروع الذي توقع المراقبون أن يكون أول المشاريع تنفيذاً بعد تشكيل حكومة كرزاي، وقد عزى المحللون الاقتصاديون أن التحركات الأمريكية ضد الإمارة الإسلامية إنما كان هدفها هذا المشروع الضخم، ولكن كل هذه الآمال والطموحات الأمريكية ذهبت أدراج الرياح عندما تأكدت أنها لا يمكن أن تحمي قواعدها العسكرية وسفارتها في أفغانستان فضلاً عن حماية مشروع خط أنابيب يمتد من أقصى شمال أفغانستان إلى أقصى جنوبها، فقد تبددت هذه الطموح في ظل هذا الوضع الأمني السيئ جداً بالنسبة للأطماع الأمريكية.
ولم تتبدد الطموحات الأمريكية الاقتصادية جراء هذا الوضع فحسب، بل تبددت كل الطموحات الأفغانية التي صدقت بأن الغزاة الصليبيين سيبسطون الأمن، وسوف يتحسن الوضع المعيشي والاقتصادي للشعب الذي عانى من الحصار لخمس سنوات وعانى من الجفاف والمجاعة، إلا أن وعود المساعدات باتت سرابًا، وعملية التعمير أصبحت تدميرًا، والازدهار والرخاء صار تقشفاً وشده، وعمليات إعادة اللاجئين أصبحت هجرة معاكسة لسوء الأوضاع، ولازال قتل الأبرياء مستمراً والنهب والسلب على أشده والقوات الصليبية تهين الشعب بكل السبل، ومن تبددت آماله بالمساعدات فقد راجع نفسه فوجد أن طرد الغزاة وعملائهم هو أول طريق الرخاء والازدهار وعودة الأمن، كما كان عليه في عهد الإمارة.
الوضع الاجتماعي والديني
لقد علم الغزاة الصليبيون بأن قوة الأفغان تكمن في دينهم وترابطهم الاجتماعي، فقرروا حرب الوازع الديني والعمل على تفكيك الروابط الاجتماعية والقبلية للشعب الأفغاني.
فأول الحملات التي شنوها بعد الحملة العسكرية كانت حملة موجهة ضد الدين وتهدف إلى تغريب الشعب الأفغاني وإفساد المرأة الأفغانية خاصة، وتمكنوا من إيجاد عناصر نسائية أفغانية فاسدة كانت تقبع في مواخير أمريكا وروما وبريطانيا وألمانيا، فجعلوا تلك العناصر الفاسدة طليعة وفد التغريب ، ففرضوا في بون إدخال العناصر النسائية في الحكومة دون أية مؤهلات لتلك العناصر الفاسدة ، بل إن بعضهن لم تتجاوز الصفوف التمهيدية الخمس الأولى في الدراسة، وتم فرض العنصر النسائي الفاسد على حكومة بون، ثم فرضوا عدداً أكبر على مجلس الأعيان [لويا جرغا]، وأعطيت مشاركة المرأة أكبر من حجمها وضخمت قضيتها ورافقها زخم إعلامي هائل ممزوجاً بالتحرر من الحجاب والعفة والأخلاق كافة.
واستمر الغزو الصليبي فاستمات الصليبيون لإعادة البث التلفزيوني من أول أسبوع نزلوا فيه إلى كابل قبل أن يعاد فتح المستشفيات المدمرة التي يحتاجها كل السكان، وبدأ البث التلفزيوني عبر فتيات أفغانيات متبرجات، واستمرت الأغاني والأفلام الأجنبية التي تدور حول قصص الغرام والخيانات الزوجية والمخدرات والجريمة، حتى تشبع الشباب الأفغاني بتلك الأفكار، وما أن لبث الشباب يشاهد تلك المظاهر عبر الشاشات حتى تحققت على أرض الواقع أمامه، ففتحت المسارح والسينما، والمقاهي التي تدير حفلات الرقص النسائية غالباً تحت حراسة دولية، وكثرت مواخير الدعارة في العاصمة، وبدأ التجار ببيع الأفلام والمجلات والصور الإباحية على الشباب في العلن، وتزايد الغزو الفكري والثقافي والديني، انتشرت الهيئات التنصيرية في طول أفغانستان وعرضها تحت مضلة الأمم المتحدة، فتحت دور التعليم تحت رعاية الصليبيين، حرص الصليبيون على دور تعليم الفتيات قبل أن يوفروا مقاعد دراسية للفتيان، اشتد الغزو الصليبي الأخلاقي والديني ولا زال.
إلا أن المجاهدين لم يقفوا عند هذه الحملة مكتوفي الأيدي، فقد استهدفوا مراكز الإفساد والتنصير، وقاموا بتنفيذ عدة عمليات رادعة على المنظمات الصليبية ودور الدعارة، سواءً في خوست أو في قندهار أو في كابل، وكان من آخر ما نفذه المجاهدون تفجيراً ضخماً للسينما في حي شهرنو في مركز العاصمة كابل كإنذار لمن يسعون في الأرض فساداً في هذا البلد المسلم، وقد تمت العملية ليلاً بعد إغلاقه لتلافي وقوع الأبرياء.
كما نفذ المجاهدون عمليتي تفجير إحداها لعبوة ناسفة قرب إحدى مؤسسات الأمم المتحدة في كابل وهذا هو التفجير التاسع لمؤسسات الأمم المتحدة التي جاءت كوجه آخر للغزو الصليبي لبلاد المسلمين وهي تعمل على إذلال شعبنا المسلم للغزو الصليبي عن طريق مجالات التعليم والغذاء والصحة، ومن أكثر العمليات إضراراً بتلك المؤسسات الصليبية ما نفذه المجاهدون من تفجير ضد مؤسسة [آكلو] التابعة للأمم المتحدة في جلال آباد، وقد راح ضحية هذا التفجير 25 جندياً من المنافقين التابعين لحضرت علي المسئول العسكري في جلال آباد، وقتل وأصيب عدد من العاملين بها من الصليبيين لا يعرف عددهم وتضررت المؤسسة أضراراً بالغة، وآخر العمليات كانت تفجير لمؤسسة أممية في غزني كانت ناشطة في دعوة أبناء الشعب إلى النصرانية وإلى الفساد والانحلال.
ولوضوح دور تلك المنظمات الإفسادي والتنصيري لدى المجاهدين فإننا نعتبرها جزء من القوات الصليبية إذا لم يكفوا عن هذه السياسات المساندة للغزاة، ويرى المجاهدون أن استهداف دور الفجور والفساد والمنظمات الصليبية سيجبرهم على إغلاقها، وأقل ما في الأمر أن تتحول دور الفجور والفساد والمنظمات الصليبية إلى مراكز عسكرية يشدد الأمن حولها مما سيسبب نفور الناس منها لتلك الإجراءات الأمنية.
وقد زادت في الآونة الأخيرة الهجمة الأمريكية على الزي الإسلامي الأفغاني سواءً للنساء أو الرجال، وبدأ ازدراء بعض الشعائر الدينية مثل اللحية وصلاة الجماعة والعفة عن المحرمات كالدخان والحشيش والخمور وغيرها، أملاً منهم أن يتحول الشعب إلى شعب علماني لا يهمه إلا شهوته .
ولم يكتف الصليبيون بدعم زراعة المخدرات وحراسة مقاهي بيع الخمور ودور الفساد والدعارة، حتى تحولوا إلى أمر أشد خطراً من هذه الأمور فقد حرصوا على دعم الديانات الكفرية الأخرى وشيدوا لها المعابد كالهندوسية والسيخية والرافضية وغيرها من العقائد الفاسدة، ودعموا انتشار أكثر الطرق الصوفية كفراً عن طريق وزارة الشئون الإسلامية، ولديهم مشروع ضخم لإعادة إعمار تماثيل بوذا وغيرها من التماثيل والأضرحة التي دمرتها الإمارة الإسلامية، وبالمقابل فقد ضيقوا بشدة على العلماء وطلبة العلم أصحاب المنهج الصحيح، وخاصة من عرف بدعمه للإمارة الإسلامية، فتلصق به تهمة الانتماء للقاعدة ويتم اعتقاله ونقله لجهات غير معلومة، ومن آخر فضائعهم ضد طلبة العلم أن قبضوا في قندهار على أحد الطلبة ويدعى عبد الرحيم وهو من المجاهدين، واتهموه بالإفساد والانتماء للقاعدة، فقام رجال آغا لعنه الله يفقئ عينيه وقتلوه وصلبوه لعدة أيام في قندهار، وقالوا هذا جزاء من سار على دربه في محاولة لصد الناس عن هذا المنهج، إلا أن الناس ولله الحمد ثاروا وخطب بعض الخطباء استنكاراً لهذا الفعل ومطالباً بالأخذ بثأره وهو معروف بصلاحه وعلمه بين الناس، وهذه الممارسات البشعة لايمكن أن تمارس على أشد الناس كفراً، حتى الاحتفال بالكريسمس النصراني فقد نشروه بقوة في العاصمة وحاولوا جاهدين أن يشارك الأطفال معهم في هذه الاحتفالات وعمت أشجار الصنوبر وصور [بابا نويل] كابل في تلك الأيام، في محاولة منهم لإفساد العقائد وطمس معالم الدين الحق.
أما محاولة تفكيك المجتمع وإضعاف الروابط الاجتماعية، فقد لاقت هذه الجوانب اهتماماً من قبل الصليبيين، فحاولوا جاهدين أن يكون ولاء الشعب للمصلحة وللأموال ، وحاولوا استخدام بعض قادة القبائل ضد قبائلهم، واستخدام البشتون ضد بعضهم البعض، إلا أنهم فشلوا في هذه المحاولة، ثم حاولوا جاهدين خلق النزاعات القومية بين القبائل التي لا تساندهم أملاً منهم أن يؤدي ذلك إلى إضعاف ولائهم لبعضهم البعض ولكنهم فشلوا إلى حد كبير، مما اضطرهم الأمر إلى استخدام البنشيريين لتنفيذ بعض المهام العسكرية في مناطق البشتون مما زاد من تلاحم البشتون وعدائهم للحكومة وأمريكا، وقد قاموا بتعيين بعض الولاة من المناطق الأخرى على قبائل منطقة مناوئة لها، كتعين محمد وردك على قبائل جرديز وخوست، وهو من وردك وليس من تلك المنطقة، وهذا مما أفشل خططهم وأثار النعارات القبلية من جديد وزاد من التماسك القبلي الذي أفاد المجاهدين كثيراً ولله الحمد .
ختامًا
فإننا نطالب المسلمين في كل بقاع الأرض أن يساندوا المجاهدين بكل ما يملكون، ولن يعدموا أن يساندوهم بالدعاء وهو أهمها، وليعلم جميع المسلمين بل والعالم كله بأن خطر أمريكا سيضر العالم كله، ولا سبيل للتخلص من أمريكا إلا بإغراقها في أفغانستان وتدمير جيوشها واستنزافها عسكرياً واقتصاديًا، وحينما تنتصر في أفغانستان فسيمتد شرها العسكري الغاشم لكل بقاع الأرض، وقد سنحت الظروف للتخلص من هذا العدو الصليبي الغاشم، فنطالب المسلمين أن يكونوا على قلب رجل واحد ضد هذا العدو الغاشم.
فقد ظهرت ولله الحمد والمنة بوادر الإخفاق الصليبي بعد عام من الغزو، ولا يسع المطلع إلا أن يقول بأن الصليبيين قد دخلوا في دوامة وزوبعة ستهلكهم جميعاً عاجلاً بإذن الله تعالى، فأفغانستان وضعها أشبه ما يكون بالرمال المتحركة التي تبتلع كل سائر فوقها، ثم تعود كما كانت دون أن يبدو عليها آثار ابتلاعها لهم، وعن قريب بإذن الله تعالى سوف يفرح العالم بابتلاع أفغانستان لجيش أكبر حملة صليبية عرفها التاريخ، [ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبًا].
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 10:52 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube