المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 24/09/2002, 05:57 AM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
علمها عند ربي........... الشيخ سلمان العودة

علمها عند ربي

سلمان بن فهد العودة 22/09/2002

حينما كنت أهم بإعداد مادة لمقالي هذا الأسبوع ، كان الموضوع الحاضر في الذهن هو أحاديث الفتن والطريقة السليمة لقراءتها والتعامل معها.
وقد حسم هذا الخيار مجموعة من رسائل الإخوة الأفاضل تستفسر عن مثل هذا الأقاويل المتناقلة في المواقع والمنتديات ، ونصيبها من الصدق .. وكيف الموقف منهـا ومن مثيلاتها.
وقد جاء في السنة طائفة كبيرة أصطلح على تسميته بـ ( أحاديث الفتن ) وهي تتعلق بأخبار آخر الزمان وما يقع فيه، والقتال الملاحم ونحو هذا .

ويلحظ أولاً :أن في هذا الباب الصحيح وغيره ، والضعف عليها أغلب ، ولذا تجد الكتب المتخصصة في الفتن مظنة للضعيف ، ككتاب نعيم بن حماد وأبي عمرو الداني وابن كثير وغيرهم كثير ، وإن كان يقع فيها الصحيح ، وفي البخاري ومسلم طرف وافر من ذلك .
والتحقق من صحة الحديث شرط في اعتباره ، وإن كان ا لسياق المتعلق بالاعتقاد أو بالحلال والحرام ، والأصول عامة أوكد في التحري من أبواب الفضائل والفتن والسير وغيرها.
لكن يقع لبعض القراء تساهل مرذول في سوق روايات التوراة والإنجيل وسفر دانيال وكتب التنجيم والتنبؤات جنباً إلى جنب مع الأحاديث النبوية ، بزعم أنها تعززها ، وهذا يكشف هشاشة المنهج العلمي لدى الكثيرين وخضوعه للذوق والعاطفية .
ثم إن فهم هذا الذي صح منها وتنزيله على محله هو من المواقع الخطرة التي يستزل الشيطان فيها بعض المؤمنين .
وإذا كان الخلاف يقع في المسائل العلمية الظاهرة فكيف بالمسائل الغيبية المستقبلية الغامضة ؟!
لكن يقع أن بعض المتورعين عن الخوض في مسائل الفروع البينة بحجة أن لا علم لديهم ويهجمون على اللون الآخر بلا تأنٍ ، ولا روية ، ولا يستحضرون هيبة الشريعة فيها كما يستحضرونها في غيرها ، وقد كان من الشراح وأهل العلم السابقين من يقع لهم نوع استعجال في بعض علامات الساعة وأشراطها ، ربما بسبب قوة اليقين وقصر الأمل، ولكن لا يتعدى هذا لديهم الاستعداد للمعاد وذم أهل الزمان ونحو هذا.
لكن لم يتجرأ أحد ممن يعتد به في تحديد التواريخ وتقحم حرمة الغيب وتعريض نصوص الوحي للبس والريبة والشك لدى عوام المسلمين .
وهذه ثانية .

أما الثالثة فإن أحاديث الفتن لا تنسخ المحكم من الشريعة ، بل المؤمن: مطالب بالعمل به ، وإجرائه على وجهه حتى يقوم يقين قاطع بخلافه .
وجانب الأصل قوي ثابت عزيز لا ينتقل عنه إلا بمثله ، وليس من التقيد بسلطان الشريعة أن يدع المرء مخالطة الناس وأمرهم ونهيهم وتعليمهم اتكاءً على أحاديث الاعتزال عند فساد الزمان مثلاً لمجرد شعور عارض ، وإن كان هذا قد يقع بالنظر إلى حال شخص بعينه ، أوفي زمان ومكان خاص ، وليس بالنظر إلى عموم الأمة .
فمن الخلل البيّن أن تبنى مواقف دعم ومساندة ، أو انقطاع وإغفال ، أو حمدٍ أو ذم أو غير هذا لمجرد خاطر عرض في الذهن أن هذا قد يكون هو ما أخبرت به الأحاديث ، بل يبنى هذا على قاعدة الشريعة في الولاء والبراء والحب والنصرة والمصلحة ونحو ذلك .

ورابعاً:فإن هذا الباب مزلة أقدام ومظلة أفهام كما قيل ، ولا يحسن التشاغل به إلا للحذاق المتقنين من علماء الحديث والسنة والفقه في الدين .
وبعض الكتبة صيروا أحاديث الفتن وأشراط الساعة كتركيبة لعب الأطفال يحاولها من هنا ومن هنا حتى يبدو له أنها طاوعته وأذعنت له ، ويختصر بهذا بحوثاً عريضة في تحديد الأشراط وتمييز كبيرها من صغيرها ، وترتيب حدوثها وتسلسلها ، وتثبيت صحيحها من سقيمها .
ولست أرى وجهاً من الأهمية للإلحاح على هذه المسائل سوى استعجال الغيب , والبرم بالواقع , والنقص في تحري الأسباب الصحيحة , وضعف التوكل على الله .
إن ثمت مقامات حصينة ذات خطورة بالغة , يجب الحذر من مقاربتها لئلا يلتبس على الناس دينهم , مثل دعوى الساعة ومحاولة تحديدها .
ولا يغني في ذلك دعوى إجماع المؤرخين على أعمار الأمم السابقة , فمن نقل هذا الإجماع ؟ وما مدى صحته ؟ وما مدى دقته , وقد جرت عادتهم على جبر الكسور والاكتفاء بالرقم الكلي , والاختلاف في أصول بعض الحوادث التاريخية , وترتيب بعثة بعض الأنبياء .
وهل إجماع المؤرخين يدخل في الاستدلال الشرعي ؟ !
ولا يغني أن يقول أحد : إن أبعد حدٍ لقيام الساعة هو نهاية القرن مثلاً , وأقرب حدٍ هو غداً ؛ لأن معناه أن الناس الذين قد يشهدون نهاية القرن سيقطعون بأن الساعة بالنسبة لهم تقع غدًا .
إن المحكم من كتاب الله تعالى لم يدع مجالاً للإدعاء أو التلصص على هذا الغيب الرباني المغلق .
قال تعالى : " يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون "[الأعراف: 187]
ومثل هذا المعنى في سورة يوسف (107) والنحل (77) ولقمان (34) والأحزاب(63) وفصلت (47) والزخرف (85) , وغيرها .
فهل ننتظر بياناً أشفى وأكفى من هذا , أو نهياً وزجراً عن التعرض لمقام الغيب بمحاولة أو ادعاء ؟
ويقول سبحانه وتعالى : " إن الساعة آتية أكاد أخفيها ..."[طه:15] .
قال جماعة من أهل التفسير : أكاد أخفيها من نفسي .
وهذا منقول عن ابن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد وآخرين .
وقرأ ابن مسعود وأبي بن كعب وغيرهم : أكاد أخفيها من نفسي .
قال الفراء : المعنى : فكيف أظهركم عليها ؟
وقال المبرد : وهذا على عادة العرب ؛ فإنهم يقولون إذا بالغوا في كتمان الشيء : كتمته حتى من نفسي , أي : لم أطلع عليه أحداً ...
والنصوص القرآنية في هذا الباب متوافرة ظاهرة المعنى فكيف يغفل عنها أهل القرآن ويتلبسهم وهمٌ ليس له أثارة من علم ولا هدى ولا كتاب منير ؟!
أو لست ترى من العجب أن يحصل لبعض أهل الإسلام شكوك في هذه المسائل تتردد على عقولهم فيبدؤون فيها ويعيدون حتى يظنوها من اليقين , ولأدنى ملابسة أو شبهة , وما هي من اليقين بسبيل , ثم قد يضعف يقينهم في مسائل ضرورية محكمة تعبدوا باعتقادها علماً , أو بإيقاعها عملاً !
أتراهم انساقوا مع ما عليه بعض أهل الكتاب من الولع بالغيب والتعلق بالنبؤات العقلية المجردة , واللهث وراء الخرص والحدس , وتوقع المفاجآت الخارقة , مع العزوف عن الأسباب ؟
فما بالهم إذا لم يحذوا حذوهم في امتلاك ناصية العلم واكتشاف السنن والنواميس المودعة في الطبيعة والكون وتسخيرها لتحقيق خدمة الناس , وتسهيل مصالحهم أو تحصيل القوة التي بها يحمون ديارهم وذمارهم ؟
أم تراه اليأس والإحباط الذي استولى على النفوس فلم يعد لديها همة أو طموح أو تطلع في العمل والمدافعة والإصلاح ، وصارت تكتفي بالترقب والانتظار , وكأن لا بارقة أملٍ في الوجود , ولا وميض نور في الأفق فلنخلد إلى حلم لذيذٍ ندافع به مرارة الواقع .
إن المؤمن الصادق هو الأولى بالصبر والمصابرة والمدافعة وتفجير شلالات الأمل في ظلمات القنوط (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) .
فلتعظم ثقتنا بربنا , ولنصحح فهمنا لديننا , ولنصدق في تحقيقه , ثم لا يضيرنا ما وراء ذلك , فالله هو المستعان .
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24/09/2002, 06:22 AM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 26/09/2000
مشاركات: 624
الغالي شيروكي/

جزاك الله خير الجزاء على ماتتحفنا به من مواضيع وتذكير بما قد ينساه أو يتناساه المرء,
أقول يتناساه لمجرد خوفي من أن هناك من ألهتهم الدنيا ومافيها عن جمع نصيب الآخره والادخار له فتجدهم يمنون أنفسهم بالتخليد بالدنيا وملذاتها وقد ابتلوا بحب الدنيا عن غيرها.


الموضوع شائك ولانريد الحديث عن الاوقات أو الاشراط بل الواجب علينا الآن هو جمع ما نستطيع من هذه الدنيا من زاد الى ذالك اليوم الغير مسمى لكي نستطيع أن نقابل ربنا بصفاء ونقاء.

جزاك الله خيرا
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27/09/2002, 07:37 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 01/08/2002
المكان: قلبي تولع بالرياض ....
مشاركات: 2,013
الله يجزاك خيــــــــــر ....,
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22/12/2002, 03:51 PM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
آمين يارب العالمين

جزاك الله خيرا اخوي الرزين على تعليقك

وأنت أخي خربوط جزاك الله خيرا
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 01:23 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube