:: المعجزات أزدادت واحدة ! ::
تعلمنا ونحن صغار أن الأقفاص التي نشاهدها في حديقة الحيوانات ( وأنتم بكرامة إيها الأحبة ) وجدت لكي تمنع الوحوش الضارية من تهديد حياة الأنسان وبقاؤه .. وتعلمنا ونحن كبار أن السجون وجدت لكي يتم وضع بعض الأفراد الذين يشكلون خطر على أمن وحياة الأفراد والمجتمع .. لكي نستنتج أن عملية ( العزل ) إي كان شكلها تمارس تجاه إي سلوك غير سوي يمارسه الأنسان أو الحيوان على حد سواء ،،،
يوم بعد آخر نقفز مسافات بعيده في وضع عوائق شتى تقف حائل بين حقيقة الأرض والمجتمع الأسلامي أو في حدود دنيا على مستوى عربي ! حتى أصبحت إي دعوى تتحدث عن وحدة العالم الأسلامي أو العربي مدعاة للسخرية وضرب من ضروب المعجزات ! حتى ان المقولة العربية القديمة التي تصف المعجزات بالثلاث : العنقاء وأن تركب الأسد والخل الوفي .. قد أضيف لها في عصرنا الحالي معجزة رابعة وهي ( العالم العربي ) ! علما أن هنالك معجزتين أثبتتا فشلهما وهما : الخل الوفي .. حيث ثبت بالدليل القاطع أن لك منا خل وفي أو مجموعة أخلاء .. وكذلك أن تركب الأسد .. حيث أثبت بالدليل القاطع من خلال ( السيرك ) أن ذلك ممكن إيضا ! لكي تتبقى أمامنا معجزتين فقط وهما : العنقاء والعالم العربي ! علما أن العنقاء ثبت بالدليل القاطع بأنها أسطورة لا يمكن أن تتحقق على أرض الواقع ويبقى أمامنا أثبات حقيقة العالم العربي سلبا أو إيجابا ،،،
:: يحدث في بعض الأحيان ! ::
قبل عدة سنوات مارس الكيان الصهيوني جريمة أنسانية إلى جوار جرائمه التي لم تعد سجلات التاريخ قادرة على أحصائها عندما باشر الكيان بعملية عزل تعسفية وجائرة ضد أهلنا في فلسطين وعلى أرضهم ! في رسالة تحمل تصور واضح لدى الكيان بعدم إيمانه المطلق في حق أهلنا الفلسطينيين بأن يتمتعوا بقيمتهم الإنسانية وأن مكانهم الطبيعي وفق رؤية الكيان هو وضع الشعب الفلسطيني في حال عدم أبادته بداخل قفص أسمه اللطيف ( سور ) !
شكل قرار ( الجدار الفاصل ) الذي أنشأه الكيان الصهيوني في ذلك الوقت لغطا دوليا من المنظمات الدولية وجمعيات حقوق الأنسان ووسائل الأعلام العالمية نتج عنها سابقة غير معهودة عندما صدر قرار من الجمعية العامة بالأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية مفاده أن الجدار الفاصل يعد أنتهاك ومخالفة لقواعد القانون الدولي وحقوق الأنسان وقد سعت ( الجمعية العربية ) بالأمم المتحدة الى تفعيل القرار إلى إتخاذ اجراءات من خلال مجلس الأمن ولكن كالعادة أصطدمت جهودهم أمام الفيتو الأمريكي في عهد الرئيس جورج بوش الأبن .
:: نحترم القرار .. ولكن من يحترمنا ! ::
عندما يمارس الكيان الصهيوني ممارساته العدوانية فذلك يعود لأنه كيان يعلم جيدا أنه مغتصب وأنه فرض نفسه على أرض الواقع بعدوانه وأجرامه ولكن كيف يمكن أن نفسر موقف الدولة العربية المصرية في توجهها نحو بناء جدار أطلقت عليه ( الفولاذي ) لكي يكون فاصلا بين قطاع غزة والأرض المصرية .. علما أن هذا الجدار لن يمتد إلى الحدود المصرية مع الكيان الصهيوني .. فهو موجه فقط نحو الفلسطينين لاغير !
عندما تتحدث دولتنا العربية في مصر عن قرار بناء ( الجدار الفولاذي ) وتربط ذلك بأنه حق من حقوقها السيادية وأمنها القومي فنحن نحترم ذلك علما أن غزة تعد تاريخيا تابعه للإدارة المصرية !عندما تتحدث عن الخطر الذي يهدد دولة في حجم مصر من مشروع إمارة أسلامية في غزة فنحن نحترم ذلك علما أن جل قيادات هذه الأمارة نشأ وتعلم في مصر ! عندما تتحدث عن التهريب الغير مشروع فنحن نحترم ذلك علما أن التهريب يتم من مصر إلى داخل غزة وليس العكس وبتجارة تفوق قيمتها مليار جنيه مصري سنويا ( إي أن مصر تصدر الى غزة بضائع بهذه القيمة ) ! إجمالا إي مبررات تصوغها أرضنا العربيه في مصر لها كل الأحترام والتقدير ولكن هل ضاقت مصر بأمكانياتها وقدراتها وعقلياتها أن لا تجد حل مع مشروع دولة وشعب عربي مسلم يرتبط بشكل وثيق مع الشعب المصري بأواصر القربى والنسب سوى بناء جدار تصفه بالفولاذي ! هل دولة في حجم ومكانة مصر تبحث عن أستعراض قوة لكي تتجه نحو هكذا قرار وأستخدامها لمفردة ( الفولاذي ) أمام مجرد مدينة أسمها غزة الفلسطينية !
:: قراءة فلسطينية ::
ليس كل ما قيل ( دولة أسلامية ) يعني بالضرورة مشروع إيراني أو مشروع أرهابي قادم ! نحن مسلمين وهذه حقيقة يجب أن لا ننساها .. كما أن دولة مصر حكومة وشعبا هي دولة أسلامية لسنا في حاجة للتأكيد عليها .. وبالتالي لا يليق بنا أن نجعل من مفردة ( الأسلام ) تهمة في بلاد المسلمين !
حكومة ( حماس ) هي حكومة منتخبة وفق الإجراءات التنظيمية التي أعتمدها القانون الدستوري الفلسطيني .. كما أن هذه الحكومة على علاقة مباشرة مع الحكومة المصرية وجميع الحكومات العربية والدولية إيضا بأستثناء الكيان الصهيوني والولايات المتحدة .. فلماذا نحاول إيهام أنفسنا بتجاوز هذه الحقيقة !
لدى حماس شبهة العلاقة مع إيران ! بالرغم أن مصر العربية إيضا لديها علاقة بإيران ! فلماذا يحل الأمر للبعض ويحرم على البعض الآخر ! وأذا ما فرضنا ان العلاقة وثيقة بين حماس وإيران فلا يعني ذلك بالضرورة تبعية حماس لإيران بدليل أن مصر والدول العربية إيضا على علاقة وثيقة بدول العالم أجمع ولكننا لم نتحول إلى أمريكيين أو بريطانيين أو فرنسيين أو مدغشقريين ! مع العلم أننا لم نشاهد ما يثبت حقيقة تبعية حماس لإيران بدليل أن الفكر الرافضي ليس له وجود مطلقا في قطاع غزة ولا مجرد مؤسسات إيرانية للترويج لهذا الفكر .. كما أن الدعم المزعوم من إيران لحركة حماس لم نشاهده سوى في التصريحات الإيرانية المعنوية فقط لاغير ،،،
حركة ( حماس ) هي نتاج نظام سياسي فلسطيني يؤمن بحرية تكوين الأحزاب وفق ضوابط دستوية ومعتمدة لدى الجهات الدستورية الفلسطينية وبالتالي هي ليست حركة غير شرعية .. كما أن محاولة تشبيه حكومة حماس بحركة الحوثيين أو تنظيم القاعدة فيه نوع من الإجحاف .. فهذه الحكومة لم تدعونا إلى أتباع إيران وتبني الفكر الرافضي والتصدي للقوى المعادية لإيران كحركة الحوثي كما أنها لا تكفر الأنظمة وتكفر المجتمعات وتدعوا إلى التغيير بأستخدام القوة كتنظيم القاعدة .. كما أن خطابها السياسي موجه إلى الفلسطينيين بأعتبارها ممثل سياسي لهم ولم نجد حركة حماس تبعث بخطاباتها إلى مصر أو اليمن أو إي دولة عربية .. وبالتالي ليس من المنطق أن نتفهم مفهوم الحزبية بالعالم ومنها الحزب الوطني الديمقراطي الذي يحكم مصر ونأتي الى حماس ونلصق فيها جميع التهم ،،،
من حق حماس أن تدافع عن أرضها وتستخدم الأساليب الكفيلة بأسترداد الأرض .. في تاريخ معاصر وقف العرب والمسلمين مع حق مصر في حرب 73 م وأسترداد كل شبر تراه حقها التاريخي .. ولم تسجل تلك الحرب في تاريخنا انه عدوان مصري على الكيان الصهيوني ! أو أن مصر تهدد السلام والأستقرار العالمي أو أن رايات ( الله أكبر ) التي رفعها أهلنا المصريين على الجبهة هي مشروع حركة أرهابية ،،،
:: قراءة مصرية ::
قام الكيان الصهيوني منذ وجد على ارضنا العربية في فلسطين حتى اللحظة بأغراق مصر بالمخدرات وشبكات الدعارة وتصدير الإيدز والعملات المزورة وشبكات الجاسوسية وعمليات أرهابية في عدوان لم يكن من قبل مجرد ( عصابات صهيونية ) ولكن من قبل ( الحكومة الصهيونية ) في عدوان واضح وصريح ينسف في حالات مشابهة إي علاقات دبلوماسية بين دولتين .. ويمكن الرجوع في ذلك إلى الأعلام والمكتبة المصرية .. ومع ذلك لم نشاهد مجرد شجب أو أستنكار أو حديث عن الخطر الذي يستهدف الأمن القومي المصري ! وهو حق لأحبتنا في مصر بأتخاذ ما يرونه مناسب ولكن نود التذكير أن حماس لم يثبت عليها إي جريمة من الجرائم التي لا زال الصهاينة يمارسونها في أرضنا العربية المصرية بالرغم من اتفاق السلام !
جزيرة شبه سيناء المصرية .. يمنع تواجد إي قطع عسكرية مصرية بالرغم انها على أرض مصرية ! بل هنالك شروط تحدد نوع السلاح الذي يحمله الجندي العربي المصري بناء على المسافة مع حدود الكيان الصهيوني تصل إلى تواجد الجندي المصري دون سلاح على الخط المباشر مع حدود الكيان الصهيوني .. مع العلم أن الكيان الصهيوني لا يخضع لهذه الشروط بالجهة المقابلة ! نحترم قناعة أحبتنا في مصر ولكن هل مفهوم ( السيادة ) تعني فقط قطاع غزة !
تناولت وسائل الأعلام المصرية وكثير من التقارير الرسمية حالات أعتداء من قبل الجيش الصهيوني على أبناء القوات المسلحة المصرية والتي أردت الكثيرين منهم شهداء على أرضهم العربية المصرية كما لا زال الأعلاميين المصريين يتحدثون عن المقابر الجماعية التي دفن فيها جيش الكيان الصهيوني أخواننا من ابناء القوات العربية المصرية .. من حقكم أن تطوى هذه الصفحات ولكن قطاع غزة لم يوجه بندقيته يوما نحو جندي عربي مصري ،،،
:: لا أتمنى ! ::
من حق كل دولة عربية الحفاظ على حدودها وسيادتها ولكن لا أتمنى أن نجعل دوما أعداؤنا هم أبناء قبيلتنا ! ولا أتمنى ان يتحول تفسير الواجب تجاه أهلنا هو الشروع في القضاء عليهم ! ولا أتمنى أن نقف أمام التجاوزات الصهيونية وهو يشير علينا أن فيكم من فعلها مثلي ! ولا أتمنى أن يصل الحال بنا أن تصبح أعظم أعمالنا بناء ( أسوار فولاذية ) فيما بيننا البين !
تبقى مصر العروبة والأسلام حكومة وشعبا في قلوبنا