المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 22/09/2002, 01:59 PM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 17/08/2002
المكان: jordan
مشاركات: 386
جيل الأمل في فلسطين

خرج طلبة فلسطين إلى إجازة العام الدراسي السابق بما لا يحصى من معاناة نفسية واقتصادية نتيجة للظروف التي أوجدها البطش الصهيوني بهم وبوطنهم .. ولم تنتهي المعاناة يوما واحدا ولم يتوقف معدل ارتفاعها وشدتها فلم يعدم الصهاينة وسيلة إلا واستخدمت لتحطيم هؤلاء الأبرياء .. بدأنا العام الدراسي الجديد في 29 – 8 – 2002م ونحن في حالة من الترقب والقلق على طلبتنا خاصة طلبة المدارس ..

الطالب في فلسطين عليه أن يعتمد على نفسه إلى حد كبير؛ عليه أن يكون متيقظ لظروف سير يومه ومستعدا للتصرف بمسؤولية تجاه نفسه وتجاه زملائه في حالات عديدة من بينها بالطبع الحفاظ على حياته ...

في تقرير بثته الإذاعة البريطانية ذكر فيه أن عائلات فلسطينية رفضت هذا العام إرسال أبنائها الطلبة إلى مقاعد الدراسة حفاظا على حياتهم . من جانبي وجدت التقرير غريبا ومبالغا فيه وليس له أي سند من الواقع الذي أشاهده من خلال عملي مع الطلبة كمدرسة أو من خلال أبناء منطقتنا من الطلبة ..

لا الأهالي ولا الطلبة لديهن استعداد لتعطيل العام الدراسي بل على العكس .. رغم ظروفهم فقد أبدو بوضوح وبشكل عملي حرصهم الحقيقي على تحصيل عام دراسي ممتاز ...

الأهالي قاموا بالاستجابة والتعاون مع وزارة التعليم الفلسطينية بنقل أبنائهم الطلبة إلى أقرب مدرسة ممكنة لمنازلهم ؛ وهو الأمر الذي ترجمته وزارة التربية والتعليم باتخاذ إجراءات تعديل جوهرية في عدد ونوع الصفوف المدرسية في كل مدرسة مما يتناسب مع احتياجات المنطقة المحيطة ..

بالنسبة للطلبة وهم العنصر الأهم والغاية من كل ترتيب ؛ فالحق يقال إني فوجئت بمدى التزامهم ورغبتهم بالتعاون معنا لإنجاح العام الدراسي مفاجأة تجعلني في كل مرة أتعامل معهم أشعر برحمة الله الواسعة وبنعمته وفضله علينا في هذا الظرف الذي لم يعد يحتمل مزيد من الضغوط والاخفاقات ..

وإن كان لي أن أستعرض بعض الأمثلة من المحيط الذي أتعامل معه مباشرة ؛ فقد جعلنا أنا وزميلاتي اللقاءات الأولى بالطالبات فرصة لاستشفاف مدى استعدادهن للعام الدراسي الجديد ؛ فلاحظنا استعداد مرضيا ومشجعا ... الطالبات لم يخفين أبدا ضيقهن بالحال واستعراضهن لما تعرضن ويتعرضن له هن وأسرهن من ضغط وآلام ولكن في نفس الوقت كان توجههن نحو عمل كل ما يمكنهن لإنجاح العام الجديد بالرغم مما أبدينه من توقع لمزيد من الضغط ؛ فأظهرهن استعداد مسؤول وواقعي .. كل من التقيت من طالبات وافقنني في أن الجهاد العلمي هو نصيبنا من كفاح شعبنا وأن نجاحهن الدراسي والأخلاقي هو ما سيحملن هدية لأسرهن المعذبة ولأولئك المناضلين من شهدائنا وجرحانا ومعتقلينا ..

قد يعتبر البعض أن هذا كلام إنشائي من قبلي أو مجرد حماس أولي لدى طالباتي سرعان ما سيزول مع بدء بروز العوائق .. وفي الحقيقة فقد كنت أخشى ذلك حقا .. فأنا أعتبر نفسي واقعية ولا أرنو للمبالغة كما أني لا أتوقع ولا يحق لي ولا لأي أحد في الكون توقع أن تكون طالباتنا بطلات فوق العادية وفوق احتمال البشر..

ولكن هذا الخوف والقلق تراجع بشكل ملموس في نفسي وحلّ مكانه الأمل والرضى .. الأمل بالله ورحمته الواسعة والرضى من استقرار حماس الطالبات إلا درجة تجعلك تقتنع بأن هناك قناعة ما ترسخت في ذهن هؤلاء الأبرياء .. قناعة أكبر من أجسادهم الندية البريئة؛ وأكبر من ضغط عدوهم اللئيم

منطقة البيرة التي أعمل بها تتعرض مع رام الله الى مضايقات لا حدود لها على الطرق والحواجز المؤدية لهما الأمر الذي يجعل وصولنا نحن المدرسين والطلبة إلى داخل أو محيط رام الله والبيرة محفوف بالمخاطر .. وفي كل يوم أدخل فيه إلى تلك المنطقة يكون أقل ما أعاني عبر الطريق الجبلي الوعورة الشديدة والغبار الكثيف - الذي من كثرته يلحظ المار رؤوس السائقين بنية اللون أو بيضاء كالعاملين في المحاجر البدائية - وهناك صوت الجرافات اللعين والذي يثير أعصاب المارة وهو يخرج من حوافر تلك الجرافات الصهيونية التي تعمل على حفر الخندق الكبير الذي سيبنى فيه صور كبير سيجعل مرورنا من الجبل - ربما – مستحيل ... ورغم ذلك لم نتوقف يوما عن الدخول إلى رام الله والبيرة إلا عندما يفرض نظام منع التجول الكامل هناك ..

فنظام منع التجول يفرض بين يوم وآخر داخل الأسبوع الواحد على كامل رام الله والبيرة ومناطق أخرى ويستمر المنع ليوم أو ثلاثة بشكل متواصل ثم يفتح لساعات ليعاودوا المنع ربما بعد يوم واحد فقط من فتحه .. وهنا لن أتطرق للوضع الاقتصادي والتجاري البالغ الخطورة والخسائر الفادحة التي وصلت لحد انقطاع تام لدخل أسر بكاملها ؛ ولكني سأتحدث عن طلبتنا ..

الطلبة يقودون معركتهم التعليمية بمسؤولية ؛ فطالباتي على سبيل المثال يحملن برنامج الدروس اليومي المؤقت يوم بيوم وعندما يكون هناك منع للتجول في اليوم التالي فهن يعتبرن البرنامج الموجود معهن تلقائيا برنامج اليوم الأول لعودتهن للمدرسة بغض النظر عن اسم هذا اليوم .. والامتحان المقرر لمادة ما يعطى في موعده المحدد وتحت أي ظرف – أقصد هنا قصف أو مشاكل بدون منع للتجول – فإن منع التجول فيكون الامتحان في اليوم الأول للدوام .. إن ما يدفعني للرضى عن أداء طالباتي أنهن متعاونات بشكل حقيقي فلم ألمس ذلك التذمر أو التذرع بالظروف السياسية الصعبة التي كن يتذرعن بها في العام السابق .. أما عن مستوى الأداء في الامتحانات فهو حتى الآن مشرف وعالي المستوى على الرغم من أني جعلت الامتحان أكثر زخما عن عادتي في ذلك حتى أختبر جدية الدراسة لدى الطالبات وحتى أجد نفسي واثقة مما أنقل لكم في هذا التقرير ..

في 3-9-2002م فوجئنا طلبة ومدرسين في منطقة رام الله والبيرة بفرض الجيش الصهيوني لنظام منع التجول الصارم ونحن ما نزال في الحصة الثانية من الدوام المدرسي .. الشيء الايجابي الذي حدث هنا هو أن الطالبات برغم سماعهن الخبر عبر مكبرات الصوت إلا أنهن لم يفزعن أو يثرن ضجة تذكر بل على العكس كان غالبيتهن يبتسمن بشكل رائع .. وعلق الكثير منهن بالقول :" هذا صوت الباعة المتجولون .. ليس إلا " .. وتم إكمال اليوم الدراسي إلى نهايته ومن ثم عاد كل منا إلى منزله وكان الكثير منا يسير وحيدا في الشوارع الممنوع التجول فيها

طلبة مخيم الجلزون الذين مروا بأيام مؤلمة وهم يودعون شهيدا عزيزا في المخيم .. تعرضت مدرستهم لعملية تخريب متكررة هذا العام أيضا .. في العام السابق كانت قد تحولت مدرستهم لمعتقل ودمر أجزاء من الصور المدرسي والبوابة والملعب .. وتم العبث بالملفات .. في هذا العام وقبل بداية الدوام بأسبوع أعاد الجيش تدمير البوابة .. وفي هذه الأيام يراقب الطلبة العدوان على مدارسهم بما يرون من الطلقات العديدة التي تملأ البوابات ومحاولات اقتحام لغرف الادارة .. وتذكر لي أمينة ابنة الصف الخامس كيف كانت تنتظر مع رفيقاتها حتى يقوم آذن المدرسة بفتح البوابة التي عطلتها رصاصات الجيش فجعلت من الصعوبة فتحها بشكل طبيعي .. وفي يوم 15 – 9 – 2002م فوجيء طلبة مدارس مخيم الجلزون بالمجنزرات والدوريات العسكرية الصهيونية تطلق الرصاص عليهم لتمنعهم من التقدم نحو مدارسهم ولتعيدهم بالقوة ولتجعل مجموعة الطلاب والطالبات الذين جاؤوا مبكرا رهائن محتجزين داخل غرف المدرسة .. وعندما تستمعوا إلى شهادات الطلاب الذين ذكروا كيف حاول رفاق لهم الدخول للمدرسة من مكان خلف الدبابات والمجنزرات متحدين المارد الشرير في مشهد بالغ التأثير .. ستجدون أن معي كثير من الحق أن أسمي هؤلاء الطلبة والطالبات " جيل الأمل " ...



ربيحة علان علان

18- 9 – 2002م

رام الله – فلسطين

[email protected]
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22/09/2002, 08:33 PM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 10/09/2002
المكان: على ألارض
مشاركات: 107
اللهم انصرهم على عدوه

اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23/09/2002, 04:56 PM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 17/08/2002
المكان: jordan
مشاركات: 386
اشكرك اخوي عابد على تفاعلك مع الموضوع واتمنى انه نال الاعجاب
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 03:50 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube